الانقلابيون يخطفون 6 مدرسين في وزاعية تعز بحجة دعمهم للجيش اليمني

مواجهات عنيفة في الصلو.. وهزيمة الميليشيات في تبة الأريـال

قوات تابعة للجيش اليمني تسير خارج مبنى حكومي في مدينة مأرب الواقعة شمال البلاد (رويترز)
قوات تابعة للجيش اليمني تسير خارج مبنى حكومي في مدينة مأرب الواقعة شمال البلاد (رويترز)
TT

الانقلابيون يخطفون 6 مدرسين في وزاعية تعز بحجة دعمهم للجيش اليمني

قوات تابعة للجيش اليمني تسير خارج مبنى حكومي في مدينة مأرب الواقعة شمال البلاد (رويترز)
قوات تابعة للجيش اليمني تسير خارج مبنى حكومي في مدينة مأرب الواقعة شمال البلاد (رويترز)

بينما تجددت المواجهات بين الجيش الوطني اليمني والميليشيات الانقلابية (الحوثي - صالح) في جبهة الصلو الريفية بمحافظة تعز أمس، واصلت الميليشيات انتهاكاتها في المحافظة وأقدمت على خطف ستة مدرسين في مديرية الوازعية بحجة الاشتباه في دعمهم للجيش الوطني والمقاومة.
وتمكنت قوات الجيش الوطني، وتحديدًا اللواء 35 مدرع، مسنودة بعناصر من المقاومة الشعبية، من تصدي لهجمات الميليشيات على مواقعها في الصيرتين ومواقع أخرى، حيث تركزت المواجهات بشكل أعنف في هيجة الشرج الواقعة بين قريتي الصيار، معقل الميليشيات، وقرية الصيرتين، الواقعة تحت سيطرة قوات اللواء 35 مدرع.
ورافق المواجهات العنيفة، القصف المستمر من قبل الميليشيات على مواقع الجيش الوطني في الصيرتين والقرى المجاورة، مما تسبب بوقوع خسائر مادية وبشرية في أوساط المدنيين. وأعلنت قوات الجيش الوطني سيطرتها على تبة الأريال في مديرية الصلو، المطلة على منطقة الصيار معقل الميليشيات في جبهة الصلو، جنوب تعز، وذلك على أثر هجوم شنته قوات الجيش الوطني على مواقع الميليشيات، وسقط على أثرها ما لا يقل عن 20 مسلحا من الميليشيات بين قتيل وجريح. وبينما حققت قوات الجيش الانتصارات المتسارعة في جبهة الصلو الريفية، شهدت أيضا، جبهة الأحكوم بمديرية حيفان الريفية، جنوب المدينة، مواجهات عنيفة وقصفا متبادلا بين وحدات الجيش وقوات الميليشيات التي تكبدت خسائر في تبة الدبعي.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه المواجهات في مختلف جبهات المدينة، مع التحليق المستمر لطيران التحالف على سماء المدينة وشن غاراته المركزة والمباشرة على مواقع متفرقة في المحافظة وتكبيدهم الخسائر الكبيرة.
وقالت مصادر ميدانية من صفوف الجيش الوطني لـ«الشرق الأوسط» إن «قوات الجيش الوطني التي تساندها قوات المقاومة الشعبية من أبناء تعز، تواصل تقدمها في جبهات الصلو وحيفان، جنوب المدينة، والجبهات الشرقية والغربية والشمالية في مدينة تعز، وتمكنت قوات اللواء 35 مدرع والمقاومة من السيطرة على هيجة الشرج، الواقعة بين منطقتي الصيرتين والصيار، وكذلك تبة الأريال المطلة على منطقة الصيار». وأضافت المصادر أن الميليشيات تواصل قصفها المدفعي العنيف على القرى السكنية في الصلو، حيث قصفت قرية الصعيد بثلاثة صواريخ كاتيوشا من مواقع تمركزها في منطقة ورزان، إضافة إلى قصف القرى ومواقع الجيش والمقاومة في مديرية حيفان، من مواقع تمركزها الأخرى، وأحياء مدنية تعز والقرى السكنية في منطقة المضبابي بمديرية مقبنة، غرب المدينة، والشقب، جنوبا، التي هي الأخرى تشهد مواجهات متقطعة تحاول فيها الميليشيات الانقلابية التقدم إلى مواقع الجيش الوطني المقاومة الشعبية.
وأكدت المصادر ذاتها أن «ميليشيات الحوثي وصالح تواصل الدفع بتعزيزاتها العسكرية من مواقعها المختلفة والقريبة إلى جبهة الصلو لتدفع بها إلى مواقعها في قرية الشرف، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيت بها خلال مواجهات الأيام الثلاثة الماضية، ومقتل قيادات من صفوف الميليشيات وآخرهم مقتل المشرف العام للميليشيات في جبهة الصلو». وأشارت المصادر إلى أن «الميلشيات الانقلابية قامت بنصب منصة صواريخ جديدة في سائلة الغدير بدمنة خدير، شرق تعز، لتواصل قصفها المستمر على مناطق قضاء الحُجرية، أكبر قضاء في محافظة تعز».
إلى ذلك، تواصل الميليشيات انتهاكاتها في تعز من اعتقالات وتهجير قسري للمواطنين من منازلهم وملاحقات للمواطنين بحجة اشتباهها بدعم لقوات الجيش والمقاومة. وخطفت الميليشيات، ستة مدرسين يعملون في مديرية الوازعية، إحدى بوابات لحج الجنوبية غرب المدينة، واقتادتهم إلى جهة غير معلومة، وذلك بعدما استدرجتهم إلى منطقة أخرى تحت مبرر مقابلتهم بلجنة المرتبات.
ويأتي ذلك بعدما يومين من قيام الميليشيات بالاعتداء على إحدى مدارس مديرية حيفان، جنوب المدينة، وإطلاق النار عليها واختطافها لخمسة مدرسين بالإضافة إلى طالب.
كذلك، جددت طائرات التحالف العربي، التي تقودها السعودية، غاراتها على مواقع وتجمعات الميليشيات في تعز، تزامنا مع التحرك العسكري للجيش الوطني والمقاومة الشعبية في تعز. واستهدفت غارات طيران التحالف آليات وتجمعات الميليشيات في منطقة الزويم وسط مديرية الوازعية، غرب تعز.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.