مؤتمر فتح يختتم أعماله بـ «الرؤوس اليابسة»

البرغوثي يحصد أعلى الأصوات في المركزية والرجوب يعزز قوته.. وقيادة جديدة لغزة

الرئيس محمود عباس يدلي بصوته في انتخابات اللجنة المركزية في مقر الرئاسة (المقاطعة) (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس يدلي بصوته في انتخابات اللجنة المركزية في مقر الرئاسة (المقاطعة) (أ.ف.ب)
TT

مؤتمر فتح يختتم أعماله بـ «الرؤوس اليابسة»

الرئيس محمود عباس يدلي بصوته في انتخابات اللجنة المركزية في مقر الرئاسة (المقاطعة) (أ.ف.ب)
الرئيس محمود عباس يدلي بصوته في انتخابات اللجنة المركزية في مقر الرئاسة (المقاطعة) (أ.ف.ب)

فاخر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، (أبو مازن)، بنجاح حركة فتح في الحفاظ على القرار الوطني المستقل، في إشارة، على ما يبدو إلى تدخلات دولية ، قائلا بشيء من الانفعال، مستخدما تعبيرا شعبيا عن العناد والتمسك بالموقف: «لا أحد يملي علينا شي.. كلنا روس يابسه».
وقال عباس إن الجهاد الأصغر انتهى بانتهاء مؤتمر فتح السابع، وبدأ ما عده الجهاد الأكبر. وأضاف الرئيس الفلسطيني في كلمة قصيرة ألقاها في الجلسة الختامية لمؤتمر فتح أمس: «إن نجاح حركة فتح، مفجرة الثورة والانتفاضة وقائدة المشروع الوطني وحامية القرار المستقل، هو انتصار لفلسطين وشعبها، ولمنظمة التحرير وفصائلها وقواها، وإسهام هام في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني».
واعتبر عباس أن المؤتمر السابع اكتسب في تاريخ الحركة موقعا بالغ الأهمية، ويشكل محطة مفصلية في مسيرتها، كما وضع أرضية، وكرس التوجه نحو توسيع قاعدة المشاركة في هيئات الحركة وتجديد شبابها.
وقال: «من المؤكد أن ما سجله المؤتمر من نجاح وما عكسته برامجه من دلالة على قدرة حركتنا على تحديد المهمات، واعتماد طرائق العمل المناسبة، سيقوي عزيمة شعبنا في نضاله ضد الاحتلال، ويدعم منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، في جولات النضال السياسي والدبلوماسي الذي تخوضه في ساحات العالم». وتعهد عباس بأن يكون عام 2017، عام إنهاء الاحتلال، وأن هذا ما تسعى له حركة فتح.
وفاخر أبو مازن بنجاح فتح في الحفاظ على القرار الوطني المستقل، في إشارة، على ما يبدو إلى تدخلات عربية، قائلا بشيء من الانفعال، مستخدما تعبيرا شعبيا عن العناد والتمسك بالموقف: «لا أحد يملي علينا شي.. كلنا روس يابسه».
ووصف عباس «الحِمل» بالثقيل، وقال: إنه بحاجة إلى تكاتف الجميع. وخاطب الحضور قائلا: «تذكروا أن ما أنجزتموه هو الجهاد الأصغر وأمامنا مهمة أن نخوض الجهاد الأكبر».
وتابع: «لقد جربونا 50 عاما جربونا.. ونحن لها». وهنأ عباس جميع الفائزين في الانتخابات، وكذلك من لم يفوزوا.
وكان مؤتمر فتح اختار قيادة جديدة للحركة، بعد نحو 7 سنوات على مؤتمرها السادس. وقد صوت الفتحاويون في هذا المؤتمر، للأسير المعتقل في السجون الإسرائيلية، مروان البرغوثي، ليكون على رأس منتخبي اللجنة المركزية الـجديدة، بعدما حصل على 930 صوتا من أصل نحو 1100 صوت، في مؤشر قوي على ما يحظى به البرغوثي من حضور داخل حركة فتح، ويرى فيه الكثيرون الخليفة الأقوى للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من جهته، ظهر عباس سعيدا بتقدم البرغوثي، إذ أجرى اتصالا هاتفيا بزوجة البرغوثي، فدوى، فجر الأمس، وأبلغها بنتيجة التصويت التي وصفها بدليل على وفاء الحركة.
وقالت البرغوثي، التي حصدت بدورها، أعلى الأصوات في انتخابات المجلس الثوري لفتح، إن عباس كان أول من أبلغها بتقدم زوجها على الجميع.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد اعتقل البرغوثي (57 عاما)، في العام 2002، بتهمة قيادة الانتفاضة الثانية التي اندلعت العام 2000، وحكم عليه بالسجن المؤبد أربع مرات، إضافة إلى 40 عاما أخرى.
ويطلق الإسرائيليون على البرغوثي «عرفات الصغير»، في إشارة إلى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وكانوا يعدونه ذراع عرفات اليمنى في توجيه الانتفاضة.
ويرى مناصرو البرغوثي، الذين يعتبرونه مانديلا فلسطين، أنه الأحق بخلافة عباس، وكانوا يرون أنه الأحق بخلافة عرفات نفسه.
وكان البرغوثي رشح نفسه في مواجهة عباس في الانتخابات التي جرت في 2005، لكنه انسحب تحت تأثير ضغوط كبيرة مورست عليه وتحذيرات من أن يؤدي ذلك إلى شق الحركة.
ويراهن تيار البرغوثي، على أن انتخابه نائبا لعباس في هذه المرحلة، سيساهم في الضغط على إسرائيل للإفراج عنه. لكن مسؤولين كبارا في فتح، لا يجاهرون برأيهم، يعتقدون أن تهيئة الأجواء لتسلم البرغوثي الرئاسة وهو في سجنه، مسألة غير عملية وغير ممكنة أصلا.
وتلا البرغوثي في ترؤس قائمة المنتخبين، جبريل الرجوب، وهو مؤسس جهاز الأمن الوقائي في الضفة الغربية، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم. وحصل الرجوب على 878 صوتا. والرجوب هو أحد صقور الحركة، والأسماء المرشحة بقوة في فتح ليصبح نائبا لعباس، وهو بخلاف آخرين في اللجنة المركزية، العدو التقليدي اللدود للقيادي المفصول من فتح، محمد دحلان، الذي طوى المؤتمر بشكل مؤقت صفحته، على الرغم من تدخلات عربية من أجل إعادته.
وعاد إلى المركزية كذلك، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير صائب عريقات، والمفاوض السابق والاقتصادي محمد اشتية، ومسؤول الشؤون المدنية حسين الشيخ، ومسؤول العضوية جمال محيسن، ومفوض التعبئة والتنظيم محمود العالول، ورئيس جهاز المخابرات السابق توفيق الطيراوي، ومسؤول ملف المصالحة، عزام الأحمد، وابن شقيقة عرفات، المندوب السابق في الأمم المتحدة، ناصر القدوة، والمسؤول عن التواصل مع المجتمع الإسرائيلي محمد المدني، ومسؤول العلاقات الدولية، عباس زكي.
ودخلت إلى المركزية لأول مرة، وجوه جديدة، تمثلت في وزير التربية والتعليم صبري صيدم، وهو ابن أبو صبري صيدم عضو المركزية الذي قضى في الستينات، ومستشار عباس العسكري الحاج إسماعيل جبر، والقيادي الفتحاوي المعروف في غزة، أحمد حلس، ورئيس المجلس التشريعي السابق روحي فتوح، الذي شغل منصب الرئيس المؤقت بعد وفاة عرفات، وسمير الرفاعي المسؤول الكبير في إقليم سوريا، وامرأة واحدة هي دلال سلامة، النائب السابق في المجلس التشريعي، وهي من مخيم بلاطة في نابلس.
ومن بين جميع الذين فازوا، يوجد 5 من غزة، 4 منهم جدد، وهم جبر وصيدم وحلس وفتوح، ويشكلون معا، قيادة جديدة في وجه دحلان الذي له مريدون في القطاع، وسببوا الكثير من المشكلات لفتح.
أما أبرز الذين فشلوا في الوصول إلى المركزية مرة ثانية، فكانوا نبيل شعث، القيادي القديم في فتح، والطيب عبد الرحيم، أمين سر الرئاسة الفلسطينية، وأحمد قريع، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وأحد كبار مساعدي عرفات، وصخر بسيسو القيادي من غزة، وسلطان أبو العينين مسؤول ساحة لبنان سابقا.
كما فشل أي من جيل الشباب، وبعضهم ترشح بقوة للمركزية، ومن بينهم فهمي الزعارير، الذي كان أمين سر المجلس الثوري وأحد قادة الشبيبة الفتحاوية.
ويفترض أن تبدأ اجتماعات المركزية فورا، إذ يعين الرئيس الفلسطيني 4 آخرين إلى قائمة الـ18 المنتخبين، ويعتقد أن يأخذ بعين الاعتبار تعيين أشخاص من القدس والخارج وعناصر نسوية أخرى.
وكان المؤتمر منح عضوية شرف لثلاثة أعضاء جرى تعيينهم سلفا في المركزية، وهم فاروق القدومي، وأبو ماهر غنيم، وسليم الزعنون، وهم من الجيل الأول في الحركة.
ومع إعلان قوائم الفائزين، أسدل المؤتمر الستار أمس، على 6 أيام من النقاشات الطويلة، بدأت بانتخاب عباس قائدا عاما للحركة، ونوقش فيها ملفات مختلفة وصولا لوضع برنامج سياسي للسنوات القادمة، وانتهاء بانتخاب قيادة جديدة للحركة، ممثلة باللجنة المركزية والمجلس الثوري.
وأقر المؤتمر وثيقة قدمها الرئيس عباس تمثل البرنامج السياسي، وأهم ما فيه، التمسك بالسلام، وحل الدولتين، وإنهاء الاحتلال، واعتبار عام 2017 عام إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة إلى جانب إسرائيل، وحل عادل متفق عليه للاجئين، وحل قضايا الوضع النهائي، ورفض الحلول الانتقالية والوطن البديل أو إبقاء الأوضاع كما هي عليه، ورفض الدولة اليهودية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.