«ري الأنف».. أفضل من البخار في تخفيف أعراض الاحتقان

كمبردج (ولاية ماساتشوستس الأميركية): كريستين رابوزا*

«ري الأنف».. أفضل من البخار في تخفيف أعراض الاحتقان
TT

«ري الأنف».. أفضل من البخار في تخفيف أعراض الاحتقان

«ري الأنف».. أفضل من البخار في تخفيف أعراض الاحتقان

«ري الأنف» باستخدام وعاء «نيتي» neti pot أكثر فاعلية من استنشاق البخار في تخفيف أعراض الجيوب الأنفية المزمنة، وفقا لدراسة عشوائية موسعة.

الجيوب الأنفية

أعراض الجيوب الأنفية المزمنة، مثل: انسداد ممرات الأنف ورشح الأنف والصداع غير الحاد، من النادر أن تشير إلى وجود مشكلة طبية خطيرة، ولذلك لم يعمد الباحثون إلى إجراء دراسات لاختبار فاعلية وسائل علاجها.
إلا أن فريقا من كلية الطب بجامعة ساوثهامتون البريطانية قرر إجراء مقارنة بين وسيلتين شعبيتين شائعتين؛ «ري الأنف» والبخار. ولذا، فقد درسوا حالات 871 متطوعا من الذين لديهم تاريخ في عودة الجيوب الأنفية المزمنة، والذين أشاروا إلى أن تأثيراتها على جودة حياتهم تتراوح بين «المتوسطة والحادة».
وقسم الباحثون المشاركين إلى 4 مجموعات، ظل أفراد المجموعة الأولى يعيشون حياتهم نفسها، بينما استخدم أفراد المجموعة الثانية «وعاء نيتي» لري الجيوب الأنفية بسائل مالح مرة واحدة في اليوم، في حين قام أفراد المجموعة الثالثة باستنشاق البخار من وعاء مليء بالماء الحار يوميا، وقام أفراد المجموعة الرابعة بري الأنف واستنشاق البخار يوميا.
وملأ الجميع بنود استبيان يوظف عادة لتقييم حدة الأعراض لديهم في البداية، بينما قام 671 منهم بملء عدد من الاستبيانات الأخرى بعد 3 و6 أشهر، في أثناء الدراسة التي نشرت في 18 يوليو (تموز) الماضي، في «مجلة الجمعية الطبية الكندية».
وبعد أن حلل الباحثون البيانات وجدوا أن الأعراض تحسنت بشكل متواضع لدى المشاركين الذين استخدموا «وعاء نيتي»، سواء كانوا قد استنشقوا البخار أو لم يستنشقوه.
وأخيرا، فإن كنت تعاني من مشكلات الجيوب الأنفية المزمنة، حاول أن تجرب «وعاء نيتي».

* رسالة هارفارد «مراقبة صحة المرأة»، خدمات «تريبيون ميديا».



دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
TT

دراسة: تناول المأكولات الغنية بالألياف يحمي الجسم من العدوى

بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)
بائع للفاكهة في الصين (أ.ف.ب)

أفادت دراسة علمية حديثة بأن تناول المأكولات الغنية بالألياف يزيد من حماية الجسم من العدوى.

ويوجد في أمعاء الإنسان عدد من الميكروبات يفوق عدد النجوم في مجرة ​​درب التبانة. وهذه الميكروبات ضرورية لصحة الإنسان، ولكن العلماء ما زالوا يحاولون تحديد ما تفعله بالضبط وكيف تساعدنا.

في دراسة جديدة نُشرت في مجلة «ناتشر ميكروبيولوجي»، اكتشف علماء كيف يمكن لبعض بكتيريا الأمعاء أن تحمينا من البكتيريا الضارة، وتشمل هذه البكتيريا أنواعاً مثل إيكولاي. وهي غير ضارة عادةً بكميات صغيرة ولكنها يمكن أن تسبب التهابات ومشكلات صحية أخرى إذا نمت كثيراً، وفق موقع «ساينس ألرت». ووجد باحثون أن بيئة أمعائنا - التي تشكلها أشياء مثل النظام الغذائي - تلعب دوراً كبيراً في إبقاء البكتيريا الضارة المحتملة تحت السيطرة.

للوصول إلى هذا الاستنتاج، قام علماء بتحليل أكثر من 12000 عينة براز من أشخاص في 45 دولة. باستخدام تقنيات تسلسل الحمض النووي، وتمكن العلماء من تحديد وقياس الميكروبات المكتشفة في كل عينة. ووجدوا أن تركيبة ميكروبيوم الأمعاء كانت مختلفة بشكل أساسي عن غير المصابين بها.

من خلال تحليل هذه الميكروبات وجيناتها، تمكنا من التنبؤ بدقة (نحو 80 في المائة من الوقت) بما إذا كان شخص ما مصاباً ببكتيريا في أمعائه. وقد ظهر للعلماء أن أنواع البكتيريا في أمعائنا مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما إذا كانت الأنواع الضارة قادرة على السيطرة على أمعائنا.

وبالبحث بشكل أعمق، اكتشف العلماء مجموعتين من البكتيريا: تلك التي ازدهرت جنباً إلى جنب مع البكتيريا المعوية (ما يسمى «المستعمرات المشتركة») وتلك التي نادراً ما توجد معاً («المستبعدات المشتركة»).

وقد برز نوع واحد من البكتيريا التي تستبعد البكتيريا المعوية، باعتبارها مهمة بشكل خاص، وتسمي Faecalibacterium. وهي تنتج مواد كيميائية تسمى الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة عن طريق تكسير مجموعة متنوعة من الألياف في نظامنا الغذائي. وهذا بدوره يمكن أن يمنع البكتيريا الضارة من النمو.

كان وجود هذه الأحماض الدهنية إحدى أقوى الإشارات التي لاحظناها بين البكتيريا المستبعدة والمستعمرة. كما تم ربطها سابقاً بمجموعة واسعة من الفوائد الصحية، مثل تقليل الالتهاب وتحسين وظيفة الأمعاء.

كان هذا مفاجئاً بشكل خاص حيث زعمت دراسات سابقة أجريت على الفئران أن البكتيريا التي تأكل نفس أنواع الأطعمة والمغذيات ستواجه صعوبة في العيش معاً في الأمعاء.

وهذا يشير مرة أخرى إلى حقيقة مفادها بأن الظروف البيئية للأمعاء (المغذيات، درجة الحموضة، مستوى الأكسجين) هي العوامل الرئيسة التي تحدد ما إذا كان الشخص سوف يصاب ببكتيريا ضارة في أمعائه أم لا.

أكثر فاعلية من البروبيوتيك. قد تؤدي تلك النتائج إلى طرق جديدة للوقاية من وعلاج الالتهابات دون استخدام المضادات الحيوية. على سبيل المثال، بدلاً من قتل البكتيريا الضارة بشكل مباشر (والتي يمكن أن تضر أيضاً بالبكتيريا الجيدة)، يمكننا تعزيز البكتيريا المستبعدة أو إنشاء أنظمة غذائية تدعم نموها.

قد تكون هذه الاستراتيجية أكثر فاعلية من تناول البروبيوتيك بشكل مباشر، حيث ثبت سابقاً أن البكتيريا الجديدة المضافة إلى القناة المعوية لا تعيش إلا لفترة محدودة في الأمعاء. يمكننا أيضاً استهداف مسارات محددة تستخدمها البكتيريا الضارة للبقاء على قيد الحياة، مما يجعلها أقل تهديداً.

ورغم أن تلك الدراسة تقدم رؤى جديدة ومهمة، فإنه لا يزال هناك الكثير للتيقن منه، فالعديد من المناطق، بما في ذلك أجزاء من أميركا الجنوبية وأفريقيا، لا تحظى بالقدر الكافي من التمثيل في دراسات الميكروبيوم. وهذا يحد من فهمنا لكيفية اختلاف بكتيريا الأمعاء بين مختلف السكان.