هل اللعب في أوروبا يضر بالأندية الكبرى في القارة؟

فرق الصدارة في إنجلترا وألمانيا استفادت من الغياب عن المنافسات الأوروبية

فريق تشيلسي استفاد من عدم اللعب أوروبياً وتصدر الدوري الإنجليزي (رويترز)
فريق تشيلسي استفاد من عدم اللعب أوروبياً وتصدر الدوري الإنجليزي (رويترز)
TT

هل اللعب في أوروبا يضر بالأندية الكبرى في القارة؟

فريق تشيلسي استفاد من عدم اللعب أوروبياً وتصدر الدوري الإنجليزي (رويترز)
فريق تشيلسي استفاد من عدم اللعب أوروبياً وتصدر الدوري الإنجليزي (رويترز)

لا يشارك الناديان المتصدران لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز بأي بطولات أوروبية، وكذلك الحال مع 5 من الأندية الستة الأولى بجدول ترتيب أندية الدوري الألماني الممتاز، فماذا يعني هذا الأمر؟
جاء الهدف الأول لكريستيان إريكسون لاعب توتنهام بالدوري الممتاز هذا الموسم (من الركلة الـ40 له باتجاه المرمى) لينهي مسيرة تشيلسي بشباك نظيفة على مدار 6 مباريات. ومع ذلك، لم يفلح الهدف في وقف مسلسل انتصارات تشيلسي الذي يتصدر جدول ترتيب أندية الدوري الممتاز بعد 7 انتصارات متتالية، الأمر الذي جعل الفريق يبدو حاليًا مختلفا تمام الاختلاف عن الصورة التي كان عليها منذ 12 شهرًا فقط خلال مباراته أمام توتنهام.
اليوم يمر عام كامل على ذهاب تشيلسي إلى استاد «وايت هارت لين». وخلال ذلك اللقاء، كان حارس مرمى الفريق، أسمير بيغوفيتش، رجل المباراة الأول بامتياز. وانتهى اللقاء بالتعادل دون أهداف، ليبقى تشيلسي بـ15 نقطة فقط من 14 مباراة. على النقيض، نجد أنه خلال هذا الموسم، حصد تشيلسي 31 نقطة من 13 مباراة، مما يكشف حجم التحول الهائل في أداء الفريق. منذ عام مضى، بلغ فارق الأهداف الخاص بتشيلسي (-6) الآن تحول إلى 19 بالإيجاب. وعندما رحل جوزيه مورينيو عن النادي في ديسمبر (كانون الأول)، كان تشيلسي في المركز الـ16. إلا أنه حال نجاحه في هزيمة مانشستر سيتي على استاد «الاتحاد» غدا، فإن هذا سينقله 4 نقاط على رأس جدول ترتيب أندية الدوري.
بطبيعة الحال، يقف وراء هذا التحسن الهائل عدد من الأسباب؛ منها تغيير المدرب، وخطة اللعب، والتشكيل الأساسي. إلا أنه على رأس أبرز العوامل، يأتي غياب المشاركة في البطولات الأوروبية.
من جانبه، اعترف نجم تشيلسي وصانع ألعابه إدين هازار بهذا الأمر بقوله: «العام الماضي، كنا نمر بمرحلة تعافٍ، لذا لم نكن مستعدين للمنافسة. أما الآن، فقد اختلف الوضع».
كانت مباراة تشيلسي أمام توتنهام، في نوفمبر (تشرين الثاني) العام الماضي، هي المواجهة الـ22 لهما خلال الموسم، بينما كانت المواجهة التي خاضاها على استاد «ستامفورد بريدج» السبت الماضي، المواجهة الـ16 لهما هذا الموسم. وتأتي حقيقة أن أقرب منافسيهم على مستوى الدوري الممتاز، ليفربول، تمتع هو الآخر بمزيد من الوقت للراحة والتدريب نتيجة عدم ارتباطه بالتزامات أوروبية، لتعزز الادعاء القائل بأن البطولات الأوروبية تشكل عقبة تزداد صعوبة يومًا بعد آخر. وتنطبق الحجة ذاتها على منافسة ليفربول على اللقب في موسم 2013 - 2014، ونجاح ليستر سيتي المذهل الموسم الماضي.
اللافت أن الأمر ذاته واضح عبر مختلف أرجاء أوروبا. في الواقع، لم تتضرر أندية الدوري الممتاز بالمشاركة في أوروبا بالقدر ذاته الذي عانت منه أندية أخرى بالقارة. ويتجلى ذلك، على سبيل المثال، في حقيقة أن نصف الأندية الستة الأولى بجداول ترتيب الأندية في كبرى بطولات الدوري الأوروبية هذا الموسم لم تشارك ببطولات أوروبية: تشيلسي وليفربول بالدوري الإنجليزي الممتاز، وريال سوسييداد في إسبانيا، و3 أندية بالدوري الفرنسي، و4 بالدوري الإيطالي، و5 من 6 بالدوري الألماني.
وفي الوقت الذي يرحب فيه غالبية المشجعين بوجود قدر أكبر من المنافسة على صعيد بطولات الدوري المحلية، فإن هذا التوجه يحمل وراءه تداعيات مثيرة للقلق. ومن بين المخاوف على هذا الصعيد اتجاه الأندية شديدة الثراء نحو ضخ مزيد من المال داخل فرقها بحيث تتمكن من المنافسة على الصعيدين الداخلي والأوروبي. ويكمن خطر آخر في تفضيل الأندية إنهاء موسم الدوري بالمركزين السابع أو الثامن بدلاً من الخامس أو السادس. وبالتأكيد ستكتسب فكرة التدوير الفاعل بين اللاعبين أهمية كبرى، مع إنفاق أموال أكبر على أجور اللاعبين.
ومع ذلك، فإن المال ليس بمقدوره توفير الوقت اللازم للتدريب؛ وهنا تحديدًا يبدو أن تشيلسي وليفربول يجنيان الإفادة الكبرى من وراء عدم المشاركة في منافسات أوروبية.
من جانبه، قال هازار: «نبذل كثيرا من المجهود التكتيكي، ونهتم بمراجعة المباريات المصورة عبر الفيديو، ويعتمد الأمر برمته على الفريق الذي سنواجهه. ونفعل كل ما بوسعنا كي نكون مستعدين».
من ناحية أخرى، من الواضح أن الاستعدادات التي يتخذها كونتي تحقق نتائج طيبة، بجانب أن لاعبيه يبدون في حالة بدنية أفضل هذا الموسم. وقد سجلوا 12 هدفًا بداية من الدقيقة الـ60 من المباراة لما بعدها خلال هذا الموسم، مقارنة بـ19 فقط على مدار الموسم السابق بأكمله. واللافت أن الأندية الأولى من حيث تسجيل الأهداف خلال نصف الساعة الأخير من المباريات على مدار الموسم الماضي، كانت ليستر سيتي وتوتنهام (الذي لم يكن مشاركًا بأوروبا) وساوثهامبتون (الذي كانت مشاركته بالدوري الأوروبي قد انتهت بحلول أغسطس/ آب).
من جانبه، يستعد تشيلسي حاليًا لرحلة لمواجهة مانشستر سيتي، في ظل خروج الفريقين من بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، مما يتيح أمامهما أسبوعا كاملا للاستعداد للقاء السبت. وبمقدور الفوز تتويج أي من الناديين على رأس الدوري الممتاز، لكن إذا تمكن تشيلسي من البقاء داخل دائرة المنافسة حتى انطلاق مباريات التصفيات ببطولة دوري أبطال أوروبا في فبراير (شباط) المقبل، فإن غيابه عن كرة القدم الأوروبية قد يلعب دورًا حاسمًا في اقتناصه بطولة الدوري مجددًا.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.