في تركيا.. تسعيرة الشاي حسب طريقة الطلب

ابتدعها أصحاب المقاهي لـ«تأديب» الزبون المتعجرف

مقهى للشاي في طرابزون  التركية يسعر الشاي حسب سلوك الزبون
مقهى للشاي في طرابزون التركية يسعر الشاي حسب سلوك الزبون
TT

في تركيا.. تسعيرة الشاي حسب طريقة الطلب

مقهى للشاي في طرابزون  التركية يسعر الشاي حسب سلوك الزبون
مقهى للشاي في طرابزون التركية يسعر الشاي حسب سلوك الزبون

في تقليد قد يعد الأول من نوعه، ابتكرت بعض مقاهي الشاي طريقة فريدة لتسعير الشاي لزبائنها تلزمهم باتباع اللياقة والأدب عند طلب كوب الشاي.
وتنتشر في مختلف المدن التركية المقاهي المتخصصة في تقديم الشاي فقط التي تعرف بـ«بيت الشاي»، والتي يرتادها محبو تناول الشاي، وما أكثرهم في تركيا، وغالبا ما تكون ملتقى لكبار السن والمتقاعدين طوال ساعات النهار.
بعض أصحاب المقاهي الذين سئموا الطريقة غير اللائقة لبعض الزبائن في الطلب، بدأوا في تطبيق نظام جديد لتحديد تسعيرة الشاي الذي يقدمونه، وفقًا لمدى لياقة الزبون والعبارات التي يستخدمها في طلبه.
ومن بين من اتبعوا هذه الطريقة الجديدة والمثيرة أيضًا توران أوداباش، صاحب مقهى أوداباش للشاي، في مدينة طرابزون بمنطقة البحر الأسود (شمال شرقي تركيا)، وهي إحدى المحافظات المشهورة بزراعة الشاي الذي ينمو في منطقة البحر الأسود، ويتركز معظم إنتاجه ومصانعه في محافظة ريزا المجاورة لطرابزون.
وضع أوداباش على واجهة المقهى قائمة توضح أسعار كوب الشاي وفقًا لطريقة طلبه. وبحسب هذه القائمة، فإن من يستخدم عبارة «أعطني شايًا يا هذا»، يدفع ليرتين تركيتين ثمنًا لكوب الشاي (الدولار يساوي نحو 3.37 ليرة)، ويدفع من يقول «أرسل لي شايًا» ليرة ونصف الليرة، أما من يقول «أعطني شايًا»، فيدفع ليرة واحدة، وأما الذي يستخدم عبارة «هل يمكن أن تعطيني شايًا؟» التي تعبر عن أسلوب راق ومؤدب في التعامل، فيدفع 75 قرشًا فقط لكوب الشاي.
توران أوداباش، صاحب المقهى، يقول إن زبائن المقهى يشعرون بالدهشة للوهلة الأولى عندما يطالعون قائمة الأسعار، لكن من يراها فإنه يتبع الأسلوب الذي يجعله يحصل على كوب الشاي بأقل ثمن، ولذلك فإنه يقول: «هل يمكن أن تعطيني شايًا؟».
وأضاف صاحب المقهى: «هذه الطريقة جعلت زبائن المقهى أكثر لياقة، وبات المكان أكثر حميمية واحترامًا، وأصبحت أقوم بعملي بحب وحماس دون أن يزعجني الأسلوب الخشن لبعض الزبائن».
وتشتهر منطقة شرق البحر الأسود في تركيا بإنتاج الشاي الذي لا يمكن لأحد الاستغناء عنه، لدرجة أن البعض في تركيا يقول لو لم يكن هناك شاي لانتهينا منذ زمن بعيد.
ويتميز الشاي التركي بمذاق مختلف نظرًا لطريقة صنعه. وبحسب ما توصلت إليه البورصة التجارية في مدينة ريزا حول الشاي التركي، من خلال الكتب المطبوعة ومواقع الإنترنت، فإن هناك نحو 96 شخصًا من كل 100 شخص يشربون الشاي بصفة مستمرة.
كما أشارت المعلومات إلى أن المواطنين يستهلكون نحو 245 مليون كوب من الشاي يوميًا، سواء في المنازل أو أماكن العمل أو المقاهي.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».