احتفالية بمنجز فاروق شوشة شاعرًا وإعلاميًا ولغويًا

احتفل قصر ثقافة دمياط أخيرًا بمسيرة الشاعر المصري الراحل فاروق شوشة، ابن المحافظة الذي رحل في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، بعد رحلة عطاء متنوعة في الشعر والعمل الثقافي والإعلامي العام، وحراسة اللغة العربية عبر برنامجه الإذاعي الشهير «لغتنا الجميلة».
حضر الاحتفالية إسماعيل عبد الحميد طه محافظ دمياط، والدكتور إيهاب الزهري رئيس إقليم شرق الدلتا الثقافي، وفؤاد شوشة شقيق الشاعر الراحل، وكوكبة من أدباء وشعراء المحافظة والأقاليم الأخرى.
وبدأت الاحتفالية بعرض فيلم تسجيلي للمخرج أيمن عبد الحميد، بعنوان «فارس اللغة العربية.. فاروق شوشة»، عن السيرة الذاتية للشاعر الراحل، وأبرز برامجه الإذاعية والتلفزيونية، وآرائه في اللغة والإعلام والشعر. وشهد الحفل توزيع كتاب «فاروق شوشة.. المسيرة والعطاء» الذي قام بإعداده، وساهم فيه، الشاعر سمير الفيل. وأعلن إيهاب الزهري عن إطلاق اسم الشاعر الراحل على مكتبة قصر ثقافة دمياط وصالون دمياط الأدبي، وكذلك تنظيم مسابقة أدبية سنوية باسمه تشمل محافظات الإقليم الأربع، وتقدم الجوائز بمدينة دمياط، وإطلاق اسمه على الدورة الحالية لمؤتمر الإقليم الأدبي.
ومن جهته، أعلن محافظ دمياط عن إطلاق اسم فاروق شوشة على الطريق الغربي لرأس البر، وهو أحد أهم الطرق الرئيسية بالمحافظة، كنوع من التكريم لعطائه الخصب. وقدم إقليم شرق الدلتا الثقافي درعًا يحمل اسم فاروق شوشة لشقيقه فؤاد شوشة، ثم منحت الهيئة العامة لقصور الثقافة درعًا خاصًا لأسرة الراحل أيضًا.
وشهد الحفل أمسية شعرية ألقى خلالها عدد من الشعراء مختارات من شعر الشاعر الراحل، كما أقيمت حلقة بحثية قدمت فيها شهادات ودراسات نقدية عن شعره ودوره في العمل الثقافي العام، شارك فيها عدد من النقاد والشعراء من دمياط، وضيوف الأمسية.
ويعد فاروق شوشة أحد الشعراء اللافتين في الشعرية الكلاسيكية العربية، ومن أشهر دواوينه: «في انتظار ما لا يجيء»، و«سيدة الماء»، و«يقول الدم العربي».
وقد دخل الراحل في نسيج الوجدان العام عبر برنامجه الإذاعي الشهير «لغتنا الجميلة» الذي أسهم في وصل قطاعات واسعة من الجمهور العربي باللغة الأم، كما اتسم البرنامج بأداء صوتي مميز لشوشة تمتع بالسلاسة والجمال، إضافة إلى برنامجه التلفزيوني «سهرة ثقافية».
ولد الشاعر الراحل في قرية الشعراء بمحافظة دمياط، عام 1936، وبدأ حياته التعليمية بحفظ القرآن في كُتّابِ القرية، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في محافظتهِ دمياط، ثم التحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة، ضمن أول دفعة تلتحق بالكلية من حملة التوجيهية (الثانوية العامة الآن)، عام 1952. وبعد تخرجه عام 1956، التحق بكليةِ التربية في جامعة عين شمس للحصول على الدبلوم العامة في التربية وعلم النفس، وتخرج فيها عام 1957، ليعمل بعد تخرجه مدرسًا للغة العربية في مدرسة النقراشي النموذجية الإعدادية بالقاهرة، ثم مذيعًا في الإذاعة المصرية ومقدمًا للبرامج. وظل يتقلب في المناصب الإذاعية حتى أصبح رئيسًا للإذاعة المصرية في عام 1994، وقد شغل هذا المنصب حتى بلوغه سن المعاش في عام 1997.
وخلال عمله الطويل في الإذاعة، أصبح رئيسًا للجنتي النصوص الغنائية والاستماع باتحاد الإذاعة والتلفزيون، وعضوًا في مجلس الأمناء، وأستاذًا للإلقاء والتذوق الأدبي في معهد الإذاعة والتلفزيون، كما انتخب رئيسًا لجمعية المؤلفين والملحنين (1994 - 2000) ورئيسًا لاتحاد الكتاب المصريين (1998 - 2000)، وسكرتيرًا عامًا للمجمع اللغوي المصري.
وحصل فاروق شوشة على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1986، وجائزة محمد حسن الفقي 1994، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب سنة 1997، كما حصل على جائزة كفافيس الدولية عام 1991، وحاز جائزة النيل من الدولة، وهي أعلى وسام يتم منحه للأدباء في مصر، وذلك عام 2016.

«أدب السجون»... قصائد مهرّبة وسرد مثقل بالشوق للحرية

أعاد فوز الكاتب الفلسطيني باسم الخندقي الذي يقضي سجناً بالمؤبد مدى الحياة في السجون الإسرائيلية…