141 قتيلًا شرق حلب و16 في غربها خلال أسبوع من القصف الجوي

لافروف يتهم دي ميستورا بتقويض محادثات السلام

141 قتيلًا شرق حلب و16 في غربها خلال أسبوع من القصف الجوي
TT

141 قتيلًا شرق حلب و16 في غربها خلال أسبوع من القصف الجوي

141 قتيلًا شرق حلب و16 في غربها خلال أسبوع من القصف الجوي

قال المرصد السوري لحقوق الانسان، اليوم (الثلاثاء)، إنّ 141 مدنيا على الاقل بينهم 18 طفلا قتلوا خلال أسبوع من تجدد قصف النصف الشرقي من حلب، وهو ما دمر مستشفيات المنطقة. وأضاف أنّه وثق مئات الاصابات نتيجة الضربات الجوية الروسية والسورية والقصف من جانب النظام السوري وحلفائه للنصف الشرقي المحاصر من المدينة المقسمة.
وبدأ الهجوم يوم الثلاثاء الماضي، بعد تعليق الضربات الجوية والقصف داخل حلب لاسابيع وان كانت المعارك والضربات الجوية استمرت على الخطوط الامامية للمدينة وفي الريف المحيط بها.
وقال المرصد ان 87 من مقاتلي المعارضة ومجهولي الهوية قتلوا في القطاع الشرقي من حلب.
ووثق المرصد سقوط 16 قتيلا من المدنيين بينهم عشرة أطفال وعشرات المصابين نتيجة قصف المعارضة لغرب حلب الذي تسيطر عليه الحكومة.
وقالت هيئة الصحة المحلية ووكالات اغاثة انسانية دولية، ان كل المستشفيات الرئيسية في الجزء الشرقي من المدينة أصبحت خارج الخدمة نتيجة للضربات الجوية وقصف المنطقة الاسبوع الماضي.
على الصعيد الانساني، أعرب رئيس فرع منظمة "أطباء بلا حدود" في ألمانيا، عن استيائه من "التردي الشديد للوضع الإنساني" في مدينة حلب المحاصرة حاليا.
وقال فولكر فسترباركي في تصريحات صحافية "مُنعنا من تقديم المساعدة - الآن حيث تداعت الرعاية الطبية تقريبا- والأشخاص مضطرون لمساعدة أنفسهم بأنفسهم". وأشار إلى أنه لم يعد هناك مستشفيات قابلة للتشغيل في مدينة حلب حاليا، موضحًا أن الأطباء هناك مضطرون للاعتماد على أنفسهم إلى حد كبير.
يشار إلى أن مدينة حلب تعد أحد أهم ساحات القتال في سوريا وتعد رمزًا للحرب الأهلية المدمرة.
وأضاف فسترباركي أنّه لا يمكن رؤية احتمالية لتحسن الوضع حاليا، وقال "سواء بالنسبة للهدنة وكذلك بالنسبة لفكرة ممر إنساني، ليس هناك أمل حاليا". وأوضح أنه لهذا السبب يتوقع من الحكومة الاتحادية في برلين أن تبذل قصارى جهدها من أجل لفت الانتباه لهذا النزاع، وقال: "يتعين عليها أن توضح لأطراف النزاع أنه يتعين عليهم الالتزام بقوانين دولية ولا بد من وقف قصف القنابل. إن كل من يشارك في النزاع، يجعل نفسه مذنبا".
يشار إلى أن الهجمات الجوية الشديدة منذ أسابيع أسفرت عن انهيار في الرعاية الطبية في مناطق المتمردين بحلب خلال الأيام الماضية.
وفي تطور لاحق، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم، مبعوث الامم المتحدة الخاص إلى سوريا ستافان دي ميستورا بـ"تقويض" محادثات السلام الهادفة إلى انهاء النزاع الدامي في البلد.
وقال لافروف كما نقلت عنه وكالة الانباء الروسية "الامم المتحدة بشخص مبعوثها ستافان دي ميستورا تقوض منذ أكثر من ستة اشهر قرار مجلس الامن الدولي رقم 2254 الذي يطلب تنظيم محادثات سلام شاملة بين الاطراف السورية من دون شروط مسبقة". وأضاف خلال زيارة إلى مينسك في بيلاروسيا أنّ "ليس على الارجح أمام المعارضين الوطنيين والنظام السوري من خيار سوى أخذ زمام المبادرة بانفسهم وتنظيم حوار سوري-سوري".
ويطلب القرار 2254 الذي أقره مجلس الامن الدولي في ديسمبر (كانون الاول) 2015، من الامين العام للامم المتجدة جمع ممثلي النظام السوري والمعارضة لاجراء مفاوضات رسمية بشأن عملية انتقالية سياسية في سوريا على أن تبدأ في يناير (كانون الثاني) 2016.
وحسب القرار الدولي، فإنّ عملية سياسية يديرها السوريون بتسهيل من الامم المتحدة يفترض أن تؤدي "خلال ستة أشهر إلى حكم ذي مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية، وتحدد جدولًا زمنيًا وعملية لصياغة دستور جديد".



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».