حكومة كردستان ترد على الاتهامات لها بـ«الترحيل الممنهج للعرب»

ذكرت «العفو الدولية» و«هيومان رايتس ووتش» باحتضان الإقليم لمئات الآلاف من النازحين

حكومة كردستان ترد على الاتهامات لها بـ«الترحيل الممنهج للعرب»
TT

حكومة كردستان ترد على الاتهامات لها بـ«الترحيل الممنهج للعرب»

حكومة كردستان ترد على الاتهامات لها بـ«الترحيل الممنهج للعرب»

رفضت حكومة إقليم كردستان الاتهامات التي وجهتها منظمتا العفو الدولية و«هيومان رايتس ووتش» بالقيام بحملات ممنهجة لترحيل العرب وتدمير قراهم. وقال ممثل حكومة الإقليم في لندن، كاروان جمال طاهر، في بيان إن «حكومة إقلیم کردستان تأخذ تقاریر هذە المنظمات والمنظمات الدولیة الأخری حول حقوق الإنسان والأعمال العدائیة ضد المدنیین علی محمل الجد، وخیر دلیل علی ذلك تشکيل لجنة تحقیقیة للتأکد من حدوث أي من هذە الأعمال في جمیع المناطق».
وأضاف طاهر «مع حرصنا علی المتابعة والتحقیق، في نفس الوقت نرفض بشدة کل الأصوات الشاذة التي تسمع هنا وهناك والتي تتهم الکرد وحکومة إقلیم کردستان بالقیام بحملات منظمة لترحیل المواطنین العرب إلى مسقط رأسهم الأصلي أو تدمیر قراهم. ونرید هنا أن نذکر العالم بأسرە بأن احتضان ملیون وأربعمائة ألف لاجئ في الإقلیم فی الوقت الذي یشکل مکون العرب السنة الأکثریة الساحقة منهم، واحتضان 600 ألف لاجئ في کرکوك وحمایتهم وتقدیم الخدمات لهم خیر دلیل علی أن أبواب الإقلیم ما زالت مفتوحة أمامهم، وأنهم مرحب بهم إلی أن یتم تحریر مناطقهم. وعندما یتم تحریر مناطقهم وبعد التأکد من السیطرة الأمنیة الکاملة في تلك المناطق یجب علیهم العودة إلی قراهم ومدنهم معززین».
بدورها، أكدت لجنة التقييم والرد على التقارير الدولية في حكومة إقليم كردستان أن تقرير «هيومان رايتس ووتش» «لم يكن منصفا تجاه البيشمركة وانحاز للإرهابيين». وأضافت في بيان أن «من المؤسف أن التقرير تضمن معلومات ونتائج وتحليلات غير صحيحة وانحيازية وأحكاما مسبقة لا تتلاءم بأي شكل من الأشكال مع الواقع». وتابع: «لا يمكن لمنظمة مراقبة حقوق الإنسان تقوم بإصدار مثل هذه التقارير أن تكون محاميًا لـ(داعش) وتخلق الأرضية لغض النظر عن جرائم الأشخاص المتواطئين مع (داعش) الذين ارتكبوا جرائم بحق الإنسانية واختطفوا البنات ونساء الإيزيديات». وقال البيان: «في الماضي والحاضر والمستقبل سياستنا هي أن كل من عمل مع (داعش) سيلقى نفس مصيرهم، وسنقوم بكل ما استطعنا لمحاربة الإرهاب والقضاء على (داعش) وكل من يواليهم ويساندهم».
وشدد البيان على أنه «خلال السنتين المنصرمتين من الحرب لم تستهدف قوات البيشمركة ولا قوات التحالف أي موقع مدني، والمواقع التي حدثت فيها مواجهات مسلحة لم يكن فيها مدنيون بل كانت مواقع ومخابئ لإرهابيي (داعش)».
وأضاف البيان أنه بدل أن تعتمد «هيومان رايتس ووتش» على الأشخاص «الذين يزودونها بالمعلومات الخاطئة والمحرفة، كان الأجدى بها أن تستمع إلى المواطنين العرب الذين حررت مناطقهم كي تكون على دراية بتعامل قوات البيشمركة مع المواطنين العرب الذين حررت مناطقهم».
وجاء في البيان «وللتوضيح أكثر نود أن نشير إلى بعض النقاط المهمة والتفاصيل الدقيقة حول المناطق التي تم تحريرها وأشار تقرير المنظمة المذكورة والتقارير السابقة إليها: حول تدمير المناطق التي ذكرت في التقرير وللاطلاع عن أوضاع هذه المناطق قررت رئاسة مجلس الوزراء بتاريخ 4-4-2016 بتأسيس (لجنة تقصي الحقائق) بهدف التحقيق ومتابعة ما ورد في تقرير منظمة مراقبة حقوق الإنسان، استغرق عمل اللجنة ثلاثة أشهر وخلال عمل اللجنة تبين أن هدم البيوت بشكل رئيسي يعود إلى تفخيخ البيوت من قبل (داعش) والمواجهات بين القوات الأمنية و(داعش) واستخدام إرهابيي (داعش) لبعض هذه البيوت كمخابئ».
وأضاف: «في منطقة زمار تبين أن هدم وتدمير البيوت في زمار وضواحيها كان على ثلاث مراحل: وقوعها تحت سيطرة داعش، قصف المنطقة تمهيدا لبدء عمليات تحريرها وأخيرا تحرير المنطقة من قبل قوات البيشمركة. بتأريخ 2-8-2014 وقعت زمار والكثير من القرى الواقعة في ضواحيها تحت سيطرة داعش لذلك أصبحت منطقة حرب ووقعت فيها معارك وتبادل نيران بين البيشمركة و(داعش)، وفي بداية تحرير زمار وضواحيها كان من الصعب السيطرة على غضب واستياء أهالي المنطقة ولهذا السبب وقع التخريب في بعض المناطق، كمثال على ذلك قرية (خان الخراب) التي دمرت فيها بيوت لسبب موالاة أصحاب هذه البيوت لـ(داعش). لقد دمر في مركز مدينة زمار المئات من البيوت لأسباب متعددة منها تدمير ما يقارب (330) بيتا تابعا لمنتسبي الآسايش والكوادر الحزبية والشرطة الاتحادية والقوات العسكرية من قبل (داعش) وقد قام أصحابها برفع شكاوى إلى الجهات القانونية مطالبين بتعويضهم، (300) بيت دمرت أثناء المعارك الدامية، (280) بيتا دمرت بسبب تفخيخها من قبل (داعش). معظم المناطق التي ذكرت في التقرير تقع على خط التماس منها قرية (حمد أغا) وهي قرية عربية دمر فيها (120) بيتا بسبب المواجهات بين البيشمركة و(داعش) بتاريخ 15-8-2014. أيضا قرية (بردية) التي تتكون من (124) بيتا دمر منها (83) بيتا».
وحول منطقة كركوك، قال البيان: «ذكرت بعض التقارير أسماء قرى ادعت أنها دمرت بالجرافات دون حدوث معارك فيها منها قرى (كوبيبة، إدريس خزعل، إدريس خباز، باي حسن، مكتب خالد، هندية القديمة وهندية الجديدة) ولكن أثناء زيارتنا إلى المنطقة ولقائنا بأهاليها تبين أن تدمير أغلبية البيوت حصل جراء الاشتباكات بين البيشمركة و(داعش) واختباء الإرهابيين فيها وتفخيخ البيوت من قبل (داعش)».
وتابع البيان: «(كوبيبة) هي إحدى القرى التي تحدث التقرير عن تدميرها، هذه القرية قبل حرب (داعش) كانت تتكون من (200) بيت، في عهد نظام صدام حسين التحق جميع أهاليها بـ(فدائيي صدام) وبعد سقوط نظام صدام التحقوا بمنظمة القاعدة الإرهابية وكان يتواجد فيها المقر الرئيسي لـ(القاعدة)، وحين هاجم (داعش) المنطقة ساعده أهاليها كثيرا وقاموا من هذه القرية بجلب (65) صاروخا كيماويا بهدف قصف مواقع البيشمركة بها، كذلك قاموا بتدريب الإرهابيين وتعليمهم كيفية تفجير أنفسهم، معظم بيوت هذه القرية هدمت بالكامل نتيجة المعارك فيها وهناك أدلة مصورة تثبت كيفية تدمير بيوت هذه القرية، أما بالنسبة لقرية (باي حسن) فإن البعض من مواطني هذه القرية تعاطفوا مع (داعش) والتحقوا بـ(داعش) ويحاربون في صفوفه ضد البيشمركة به وساعدوه كثيرا كما اختبأ فيها (8) إرهابيين وقام أحدهم بتنفيذ العملية الانتحارية التي وقعت في (دبس)، لكن رغم ذلك لجأ بعضهم إلى إقليم كردستان وأن بيوتهم لم تهدم كما قامت الكثير من المنظمات بزيارتهم».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.