ترامب يغضب الصين بخرقه البروتوكولات الأميركية قبل تنصيبه رئيسًا

ترامب يغضب الصين بخرقه البروتوكولات الأميركية قبل تنصيبه رئيسًا
TT

ترامب يغضب الصين بخرقه البروتوكولات الأميركية قبل تنصيبه رئيسًا

ترامب يغضب الصين بخرقه البروتوكولات الأميركية قبل تنصيبه رئيسًا

أعلنت وزارة الخارجية الصينية اليوم (السبت)، أن بكين «احتجّت رسميًا» لدى الولايات المتحدة بعد المكالمة الهاتفية التي أجراها الرئيس المنتخب دونالد ترامب مع رئيسة تايوان تساي اينغ-وين، مطالبة واشنطن باحترام مبدأ «الصين الواحدة».
وقالت الخارجية الصينية في بيان «أرسلنا بالفعل احتجاجًا رسميًا إلى الجهة الاميركية ذات الصلة، نصر على أنّه ليس هناك سوى صين واحدة وأنّ تايوان جزء لا يتجزأ من الاراضي الصينية».
ويشكل الاتصال الهاتفي الجمعة بين ترامب ورئيسة تايوان قطيعة واضحة مع 40 عاما من الدبلوماسية الاميركية.
وأصرت الخارجية الصينية على أن «حكومة جمهورية الصين الشعبية هي الحكومة الوحيدة الشرعية الممثلة للصين، هذه حقيقة يعترف بها المجتمع الدولي وهي الأساس السياسي للعلاقات الصينية-الأميركية».
وبذلك يكون الرئيس المنتخب ترامب، قد خرق، سياسة دبلوماسية تعتمدها بلاده منذ عقود في تعاملها مع كل من تايوان والصين، لدى تحدثه هاتفيًا مع رئيسة تايوان، حسبما أعلن فريقه. الأمر الذي أثار غضب الصين.
ونقلت قناة «فينكس» التلفزيونية ومقرها هونغ كونغ عن وزير الخارجية الصيني، وانغ يي، قوله، اليوم، إن مكالمة ترامب مع رئيسة تايوان «عمل تافه» من قبل تايوان.
وقال فريق ترامب في بيان إن الرئيس المنتخب ورئيسة تايوان تطرقا إلى «العلاقات الوطيدة في مجال الأمن والاقتصاد والسياسية بين تايوان والولايات المتحدة».
وتبادل ترامب، الذي انتخب في 8 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، ويتسلم مهماته في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، ورئيسة تايوان التي انتخبت في مايو (أيار)، «التهاني»، حسبما جاء في البيان.
ودافع الرئيس المنتخب ليل أمس، في سلسلة من التغريدات، على المحادثة الهاتفية مع رئيسة تايوان.
وفي مواجهة الانتقادات التي أثارتها هذه المحادثة الهاتفية، كتب ترامب في تغريدة أولى على «تويتر»: «رئيسة تايوان اتصلت بي اليوم، (الجمعة) لتهنئتي على فوزي بالرئاسة. شكرًا». وأضاف في تغريدة ثانية: «من المثير كيف أن الولايات المتحدة الأميركية تبيع تايوان معدات عسكرية بمليارات الدولارات، وبالمقابل ينبغي علي أنا ألا أقبل (بالرد) على اتصال للتهنئة».
وأشار بيان فريق الرئيس الأميركي المنتخب إلى أن ترامب تحادث أيضًا هاتفيًا أمس، مع كل من الرئيس الأفغاني أشرف غني، ورئيس الفلبين الشعبوي رودريغو دوتيرتي، ورئيس وزراء سنغافورة لي سين لونغ.
واتصال رئيس أميركي منتخب لم يتسلم حتى الآن مهامه بزعيم تايواني، هو أمر غير مسبوق منذ 1979، وهو العام الذي انقطعت العلاقات الدبلوماسية بين تايبيه وواشنطن.
وتدعم واشنطن منذ سبعينات القرن الماضي سياسة الصين الواحدة، أي منذ استئناف الحوار بين الرئيس الأميركي آنذاك ريتشارد نيكسون، ونظيره الصيني ماو تسي تونغ، الذي تلاه اعتراف رسمي ببكين عام 1978، وإغلاق سفارة الولايات المتحدة في تايوان في العام التالي.
ويأتي اتصال ترامب برئيسة تايوان، الذي يخرق قواعد البروتوكول خلال المرحلة الانتقالية للسلطة، بعد اتصاله هذا الأسبوع برئيس الوزراء الباكستاني، نواز شريف وإشادته به، وهو ما شكل مفاجأة للدبلوماسيين.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.