افتتاح نفق تحت {البوسفور} يكمل رحلة بالقطار بين لندن وبكين بلا توقف

«مرمراي» يوصل القارتين الأوروبية والآسيوية.. وتركيا تسميه «مشروع العصور»

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي  والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد داخل القطار أثناء حضورهم حفل الافتتاح أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد داخل القطار أثناء حضورهم حفل الافتتاح أمس (إ.ب.أ)
TT

افتتاح نفق تحت {البوسفور} يكمل رحلة بالقطار بين لندن وبكين بلا توقف

رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي  والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد داخل القطار أثناء حضورهم حفل الافتتاح أمس (إ.ب.أ)
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس التركي عبد الله غل ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي والرئيس الصومالي حسن شيخ محمد داخل القطار أثناء حضورهم حفل الافتتاح أمس (إ.ب.أ)

سواء اتفقت أو اختلفت مع ما يقال بأن تقدم أي بلد يقاس بطول شبكته من السكك الحديدية، إلا أن هذه الوسيلة من المواصلات تبقى الأفضل والأكبر والأكثر أمانا في النقل والأسرع في الربط السكاني. العوامل الاقتصادية، وأحيانا العسكرية والسيطرة السياسية (مشروع خط برلين - بغداد) كانت دائما المحرك الأساسي لتلك المشاريع.
إلا أن مشاريع الربط الحديدي تصطدم في بعض الأحيان بعقبات بسبب التضاريس الأرضية، مثل الوديان والجبال والممرات المائية مثل القنال الإنجليزي (بحر المانش) أو مضيق البوسفور الذي نحن بصدده هنا، والذي تم في الأمس افتتاح نفق أسفله ربط ولأول مرة القارتين الأوروبية والآسيوية بخط حديدي يتيح للقطارات مغادرة لندن في رحلة غير متقطعة ودون توقف تأخذك إلى العاصمة الصينية بكين.
مضيق البوسفور الذي يفصل مدينة إسطنبول إلى جزءين، أحدهما في أوروبا والآخر في آسيا، ويصل بين البحر الأسود وبحر مرمرة، كان الممر المائي الوحيد والعقبة التي كانت تعترض مشروع ربط القارتين بقطارات سريعة، خصوصا بعد بناء النفق الأوروبي الذي ربط بين بريطانيا وإنجلترا وافتتح عام 1994.
وأصبحت أوروبا وآسيا على بعد دقائق معدودات من بعضهما البعض ابتداء من يوم أمس مع افتتاح النفق رسميا بمناسبة الذكرى التسعين لتأسيس الجمهورية التركية.
رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أردوغان، قال إن «مشروع مرمراي لا ينحصر ضمن أسوار مدينة إسطنبول، بل هو مشروع ضمن مشروع أكبر يربط بين العاصمة الصينية بكين والعاصمة البريطانية لندن»، وذلك أثناء قيامه بالرحلة التجريبية الأولى لقطار مرمراي. وأضاف أردوغان، أن «المشروع يدرس منذ 150 عاما» مضيفا «مخطئ من يقول عن مشروع مرمراي أنه مشروع العصر، بل هو مشروع العصور، لأننا لأول مرة نقوم بمثل هذا المشروع».
كانت فكرة إنشاء نفق تحت مضيق البوسفور موجودة بالفعل منذ عام 1860 عندما فكر مهندسون متخصصون في إنشاء ماسورة تستند إلى دعائم في أعماق الماء ولكن فوق قاع البحر، ولكن هذا المشروع ظل منذ ذلك الحين حلما بسبب ضعف الإمكانيات الفنية المتوفرة آنذاك. ثم كانت هناك بعد أكثر من مائة عام دراسات جديدة بشأن إمكانية تنفيذ المشروع وبدأ العمل بالفعل في تنفيذ مشروع مرمرة ري.
ونوه أردوغان إلى أن المشروع سوف ينقل حوالي 75 ألف شخص في الساعة، وباتجاه واحد، قائلا: إنه «مشروع الأجداد، ولكن الله أكرمنا بأن يتم في زماننا وبأيدينا».
ويشمل النفق الذي يبلغ طوله 6.‏13 كيلومتر جزءا مغمورا تحت الماء طوله 4.‏1 كيلومتر وهو الأعمق من نوعه إذ شق على عمق 56 مترا ويمر تحت مضيق البوسفور. وأنه بربطه «لندن - بكين» لا يخدم فقط سكان إسطنبول أو تركيا. والنفق جزء من مشروع مرمرة الذي كلف خمسة مليارات دولار وبدأ العمل به 2004 ويشمل كذلك تحديث خطوط سكك حديد قائمة لمد خطوط بطول 76 كيلومترا تقول الحكومة إنها ستنقل 5.‏1 مليون شخص يوميا بين شطري المدينة.
وبدأت أعمال الإنشاءات في النفق عام 2004 ونفذه كونسورتيوم ياباني تركي بتمويل من بنك اليابان للتعاون الدولي وبنك الاستثمار الأوروبي. يشار إلى أن حجر أساس مشروع «مرمراي» وضع عام 2004، وستتوفر فيه محطات ارتباط مع خط المترو في إسطنبول، ويهدف المشروع إلى توفير الوقت لنحو مليون شخص، فضلا عن التوفير في الطاقة، وتقليل حركة السيارات، وتلوث الجو، وتخفيف أعباء حركة المرور على الجسرين المعلقين في إسطنبول. واصطدم المشروع ببعض العقبات، بعد أن أسفرت أعمال الحفر عن العثور في الإجمال على 40 ألف قطعة أثرية، خصوصا على الضفة الأوروبية لبحر مرمرة. ومنها مقبرة استثنائية لنحو 30 سفينة بيزنطية تشكل أكبر أسطول معروف حتى اليوم من القرون الوسطى.
وأكد المدير العام لشركة السكك الحديدية التركية، سليمان قارامان، هو الآخر أن مشروع السكة الحديدية «مرمراي»، سيصل بين مدينتي بكين ولندن. وفى تصريح أدلى به إلى مراسل وكالة الأناضول حول تطورات قطاع السكك الحديدية في الآونة الأخيرة في تركيا، أوضح قارامان، أن المشروع سيوفر إمكانية الوصول من لندن إلى بكين عبر خط سك حديد متواصل، فضلا عن تخفيفه أعباء كبيرة عن حركة السير داخل المدينة، ودمجه مع شبكات المواصلات الأخرى.
ولفت إلى أن تركيا تتمتع بقطاع سكك حديدية قوي، مشيرا إلى أنها ستحقق، من خلال مشروع «مرمراي»، ثورة في مجال المواصلات، علاوة على توفيرها طريقا بديلا إلى آسيا الوسطى والشرق الأقصى والشرق الأوسط، الذي يعد مركز الاقتصاد والطاقة العالمي.
وقال سليمان قارامان، إن «الخط سيصل عبر بلغاريا إلى شمال غربي أوروبا، وسيمر في تركيا من محافظات أديرنة في الغرب إلى قارس في الشرق ومنها إلى تبليسي في جورجيا، ليصل إلى باكو في أذربيجان وآسيا الوسطى». وأضاف قارامان أن «هذا الخط الحديدي سيكون جزءا من طريق الحرير بين آسيا والشرق الأوسط وأوروبا». ويمر هذا الطريق بين آسيا وأوروبا عبر جبال الأورال، ولكن الطريق الجديد سيكون بديلا محتملا له. وفي الأمس دشن القادة الأتراك في إسطنبول النفق. وقال وزير النقل التركي بن علي يلدريم، إن «طريق مرمرة يمكن أن ينقل ما يصل إلى 5.‏1 مليون راكب يوميا إلى إسطنبول. ويضم النفق سكة حديدية للقطارات العادية وأخرى للقطارات الداخلية السريعة تربط عددا من أحياء إسطنبول الواقعة في القارتين، الأوروبية والآسيوية، ولكن سيتم البدء أولا بتشغيل خط السكك الحديدية الداخلية السريعة غدا مع البدء في تشغيل خط السكك الحديدية السريعة اعتبارا من عام 2015 ليصبح هذا الخط هو أول خط سكك حديدية في اتجاهين عاديين بين آسيا وأوروبا».
وتأمل الحكومة التركية في تشغيل نفق السكك الحديدية مستقبلا بشكل تجاري لنقل البضائع والأشخاص بين الصين وأوروبا. وتزيد تكلفة النفق عن 5.‏2 مليار يورو وتم تنفيذه من خلال اتحاد شركات تركية ويابانية. وقال مصممو النفق إنه آمن ضد الزلازل. وتم العثور أثناء أعمال تشييد النفق على الكثير من الآثار الحفرية والتي تسبب اكتشافها في تعثر أعمال الإنشاء.
وشارك أمس رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي في افتتاح المشروع، وتم تنفيذ المشروع باستخدام التقنية اليابانية الفائقة وبمساعدة الأيدي العاملة التركية. وساهمت شركة «سيمنس» الألمانية في المشروع بتقنيات الإشارات في حين شاركت شركة «بي إيه إس إف» للصناعات الكيماوية بمادة خاصة تدخل في صناعة الخرسانة. وأكد مصممو المشروع أن النفق مؤمن ضد الزلازل وذلك في ظل حقيقة أن خط التصدع الجيولوجي شمال الأناضول لا يبعد سوى 20 كيلومترا فقط عن مسار المشروع. بل إن وزير المواصلات التركي رأى أن هذا المشروع هو الأكثر أمانا في إسطنبول على الإطلاق.
واشتقت كلمة «مرمرة ري» من كلمتين، الأولى كلمة «مرمرة» والتي تشير لبحر مرمرة الداخلي الذي يربط بين البحر الأسود وبحر إيجه، والكلمة الثانية هي «ري» التي تعني بالتركية سكة حديدية. وتعتزم الحكومة التركية من خلال خطوة ثانية توسيع نفق السكة الحديدية ليشمل أيضا سكة حديدية للمواصلات البعيدة وليس فقط للمواصلات داخل مدينة إسطنبول، حيث يرى بعض منفذي مشروع النفق أنه هو أول طريق يربط آسيا وأوروبا ولكن هذا خطأ لأنه من الممكن من الآن بالفعل ركوب قطار من لندن عبر برلين وموسكو إلى بكين، لكن الخط الجديد سيكون أقصر وأسرع.



أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
TT

أمين عام «الناتو»: ترمب الوحيد القادر على إجبار بوتين على إبرام اتفاق سلام

الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)
الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو» مارك روته (إ.ب.أ)

أشارت تقديرات مارك روته، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، إلى أن الحلف باستطاعته الاعتماد على الولايات المتحدة في حال الطوارئ، حتى في ظل رئاسة دونالد ترمب.

وفي تصريحات لصحيفة «بيلد آم زونتاغ» الألمانية الصادرة، الأحد، قال روته إن «ترمب أعرب على نحو واضح عن التزامه حيال حلف (الناتو)، لكنه أوضح أيضاً على نحو صريح أنه ينتظر أن نزيد إنفاقنا (العسكري) بشكل ملحوظ. ونحن ننفذ ذلك» وفقاً لـ«وكالة الأنباء الألمانية».

وأوضح روته أن الأوروبيين يتحملون المسؤولية من خلال «تحالف الراغبين» لدعم أوكرانيا، كما يحمون الجناح الشرقي للحلف ومنطقة البلطيق. وأضاف أن «الولايات المتحدة قالت بوضوح إنها ستبقى منخرطة في أوروبا، نووياً وتقليدياً. ولا يوجد أي نقاش بشأن أي انسحاب من أوروبا».

وأشاد روته بجهود ترمب لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا، المستمرة منذ ما يقرب من 4 أعوام. وقال أمين عام «الناتو»:«ترمب منخرط تماماً في هذه القضية، وهو يركز على إنهاء هذه الحرب»، واستطرد أن ترمب هو الوحيد الذي تمكن من دفع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى طاولة المفاوضات، وهو الوحيد القادر في النهاية على إجبار بوتين على التوصل إلى اتفاق سلام. وأردف روته: «أكنُّ له احتراماً كبيراً على ذلك».

كما رفض روته المخاوف من احتمال أن توقف الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا، وقال: «لا أعتقد ذلك على الإطلاق. ما نراه حالياً يوضح أن تبادل المعلومات وكذلك إمدادات الأسلحة لأوكرانيا ما زالت مستمرة».

وكان وفد أوكراني ووفد أميركي ووفد أوروبي ناقشوا، يومي الأحد والاثنين الماضيين، في برلين سبل التوصل إلى حل سلمي للحرب في أوكرانيا.

وانتقلت المحادثات خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع إلى مدينة ميامي بولاية فلوريدا الأميركية؛ حيث بدأت جولة جديدة يقوم خلالها المفاوضون الأميركيون ببحث نتائج محادثات برلين مع ممثلي روسيا.


الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
TT

الكرملين ينفي علمه بـ«اجتماع ثلاثي» بين واشنطن وموسكو وكييف

يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)
يوري أوشاكوف (يسار) خلال حضوره فعالية في الكرملين (د.ب.أ)

قال الكرملين، الأحد، إن لقاء بين المبعوثين الأميركيين والأوكرانيين والروس «ليس قيد التحضير»، فيما تُجرى مباحثات منفصلة مع الطرفين الروسي والأوكراني في ميامي بالولايات المتحدة منذ الجمعة بشأن تسوية للنزاع بين كييف وموسكو.

ونقلت وكالات أنباء روسية عن يوري أوشاكوف، كبير مساعدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لشؤون السياسة الخارجية، قوله: «لم يتطرّق أحد جدّياً إلى هذه المبادرة حتّى الساعة، وهي ليست قيد التحضير على حدّ علمي».

وأعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، أن واشنطن اقترحت عقد أول مفاوضات مباشرة بين أوكرانيا وروسيا منذ 6 أشهر، تزامناً مع توافد دبلوماسيين إلى ميامي لإجراء جولة جديدة من المحادثات الهادفة لإنهاء الحرب.

وكان آخر اجتماع رسمي مباشر بين وفدَي أوكرانيا وروسيا خلال يوليو (تموز) الماضي في إسطنبول، وأسفر عن عمليات تبادل للأسرى، من دون إحراز تقدم ملموس في مسار المفاوضات.

وقال زيلينسكي: «لقد اقترحوا هذا الشكل كما أفهم: أوكرانيا، وأميركا، وروسيا»، غير أنه شكّك في إمكان أن يأتي اجتماع من هذا القبيل بـ«نتائج جديدة».

ونقلت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء ​عن أوشاكوف قوله أيضاً، الأحد، إنه متأكد من أن فرص السلام في أوكرانيا لم تتحسن بعد التغييرات ‌التي أدخلها الأوروبيون ‌والأوكرانيون على ‌الخطة ⁠الأميركية ​المقترحة ‌لإنهاء الحرب.

وأضاف أوشاكوف في تصريحات للصحافيين: «هذه ليست توقعات.. أنا على يقين بأن المقترحات التي طرحها الأوروبيون والأوكرانيون أو يحاولون طرحها لا تحسن الوثيقة ⁠بالتأكيد ولا تحسن إمكانية تحقيق سلام ‌طويل الأمد»، وفق ما نقلته وكالة «رويترز» للأنباء.

ويناقش مفاوضون أوروبيون وأوكرانيون إدخال تغييرات على المقترحات الأميركية ‍للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو 4 سنوات، وإن كان من ​غير الواضح بالضبط ما التغييرات التي أُدخلت على المقترحات ⁠الأميركية الأصلية.

والتقى مفاوضون أميركيون مسؤولين روساً في ولاية فلوريدا الأميركية السبت.

وقال كيريل ديميترييف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص، للصحافيين بعد اجتماعه مع ستيف ويتكوف المبعوث الأميركي الخاص، وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إن المحادثات كانت بناءة، ‌وإنها ستستمر اليوم الأحد.


فنزويلا ترفض «القرصنة الأميركية» بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحلها

TT

فنزويلا ترفض «القرصنة الأميركية» بعد مصادرة ناقلة نفط قبالة سواحلها

ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)
ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا (أ.ف.ب)

قالت وزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، في منشور على ‌منصة «إكس»، ‌إن ‌الولايات المتحدة ⁠احتجزت، ​اليوم ‌السبت، ناقلة نفط رست آخر مرة في فنزويلا.

وأضافت نويم: «⁠ستواصل الولايات ‌المتحدة ملاحقة ‍الحركة ‍غير المشروعة للنفط ‍الخاضع للعقوبات الذي يُستخدم لتمويل إرهاب المخدرات في ​المنطقة».

وأوضحت أن خفر السواحل ⁠الأميركي احتجز السفينة، قبل فجر اليوم، بدعم من وزارة الحرب الأميركية (البنتاعون).

وأعربت الحكومة الفنزويلية ​في بيان، عن رفضها الاستيلاء على سفينة جديدة تنقل النفط، ‌واصفة ذلك ‌بأنه «عمل ⁠خطير ​من ‌أعمال القرصنة الدولية».

وأضاف البيان ‌أن فنزويلا «تستنكر ‍وترفض ‍سرقة وخطف ‍سفينة خاصة جديدة تنقل النفط، وكذلك الاختفاء القسري لطاقمها، ​الذي ارتكبه أفراد من الجيش الأميركي ⁠في المياه الدولية».

وقالت كراكاس إنه سيتم إبلاغ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والمنظمات الأخرى متعددة الأطراف والحكومات بهذه ‌الأفعال.

وفي وقت سابق اليوم، قال مسؤولان أميركيان لوكالة «أسوشييتد برس» إن القوات الأميركية أوقفت سفينة تجارية ثانية قبالة سواحل فنزويلا في المياه الدولية. وأفادت وسائل إعلام أميركية بأن السفينة التي تمت مصادرتها هي ناقلة نفط.

وقال أحد المسؤولين إن الناقلة توقفت طواعية وسمحت للقوات الأميركية بالصعود على متنها.

ويأتي هذا الإجراء بعد أيام من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب عن «حصار» لجميع ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات والمتجهة من وإلى البلاد الواقعة في أميركا الجنوبية. ويأتي أيضاً عقب استيلاء القوات الأميركية على ناقلة نفط قبالة سواحل فنزويلا في 10 ديسمبر (كانون الأول).

وأبقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب احتمال الحرب مع فنزويلا مطروحاً في مقابلة نُشرت، الجمعة، وذلك بعد تصعيد حملة الضغط الأميركية على كراكاس بفرض حصار نفطي.

وقال ترمب في مقابلة هاتفية مع قناة «إن بي سي نيوز» أجريت، الخميس، رداً على سؤال بشأن إمكان استبعاد الحرب: «لا أستبعد ذلك، لا». كما امتنع عن الإفصاح عما إذا كان يرغب في إطاحة الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو. ويقول مادورو اليساري إن واشنطن تسعى لتغيير النظام في كراكاس.

وأضاف ترمب: «إنه يعرف بالضبط ما أريده. إنه يعرف أفضل من أي شخص آخر».

وأكد الرئيس الأميركي أنه ستتم مصادرة ناقلات نفط أخرى، بعد أن سيطرت القوات الأميركية الأسبوع الماضي على ناقلة أبحرت من الدولة الأميركية اللاتينية.

وترك ترمب العالم في حيرة من أمره بشأن أهدافه النهائية تجاه فنزويلا، بعد أن عزز بشكل كبير الوجود العسكري الأميركي في منطقة البحر الكاريبي في الأشهر الأخيرة.

وتتهم واشنطن مادورو بإدارة كارتل «مخدرات إرهابي»، ونفّذت القوات الأميركية منذ سبتمبر (أيلول) ضربات عدة على قوارب قالت إنها تحمل مخدرات، ما أسفر عن مقتل أكثر من 100 شخص.

وصرّح ترمب لأسابيع بأنه سيأمر بضربات برية «قريباً» على تجار مخدرات.

لكنه حوّل تركيزه هذا الأسبوع نحو نفط فنزويلا التي تمتلك أكبر احتياطيات مؤكدة من الذهب الأسود في العالم.

وعند إعلانه فرض حصار على ناقلات النفط الخاضعة لعقوبات أميركية، اتهم ترمب فنزويلا بالاستيلاء على النفط الأميركي، في إشارة واضحة إلى تأميم صناعة النفط في البلاد.

وقال، الأربعاء: «لقد أخذوا جميع حقوقنا في مجال الطاقة، وأخذوا كل نفطنا، منذ وقت ليس ببعيد، ونريد استعادته».

ويشهد سوق النفط حالياً وفرة في المعروض؛ إذ توجد ملايين البراميل من النفط على متن ناقلات قبالة سواحل الصين بانتظار تفريغها.

وإذا استمر الحظر لفترة، فمن المرجح أن يؤدي فقدان ما يقارب مليون برميل يومياً من ​إمدادات النفط الخام إلى ارتفاع أسعار الخام.

ومنذ فرضت الولايات المتحدة عقوبات على قطاع الطاقة في فنزويلا عام 2019، ⁠لجأ التجار ومصافي النفط الذين يشترون النفط الفنزويلي إلى استخدام «أسطول الظل» من ناقلات النفط التي تخفي مواقعها، بالإضافة إلى سفن خاضعة للعقوبات لنقلها النفط الإيراني أو الروسي.

وأفاد محللون في قطاع الشحن بأن الأسطول غير الرسمي أو ما يعرف بأسطول الظل معرّض لإجراءات عقابية محتملة من الولايات المتحدة.

وأظهرت بيانات موقع «تانكرز تراكرز دوت كوم» أنه حتى هذا الأسبوع، من بين أكثر من 70 ناقلة نفط في المياه الفنزويلية تشكل جزءاً من أسطول الظل، تخضع نحو 38 ناقلة لعقوبات من وزارة الخزانة ‌الأميركية.

وأضاف الموقع أن 15 ناقلة على الأقل من هذه الناقلات محملة بالنفط الخام والوقود.