كوستا ديل سول.. قلب إسبانيا العقاري النابض بدأ التعافي

الأسعار هبطت نحو 20 % منذ 2008.. وتأثرت بـ«البريكست»

فيلا على الطراز الأندلسي في كوستا ديل سول تبلغ قيمتها 2.91 مليون دولار (نيويورك تايمز)
فيلا على الطراز الأندلسي في كوستا ديل سول تبلغ قيمتها 2.91 مليون دولار (نيويورك تايمز)
TT

كوستا ديل سول.. قلب إسبانيا العقاري النابض بدأ التعافي

فيلا على الطراز الأندلسي في كوستا ديل سول تبلغ قيمتها 2.91 مليون دولار (نيويورك تايمز)
فيلا على الطراز الأندلسي في كوستا ديل سول تبلغ قيمتها 2.91 مليون دولار (نيويورك تايمز)

أنشئت هذه الفيلا في عام 2002 على الطراز الأندلسي في ساحل كوستا ديل سول جنوبي إسبانيا، وهي تضم سبع غرف للنوم وستة حمامات وتقع على قطعة أرض بمساحة 2.2 فدان، وبها جدران سميكة بيضاء اللون، والكثير من الباحات، والنوافذ المزخرفة، والأرضيات المزخرفة يدويا، وسقف من قرميد التيراكوتا المميز للمنازل الأندلسية القديمة.
والفيلا التي تبلغ مساحتها 6437 قدما مربعة في كومباوند «إل مادرونال» للتطوير العقاري في مدينة بيناهافيس الجبلية المطلة على الساحل، معروضة للبيع مقابل 2.6 مليون يورو (نحو 2.91 مليون دولار)، ولها مناظر مطلة على البحر الأبيض المتوسط من المستويات الثلاثة. كما يوجد في الفيلا مسبح خاص بمساحة 36 × 12.5 قدم، مبطن بالفسيفساء الزرقاء والبيضاء والبلاط الملون يدويا على الجدار القريب الذي يصور أحد رعاة البقر الإسبان.
يؤدي الدرب الذي تحيط به أشجار الفلين إلى المدخل الرئيسي للفيلا. والأبواب الخشبية ذات الطراز العتيق تفتح على بهو عريض متسع يعرض لوحة تشبه انفانتا مارغريتا تيريزا، والذي صورته أعمال الفنان فيلاسكيز، ولوحات من فنون الملوك الإسبان تتواجد أيضا على جدران الغرف الأخرى. وسعر بيع الفيلا يشتمل على الأثاث الداخلي واللوحات الفنية المعروضة فيها.
تنتشر أرضيات التيراكوتا يدوية الصنع في أغلب أنحاء الفيلا. وإلى اليمين من البهو هناك مساحة مفتوحة لغرفة المعيشة وغرفة الطعام. وهناك موقد للتدفئة في غرفة المعيشة وتؤدي إلى شرفة فسيحة يوجد فيها موقد آخر للتدفئة وعوارض خشبية في السقف. وتؤدي الأبواب الخشبية الطويلة إلى منطقة المسبح الخاص في الفيلا.
يوجد في المستوى الرئيسي المطبخ الكبير في الفيلا، وهو من الطراز الريفي مع أسطح من بلاط السيراميك وأدوات وأجهزة المطبخ من إنتاج شركة «SMEG»، وهناك جناح من مستويين للضيوف مع مدخل خاص، وصالة مستقلة لها موقد للتدفئة وغرفة للنوم ملحق بها حمام خاص داخل الجناح.
يتكون الدرج من درابزين مصنوع من الحديد اللين، ويؤدي إلى الطابق العلوي من الفيلا، والذي يوجد فيه الجناح الرئيسي مع السقف المصنع من العوارض المقببة، وموقد للتدفئة، والسرير المغطى المحلى بالستائر الطويلة، إلى جانب غرفة خلع الملابس، والحمام الملحق بالجناح، مع مدخل إلى الشرفة العلوية المفتوحة. وعبر الممر المؤدي إلى الشرفة توجد هناك غرفتان للنوم مع حمام واحد مشترك.
وفي المستوى السفلي، الذي تم تجديده في عام 2015. يوجد هناك ثلاث غرف للنوم مع حمامات داخلية لكل غرفة، وغرفة للماكياج، وصالة من الطوب مع بار خاص وقبو للنبيذ. والمخرج من قبو النبيذ حتى شرفة الطابق السفلي مكون من بلاط على الطراز العربي الكلاسيكي القديم.
والفيلا مكيفة الهواء بالكامل، كما يوجد فيها نظام للتدفئة يعمل بالزيت، ونظام للإنذار ومرآب يتسع لسيارتين.
وحديقة الفيلا تنتشر فيها زهور القرنفل، والزعتر، وإكليل الجبل، ونباتات الخلنج، ومحاطة بأشجار الفلين، والصنوبر، والبلوط، والقطلب. وتقع الفيلا في كومباوند للتطوير العقاري تبلغ مساحته 560 فدانا، وهي واحدة من بين 108 منازل أخرى، مع ستة مداخل آمنة تماما، كما يقول كارلوس باديلا المستشار العقاري الذي يملك إعلان بيع الفيلا لدى شركة ديانا موراليس للتسويق العقاري.
وهناك في قريتي لا - هيريديا أو إل مادرونال، اللتين تبعدان مجرد دقائق قليلة عن الفيلا، توجد الكثير من المطاعم والمقاهي ومحال البقالة، ونحو 10 ملاعب غولف تلك التي تبعد نحو نصف الساعة بالسيارة. أما الشواطئ القريبة فتشمل شواطئ سان بيدرو دي الكانتارا، وشواطئ بويرتو بانوس، وهي من الوجهات السياحية الرئيسية، مع المتاجر والمطاعم والنوادي الراقية وأكبر مركز للتسوق في المنطقة.
وإلى شمال الكومباوند، تقع محمية سييرا دي لاس نيفيس الطبيعية الحيوية المدرجة على قوائم منظمة اليونيسكو. وعلى مسافة 20 دقيقة بالسيارة توجد ماربيا، وهي من الأسواق العقارية المتميزة على الساحل الأندلسي. وتبعد المطارات الدولية في مالقة وجبل طارق على مسافة ساعة واحدة بالسيارة.
* نظرة عامة على السوق
تختلف تعاريف كوستا ديل سول كثيرا، ولكنها يمكن أن تمتد تقريبا من أشبيلية في الشمال الشرقي وصولا إلى الجزيرة الخضراء في جنوب غربي البلاد، وتمتد لمسافة 10 أميال في الداخل. ومع ذلك، يشكك بعض الوكلاء العقاريون في أن قلبها النابض هي ماربيا، وهي المدينة التي تضم ما يقرب من 150 ألف نسمة بالقرب من المركز الجغرافي لتلك المنطقة الممتدة على الساحل.
المنطقة العقارية الرئيسية هي منطقة «الميل الذهبي» الساحلية، الواقعة على الطريق بين ماربيا إلى بويرتو بانوس، وهي شريط من أميال قليلة تنتشر فيها الفنادق والمنتجعات الفاخرة والمجمعات السكنية الراقية. ويرتفع الطلب هناك على الفيلات القليلة في المنطقة حيث تصل الأسعار في بعضها إلى ما يقرب من 10 ملايين يورو، أو ما يساوي 11.2 مليون دولار، كما تقول كريستينا سيكيلي صاحبة شركة كريستينا سيكيلي سوثبي العقارية الدولية الواقعة في ماربيا.
يصل سعر الشقة من غرفتي نوم فقط في شريط «الميل الذهبي» إلى نحو 300 ألف يورو، أو ما يساوي 336 ألف دولار، كما يقول مايك براونهولتز، الرئيس التنفيذي لمجموعة برستيج العقارية ومقرها في لندن، والتي تتعامل مع الكثير من المبيعات العقارية في المنطقة.
ويقول السيد باديلا إنه في حين أن كوستا ديل سول عانت كثيرا، على غرار بقية إسبانيا، في أعقاب الأزمة العقارية العالمية في عام 2008، مع هبوط أسعار المنازل من 15 إلى 20 في المائة، إلا أن ماربيا كانت من أولى المناطق التي شهدت التعافي. ويقول الوكلاء العقاريون إن السوق الآن تشهد زيادة في الأسعار في كثير من الجيوب الشعبية.
ويقول السيد براونهولتز إن هناك أجزاء أخرى من كوستا ديل سول، وخصوصا المنطقة الواقعة بين ماربيا ومالقة، والتي كانت تتمتع بشعبية واسعة لدى السياح البريطانيين في عقد الستينات والسبعينات من القرن الماضي، انخفضت فيها الأسعار بصورة كبيرة ولم تحقق نجاحات عقارية كبرى منذ أزمة عام 2008.
ويقول السيد باديلا إن بيناهافيس من المدن الصغيرة، ولكن توجد فيها الكثير من المناطق السكنية الجيدة، مثل إل مادرونال، ولا زاغاليتا، ولا الكويريا، ولا كوينتا، وإل بارايسو، والتي تمثل نحو 90 في المائة من مساحة البلدية هناك. ولقد شهدت الأسعار هناك قدرا من التعافي منذ أزمة عام 2008، وتتراوح أسعار الفيلات الآن بين 700 ألف يورو أو نحو 784 ألف دولار إلى 18 مليون يورو أو نحو 20 مليون دولار.
* من يشتري في كوستا ديل سول
تأثر تكوين المشترين الأجانب في كوستا ديل سول بسبب الأزمة العقارية العالمية في عام 2008 والتصويت البريطاني في يونيو (حزيران) لمغادرة الاتحاد الأوروبي (البريكست)، والأخير سبب هبوطا كبيرا في قيمة الجنيه الإسترليني، كما قالت السيدة سيكيلي.
وأردفت قائلة: «اعتدنا قبل ذلك أن نشهد ثلث المشترين من إسبانيا، وثلثهم من بريطانيا والثلث الأخير من المشترين المختلفين. أما الآن، فإن المشترين من جنسيات مختلفة ومتعددة».
يأتي المشترون من الشرق الأوسط، والدول الاسكندينافية، ومن هولندا، وبلجيكا، وألمانيا، وفرنسا، وسويسرا، وروسيا، وأميركا الشمالية، ولكنهم ليسوا بأعداد كبيرة، كما يقول الوكلاء العقاريين، في حين أن المشترين الصينيين لا تزال أعدادهم محدودة، إلا أن أعدادهم في ارتفاع ملاحظ عن ذي قبل.
* أساسيات الشراء
لا توجد قيود مفروضة على شراء الأجانب للمنازل في إسبانيا، ومع ذلك، لا بد من حصولهم على رقم هوية خاص، وهي عملية بسيطة تكلف نحو 250 يورو، أو ما يساوي 280 دولارا، كما قال السيد باديلا.
ومن المفترض أن يكون للمشتري محام، على الرغم من أنه ليس ضروريا كما يقول الوكلاء العقاريون. وتقدر أتعاب المحامي لإنهاء المعاملات العقارية بنحو 0.75 في المائة إلى 1 في المائة من سعر بيع العقار كما تقول السيدة سيكيلي.
وإلى جانب رسوم التوثيق والتسجيل الرسمية، يجب على مشتري المنازل سداد ضريبة الشراء التي تختلف بناء على سعر بيع المنزل، ولكنها تتراوح بين 10 إلى 20 في المائة من سعر الشراء، كما يقول السيد باديلا.
ويمكن لمشتري المنازل من الأجانب الحصول على القرض العقاري من المصارف الإسبانية، والتي تمول حتى 60 في المائة من التقييم الرسمي للعقارات.
*المواقع الإلكترونية:
بيناهافيس: (benahavis.es)
كوستا ديل سول للسياحة: (visitcostadelsol.com)
السياحة في إسبانيا: (andalucia.org)
* اللغة والعملة:
اللغة الإسبانية، والعملة هي اليورو = 1.12 دولار.
* الضرائب والرسوم:
الضرائب العقارية تقدر بنحو 2425 يورو في العام، أو نحو 2716 دولارا.
* خدمة «نيويورك تايمز»



«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
TT

«كوفيد ـ 19» يوقف إجراءات تسليم المساكن في السودان

ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء
ينتظر أن ينطلق برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي لرفع الوعي بهذا النوع من البناء

في وقت تجري فيه الاستعدادات لعقد اجتماع بين الصندوق القومي للإسكان ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي وبنك السودان، لبحث سبل توفير تمويل لمشروعات الإسكان للمواطنين عبر قروض طويلة الأجل، ألغت الحكومة أول من أمس، وأوقفت، إجراءات تسليم المساكن للموطنين والتقديم لها، خوفاً من حدوث إصابات بـ«كورونا»، أثناء الاصطفاف للتقديم والتسلم.
وكان الصندوق القومي للإسكان قد طرح مباني سكنية جاهزة للمواطنين في معظم المناطق الطرفية بالعاصمة الخرطوم، وبقية الولايات، وذلك ضمن مشروع السودان لتوفير المأوى للمواطنين، الذي سيبدأ بـ100 ألف وحدة سكنية لذوي الدخل المحدود. وقد بدأ المشروع بفئة العمال في القطاعات الحكومية في جميع ولايات السودان العام الماضي، بواقع 5 آلاف منزل للمرحلة الأولى، تسدد بالتقسيط على مدى 7 سنوات. ويتضمن مشروع إسكان عمال السودان 40 مدينة سكنية في جميع مدن البلاد، لصالح محدودي الدخل، ويستفيد من المشروع في عامه الأول أكثر من مليونين.
وقد أقام المواطنون مواقع أمام مقر الصندوق القومي للإسكان، وباتوا يتجمعون يومياً بأعداد كبيرة، ما سبب إزعاجاً لدى إدارة الصندوق والشارع العام، وذلك بعد قرار سياسي من والي ولاية الخرطوم، لدعوة المواطنين للتقديم للحصول على سكن شعبي.
ووفقاً للدكتور عبد الرحمن الطيب أيوبيه الأمين العام المكلف للصندوق القومي للإسكان والتعمير في السودان لـ«الشرق الأوسط» حول دواعي إصدار قرار بوقف إجراءات التسليم والتقديم للإسكان الشعبي، وعما إذا كان «كورونا» هو السبب، أوضح أن تلك التجمعات تسببت في زحام شديد، حيث نصب المتقدمون للوحدات السكنية خياماً أمام مقر الصندوق في شارع الجمهورية، بعد قرار الوالي في وقت سابق من العام الماضي بدعوة المواطنين للتقديم. وظلت تلك التجمعات مصدر إزعاج وإرباك للسلطات، ولم تتعامل معهم إدارة الصندوق، إلى أن جاء قرار الوالي الأخير بمنع هذه التجمعات خوفاً من عدوى «كورونا» الذي ينشط في الزحام.
وبين أيوبيه أن الخطة الإسكانية لا تحتاج لتجمعات أمام مباني الجهات المختصة، حيث هناك ترتيبات وإجراءات للتقديم والتسلم تتم عبر منافذ صناديق الإسكان في البلاد، وعندما تكون هناك وحدات جاهزة للتسليم يتم الإعلان عنها عبر الصحف اليومية، موضحاً أن كل ولاية لديها مكاتب إدارية في كل ولايات السودان، وتتبع الإجراءات نفسها المعمول بها في العاصمة.
ولم يخفِ أيوبيه أزمة السكن في البلاد، والفجوة في المساكن والوحدات السكنية، والمقدرة بنحو مليوني وحدة سكنية في ولاية الخرطوم فقط، لكنه أشار إلى أن لديهم خطة مدروسة لإنشاء 40 ألف مدينة سكنية، تم الفراغ من نسبة عالية في العاصمة الخرطوم، بجانب 10 آلاف وحدة سكنية.
وقال إن هذه المشاريع الإسكانية ستغطي فجوة كبيرة في السكن الشعبي والاقتصادي في البلاد، موضحاً أن العقبة أمام تنفيذها هو التمويل، لكنها كمشاريع جاهزة للتنفيذ والتطبيق، مشيراً إلى أن لديهم جهوداً محلية ودولية لتوفير التمويل لهذه المشاريع.
وقال إن اجتماعاً سيتم بين الصندوق القومي للإسكان وبنك السودان المركزي ووزارة المالية والتخطيط الاقتصادي، لتوفير الضمانات بالنسبة للتمويل الخارجي واعتماد مبالغ للإسكان من الاحتياطي القانوني للمصارف المحلية.
وأكد الدكتور عبد الرحمن على أهمية التنسيق والتعاون المشترك بين الجهات المعنية لإنفاذ المشروع القومي للمأوى، وتوفير السكن للشرائح المستهدفة، مجدداً أن أبواب السودان مشرعة للاستثمار في مجال الإسكان. وأشار إلى أن الصندوق القومي للإسكان سيشارك في معرض أكسبو في دبي في أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وذلك بجناح يعرض فيه الفرص الاستثمارية في السكن والوحدات السكنية في السودان، وسيتم عرض كل الفرص الجاهزة والمتاحة في العاصمة والولايات.
وقال إن هناك آثاراً متوقعة من قرار رفع العقوبات الاقتصادية الأميركية على البلاد، ومن المتوقع أن يسهم كثيرا في إنعاش سوق العقارات واستقطاب رؤوس أموال لصالح التوسع في مشروعات الإسكان. وأبان أن الصندوق استطاع خلال السنوات الماضية إحداث جسور للتعاون مع دول ومنظمات واتحادات ومؤسسات مختلفة، وحالت العقوبات دون استثمارها بالشكل المطلوب، مشيرا إلى أن جهودهم ستتواصل للاستفادة من الخبرات والموارد المالية المتاحة عبر القروض والمنح والاستثمارات.
وأكمل الصندوق القومي للإسكان في السودان تحديد المواقع والدراسات لمشروع المأوى القومي ومنازل العمال، حيث ستشيد المنازل بأنماط مختلفة من السكن الاقتصادي، الشعبي، الاستثماري، الريفي، والمنتج، بتمويل من البنوك العاملة في البلاد، وفق خطة الصندوق.
وقد طرحت إدارة الصندوق عطاءات منذ بداية العام الجاري لتنفيذ مدن سكنية، كما دعت المستثمرين إلى الدخول في شراكات للاستثمار العقاري بالولايات لتوفير المأوى للشرائح المستهدفة، إلا أن التمويل وقف عثرة أمام تلك المشاريع.
وطرح الصندوق القومي للإسكان في ولاية الخرطوم أن يطرح حالياً نحو 10 آلاف وحدة سكنية لمحدودي الدخل والفئويين والمهنيين في مدن العاصمة الثلاث، كما يطرح العديد من الفرص المتاحة في مجال الإسكان والتطوير العقاري، حيث تم الانتهاء من تجهيز 5 آلاف شقة و15 ألفا للسكن الاقتصادي في مدن الخرطوم الثلاث.
وتم تزويد تلك المساكن بخدمات الكهرباء والطرق والمدارس وبعض المرافق الأخرى، بهدف تسهيل وتوفير تكلفة البناء للأسرة، حيث تتصاعد أسعار مواد البناء في البلاد بشكل جنوني تماشياً مع الارتفاع الذي يشهده الدولار مقابل الجنيه السوداني والأوضاع الاقتصادية المتردية التي تمر بها البلاد حالياً.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان لديه خطة لتوسيع قاعدة السكن لمحدودي الدخل، عبر الإسكان الرأسي، الذي يتكون من مجمعات سكنية، كل مجمع يضم بناية من 7 أدوار، ويتكون الطابق من 10 شقق سكنية، بمساحات من 180 إلى 300 متر مربع.
ويتوقع الصندوق أن يجد مشروع الإسكان الرأسي والشقق، رواجاً وإقبالاً في أوساط السودانيين محدودي الدخل، خاصة أنه أقل تكلفة وأصبح كثير من السودانيين يفضلونه على السكن الأفقي، الأمر الذي دفع الصندوق لتنفيذ برامج إعلامية لرفع مستوى وعي وثقافة المواطنين للتعامل مع السكن الجماعي والتعاون فيما بينهم.
ووفقاً لمسؤول في الصندوق القومي للإسكان فإن برنامج التوعية والتثقيف بالسكن الرأسي، يتضمن كيفية المحافظة على خدمات البناية، ورفع وعيهم بهذا النوع من البناء، حتى تتحول الخرطوم إلى عاصمة حضارية وجاذبة. وأضاف المصدر أن برنامج التوعية بالسكن في الشقق ودوره في تقليل تكلفة السكن، سيتولاه فريق من اتحاد مراكز الخدمات الصحافية، الذي يضم جميع وسائل الإعلام المحلية، مما سيوسع قاعدة انتشار الحملات الإعلامية للسكن الرأسي.
تغير ثقافة المواطن السوداني من السكن التقليدي (الحوش) إلى مساحات صغيرة مغلقة لا تطل على الشارع أو الجيران، ليس أمرا هينا. وبين أن خطوة الصندوق الحالية للاعتماد على السكن الرأسي مهمة لأنها تزيل كثيرا من المفاهيم المغلوطة عن السكن في الشقق السكنية.
يذكر أن الصندوق القومي للإسكان عام 2018 بدأ بالتعاون مع شركة هيتكو البريطانية للاستثمار، لتنفيذ مشروع الإسكان الفئوي الرأسي، الذي يستهدف بناء 50 ألف وحدة سكنية بالعاصمة الخرطوم، وكذلك مشروع لبناء أكبر مسجد في السودان، بمساحة 5 كيلومترات، وبناء 3 آلاف شقة ومحلات تجارية.