أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟
TT

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

أين يستمتع أهالي الرياض بأجوائها الماطرة ؟

تدفق سكان مدينة الرياض ومحافظاتها (وسط السعودية) على البراري والمتنزهات مع بدء إجازة نهاية الأسبوع، مبتهجين بهطول الأمطار التي شهدتها العاصمة خلال اليومين الماضيين، ومستمتعين بالأجواء الماطرة ونسمات الهواء الباردة، حيث اكتظت منطقة الثمامة والدرعية ووداي حنيفة وغيرها من الأودية والشعاب في أرجاء ومحيط المدينة بالزوار منذ ساعات الصباح الباكرة.
ويُفضل أهالي العاصمة في كل موسم شتاء الخروج من المنازل والذهاب إلى المناطق الصحراوية الواسعة ومعانقة الرمال بعيدا عن صخب المدينة وأجوائها المعتادة، مصطحبين معهم حزم الحطب للتدفئة والشواء وإعداد الأكلات الشعبية والمشروبات الساخنة، بروح مفعمة بالحيوية والنشاط عكستها تلك الأجواء العليلة، بينما تغري الكثبان الرملية هواة المغامرة ولا سيما من الشباب بـ "التطعيس" في الوقت الذي تتماسك فيه الرمال، وهو ما يساعد بشكل مباشر على صعود السيارة الكثبان ونزولها منه.
ويعتبر السكان هذا الموسم متنفسا لهم وفرصة ذهبية لاستغلال تلك المناطق في ظل الطقس الحار الذي تشهده المدينة طيلة أيام السنة. وتشهد عددا من الروضات القريبة من العاصمة كثافة عالية من الأهالي خلال الشتاء والربيع، منها خريم والتنهات والخفس ونورة وأم الخفاس وسمحان وغيرها.
إلى ذلك، توقّعت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة استمرار هطول أمطار متوسطة وغزيرة حتى يوم الأحد المقبل، فيما دعت مديرية الدفاع المدني المواطنين والمقيمين إلى أخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن بطون الأودية والشعاب ومجرى السيول وعدم المخاطرة بقطع مياهها، كذلك الانتباه أثناء قيادة السيارة في الطرقات وقت الأمطار خشية الانزلاق، وتجنب الأماكن المكشوفة والقريبة من الأشجار.

وفي السياق ذاته، هطلت اليوم (الجمعة)، أمطارا متوسطة على محافظة الخرج، شملت مدينة السيح والـدلـم والهياثم واليمامة والسلمية ونعجان والضبيعة والحزم وماوان والخبي والعين والعقيمي والرغيب والرفايع والشديدة والتوضحية، كما هطلت على مركز القحمة التابع لمنطقة عسير، شملت معظم أرجاء المركز، فيما شملت الأمطار التي هطلت على منطقة نجران، مدينة نجران ومواقع متفرقة من محافظات ومراكز المنطقة. وهطلت على منطقة الباحة أمطار متفرقة شملت أجزاء من مدينة الباحة وضواحيها ومحافظات بلجرشي والعقيق وبني حسن والمندق والقرى والمخواة وغامد الزناد وقلوة والحجرة والمراكز التابعة لها، ومنتزهات رغدان والأمير مشاري والمنتزه الوطني والشكران والقمع وموطف والخلب وعمضان ونخال.



تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
TT

تجميد الجثث أملاً في إحيائها مستقبلاً لم يعد يقتصر على الخيال العلمي

إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)
إميل كيندزورا أحد مؤسسي شركة «توموروو بايوستيتس» (على اليمين) داخل مركز تخزين الجثث في سويسرا (أ.ف.ب)

قررت بيكا زيغلر البالغة 24 عاماً، تجميد جثتها في برّاد بعد وفاتها عن طريق مختبر في برلين، على أمل محدود بإعادة إحيائها مستقبلاً.

وقّعت هذه المرأة الأميركية التي تعيش وتعمل في العاصمة الألمانية، عقداً مع شركة «توموروو بايوستيتس» الناشئة المتخصصة في حفظ الموتى في درجات حرارة منخفضة جداً لإعادة إحيائهم في حال توصّل التقدم العلمي إلى ذلك يوماً ما.

وعندما تتوفى زيغلر، سيضع فريق من الأطباء جثتها في حوض من النيتروجين السائل عند حرارة 196 درجة مئوية تحت الصفر، ثم ينقلون الكبسولة إلى مركز في سويسرا.

وتقول زيغلر، وهي مديرة لقسم المنتجات في إحدى شركات التكنولوجيا في كاليفورنيا، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «بشكل عام، أحب الحياة ولدي فضول لمعرفة كيف سيبدو عالمنا في المستقبل».

ولم يعد علم حفظ الجسم بالتبريد الذي ظهر في ستينات القرن العشرين، مقتصراً على أصحاب الملايين أو الخيال العلمي كما ظهر في فيلم «ذي إمباير سترايكس باك» الذي تم فيه تجميد هان سولو، وفيلم «هايبرنيتس» حين يعود رجل تحرر من الجليد القطبي، إلى الحياة.

توفّر شركات في الولايات المتحدة هذه الخدمة أصلاً، ويُقدّر عدد الأشخاص الذي وُضعت جثثهم في التبريد الأبدي بـ500 فرد.

50 يورو شهرياً

تأسست «توموروو بايوستيتس» عام 2020 في برلين، وهي الشركة الأولى من نوعها في أوروبا.

وفي حديث إلى «وكالة الصحافة الفرنسية»، يقول إميل كيندزورا، أحد مؤسسي الشركة، إن أحد أهدافها «هو خفض التكاليف حتى يصبح تبريد الجثة في متناول الجميع».

إميل كيندزورا أحد مؤسسي «توموروو بايوستيتس» يقف داخل إحدى سيارات الإسعاف التابعة للشركة خارج مقرها في برلين (أ.ف.ب)

ولقاء مبلغ شهري قدره 50 يورو (نحو 52.70 دولار) تتقاضاه من زبائنها طيلة حياتهم، تتعهد الشركة الناشئة بتجميد جثثهم بعد وفاتهم.

يضاف إلى الـ50 يورو مبلغ مقطوع قدره 200 ألف يورو (نحو 211 ألف دولار) يُدفع بعد الوفاة - 75 ألف يورو (نحو 79 ألف دولار) لقاء تجميد الدماغ وحده - ويمكن أن يغطيه نظام تأمين على الحياة.

ويقول كيندزورا (38 سنة) المتحدر من مدينة دارمشتات في غرب ألمانيا، إنه درس الطب وتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسرطان، قبل أن يتخلى عن هذا الاختصاص بسبب التقدم البطيء في المجال.

وتشير «توموروو بايوستيتس» إلى أنّ نحو 700 زبون متعاقد معها. وتقول إنها نفذت عمليات تبريد لأربعة أشخاص بحلول نهاية عام 2023.

ويلفت كيندزورا إلى أنّ غالبية زبائنه يتراوح عمرهم بين 30 و40 سنة، ويعملون في قطاع التكنولوجيا، والذكور أكثر من الإناث.

عندما يموت أحد الزبائن، تتعهد «توموروو بايوستيتس» بإرسال سيارة إسعاف مجهزة خصيصاً لتبريد المتوفى باستخدام الثلج والماء. يتم بعد ذلك حقن الجسم بمادة «حفظ بالتبريد» ونقله إلى المنشأة المخصصة في سويسرا.

دماغ أرنب

في عام 2016، نجح فريق من العلماء في حفظ دماغ أرنب بحال مثالية بفضل عملية تبريد. وفي مايو (أيار) من هذا العام، استخدم باحثون صينيون من جامعة فودان تقنية جديدة لتجميد أنسجة المخ البشري، تبين أنها تعمل بكامل طاقتها بعد 18 شهراً من التخزين المبرد.

لكنّ هولغر رينش، الباحث في معهد «آي إل كاي» في دريسدن (شرق ألمانيا)، يرى أنّ الآمال في إعادة شخص متجمد إلى الحياة في المستقبل القريب ضئيلة جداً.

ويقول لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «نشكّ في ذلك. أنصح شخصياً بعدم اللجوء إلى مثل هذا الإجراء».

ويتابع: «في الممارسة الطبية، إنّ الحدّ الأقصى لبنية الأنسجة التي يمكن حفظها بالتبريد هو بحجم وسمك ظفر الإبهام، والوضع لم يتغير منذ سبعينات القرن العشرين».

ويقرّ كيندزورا بعدم وجود ضمانات، ويقول: «لا نعرف ما إذا كان ذلك ممكناً أم لا. أعتقد أن هناك فرصة جيدة، لكن هل أنا متأكد؟ قطعاً لا».

بغض النظر عما يمكن أن يحدث في المستقبل، تقول زيغلر إنها متأكدة من أنها لن تندم على قرارها. وتضيف: «قد يبدو الأمر غريباً، لكن من ناحية أخرى، البديل هو أن يضعوك داخل تابوت وتأكلك الديدان».