تشريعات جديدة لعمل المرأة السعودية.. ونصف مليون موظفة بالقطاع الخاص

منتدى المرأة الاقتصادي يختتم أعماله بحزمة من الرؤى النسويّة

تشريعات جديدة لعمل المرأة السعودية.. ونصف مليون موظفة بالقطاع الخاص
TT

تشريعات جديدة لعمل المرأة السعودية.. ونصف مليون موظفة بالقطاع الخاص

تشريعات جديدة لعمل المرأة السعودية.. ونصف مليون موظفة بالقطاع الخاص

تدرس الجهات المعنية في السعودية حزمة من الإجراءات التي تنظم تواجد المرأة في سوق العمل، إذ كشفت الدكتورة فاتن آل ساري، مديرة برامج عمل المرأة بوزارة العمل والتنمية الاجتماعية، لـ«الشرق الأوسط» أن الوزارة تدرس حاليًا تشريع ساعات العمل ليلا للنساء العاملات في القطاع الصحي، بحيث تكون الساعات مفتوحة لجميع الموظفات في هذا القطاع إلى ما بعد الحادية عشرة مساءً.
وأفادت آل ساري، بأن التركيز حاليًا يتم على دراسة قرار البيئة المكانية للمرأة العاملة في القطاع الخاص، من حيث توفير بيئة آمنة للمرأة وفق معايير عدة، مشيرة إلى أنه بعد إيقاف برنامج التأنيث حاليًا، أصبحت الوزارة تعمل على برنامج التوطين الموجه، بحيث أصبح بإمكان المرأة العمل في أي مكان بعد تحسين البيئة المكانية بما يناسب متطلباتها.
وجاء حديث آل ساري على هامش جلسات «منتدى المرأة الاقتصادي» الذي اختتم فعالياته مساء أمس الخميس، وشاركت خلاله بكلمة تناولت دور وزارة العمل والتنمية الاجتماعية في «رؤية السعودية 2030»، وعرضت البرامج والتشريعات التي تعمل عليها الوزارة حاليًا، مبينة أن عدد الموظفات في سوق العمل للقطاع الخاص وصل إلى نحو 534 ألفا، بزيادة نحو 60 ألف سيدة عن العام الماضي، وذلك بحسب أحدث إحصائية.
وتطرقت الأميرة موضي بنت خالد، عضو مجلس الشورى السعودي العضو المؤسس لمؤسسة الملك خالد الخيرية، إلى التوجه لزيادة النساء العاملات في القطاع الخاص. وقالت: «لإيماني العميق بتفوق المرأة السعودية في مجال الخدمة الاجتماعية، أجد أن العمل الاجتماعي فرصة واعدة لزيادة مشاركة المرأة الاقتصادية».
وتناولت الأميرة موضي أن رؤية 2030 من ضمن أهدافها رفع مستوى مساهمة القطاع غير الربحي في الناتج المحلي من 1 في المائة إلى 5 في المائة، موضحة أن عدد العاملات في الجمعيات النسائية يفوق حدود 6 آلاف سيدة، بينما يصل عدد الرجال إلى قرابة 25 ألفا.
وأضافت: «لا زلنا نواجه الكثير من العقبات التي تواجه المرأة في المجال الاجتماعي، ويكمن التحدي الحقيقي في تغيير نظرة المرأة لنفسها لتصبح عضوا فاعلا بالمجتمع»، مضيفة أن الأرقام تشير إلى ارتفاع عدد الأسر السعودية التي تعيلها امرأة إلى 5 في المائة وهذا بحسب آخر بيانات الهيئة العامة للإحصاء.
بدورها، تطرقت الدكتورة لبنى الأنصاري، عضو مجلس الشورى السعودي، خلال كلمتها في المنتدى، إلى القرارات والتوصيات التي أيدها مجلس الوزراء، مبينة الكثير من الإنجازات والقرارات التي نُفذت وشهدت تعديلات عدة بتأييد من الأعضاء جميعهم.
وأبدت تفاؤلها بتقدم المرأة السعودية في مجالي الصحة والتعليم في تقرير التنمية لعام 2015. الذي احتلت فيه السعودية المرتبة 105 عن تمكين المرأة في مجال التعليم والمرتبة 128 عن الصحة، متوقعة بأن يشهد تقرير 2020 اختلافا كبيرا فيما يتعلق بوضع المرأة السعودية.
واستعرضت الأنصاري، تقرير البرلمان الأوروبي، الذي نوه إلى أن المرأة تحتاج لدعم أكبر من خلال النظم والتشريعات المؤكدة على ضرورة مشاركتها، مؤكدة أن السعودية حققت تقدما كبيرا في تمكين المرأة أشار إليه تقرير 2015 للتنمية الدولي، ومع ذلك يوجد الكثير من التحديات في مجالات كالوظائف الصحية والتعليمية التي تحتاج إلى تضافر الجهود لإعادة النظر بها.
وفي الجلسة الثالثة، أكدت الدكتورة ريم الفريان، مساعد الأمين العام لشؤون سيدات الأعمال بمجلس الغرف السعودية، ضرورة رفع نسبة مشاركة المرأة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة، لافتة إلى تدني نسبة مساهمة هذه المشاريع في الناتج المحلي، وذلك رغم قدرتها على استيعاب ما لا يقل عن 67 في المائة من الأيدي العاملة، منوهة إلى أن رؤية 2030 تهدف إلى زيادة الفرص وتذليل العقبات أمام قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة.
وشددت الفريان على أهمية تحديد هموم الشابات ومعرفة مشكلاتهن في سوق العمل، مشيرة إلى أن مجلس الغرف السعودية استحدث استراتيجية جديدة لتمكين المرأة اقتصاديا تقوم على مشاركة اللجان الوطنية، ومشاركة صناع القرار، وتطوير مراكز سيدات الأعمال، واستحداث مراكز في المناطق البعيدة. وتابعت: «نتطلع إلى وجود سيدة أعمال في مجلس الشورى لنقل رؤية ومطالب ومقترحات سيدات ورائدات الأعمال».



تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
TT

تقرير «مستقبل الوظائف 2025»... 78 مليون فرصة عمل جديدة بحلول 2030

الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)
الزوار يلتقطون صوراً لروبوت «كابتشا» خلال قمة «الذكاء الاصطناعي من أجل الخير» في جنيف (رويترز)

كشف تقرير «مستقبل الوظائف 2025»، الذي نشره «المنتدى الاقتصادي العالمي»، أن الاضطراب سيصيب 22 في المائة من الوظائف بحلول عام 2030، وأن 170 مليون وظيفة جديدة ستخلق، في حين ستلغى 92 مليون وظيفة، مما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة. وعدّ أن التقدم التكنولوجي، والتحولات الديموغرافية، والتوترات الجيو - اقتصادية، والضغوط الاقتصادية هي المحركات الرئيسة التي تدفع هذه التغيرات، مما يعيد تشكيل الصناعات والمهن على مستوى العالم.

وبالاستناد إلى بيانات من أكثر من ألف شركة، كشف التقرير أن فجوة المهارات تظل أكبر عائق أمام تحول الأعمال التجارية اليوم، حيث يُتوقع أن تتغير 40 في المائة من المهارات المطلوبة في الوظائف. ومن المتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، لكن المهارات الإنسانية، مثل التفكير الإبداعي، والمرونة، والقدرة على التكيف ستظل حاسمة. ويُتوقع أن يكون الجمع بين كلا النوعين من المهارات أمراً بالغ الأهمية في سوق عمل سريعة التبدل.

ومن المتوقع أيضاً أن تشهد الأدوار الأمامية والقطاعات الأساسية، مثل الرعاية والتعليم، أكبر نمو في الوظائف بحلول عام 2030. وفي الوقت نفسه، سيؤدي تقدم الذكاء الاصطناعي والطاقة المتجددة إلى إعادة تشكيل السوق، مما يزيد من الطلب على وظائف تكنولوجية ومتخصصة، مع انخفاض الطلب على وظائف أخرى، مثل التصميم الغرافيكي.

وقال تيل ليوبولد، رئيس شؤون العمل والأجور وخلق الوظائف في «المنتدى الاقتصادي العالمي»: «اتجاهات، مثل الذكاء الاصطناعي التوليدي والتحولات التكنولوجية السريعة، تقلب الصناعات وأسواق العمل، مما يخلق فرصاً غير مسبوقة ومخاطر عميقة». وأضاف: «الوقت الآن للعمل معاً من قبل الشركات والحكومات، والاستثمار في المهارات، وبناء قوة عاملة عالمية متكافئة وقادرة على الصمود».

سوق العمل في 2030

من المتوقع أن تشهد الأدوار الأمامية والخدمات الأساسية، مثل عمال المزارع، وسائقي التوصيل، وعمال البناء، أكبر زيادة في عدد الوظائف بحلول عام 2030، كما يُتوقع زيادة كبيرة في الطلب على وظائف الرعاية، مثل الممرضين، ووظائف التعليم، مثل معلمي المدارس الثانوية، مع دفع الاتجاهات الديموغرافية لنمو الطلب في القطاعات الأساسية. وفي الوقت نفسه، سيؤدي التقدم في الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة، وخاصة في مجالات الطاقة المتجددة والهندسة البيئية، إلى زيادة الطلب على الأدوار المتخصصة. في المقابل، تظل وظائف، مثل أمين الصندوق والمساعدين الإداريين، ضمن الوظائف الأكثر انحداراً، بينما انضمت إليها وظائف أخرى، مثل مصممي الغرافيك، مع تأثير الذكاء الاصطناعي التوليدي على سوق العمل.

فجوة المهارات

تستمر فجوة المهارات بوصفها أكبر عائق أمام تحول الأعمال في مواجهة التوجهات العالمية الكبرى، حيث يعد 63 في المائة من أصحاب العمل أنها التحدي الرئيس لمستقبل عملياتهم. وإذا تم تمثيل القوة العاملة العالمية من خلال 100 شخص، فمن المتوقع أن يحتاج 59 منهم إلى إعادة تدريب أو تطوير مهاراتهم بحلول 2030، مع احتمال ألا يتلقى 11 منهم هذا التدريب، ما يعني أن أكثر من 120 مليون عامل مهدد بالبطالة على المدى المتوسط. بينما يُتوقع أن يشهد الطلب على مهارات التكنولوجيا، مثل الذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة، والأمن السيبراني نمواً سريعاً، وتظل المهارات الإنسانية، مثل التفكير التحليلي، والمرونة، والقيادة، والتعاون أساسية.

الذكاء الاصطناعي وتحسين المهارات

يعيد الذكاء الاصطناعي تشكيل نماذج العمل التجاري، حيث يخطط 50 في المائة من أصحاب العمل لإعادة توجيه أعمالهم للاستفادة من الفرص الجديدة. ويخطط 77 في المائة من أصحاب العمل لتطوير مهارات القوى العاملة، بينما يخطط 41 في المائة لتقليص العمالة بسبب أتمتة المهام. ويتوقع نصف أصحاب العمل تحويل الموظفين إلى مجالات أخرى؛ لتخفيف نقص المهارات، وتكاليف التحول التكنولوجي. ومع النمو السريع للتكنولوجيا، يجب على القادة وصنّاع السياسات والعملاء التعاون لضمان استعداد القوى العاملة، وتقليل مخاطر البطالة.

ما وراء التكنولوجيا

يعد ارتفاع تكلفة المعيشة عاملاً رئيساً في تغيير سوق العمل، مع توقع فقدان 6 ملايين وظيفة عالمياً بحلول 2030 بسبب ضغوط الأسعار والنمو الاقتصادي الأبطأ. كما يعزز التقدم العمري في البلدان ذات الدخل المرتفع من الطلب على وظائف الرعاية الصحية، بينما يعزز نمو السكان في سن العمل في المناطق ذات الدخل المنخفض من وظائف التعليم. وتثير التوترات الجيوسياسية وقيود التجارة قلق 34 في المائة من الشركات، مما يزيد الطلب على مهارات، مثل الأمن السيبراني.

ضرورة التحرك العاجل

تتطلب مواجهة التغيرات الكبيرة تحركاً عاجلاً ومشتركاً من الحكومات والشركات والمؤسسات التعليمية. تشمل الأولويات سد فجوات المهارات، والاستثمار في برامج إعادة التدريب، وتوفير مسارات للوظائف ذات النمو السريع. ومن خلال التركيز على استراتيجيات انتقال العمل العادلة والشاملة ودعم العمال، يمكن بناء قوة عاملة عالمية مرنة، وقادرة على التكيف، ومؤهلة للنجاح في وظائف المستقبل.