تراجع الدولار يدعم ارتفاع النفط.. وإيران والعراق يضغطان على الأسعار

برنت يرتد للمنطقة الخضراء قبل اجتماع أوبك

النفط يرتفع بدعم من تراجع الدولار من أعلى مستوياته منذ عام 2003 (رويترز)
النفط يرتفع بدعم من تراجع الدولار من أعلى مستوياته منذ عام 2003 (رويترز)
TT

تراجع الدولار يدعم ارتفاع النفط.. وإيران والعراق يضغطان على الأسعار

النفط يرتفع بدعم من تراجع الدولار من أعلى مستوياته منذ عام 2003 (رويترز)
النفط يرتفع بدعم من تراجع الدولار من أعلى مستوياته منذ عام 2003 (رويترز)

بينما كان الدولار يتراجع أمس الاثنين.. كان النفط يرتفع، إذ إن أي سلعة مقومة بالعملة الأميركية يقل سعرها بالنسبة لحائزي العملات الأخرى، وفيما كان مندوبون بأوبك يجتمعون في فيينا.. كان وزيرا الطاقة الجزائري والفنزويلي في موسكو لمناقشة بنود «اتفاق الجزائر»، الأمر الذي دفع أسعار خام برنت إلى المنطقة الخضراء فوق مستوى 48.5 دولار للبرميل حتى الساعة 4.20 بتوقيت غرينتش.
واستمرت خسائر الدولار الأميركي أمس، وتراجع من أعلى مستوياته منذ عام 2003 مع هبوط عائدات سندات الخزانة الأميركية من ذروتها في الآونة الأخيرة.
ومن المقرر أن يجتمع منتجو أوبك غدًا الأربعاء، للاتفاق على تثبيت الإنتاج، في إطار «اتفاق الجزائر» الذي توصلت إليه الدول الأعضاء في سبتمبر (أيلول) الماضي، والذي يقضي بتخفيض الإنتاج إلى مستوى يتراوح بين 32.5 و33 مليون برميل يوميًا؛ فيما يعد الاتفاق الأول للمنظمة على خفض الإنتاج منذ عام 2008 عقب انهيار السوق بسبب تخمة المعروض.
وقال مندوبون بأوبك أمس إن خبراء المنظمة أحرزوا بعض التقدم في المحادثات بخصوص وضع اللمسات النهائية على اتفاق مبدئي لخفض إنتاج النفط، لكن الخلافات المتعلقة بمستويات الإنتاج الإيراني والعراقي لم تتم تسويتها بعد، وهو ما حد من مكاسب النفط أمس.
وأذكى تصريح وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أول من أمس الأحد، بأن السوق ستستعيد توازنها حتى من دون اتفاق، تخوفات المتعاملين في أسواق النفط، الذين أشاروا بأصابع الاتهام - عدم الاتفاق - إلى إيران والعراق. وذلك بعدما ألغت أوبك يوم الجمعة الماضي اجتماعا على مستوى الخبراء مع منتجين من خارجها كان مقررًا أمس الاثنين، بعدما قالت السعودية إن على المنظمة أن تسوي خلافاتها أولاً.
وقالت وزارة الطاقة في أذربيجان أمس إن الوزير ناطق علييف ألغي رحلته إلى فيينا هذا الأسبوع، وأنه لن يشارك في اجتماعات أوبك.
وهو ما يوضح أهمية زيارة وزيرا الطاقة الجزائري والفنزويلي إلى روسيا، لحثها على خفض الإنتاج بدلا من تثبيته، عند تلك المستويات العالية التي تتخطى 11 مليون برميل يوميًا.
ورغم تضرر موازنات جميع الدول الأعضاء في أوبك وغير أوبك، نتيجة تراجع أسعار النفط، فإنهم لم يستغلوا حتى الآن، حالة التوافق فيما بينهم على تخفيض أو تثبيت الإنتاج، ورغبة المملكة أكبر مصدر للنفط في العالم في التوصل إلى اتفاق، إذ إن عدم التوصل إلى تفعيل «اتفاق الجزائر» سيمثل ضغطًا على السوق وبالتالي موازناتهم حتى منتصف العام المقبل.
وأمام شكوك المتعاملين وتفاؤل المسؤولين في أسواق النفط، عكس خام برنت اتجاهه أمس الاثنين مرتدًا من المنطقة الحمراء بنحو 2 في المائة إلى المنطقة الخضراء عند 48.5 دولار بنحو 2.52 في المائة، في حين تداول الخام الأميركي عند مستويات 47.25 دولار للبرميل بارتفاع 2.6 في المائة.
وتراجعت العملة الأميركية 1.2 في المائة إلى 111.865 ين، فيما صعد اليورو 1.1 في المائة مقابل الدولار لأعلى مستوى في 11 يومًا عند 1.0686 دولار.



بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
TT

بورصة لندن تواجه أزمة تنافسية مع أكبر موجة هجرة منذ الأزمة المالية

رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)
رجل يتجول في بهو بورصة لندن (رويترز)

حذَّر الرئيس السابق لمجموعة بورصة لندن، من أنَّ بورصة لندن الرئيسية أصبحت «غير تنافسية للغاية»، وسط أكبر هجرة شهدتها منذ الأزمة المالية.

وقال كزافييه روليه، الذي ترأس مجموعة بورصة لندن بين عامَي 2009 و2017، إن التداول الضعيف في لندن يمثل «تهديداً حقيقياً» يدفع عدداً من الشركات البريطانية إلى التخلي عن إدراجها في العاصمة؛ بحثاً عن عوائد أفضل في أسواق أخرى.

وجاءت تعليقاته بعد أن أعلنت شركة تأجير المعدات «أشتيد» المدرجة في مؤشر «فوتسي 100» خططها لنقل إدراجها الرئيسي إلى الولايات المتحدة، استمراراً لاتجاه مماثل اتبعته مجموعة من الشركات الكبرى في السنوات الأخيرة.

ووفقاً لبيانات بورصة لندن، فقد ألغت أو نقلت 88 شركة إدراجها بعيداً عن السوق الرئيسية في لندن هذا العام، بينما انضمت 18 شركة فقط. وتشير هذه الأرقام، التي نشرتها صحيفة «فاينانشيال تايمز»، إلى أكبر تدفق صافي من الشركات خارج السوق منذ الأزمة المالية في 2009.

كما أن عدد الإدراجات الجديدة في لندن يتجه لأن يكون الأدنى في 15 عاماً، حيث تتجنب الشركات التي تفكر في الطرح العام الأولي (IPO) التقييمات المنخفضة نسبياً مقارنة بالأسواق المالية الأخرى.

وقد تجاوزت قيمة الشركات المدرجة التي تستعد لمغادرة سوق الأسهم في لندن هذا العام، 100 مليار جنيه إسترليني (126.24 مليار دولار) سواء من خلال صفقات استحواذ غالباً ما تتضمن علاوات مرتفعة، أو من خلال شطب إدراجها.

وأضاف روليه أن انخفاض أحجام التداول في لندن في السنوات الأخيرة، مقارنة مع الارتفاع الحاد في الولايات المتحدة، دفع الشركات إلى تسعير أسهمها بأسعار أقل في المملكة المتحدة لجذب المستثمرين.

وقال في تصريح لصحيفة «التليغراف»: «الحسابات البسيطة تشير إلى أن السوق ذات السيولة المنخفضة ستتطلب خصماً كبيراً في سعر الإصدار حتى بالنسبة للطروحات العامة الأولية العادية. كما أن السيولة المنخفضة نفسها ستؤثر في تقييم الأسهم بعد الاكتتاب. بمعنى آخر، فإن تكلفة رأس المال السهمي تجعل هذه السوق غير تنافسية بشكل كامل».

ووفقاً لتقديرات «غولدمان ساكس»، يتم تداول الأسهم في لندن الآن بخصم متوسط يبلغ 52 في المائة مقارنة بنظيراتها في الولايات المتحدة.

وتستمر معاناة سوق العاصمة البريطانية في توجيه ضربة لحكومة المملكة المتحدة، التي تسعى جاهدة لتبسيط القوانين التنظيمية، وإصلاح نظام المعاشات المحلي لتشجيع مزيد من الاستثمارات.

وأشار روليه إلى أن المملكة المتحدة بحاجة إلى التخلص من الإجراءات البيروقراطية المرتبطة بالاتحاد الأوروبي التي تمنع صناديق التقاعد من امتلاك الأسهم، بالإضافة إلى ضرورة خفض الضرائب على تداول الأسهم وتوزيعات الأرباح.

وأضاف: «قلقي اليوم لا يتعلق كثيراً بالطروحات العامة لشركات التكنولوجيا، فقد فات الأوان على ذلك. التهديد الحقيقي في رأيي انتقل إلى مكان آخر. إذا استمعنا بعناية لتصريحات كبار المديرين التنفيذيين في الشركات الأوروبية الكبرى، فسنجد أنهم أثاروا احتمال الانتقال إلى الولايات المتحدة للاستفادة من انخفاض تكلفة رأس المال والطاقة، والعوائد المرتفعة، والتعريفات التفضيلية».