الأمم المتحدة تسمي تحركات كيري في الملف اليمني «مساعي».. وليس خطة جديدة

البعثة البريطانية لـ «الشرق الأوسط»: مشروعنا يدعم خريطة ولد الشيخ

وزير الخارجية الأميركي جون كيري يصعد الطائرة في ألبيرو أول من أمس عائدا إلى واشنطن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري يصعد الطائرة في ألبيرو أول من أمس عائدا إلى واشنطن (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تسمي تحركات كيري في الملف اليمني «مساعي».. وليس خطة جديدة

وزير الخارجية الأميركي جون كيري يصعد الطائرة في ألبيرو أول من أمس عائدا إلى واشنطن (رويترز)
وزير الخارجية الأميركي جون كيري يصعد الطائرة في ألبيرو أول من أمس عائدا إلى واشنطن (رويترز)

قالت البعثة البريطانية لدى الأمم المتحدة، وهي المسؤولة عن الملف في مجلس الأمن، إن «الحل السياسي هو أفضل وسيلة لتحقيق الاستقرار على المدى الطويل في اليمن وإنهاء الصراع».
وأضافت البعثة، في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»، أن بريطانيا ترحب بعمل وزير الخارجية الأميركي جون كيري لدعم هذا «الحل»، إلا أنها أضافت أن مشروع القرار عندما يتمم تعميمه سيكون لدعم عمل المبعوث الخاص للأمم المتحدة في العودة إلى المفاوضات على أساس خريطة الطريق، ولم تشر البعثة عن توقيت توزيع المشروع إلا أنه قال: «في الوقت المناسب».
وكانت السعودية اتفقت مع البعثة البريطانية على إرجاء تقديم مشروع القرار البريطاني إلى إشعار آخر بسبب معارضة الطرف اليمني خريطة الطريق التي تقدم بها ولد الشيخ للأطراف كونها، حسب الحكومة الشرعية، والتي تكافئ الطرف الحوثي على انقلابه.
وبانتظار ما سيقدمه ولد الشيخ إلى مجلس الأمن من إحاطة في جلسة لغاية الآن لم تحدد بعد، فإن الأمم المتحدة أكدت مجددا وقوفها مع مبعوثها لليمن، وأنها أيضا تراقب المساعي التي يقودها وزير الخارجية الأميركي جون كيري بشأن الصراع اليمني الذي رحبت به.
إلا أن الأمم المتحدة، مثل الحكومة البريطانية، لم تسم تحركات كيري خطة السلام الجديدة، بل المساعي أو الجهود المشكورة.
وقال المتحدث الإعلامي للأمم المتحدة، فرحان الحق، إن المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ في طريقه إلى نيويورك، حيث من المتوقع أن يحيط المسؤولون ومجلس الأمن عن آخر المستجدات، و«أنتم تعلمون أولويات ولد الشيخ أحمد». وأضاف أن الساحة اليمنية تشهد حاليا كثيرا من التطورات، أهمها مساعي وزير الخارجية الأميركية، جون كيري، «للمساعدة في جهود إحياء وقف الأعمال العدائية وأننا نراقب كيفية تطور ذلك».
وقال المتحدث، إن الأمم المتحدة تقدر أي جهد أو أي دعم إضافي للوصول بنا إلى وقف القتال في اليمن، مشيرا إلى أن ولد الشيخ يرحب بجهود الوزير كيري لدعم عملية السلام في اليمن، ويأمل أن تسهم بوضع نهاية سلمية وشاملة للصراع.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.