استمرار المظاهرات ضد انتخاب ترامب.. ومقتل متظاهر في بورتلاند

في المدن الكبرى الأميركية كميامي ولوس أنجليس ونيويورك

استمرار المظاهرات ضد انتخاب ترامب.. ومقتل متظاهر في بورتلاند
TT

استمرار المظاهرات ضد انتخاب ترامب.. ومقتل متظاهر في بورتلاند

استمرار المظاهرات ضد انتخاب ترامب.. ومقتل متظاهر في بورتلاند

أعلنت الشرطة الأميركية اليوم (السبت)، عن مقتل متظاهر خلال مواجهات مع محتجين ضد فوز الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، في مدينة بورتلاند كبرى مدن ولاية اوريغون شمال الولايات المتحدة.
وقالت الشرطة عبر موقع التواصل الإجتماعي (تويتر): "على الجميع مغادرة المنطقة على الفور"، وطلبوا من أي شهود التقدم للإدلاء بإفاداتهم.
ولليلة الثالثة على التوالي شهدت مدن أميركية كبرى كميامي ولوس أنجليس ونيويورك، أمس (الجمعة)، مظاهرات واسعة احتجاجا على انتخاب دونالد ترامب رئيسًا للبلاد.
في نيويورك تجمع محتجون في حديقة «واشنطن سكوير» في مانهاتن السفلى وحمل بعضهم بالونات حمراء ضخمة ولافتات رسمت عليها قلوب وكلمات «سلام وحب»، أو «جدارك لن يقف في طريقنا» في إشارة إلى الجدار الذي وعد ملياردير العقارات ببنائه على الحدود مع المكسيك.
وتحدث فرع قناة «إيه بي سي» المحلي عن تجمع 4000 شخص فيما سار آخرون إلى ساحة «يونيون سكوير» عبر وسط المدينة مع استمرار توافد آخرين إلى محيط برج ترامب.
كما أعلنت شرطة نيويورك توقيف 11 شخصًا اعتبارًا من ليل الجمعة، حسب صحيفة «نيويورك تايمز».
وعبر المتظاهرون عن التضامن مع مجموعات قد تستهدفها سياسات ترامب ما إن يتولى منصبه رسميا في يناير (كانون الثاني)، وبينهم المكسيكيون والمسلمون.
قالت كيم باير (41 سنة): «نحن هنا لدعم كل الذين أهانهم ترامب، ولنثبت لأطفالنا أن لنا صوتًا، وللدفاع عن حقوق الإنسان».
وينوي المنظمون إجراء مظاهرة أخرى في الحديقة نفسها ومظاهرات أخرى في عدة مدن في نهاية الأسبوع.
كذلك تجمع نحو ألف متظاهر في مسيرة عفوية على جادة بيسكاين في ميامي رافعين لافتات ضد العنصرية وضد ترحيل المهاجرين خلافا للقانون.
وفي مظاهرة صغيرة بكاليفورنيا نفذت أكثر من 20 امرأة عرضا احتجاجيا وجيزا في وسط طريق سريعة إلى جنوب لوس أنجليس أمس، مما أدى إلى توقف حركة السير. وحمل عدد منهن لافتات تقول: «وحدة» فيما سرن على الطريق الواسعة في كوستا ميسا.
أمس، قدرت شرطة أتلانتا عدد المشاركين في أكبر تجمع تشهده المدينة ضد ترامب بأكثر من ألف شخص، حسب قناة «دبليو إس بي» المحلية.
وفي فيلادلفيا تجمع نحو 250 شخصًا كذلك ضد ترامب، حسب فرع قناة «إيه بي سي» المحلي.
إلى الشمال في بوسطن توافد أكثر من ألف شخص بعد الظهر من أجل «مسيرة حب» ضد خطاب ترامب المثير للانقسامات، على ما نقل الإعلام المحلي.
كما جرت مظاهرات في ديترويت (ميشيغان) ودالاس (تكساس) وممفيس (تينيسي) وأورلاندو (فلوريدا) ورالي (كارولينا الشمالية).
خلال حملته الانتخابية، هدد ترامب بتشييد جدار بين الولايات المتحدة والمكسيك. وأثار خطابه بشأن الأقليات استنكارًا شديدًا، كما اتهمته نساء عدة بالتحرش الجنسي.
وتظاهر الآلاف في مدن أميركية عدة منذ فوز ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون، الثلاثاء الماضي، على الرغم من توقعات واسعة بفوزها.
وفيما جرت أغلبية التجمعات بهدوء تحدث مسؤولون عن أعمال عنف أدّت إلى أضرار في الممتلكات، وتحدث مسؤولون في قوى الأمن عن مواجهات بين أنصار كل من المرشحين في بعض الحالات.



بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
TT

بولوارتي تضع البيرو في مواجهة مع حكومات المنطقة

رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)
رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي قبيل مؤتمر صحافي في ليما، في 24 يناير الحالي (أ.ب)

بعد التدهور الأخير في الأوضاع الأمنية التي تشهدها البيرو، بسبب الأزمة السياسية العميقة التي نشأت عن عزل الرئيس السابق بيدرو كاستيو، وانسداد الأفق أمام انفراج قريب بعد أن تحولت العاصمة ليما إلى ساحة صدامات واسعة بين القوى الأمنية والجيش من جهة، وأنصار الرئيس السابق المدعومين من الطلاب من جهة أخرى، يبدو أن الحكومات اليسارية والتقدمية في المنطقة قررت فتح باب المواجهة السياسية المباشرة مع حكومة رئيسة البيرو الجديدة دينا بولوارتي، التي تصرّ على عدم تقديم موعد الانتخابات العامة، وتوجيه الاتهام للمتظاهرين بأنهم يستهدفون قلب النظام والسيطرة على الحكم بالقوة.
وبدا ذلك واضحاً في الانتقادات الشديدة التي تعرّضت لها البيرو خلال القمة الأخيرة لمجموعة بلدان أميركا اللاتينية والكاريبي، التي انعقدت هذا الأسبوع في العاصمة الأرجنتينية بوينوس آيريس، حيث شنّ رؤساء المكسيك والأرجنتين وكولومبيا وبوليفيا هجوماً مباشراً على حكومة البيرو وإجراءات القمع التي تتخذها منذ أكثر من شهر ضد المتظاهرين السلميين، والتي أدت حتى الآن إلى وقوع ما يزيد عن 50 قتيلاً ومئات الجرحى، خصوصاً في المقاطعات الجنوبية التي تسكنها غالبية من السكان الأصليين المؤيدين للرئيس السابق.
وكان أعنف هذه الانتقادات تلك التي صدرت عن رئيس تشيلي غابرييل بوريتش، البالغ من العمر 36 عاماً، والتي تسببت في أزمة بين البلدين مفتوحة على احتمالات تصعيدية مقلقة، نظراً لما يحفل به التاريخ المشترك بين البلدين المتجاورين من أزمات أدت إلى صراعات دموية وحروب دامت سنوات.
كان بوريتش قد أشار في كلمته أمام القمة إلى «أن دول المنطقة لا يمكن أن تدير وجهها حيال ما يحصل في جمهورية البيرو الشقيقة، تحت رئاسة ديما بولوارتي، حيث يخرج المواطنون في مظاهرات سلمية للمطالبة بما هو حق لهم ويتعرّضون لرصاص القوى التي يفترض أن تؤمن الحماية لهم».
وتوقّف الرئيس التشيلي طويلاً في كلمته عند ما وصفه بالتصرفات الفاضحة وغير المقبولة التي قامت بها الأجهزة الأمنية عندما اقتحمت حرم جامعة سان ماركوس في العاصمة ليما، مذكّراً بالأحداث المماثلة التي شهدتها بلاده إبّان ديكتاتورية الجنرال أوغوستو بينوتشي، التي قضت على آلاف المعارضين السياسيين خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي.
وبعد أن عرض بوريتش استعداد بلاده لمواكبة حوار شامل بين أطياف الأزمة في البيرو بهدف التوصل إلى اتفاق يضمن الحكم الديمقراطي واحترام حقوق الإنسان، قال «نطالب اليوم، بالحزم نفسه الذي دعمنا به دائماً العمليات الدستورية في المنطقة، بضرورة تغيير مسار العمل السياسي في البيرو، لأن حصيلة القمع والعنف إلى اليوم لم تعد مقبولة بالنسبة إلى الذين يدافعون عن حقوق الإنسان والديمقراطية، والذين لا شك عندي في أنهم يشكلون الأغلبية الساحقة في هذه القمة».
تجدر الإشارة إلى أن تشيلي في خضمّ عملية واسعة لوضع دستور جديد، بعد أن رفض المواطنون بغالبية 62 في المائة النص الدستوري الذي عرض للاستفتاء مطلع سبتمبر (أيلول) الفائت.
كان رؤساء المكسيك وكولومبيا والأرجنتين وبوليفيا قد وجهوا انتقادات أيضاً لحكومة البيرو على القمع الواسع الذي واجهت به المتظاهرين، وطالبوها بفتح قنوات الحوار سريعاً مع المحتجين وعدم التعرّض لهم بالقوة.
وفي ردّها على الرئيس التشيلي، اتهمت وزيرة خارجية البيرو آنا سيسيليا جيرفاسي «الذين يحرّفون سرديّات الأحداث بشكل لا يتطابق مع الوقائع الموضوعية»، بأنهم يصطادون في الماء العكر. وناشدت المشاركين في القمة احترام مبدأ عدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدان الأخرى، والامتناع عن التحريض الآيديولوجي، وقالت «يؤسفني أن بعض الحكومات، ومنها لبلدان قريبة جداً، لم تقف بجانب البيرو في هذه الأزمة السياسية العصيبة، بل فضّلت تبدية التقارب العقائدي على دعم سيادة القانون والنصوص الدستورية». وأضافت جيرفاسي: «من المهين القول الكاذب إن الحكومة أمرت باستخدام القوة لقمع المتظاهرين»، وأكدت التزام حكومتها بصون القيم والمبادئ الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وسيادة القانون، رافضة أي تدخّل في شؤون بلادها الداخلية، ومؤكدة أن الحكومة ماضية في خطتها لإجراء الانتخابات في الموعد المحدد، ليتمكن المواطنون من اختيار مصيرهم بحرية.
ويرى المراقبون في المنطقة أن هذه التصريحات التي صدرت عن رئيس تشيلي ليست سوى بداية لعملية تطويق إقليمية حول الحكومة الجديدة في البيرو بعد عزل الرئيس السابق، تقوم بها الحكومات اليسارية التي أصبحت تشكّل أغلبية واضحة في منطقة أميركا اللاتينية، والتي تعززت بشكل كبير بعد وصول لويس إينياسيو لولا إلى رئاسة البرازيل، وما تعرّض له في الأيام الأخيرة المنصرمة من هجمات عنيفة قام بها أنصار الرئيس السابق جاير بولسونارو ضد مباني المؤسسات الرئيسية في العاصمة برازيليا.