الملك سلمان يفتتح 242 مشروعًا صناعيًا في الجبيل بأكثر من 57 مليار دولار

أبرزها مجمع «صدارة» للكيماويات بقيمة 20 ملياراً ومصفاة «ساتورب» بـ 13 ملياراً

الملك سلمان بن عبد العزيز يستمع إلى شرح من الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» ومن الوزير خالد الفالح حول مجسم لأحد المشاريع الصناعية التي دشنها أمس.. ويبدو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
الملك سلمان بن عبد العزيز يستمع إلى شرح من الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» ومن الوزير خالد الفالح حول مجسم لأحد المشاريع الصناعية التي دشنها أمس.. ويبدو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
TT

الملك سلمان يفتتح 242 مشروعًا صناعيًا في الجبيل بأكثر من 57 مليار دولار

الملك سلمان بن عبد العزيز يستمع إلى شرح من الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» ومن الوزير خالد الفالح حول مجسم لأحد المشاريع الصناعية التي دشنها أمس.. ويبدو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)
الملك سلمان بن عبد العزيز يستمع إلى شرح من الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان رئيس «الهيئة الملكية للجبيل وينبع» ومن الوزير خالد الفالح حول مجسم لأحد المشاريع الصناعية التي دشنها أمس.. ويبدو الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية («الشرق الأوسط»)

دشن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز أمس، في مدينة الجبيل الصناعية، ووضع حجر الأساس لعدد من المشاريع الصناعية والتنموية في الهيئة الملكية و«أرامكو السعودية» والقطاع الخاص، يبلغ عددها 242 مشروعًا، بتكلفة إجمالية تتجاوز 216 مليار ريال (57.6 مليار دولار).
وتم تدشين أربعة مشاريع لشركة أرامكو السعودية بقيمة 125 مليار ريال، ووضع حجر الأساس لعشرين مشروعًا تابعة للهيئة الملكية للجبيل وينبع، بقيمة 12.2 مليار ريال، إلى جانب تدشين 82 مشروعًا بقيمة 38 مليار ريال، ووضع حجر الأساس لـ87 مشروعًا تابعة للقطاع الخاص، بقيمة 23 مليار ريال، إلى جانب تدشين 39 مشروعًا تنمويًا بنحو 18 مليار ريال.
ويتصدر هذه المشاريع مشروع «صدارة» المشترك بين شركتي أرامكو السعودية و«داو» الأميركية، ويهدف إلى تصميم وإنشاء وتشغيل مجمع كيماويات متكامل عالمي المستوى في مدينة الجبيل الصناعية باستثمارات تقدر بـ75 مليار ريال (20 مليار دولار). وكذلك مشروع مصفاة «ساتورب» المشترك بين «أرامكو» و«توتال» الفرنسية، وتبلغ استثماراته 48.5 مليار ريال (نحو 13 مليار دولار).
وذكر خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، أن المشروعات الصناعية التي دشنها الملك سلمان يوم أمس «هي الأكبر والأكثر تقدمًا من نوعها على مستوى العالم، كما أن المزيج الفريد من منتجاتها المتخصصة يتم تصنيعه لأول مرة في الشرق الأوسط». وقال إن ذلك تحقق «بفضل شراكات ناجحة مع شركات عالمية مثل «داو كيميكال» و«إكسون موبيل» الأميركيتين و«توتال» الفرنسية.
وفي كلمته في حفل التدشين، قال الأمير سعود بن عبد الله بن ثنيان، رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع، إن الملك سلمان يضع اليوم حجر الأساس وتدشين جملة من المشاريع بأرقام غير مسبوقة، حيث تفوق استثماراتها 216 مليار ريال لكل من الهيئة الملكية وشركتي أرامكو وسابك وشركائمها من عمالقة الصناعة العالمية، ومرافق وشركات القطاع الخاص الأخرى.
واعتبر أن ذلك إيذانًا ببدء فصل تاريخي جديد من فصول صناعة التنمية بعد وضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي للجبيل الصناعية الذي سيصبح مركزًا إقليميًا للجزء الشمالي من المنطقة الشرقية، مما يؤكد متانة الاقتصاد الوطني وقدرته على تجاوز التحديات.
وقال: «يشرفني أن أرحب بكم يا خادم الحرمين الشريفين في مدينة الجبيل الصناعية معقل الصناعة والاقتصاد.. كما يشرفني أن أرفع إلى مقامكم الكريم جزيل الشكر وعظيم الامتنان على ما تولونه من عناية كبيرة بالمواطنين، ومتابعة لكل ما من شأنه خدمتهم وتحقيق رفاهيتهم».
وقال إن «قيادة المملكة أولت منذ أكثر من أربعين عامًا اهتماما بتنويع مصادر الدخل، حين اتخذت قرارًا تمثل فيما عرف بالمثلث الذهبي (في إشارة إلى تكليف «أرامكو» بتجميع الغاز ونقله إلى الجبيل وينبع، وإنشاء الهيئة الملكية وتأسيس شركة سابك).
وأضاف: «لأن الهيئة نموذج فريد وغير مسبوق، فقد تمكنت من بناء مدينتين صناعيتين في كل من الجبيل وينبع تضاهيان كبرى المدن الصناعية في العالم، فتم إنشاء صناعة بتروكيماوية ضخمة أصبحت ذراعًا صناعية واقتصادية قوية لبلادنا».
وأضاف يقول: «امتدت ثقة القيادة بالهيئة الملكية لتشمل القطاع التعديني، حيث تشرفت بتكليفها في عام 1430هـ بإدارة وتشغيل مدينة رأس الخير، كما تم - وبأمر سام من خادم الحرمين الشريفين - تكليفها بإدارة وتشغيل مدينة جازان الاقتصادية».
وأوضح أن سعي الهيئة بالتكامل مع شركائها يأتي في إطار حرصها على التميز ومواكبة المرحلة إلى التحول مما يعرف بالميز النسبية المعتمدة على العوامل الإنتاجية المتوفرة من التسهيلات والإمكانات ومواد الخام، إلى الميز التنافسية التي تعتمد على المهارة والابتكار والتقنية الحديثة، مما مكن من توفير بيئة استثمارية جاذبة دفعت بالقطاع الخاص نحو المشاركة بفعالية، لينجح في توطين صناعات بتروكيماوية وتعدينية وتحويلية، ويؤكد ذلك نجاح شركة سابك في احتلال المرتبة الرابعة عالميًا في صناعة البتروكيماويات، بعد تمكنها من توطين صناعات ضخمة وجلب أحدث التقنيات العالمية إلى أرض المملكة، وتأهيلها كوادر سعودية طبقت التقنيات وطورتها، فضلا عن امتلاكها منظومة تقنية تنتشر داخل المملكة وخارجها، ووجود مصانعها ومكاتبها في خمسين دولة، وتسويق منتجاتها في مائة دولة.
في حين قال المهندس خالد الفالح، وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية: «قبل ما يزيد على 80 عامًا، انطلقت مسيرة بلادنا التنموية الاقتصادية المباركة، مرتكزة على قطاع النفط، الذي شهد تطورًا مذهلاً، تم استثماره بحكمة لتحقيق تنمية وطنية شاملة، حتى غدت المملكة في مصاف أكبر عشرين اقتصادا عالميا.. أما اليوم فبلادنا العزيزة في ظل قيادتكم الحكيمة، تستشرف ملامح الغد الواعد في إطار (رؤية 2030) الوطنية الطموحة التي تؤسس لمرحلة جديدة من النمو والازدهار، وأهمها الثروة البشرية، والاستفادة من جميع مراحل سلسلة القيمة في كل استثماراتنا، بما يجعل اقتصاد الوطني أكثر تنوعًا، وأشد صلابة، وأعلى نموًا وأكثر قدرة على تلبية الاحتياجات الوطنية ومواجهة التقلبات الاقتصادية العالمية».
وأبان الفالح أن هذه المشروعات الصناعية هي الأكبر والأكثر تقدمًا من نوعها على مستوى العالم، كما أن المزيج الفريد من منتجاتها المتخصصة يتم تصنيعه لأول مرة في الشرق الأوسط، وقد تحقق كل هذا بتوفيق الله - جل وعلا - ثم بفضل شراكات ناجحة مع شركات عالمية مثل «داو كيميكال» و«إكسون موبيل» الأميركيتين و«توتال» الفرنسية، التي استثمر كل منها عشرات المليارات، وشاركت بأثمن وأحدث التقنيات لثقتهم التامة بحكومتنا الرشيدة واقتصادنا وبيئتنا الاستثمارية.
وبين أن هذه المشروعات الصناعية بسبب حجمها وتقدمها التقني ومنتجاتها المتميزة تتيح فرصا غير مسبوقة لتعزيز وتكامل قدراتنا في مجال الصناعة بشكل شامل، وفي إطار هذه التعزيز والتكامل يأتي الدور الفريد لمشروع «بلاس كيم»، وهو مجمع عالمي المستوى للصناعات الكيميائية والتحويلية، ويتوقع أن يستقطب استثمارات نوعية تقدر بنحو عشرين مليار ريال سعودي، كما يولد نحو عشرين ألف وظيفة، وما يميزه هو توفير منصة صناعية مميزة للمملكة، تتكامل فيها الخدمات الصناعات التحويلية مع الصناعات الأساس، وتجد فيها الصناعات التحويلية الخدمات التي تحتاجها في جميع مراحل التصنيع وسلسلة القيمة.
وأشار إلى أن مشروعات هذا المجمع تقوم بتحويل المواد الأولية والمنتجات الوسيطة و«اللقيم»، التي توفرها شركات سابك وساتورب وصدارة والصناعات البتروكيماوية الأساسية الأخرى في الجبيل الصناعية، إلى منتجات نهائية ذات قيمة مضافة عالية، حيث إن هذا التكامل النوعي بين الصناعات الأساس والصناعات التحويلية مع العمل الجاد لإزالة أي عوائق أمام الاستثمار أو النفاذ إلى الأسواق، سوف يزيد من القوة التنافسية للصناعات الوطنية، وبالتالي الاقتصاد الوطني، بما يسهم في تحويل المملكة من بلد مستورد ومستهلك لكثير من المواد الاستهلاكية، إلى بلد منتج ومصدر لها لأنحاء العالم كافة، حيث ستشمل هذه المجالات عدة منها صناعات البناء وصناعة السيارات ومكوناتها والصناعات الطبية والدوائية وصناعة الإلكترونيات والمنسوجات والأجهزة المنزلية وكثير من المنتجات التي تدخل في الاستخدامات اليومية.
وأضاف: «سيؤدي هذا التكامل الناجم عن هذا المشروع وغيره من المشروعات المماثلة، إلى حراك معرفي واقتصادي، وتنموي فريد، يتمثل في تحفيز البحث العلمي والابتكار، وتنويع الصناعة، وتنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة، وسيؤدي هذا كله إلى سد فجوة اقتصادية قائمة في القطاع الصناعي، تتمثل في عدم جنينا العائدات الكبرى المتاحة من القيمة المضافة، الناتجة عن تصنيع السلع والمنتجات التي تقدمها الصناعات التحويلية، وكذلك حرماننا من آلاف الوظائف النوعية التي يمكن أن تتاح لأبناء هذا الوطن من خلال الاستثمار في هذه الصناعات».
واختتم الفالح كلمته قائلاً: «كما استفدنا قبل 40 عامًا ونيف من الغاز الطبيعي، فحولنا إلى منتجات بتروكيماوية أساسية عالمية الجودة، غزونا بها أسواق العالم.. نحن اليوم في ظل قيادتكم الحكيمة نخطو خطوة جبارة أخرى نعزز بها قدراتنا على إنتاج المواد البتروكيماوية المتميزة، ونحول فيها هذه المواد إلى منتجات استهلاكية تدعم قوة اقتصادنا ورفاه مواطنينا.
وقال إن «خادم الحرمين وضع حجر الأساس للمركز الاقتصادي في مدينة الجبيل الصناعية الذي صمم لاستيعاب النشاطات التجارية والخدمية التي سوف تنشأ نتيجة إطلاق هذه المشروعات الصناعية العملاقة، وتكون نواة لحراك اقتصادي وتنموي متنوع ومميز».



دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
TT

دعم خليجي - أميركي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة

وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)
وزراء خارجية الخليج وأميركا خلال الاجتماع الوزاري المشترك في نيويورك (واس)

أعرب وزراء خارجية الخليج وأميركا، الخميس، عن دعمهم لإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنباً إلى جنب في سلام وأمن مع إسرائيل على حدود 1967، مع تبادل الأراضي المتفق عليها بين الطرفين، وفقاً للمعايير المعترف بها دولياً ومبادرة السلام العربية لعام 2002.

جاء ذلك في البيان الصادر عن الاجتماع الوزاري المشترك بنيويورك، حيث أكد الوزراء التزامهم بالشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» والولايات المتحدة، والبناء على إنجازات الاجتماعات الوزارية السابقة، بما فيها الأخير الذي استضافته الرياض نهاية أبريل (نيسان) الماضي، لتعزيز التشاور والتنسيق والتعاون بجميع المجالات.

القضية الفلسطينية - الإسرائيلية

وشدد الوزراء على ضرورة عودة جميع المدنيين النازحين بعد السابع من أكتوبر (تشرين الأول) إلى ديارهم، معتقدين أن السلام الدائم سيكون الأساس لمنطقة أكثر تكاملاً واستقراراً وازدهاراً، ومشددين على الحاجة لتكثيف الجهود لتعزيز القدرات والفاعلية والشفافية داخل السلطة الفلسطينية وفقاً للآليات المتفق عليها.

وأكدوا ضرورة وجود حكم موحد بقيادة فلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية تحت «السلطة»، مجدّدين التزامهم بدعم تطلعات الفلسطينيين لتقرير المصير، وأن يكونوا في قلب الحكم والأمن بغزة بعد الصراع، ودعم تحسين نوعية حياتهم عبر المساعدات الإنسانية، وتسريع النمو الاقتصادي الفلسطيني.

وأبدوا قلقهم العميق إزاء ارتفاع مستويات عنف المستوطنين والمتطرفين ضد الفلسطينيين بالضفة الغربية، مشددين على ضرورة محاسبة الجُناة، والامتناع عن الإجراءات الأحادية الجانب، بما فيها التوسع الاستيطاني، التي تعوق آفاق السلام والأمن الحقيقيين للإسرائيليين والفلسطينيين.

ونوّه الوزراء بأهمية حماية جميع الأماكن المقدسة وأماكن العبادة، فضلاً عن الحفاظ على الوضع الراهن التاريخي للقدس، مع الاعتراف بالدور الخاص للأردن في هذا الصدد.

غزة

وتعهّدوا بالعمل معاً للتوصل إلى وقف فوري ومستدام لإطلاق النار، والإفراج عن الرهائن والمحتجزين، بما يتفق مع المعايير التي وضعها الرئيس الأميركي جو بايدن في 31 مايو (أيار) الماضي، وقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم «2735»، داعين الأطراف للامتناع عن الأعمال التي تقوّض الجهود الرامية لتحقيق تقدم بالمسار الدبلوماسي.

وأشاد الوزراء بجهود الوساطة التي تبذلها قطر ومصر وأميركا، مشددين على ضرورة التزام جميع الأطراف بالقوانين الدولية، والالتزامات المتعلقة بحماية المدنيين.

وأشاروا إلى الدعم السخي الذي قدمته دول الخليج وأميركا لإيصال المساعدات لغزة، مؤكدين على الدور الأساسي لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في توزيع المساعدات المنقذة للحياة، داعين لزيادة سريعة في إيصال المساعدات الإنسانية على نطاق واسع ودون عوائق، بما فيها الغذاء والمياه والرعاية الطبية والوقود والمأوى.

جانب من الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي المشترك في نيويورك (واس)

وشدّد الوزراء على الحاجة الماسة لاستعادة الخدمات الأساسية وضمان الحماية للعاملين بالمجال الإنساني، وقيام جميع أصحاب المصلحة بتسهيل شبكات توزيع المساعدات الإنسانية في جميع أنحاء غزة على وجه السرعة وإيصالها لتخفيف معاناة الفلسطينيين، مؤكدين ضرورة أن تضمن جميع الأطراف سلامة وأمن العاملين بالإغاثة.

وأكدوا أيضاً أهمية توصل مصر وإسرائيل إلى اتفاق لإعادة فتح معبر رفح لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية لغزة، ملتزمين بمواصلة العمل معاً في جوانب الحوكمة والأمن والتعافي المبكر بالقطاع.

إيران

أعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء التصعيد الأخير بالمنطقة وتأثيره السلبي على الأمن والاستقرار الإقليميين، مؤكدين أهمية الامتثال للقانون الدولي، واحترام سيادة الدول واستقلالها السياسي وسلامة أراضيها. كما أعربوا عن قلقهم الشديد إزاء انتشار الصواريخ الباليستية المتقدمة والطائرات من دون طيار التي تهدد الأمن الإقليمي وتقوّض السلام والأمن الدوليين، مؤكدين التزامهم بالعمل معاً لمعالجة أنشطة إيران بالمنطقة، وتقديم الدعم للجهات الفاعلة من غير الدول الساعية لزعزعة الاستقرار.

وأعربوا أيضاً عن دعمهم للجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز خفض التصعيد. وأكد الوزراء التزامهم بضمان حرية الملاحة والأمن البحري في الممرات المائية بالمنطقة، وتصميمهم على ردع الأعمال غير القانونية التي يقوم بها الحوثيون وتهدد حياة وسلامة البحارة، وممرات الشحن، والتجارة الدولية والمنشآت النفطية بدول الخليج.

كما أكدوا دعمهم لمعاهدة منع انتشار الأسلحة النووية، وجددوا دعوتهم لإيران للتعاون الكامل مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، والتوقف عن التوسعات النووية التي تفتقر إلى مبرر مدني موثوق، وتقويض جهود الوكالة للتحقق من سلمية برنامج طهران النووي.

ونوّه الوزراء بموقفهم أن التوترات الإقليمية ينبغي حلها بالوسائل السلمية، كما أكدوا دعمهم لدعوة الإمارات للتوصل لحل سلمي للنزاع حول «الجزر الثلاث» من خلال المفاوضات الثنائية أو محكمة العدل الدولية، وفقاً لقواعد القانون الدولي.

اليمن

وأعرب الوزراء عن قلقهم العميق إزاء الوضع الإنساني للسكان المدنيين اليمنيين، مشددين على ضرورة أن يسمح الحوثيون بوصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق إلى كل المحتاجين.

وأشاروا إلى أن هجمات الحوثيين - داخل اليمن وخارجه - تضر بالشعب اليمني قبل كل شيء، داعين للإفراج الفوري عن جميع موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والدبلوماسيين المحتجزين بشكل غير قانوني من قبل الجماعة. وطالب الوزراء بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن رقم «2722»، مشددين على أهمية الحفاظ على الأمن البحري، والعمل الجماعي لضمان حرية الملاحة في البحر الأحمر، والرد على الأنشطة التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي.

الأمير فيصل بن فرحان خلال مشاركته في الاجتماع الوزاري الخليجي - الأميركي بنيويورك (واس)

كما دعوا الحوثيين لوقف الهجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن. وأكدوا دعمهم القوي ومشاركتهم المستمرة في عملية سلام شاملة ذات مغزى، ضمن مبادرة «مجلس التعاون»، ونتائج الحوار الوطني باليمن، وقرار مجلس الأمن رقم «2216»، لحل الصراع الطويل الأمد في البلاد.

وأشاد الوزراء بالجهود المتواصلة التي تبذلها السعودية وسلطنة عُمان لتشجيع الحوار اليمني الشامل وتقديم المساعدات الاقتصادية والإنسانية لليمن.

الكويت والعراق

وأكدوا أهمية التزام العراق بسيادة الكويت وسلامة أراضيها، واحترام الاتفاقيات الدولية وقرارات الأمم المتحدة، وخاصة قرار مجلس الأمن رقم «833» حول ترسيم الحدود بين البلدين، داعين لترسيم الحدود البحرية بينهما بالكامل بعد النقطة الحدودية «162»، وأن تضمن بغداد بقاء سريان اتفاقيتهما لعام 2012 بشأن تنظيم الملاحة البحرية.

وأعرب الوزراء عن دعمهم لقرار مجلس الأمن رقم «2732» بتكليف أمين عام الأمم المتحدة تسهيل التقدم نحو حل جميع القضايا العالقة بين العراق والكويت، بما في ذلك إعادة جميع الكويتيين ورعايا الدول الثالثة أو رفاتهم، والممتلكات الكويتية والأرشيف الوطني.

وأشاروا إلى الدور المهم الذي تلعبه الأمم المتحدة حالياً ومستقبلاً لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم «1284»، وضمان التقدم المستمر في حل هذه القضايا، داعين العراق لبذل أقصى الجهود للتوصل لحل لجميع القضايا المعنية.

الشراكة الاستراتيجية

وأكد الوزراء عزمهم المشترك على المساهمة في الأمن والاستقرار والازدهار الإقليمي ضمن الشراكة الاستراتيجية بين «مجلس التعاون» وأميركا، وبناء علاقات أوثق في جميع المجالات، بما في ذلك التعاون الدفاعي والأمني، وتطوير نهج جماعي للقضايا الإقليمية.

وأشادوا بجهود مجموعات العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي والأمن البحري بين الجانبين في 22 مايو بالرياض، مشددين على الدور الجوهري لمجموعتَي العمل نحو تعزيز التعاون الاستراتيجي بينهما.

كما أشاد الوزراء بدراسة الإنذار المبكر التي أجراها «مجلس التعاون» كجزء من مجموعة العمل المتكاملة للدفاع الجوي والصاروخي المنعقدة في سبتمبر (أيلول) بولاية ألاباما الأميركية، كذلك بالاجتماع الخامس الناجح لحوار التجارة والاستثمار بين الجانبين في يونيو (حزيران) بواشنطن، وأقروا بأهمية الاجتماع المشترك بشأن الجولة الدراسية للمفاعلات النمطية الصغيرة في سبتمبر. وأعربوا عن اهتمامهم بمواصلة اجتماعات مجموعات العمل المستقبلية بين الجانبين.

وأكدوا أهمية مبادئ الاندماج والتسامح والتعايش السلمي للعلاقات بين الدول، كما ورد في «إعلان البحرين» الصادر بتاريخ 16 مايو الماضي، مشددين على أهمية توفير الخدمات التعليمية والصحية للمتضررين من الصراعات بالمنطقة.

وأعربوا عن إدانتهم للعنف والكراهية، بما في ذلك الكراهية الدينية، مثل «الإسلاموفوبيا» ومعاداة السامية، داعين جميع الدول لاحترام وضمان حقوق الإنسان لجميع الأفراد داخل أراضيها والخاضعين لولايتها القضائية.