راينس بريباس.. ورقة الإدارة المقبلة لتهدئة المعارضين و«استلطاف» الكونغرس

تجمعه صداقة قديمة ببول راين ويحظى باحترام الحزبين الرئيسيين

راينس بريباس.. ورقة الإدارة المقبلة لتهدئة المعارضين و«استلطاف» الكونغرس
TT

راينس بريباس.. ورقة الإدارة المقبلة لتهدئة المعارضين و«استلطاف» الكونغرس

راينس بريباس.. ورقة الإدارة المقبلة لتهدئة المعارضين و«استلطاف» الكونغرس

أعلن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب مساء الأحد تعيين راينس بريباس في منصب كبير موظفي البيت الأبيض، وستيف بانون الذي عمل مديرا لحملته الانتخابية في منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض. ويعدّ تعيين كل من بريباس وبانون أول إعلانات ترامب حول المسؤولين في إدارته في مناصب رفيعة، مع توقعات بإعلانات أخرى خلال أيام لمسؤولين آخرين خلال الأيام المقبلة.
وتقول مصادر مقربة من حملة ترامب الانتخابية: إن بريباس حافظ على علاقات متقطعة من ترامب خلال حملته الانتخابية، بينما حافظ على علاقات قوية مع قادة الحزب الجمهوري والمسؤولين المنتخبين بالحزب، فيما يأتي اختيار بانون كبيرا للاستراتيجيين في ورقة يلعب بها ترامب بقوة لكسب أصوات اليمين المحافظ.
ويرى المحللون أن اختيار بريباس رئيسا لموظفي البيت الأبيض هو إشارة قوية بأن ترامب يريد العمل مع القوات العاملة في الكونغرس، بينما يقول محللون آخرون إن تعيين ترامب لكل من بانون وبريباس يشير إلى أن ترامب يحاول الحفاظ على علاقاته الشعبوية التي ساعدت في وصوله إلى البيت الأبيض.
وطوال حملته الانتخابية هاجم ترامب المؤسسة السياسية في واشنطن، واعدا مناصريه بتجفيف المستنقع في واشنطن (مدينة واشنطن في الأصل كانت مجموعة من المستنقعات التي تم تجفيفها والبناء عليها)، مؤكدا أنه سيحارب الفساد ويصلح المؤسسة السياسية. والآن اختار ترامب بريباس الذي كان يرأس لجنة الحزب الجمهوري منذ خمس سنوات في واشنطن.
وبريباس (44 عاما) ولد في 18 مارس (آذار) 1972 بمدينة دوفر بولاية نيوجيرسي، وانتقل مع عائلته إلى مدينة غرين باي بولاية وسيكنسن عندما كان في السابعة من عمره. ووالداه هما ريتشارد وديمتريا بريباس، وقد عمل والده كهربائيا وهو ألماني الأصل، وعملت والدته وكيل عقارات وهي من أصل يوناني. وخلال دراسته الثانوية، تطوع بريباس لحملات سياسية عدة وتخرج من جامعة وسكنسن في عام 1994 بعد دراسة اللغة الإنجليزية والعلوم السياسية، ثم حصل على درجة في دراسة القانون من كلية القانون بجامعة ميامي عام 1998، وعمل محاميا بمكتب «مايكل بيست آند فريدريش»، قبل أن يتوجه للعمل في الدوائر السياسية في واشنطن.
وقبل أن يصل إلى منصب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري، شق بريباس طريقه من خلال صفوف الحزب الجمهوري في داخل ولاية وسكنسن، وعمل مع رئيس الدائرة الانتخابية الأولى للحزب الجمهوري في الولاية نفسها، واحتل منصب أمين صندوق الحزب والنائب الأول لرئيس الحزب في وسكنسن. وكان بريباس مقربا من بول ريان، وفي عام 2004 فشل في محاولته الوحيدة للترشح لمنصب عام سيناتور عن ولاية وسكنسن. وفي عام 2007 أصبح بريباس أصغر سياسي يشغل منصب رئيس اللجنة الجمهورية بولاية وسكنسن، وقاد بريباس في ذلك الوقت جهودا لإعادة رسم دور الحزب داخل الولاية، وبناء الأساس الذي ساعد السيناتور رون جونسون، وحاكم الولاية سكوت ووكر للفوز بالانتخابات الثلاثة خلال أربع سنوات.
وعندما انضم بول رايان إلى مجلس النواب، دعا صديقه بريباس إلى العمل معه. وقد احتل بريباس منصب رئيس اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري لأطول فترة في تاريخ الحزب؛ إذ انتخب لأول مرة رئيسا للجنة في 14 يناير (كانون الثاني) 2011، وكانت اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري مديونة في ذلك الوقت بمبلغ 23 مليون دولار. وخلال عام، نجح بريباس في تسوية جزء من الديون وتخفيضها إلى 13 مليونا وتحقيق أرباح بـ20 مليون دولار. وأعيد انتخاب بريباس في عامي 2013 و2015، وهو متزوج من سالي التي كانت زميلته بالمدرسة الثانوية، ولديه ولدان جاك وكريس.
وتوثقت علاقة ترامب ببريباس خلال الحملة الانتخابية للحزب الجمهوري. وامتدح ترامب قيادة بريباس للجنة الوطنية. وتقول مصادر داخل حملة ترامب الانتخابية إن كلا من ترامب وبريباس كانا يتكلمان بشكل يومي بعد أن تم اختيار ترامب مرشحا للحزب الجمهوري لخوض الانتخابات الرئاسية. ورغم هجوم ترامب أحيانا على لجنة الحزب الجمهوري، فإنه لم يهاجم بريباس بشكل شخصي. فقي فبراير (شباط) الماضي، قال ترامب إن لجنة الحزب الجمهوري تتحكم فيها المؤسسة السياسية وتحكمها المصالح، وأهواء المانحين، والجهات المتبرعة. وفي أبريل (نيسان)، اتّهم ترامب عملية اختيار مرشح الحزب لخوض الانتخابات بأنها تعمل ضدّه. وهنا دافع بريباس عن عمل اللجنة، وغرّد عبر موقع «تويتر»، قائلا إنه «تم وضع القواعد منذ العام الماضي، ولا يوجد بها شيء جديد أو غامض». كما دافع بريباس عن ترامب بعد تصريحات له في أغسطس (آب) الماضي، هاجم فيها ترامب أسرة ضابط مسلم بالجيش حصل على النجمة الذهبية، لكنه هاجمه بعد تسريب الفيديو المسجل عام 2005 الذي تحدّث فيه ترامب بصورة مسيئة وبذيئة عن علاقاته بالنساء.
يقول المقربون من بريباس إنه يجيد العزف على البيانو منذ كان صغيرا، وحصل على الكثير من الجوائز في مسابقات العزف. وكشفت صحيفة «نيويورك تايمز» في مقال صحافي عن أنه مولع بموسيقي الجاز، وأنه يحتفظ بحوض أسماك كبير الحجم في مكتبه بواشنطن. وهو مولع بفريق كرة القدم الأميركي في وسكنسن.
يرى الخبراء أن جود بريباس في البيت الأبيض في أحد أهم المناصب يدلّ على أن الرئيس المنتخب دونالد ترامب يسعى إلى تهدئة انتقاداته السابقة ضد الكونغرس، والمؤسسة السياسية للحزب الجمهوري.
بهذا الصدد، قال ستيف كينغ، عضو اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري بولاية وسكنسن، وهو صديق قديم لبريباس: إنه «لا يمكن التفكير في أي شخص أفضل من بريباس ليكون الساعد الأيمن للرئيس المنتخب دونالد ترامب»، وأضاف أنه «الورقة الرابحة لمواجهة المتظاهرين في الشوارع، وقد قضى بريباس جزءا كبيرا من حياته في التوسط، وتقديم المشورة، وإرشاد الآخرين على جميع المستويات. وأعتقد أنه سيمضي إلى توثيق علاقة البيت الأبيض بالكونغرس».
وقد أعرب بول راين، رئيس مجلس النواب، عن سعادته لتعيين بريباس كبيرا لموظفي البيت الأبيض، وقال عبر حسابه بـ«تويتر»: «أنا سعيد وفخور ومتحمس لصديقي راينس.. مبروك». وترجع صداقة رايان وبريباس إلى أواخر التسعينات عندما كان بريباس ناشطا في الحزب الجمهوري، فيما كان راين يعتزم ترشح نفسه في الكونغرس. وأشار رئيس اللجنة الوطنية للحزب الديمقراطي السابق، مايك تات، إلى إنه يعتقد أن بريباس هو اختيار مناسب، وقال: إنه «من المنصف القول إن الأميركيين ليس لديهم فكرة عن كيف سيعمل الرئيس المنتخب دونالد ترامب، لكني أعرف كيف يعمل بريباس رغم أنني أختلف معه في أشياء كثيرة، لكنه اختيار جيد لهذا المنصب».
ويقول روبن فوس النائب الجمهوري عن روتشستر: «أنا أعرف بريباس، إنه شخص رائع وتكتيكي عظيم. وأعتقد أنه قادر على القيام بدور رئيس موظفي البيت الأبيض بطريقة ذكية».



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.