دول الخليج تدرس إدراج «الحوثيين» على لائحتها السوداء

الهاجري: هناك تعاون أمني على أعلى مستوى بين دول مجلس التعاون

مقاتل موال للجيش اليمني يرصد آثار الدمار الذي ألحقه قصف المتمردين بمنزل في تعز أمس (رويترز)
مقاتل موال للجيش اليمني يرصد آثار الدمار الذي ألحقه قصف المتمردين بمنزل في تعز أمس (رويترز)
TT

دول الخليج تدرس إدراج «الحوثيين» على لائحتها السوداء

مقاتل موال للجيش اليمني يرصد آثار الدمار الذي ألحقه قصف المتمردين بمنزل في تعز أمس (رويترز)
مقاتل موال للجيش اليمني يرصد آثار الدمار الذي ألحقه قصف المتمردين بمنزل في تعز أمس (رويترز)

أفاد مسؤول خليجي رفيع بأن دول مجلس التعاون الخليجي تدرس إدراج جماعة الحوثيين (أنصار الله) في اليمن وعدد من الجماعات الأخرى ضمن القائمة الإرهابية الموحدة لدول المجلس، مبينًا أن الأمر لا يزال قيد الدراسة.
وفي رده على سؤال «الشرق الأوسط» حول ما إذا كان وكلاء وزارة الداخلية الخليجيون قد ناقشوا خلال اجتماعهم الحالي في الرياض وضع جماعة الحوثيين على لائحة المنظمات الإرهابية، قال العميد هزاع الهاجري، الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بأمانة مجلس التعاون الخليجي: «نحن الآن ندرس هذا الموضوع، وتتم مناقشة هذا الأمر، وإن شاء الله سيرى النور في القريب العاجل».
وفي الوقت الذي تسربت فيه أنباء عن تحفظ عُماني بشأن هذه الجزئية، رفض مسؤول ضمن الوفد العُماني المشارك في الاجتماع التحضيري لوكلاء وزارة الداخلية الخليجيين تأكيد أو نفي هذه المعلومة، مكتفيًا بالرد على تساؤلات «الشرق الأوسط» بقوله: «لست مخولاً بالتصريح، ويمكنكم الحصول على هذه المعلومة من الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية بأمانة مجلس التعاون الخليجي».
ويعقد وزراء الداخلية الخليجيون اجتماعهم الدوري الخامس والثلاثين اليوم في العاصمة الرياض، حيث تتصدر الملفات الأمنية جدول اجتماعهم برئاسة الأمير محمد بن نايف ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية السعودي. ووفقًا لمصادر مطلعة، فإن دول مجلس التعاون الخليجي تعمل حاليًا على إعداد نظام إلكتروني للقائمة الإرهابية الموحدة، وإنشاء صفحة على شبكة الإنترنت للقوائم الإرهابية الموحدة في مجلس التعاون الخليجي.
من جانبه، أكد الدكتور أحمد السالم، وكيل وزارة الداخلية السعودية، أن دول الخليج تناهض الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه، ومهما كانت مصادره ووسائله. وأضاف: «الإرهاب لا يمت إلى ديننا الإسلامي بأي صلة، وهناك تعارض وتناقض مع الإرهاب، فالإسلام يحرم سفك دماء الأبرياء، وهو دين سلام ومحبة وتآخ وتآزر، ونحن دعاة للأمن والأمان والسلام، وبالتالي الإرهاب لا يعرف قيودا ولا حدودا، ولا وطنا ولا جنسية له، ولا يميز بين رجل وامرأة، صغيرًا كان أو كبيرًا».
وأوضح السالم أن المواضيع المدرجة على جدول أعمال وزراء الداخلية الخليجيين اليوم، تهدف في مجملها إلى تعزيز وتوثيق عرى التعاون والتنسيق والتكامل الأمني بين دول المجلس، بما يكرس دعائم الأمن والأمان والاستقرار في منطقة الخليج، ويؤدي إلى الحفاظ على أمن وسلامة المواطن الخليجي أينما كان.
من جانبه، أكد العميد هزاع الهاجري أن الأمن كل لا يتجزأ بين دول مجلس التعاون الخليجي، مبينًا أن وكلاء وزارة الداخلية في اجتماعهم التحضيري لا يناقشون قضية الإرهاب فقط، بل هناك قضايا أخرى لها علاقة بالمخدرات وغسل الأموال واللجان الأمنية، والمرور، والدفاع المدني، واللجان العقابية والإصلاحية، والتعليم، وغيرها من الملفات. وأردف: «الإرهاب ظاهرة عالمية مشتركة، وبالتالي تتخطى الحدود دون استئذان، وابتلي بها كثير من دول العالم منها الولايات المتحدة وأوروبا وغيرها، ونحن جزء من هذه المنظومة، وبالتالي نعاني من بعض الإشكالات سواء كان شغبا أو إرهابا».
وشدد الهاجري على أن دول الخليج بالمرصاد ومستعدة لمواجهة الإرهاب بكل أشكاله. وقال: «هناك تعاون أمني على أعلى مستوى بين دول مجلس التعاون، وحتى قبل قيام مجلس التعاون أي قبل 1981 كان هناك تبادل معلومات وتعاون أمني، وفي السنوات الأخيرة وضعنا هذا التعاون في أطر معينة مثل الاتفاقية الأمنية، والاستراتيجية الأمنية الشاملة، واستراتيجية التطرف المصحوب بالإرهاب، وأيضا اتفاقية مكافحة الإرهاب».
وأشار الأمين العام المساعد للشؤون الأمنية إلى أن دول الخليج تعتمد جميع المنظمات الإرهابية الموجودة على لائحة الأمم المتحدة. واستطرد قائلا: «قد تكون هناك أشياء أخرى، هذه تعرض على وكلاء وزارة الداخلية، والآن نناقش هذه المنظمات ولم نتخذ فيها قرار بعد، وعندما يتخذ القرار سترى النور في القريب العاجل بعد موافقة وزراء الداخلية».
وبشأن تهديد بعض المجموعات والميليشيات الإرهابية من دول الجوار أمن الخليج، أوضح العميد هزاع الهاجري، أن الأمن لدى دول الخليج خط أحمر، وقال: «أمن الخليج كل لا يتجزأ، أي اعتداء؛ سواء على المملكة أو أي دولة خليجية، هو اعتداء على الخليج بكامله، وكلنا مع المملكة في أي إجراء تتخذه، الآن كما تعلمون ما هو حاصل في اليمن، فالتحالف يقف بالمرصاد، وكثير من الانتصارات تحققت».
وحول ما يتعلق بتفعيل جهاز الشرطة الخليجي، أوضح الهاجري أنه تم تعيين خمسة موظفين من كل دولة خليجية في مقر الجهاز بدولة الإمارات، بالإضافة إلى المستشارين الخاصين. وتابع: «نحن راضون عما تم إنجازه في جهاز الشرطة الخليجي، أيضًا هناك منظومة معلومات يعملون عليها، ووقعنا اتفاقيات الإنتربول الدولي، والأوروبي، والآسيوي.. المركز في مراحله المبدئية، لكنه حقق قفزات سريعة تجاوزت المخطط له، وننتظر اكتمال هذه المنظومة، وبالتالي إدراج المنظمات الإرهابية، والمبعدين، وتبادل البصمات التي تعد جميعها جزءا من الشرطة الخليجية».



نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
TT

نصف سكان اليمن يواجهون تهديدات زائدة بسبب تغير المناخ

الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)
الأمطار في اليمن تترك مخيمات النازحين بأوضاع سيئة (المجلس النرويجي للاجئين)

نبّه البنك الدولي إلى المخاطر الزائدة التي يواجهها اليمن نتيجة لتغير المناخ، في وقت يعاني فيه من نزاع طويل الأمد نتيجة انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية. وأكد أن سكاناً كثيرين يواجهون تهديدات نتيجة تغير المناخ، مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات.

وذكر ستيفان غيمبيرت، المدير القطري للبنك الدولي في مصر واليمن وجيبوتي، أن «اليمن يواجه تقاطعاً غير مسبوق للأزمات: النزاع، وتغير المناخ، والفقر». وطالب باتخاذ إجراءات فورية وحاسمة «لتعزيز المرونة المناخية لأن ذلك مرتبط بحياة الملايين من اليمنيين». وقال إنه من خلال الاستثمار في الأمن المائي، والزراعة الذكية مناخياً، والطاقة المتجددة، يمكن لليمن أن يحمي رأس المال البشري، ويعزز المرونة، ويضع الأسس «لمسار نحو التعافي المستدام».

الجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة تهدد ملايين اليمنيين (الأمم المتحدة)

وفي تقرير لمجموعة البنك الدولي الذي حمل عنوان «المناخ والتنمية لليمن»، أكد أن البلاد تواجه تهديدات بيئية حادة، مثل ارتفاع درجات الحرارة، والتغيرات المفاجئة في أنماط الأمطار، والزيادة في الأحداث الجوية المتطرفة، والتي تؤثر بشكل كبير على أمن المياه والغذاء، بالإضافة إلى التدهور الاقتصادي.

ووفق ما جاء في التقرير الحديث، فإن نصف اليمنيين يواجهون بالفعل تهديدات من تغير المناخ مثل الحرارة الشديدة، والجفاف، والفيضانات. ‏وتوقع أن ينخفض الناتج المحلي الإجمالي السنوي لليمن بنسبة 3.9 في المائة بحلول عام 2040 إذا استمرت السيناريوهات المناخية السلبية، مما يفاقم أزمة الفقر وانعدام الأمن الغذائي.

تحديات متنوعة

في حال تم تطبيق سيناريوهات مناخية متفائلة في اليمن، تحدث تقرير البنك الدولي عن «فرص استراتيجية» يمكن أن تسهم في تعزيز المرونة، وتحسين الأمن الغذائي والمائي. وقال إن التوقعات أظهرت أن الاستثمارات في تخزين المياه وإدارة المياه الجوفية، مع استخدام تقنيات الزراعة التكيفية، قد تزيد الإنتاجية الزراعية بنسبة تصل إلى 13.5 في المائة بين عامي 2041 و2050.

وامتدت تحذيرات البنك الدولي إلى قطاع الصيد، الذي يُعد أحد المصادر الأساسية للعيش في اليمن، وتوقع أن تتسبب زيادة درجات حرارة البحر في خسائر تصل إلى 23 في المائة في قطاع الصيد بحلول منتصف القرن، مما يعمق الأزمة الاقتصادية، ويسهم في زيادة معاناة المجتمعات الساحلية.

التغيرات المناخية ستسهم في زيادة الفقر وانعدام الأمن الغذائي (إعلام محلي)

واستعرض البنك في تقريره التحديات الصحية الناجمة عن تغير المناخ، وقال إنه من المتوقع أن يكلف ذلك اليمن أكثر من 5 مليارات دولار بحلول عام 2050، وتتضمن هذه التكاليف الرعاية الصحية الزائدة نتيجة للأمراض المرتبطة بالطقس مثل الملاريا والكوليرا، وهو ما يضع ضغطاً إضافياً على النظام الصحي الذي يعاني بالفعل من ضعف شديد.

ولهذا، نبّه التقرير إلى أهمية دمج المرونة المناخية في تخطيط الصحة العامة، مع التركيز على الفئات الضعيفة، مثل النساء والأطفال. وفيما يتعلق بالبنية التحتية، أشار التقرير إلى أن المناطق الحضرية ستكون الأكثر تأثراً بازدياد الفيضانات المفاجئة، مع تحذير من أن التدابير غير الكافية لمواجهة هذه المخاطر ستؤدي إلى صدمات اقتصادية كبيرة تؤثر على المجتمعات الهشة.

وفيما يخص القطاع الخاص، أكد التقرير على أن دوره في معالجة التحديات التنموية العاجلة لا غنى عنه. وقال خواجة أفتاب أحمد، المدير الإقليمي للبنك الدولي لـ«الشرق الأوسط»، إن «القطاع الخاص له دور حيوي في مواجهة التحديات التنموية العاجلة في اليمن. من خلال آليات التمويل المبتكرة، يمكن تحفيز الاستثمارات اللازمة لبناء مستقبل أكثر خضرة ومرونة».

وتناول التقرير إمكانات اليمن «الكبيرة» في مجال الطاقة المتجددة، وقال إنها يمكن أن تكون ركيزة أساسية لاستجابته لتغير المناخ، لأن الاستثمار في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح سيسهم في تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وتوفير بنية تحتية مرنة لدعم الخدمات الحيوية، مثل الصحة والمياه.

تنسيق دولي

أكد البنك الدولي على «أهمية التنسيق الدولي» لدعم اليمن في بناء مرونة مناخية مستدامة، مع ضرورة ضمان السلام المستدام كون ذلك شرطاً أساسياً لتوفير التمويل اللازم لتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

ورأى أن اتخاذ قرارات مرنة، وتكييف الإجراءات المناخية مع الواقع السياسي في اليمن، من العوامل الحاسمة في مواجهة التحديات، وقال إن التركيز على «السلام والازدهار» يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية واجتماعية أكبر في المستقبل.

وزير المياه والبيئة اليمني مشاركاً في فعاليات تغير المناخ (إعلام حكومي)

من جهته، أكد وزير المياه والبيئة توفيق الشرجبي في الجلسة الخاصة بمناقشة هذا التقرير، التي نظمها البنك الدولي على هامش مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، أهمية دمج العمل المناخي في استراتيجية التنمية، والتكيف مع تقلبات المناخ، ومناقشة العلاقة بين المناخ والنزاع والتنمية.

وأشار وزير المياه والبيئة اليمني إلى أن تقرير المناخ والتنمية يشكل مساهمة جيدة لليمن في مواجهة تغير المناخ، وسيعمل على تسهيل الوصول لعدد من التمويلات المناخية في ظل الهشاشة الهيكلية والتقنية التي تعيشها المؤسسات جراء الحرب.

وقال الشرجبي إن التقرير يتماشى بشكل كبير مع الأولويات العاجلة لليمن، خصوصاً في مجال الأمن المائي والغذائي، وتعزيز سبل العيش، وتشجيع نهج التكيف المناخي القائم على المناطق، لافتاً إلى أهمية دور الشركاء التنمويين لليمن في تقديم المساعدة التكنولوجية والتقنية، وبناء القدرات.