السعودية وقطر والإمارات وتركيا تطالب بجلسة طارئة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا

رفضوا التوقيع على رسالة لممثلي كندا وكوستاريكا واليابان وهولندا وتوغو

السعودية وقطر والإمارات وتركيا تطالب بجلسة طارئة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا
TT

السعودية وقطر والإمارات وتركيا تطالب بجلسة طارئة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا

السعودية وقطر والإمارات وتركيا تطالب بجلسة طارئة للأمم المتحدة لمناقشة الوضع في سوريا

دعت السعودية وقطر والإمارات وتركيا إلى عقد جلسة عامة رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا، معتبرة أن الظروف المرعبة في سوريا تبرر الدعوة إلى عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة.
وقررت ممثليات السعودية وقطر والإمارات وتركيا لدى الأمم المتحدة عدم التوقيع على رسالة لممثلي كندا وكوستاريكا واليابان وهولندا وتوغو، موجهة إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، وتدعو إلى عقد جلسة عامة رسمية للجمعية العامة حول الوضع في سوريا، معتبرة أن الظروف المرعبة في سوريا تبرر الدعوة إلى عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر مساء أمس (السبت) عن الوفود الدائمة للسعودية وقطر والإمارات وتركيا في الأمم المتحدة.
وقال البيان: «نرحب برسالة الممثلين الدائمين لكندا وكوستاريكا واليابان وهولندا وتوغو لدى الأمم المتحدة، التي دعوا من خلالها، وبالنيابة عن 74 دولة عضوًا في الأمم المتحدة، إلى عقد جلسة عامة رسمية للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الوضع في سوريا تحت البند 31».
وأضاف البيان أن «الرسالة التي وجهت إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة جديرة بالثناء، ونحن نؤمن بأن الجمعية العامة عليها مسؤوليات يجب أن تقوم بها فيما يتعلق بالمحافظة على السلام والأمن العالمي. ومع ذلك، فإننا، الموقعون على هذا البيان، وبعد النظر بعناية إلى المبادرة، قررنا عدم التوقيع على الرسالة. فسفك الدماء المستمر في سوريا والوضع الإنساني المرعب في حلب يعد مبررًا للدعوة إلى عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة لتقديم توصيات حول المسائل المتعلقة بالسلام والأمن العالمي في ظل عدم قدرة مجلس الأمن على ذلك بسبب عدم توفر حالة الإجماع».
وأشار البيان إلى أن «الجلسة الخاصة الطارئة ستبرز وضعًا طارئًا أو أزمة معينة يجب ألا يكون التعامل معها كأي وضع آخر معتاد، ولكن كوضع مثير للقلق وخطير ويستحق معالجة مميزة من الجمعية العامة. ومن وجهة نظرنا، فإن هذه هي طبيعة الوضع في سوريا وبشكل خاص منطقة حلب المحاصرة».
وأضاف البيان: «شهدنا في الأسابيع الأخيرة إطلاق العنان الشديد للعدوان العسكري على حلب والمناطق المجاورة لها مع عواقب وخيمة على المدنيين. فالتقارير تشير إلى أن المئات من المدنيين، إما أنهم قتلوا أو أصيبوا أو تأثروا من الهجوم الذي لا هوادة فيه على شرق حلب. فلا توجد مستشفيات تعمل في شرق حلب وقادرة على معالجة الناجين من الموت».
وأفاد البيان بأن وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق المساعدات الطارئة «قدم أخيرًا تقريرًا عن أن مليون سوري تقريبًا يعيشون تحت الحصار، ويجري عزل المدنيين وتجويعهم وقصفهم وحرمانهم من العناية الطبية والمساعدات الإنسانية. مما يعد قسوة متعمدة، حيث تفاقم معاناة الناس وتدمير وهزيمة سكان مدنيين لا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم من أجل تحقيق مكاسب سياسية وعسكرية وفي بعض الحالات اقتصادية. بالإضافة إلى أن الهجمات على البنى التحتية المدنية وبشكل خاص المستشفيات والمدارس أصبحت أمرًا شائعًا. ومثل هذه الهجمات تعد مخالفة للقانون الإنساني الدولي، كما أنها قد ترقى إلى جرائم حرب طبقًا للأمين العام للأمم المتحدة».
وخلص البيان إلى القول: «بالنظر إلى كل هذه الظروف المرعبة، فإننا نؤمن بقوة بأن الدعوة إلى عقد جلسة خاصة طارئة للجمعية العامة، هي أمر مبرر، وهذا أمر يستحقه الشعب السوري منا جميعًا».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.