أكد متابعون لسير الانتخابات الأميركية على أنه من الممكن أن تشكل ولاية بنسلفانيا دورًا كبيرًا في تحديد هوية الرئيس الأميركي القادم. ويمثل الولاية عضوان في مجلس الشيوخ، بالإضافة إلى 18 عضوًا في مجلس النواب؛ ما يجعل عدد المندوبين لبنسلفانيا 20 مندوبًا يمثلون 7.4 في المائة من عدد 270 مندوبًا يحتاجهم المرشح للوصول إلى البيت الأبيض. هذا ويعتبر معدل تصويت الولاية للمرشح الفائز معدلاً جيدًا، حيث وصل خلال 29 عملية انتخابية إلى 75.56 في المائة.
وتكتسب ولاية بنسلفانيا أهمية خاصة في الأيام الأخيرة قبل إجراء التصويت وتتعدد زيارات مسؤولي الإدارة الأميركية، حيث من المقرر أن يعقد الرئيس أوباما تجمعًا انتخابيًا يوم غد الاثنين في بنسلفانيا لحث الناخبين على التصويت لكلينتون، ويعقد بعدها تجمعًا انتخابيًا آخر في نيوهامبشر قبل ساعات قليلة من بدء عملية الاقتراع في صباح الثلاثاء الماضي.
وقد عقد نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للولاية عدة تجمعات انتخابية أمس السبت، حيث شارك مع زوجته في تجمع انتخابي في مدينة بتسبرغ للترويج لمرشحة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، واستهدف جو بايدن بصفة خاصة الناخبين من عمال صناعات الحديد، حيث تسود أحاسيس الإحباط لديهم نتيجة التراجع الاقتصادي الكبير. وتحدث بايدن في تجمع انتخابي آخر في مدينة بريستول في الولاية للدعاية، وحث الناخبين على التصويت لهيلاري كلينتون.
من جانبه أكد نائب الرئيس التنفيذي لتلفزيون شمال شرق بنسلفانيا كريس نورتون لـ«الشرق الأوسط» على أهمية بنسلفانيا في الانتخابات الحالية، وأشار إلى أن الأحزاب السياسية تصرف أموالاً كثيرة من أجل الفوز بأصوات ناخبي الولاية، وقال: «بنسلفانيا مهمة جدًا، حيث تعتبر من الولايات المتأرجحة، والتي من الصعب التنبؤ بمن سيفوز بها ولأجل ذلك تسابق المرشح الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطية هيلاري كلينتون على إنفاق ملايين الدولارات للدعاية والإعلان في الولاية كون كلاهما مؤهلين بنسبة كبيرة للفوز في الولاية». وأضاف نورتون: «إن لبنسلفانيا أهمية كبيرة أيضًا في مجلسي النواب والشيوخ، ولذلك يسعى الحزب الديمقراطي من خلال انتخابات المجلسين للحصول على الأغلبية، حيث إنه في الوقت الحالي يتحكم الجمهوريون على الغالبية في المجلسين، ما يجعل الحكومة الديمقراطية غير قادرة على تمرير ما تريده، كما يسعى الجمهوريون أيضًا لمواصلة السيطرة على المجلسين، آملين في أن يفوز مرشحهم ترامب بالرئاسة، وبالتالي يضمنون بألا يكون للديمقراطيين غالبية تعرقل بعض قرارات الرئيس، ولذلك يصرف كلا الحزبين الكثير من الأموال خلال هذه الأيام على تكثيف الدعاية وإقامة المؤتمرات والفعاليات الحزبية في أرجاء الولاية».
تاريخيًا تمثل بنسلفانيا أهمية كبيرة للدستور الأميركي؛ حيث احتضنت مدينة فيلادلفيا مؤتمر الاستقلال عن بريطانيا في الرابع من يوليو (تموز) 1776، وفي عام 1787 اختار الآباء المؤسسون فيلادلفيا لتكون المدينة التي يكتب فيها دستور الولايات المتحدة الأميركية، وتم إعلانه فيها.
وعلى الصعيد التاريخي صوتت بنسلفانيا لممثل الحزب الجمهوري بنسبة 51.72 في المائة منذ عام 1900 حتى انتخابات 2012، وبنسبة 44.83 في المائة للديمقراطيين، الذين بدأوا في السيطرة على أصوات الولاية منذ انتخابات عام 1992.
هذا ويسعى الحزب الديمقراطي إلى أن تبقى بنسلفانيا داعمًا رئيسًا لهم، خصوصًا مع تزايد أهميتها في الانتخابات الحالية، حيث استغلت هيلاري كلينتون أصولها المتجذرة من هذه الولاية بالحديث عن أهمية سكرانتون، حيث إنها تتطرق دائمًا للحديث عن المدينة الواقعة في «شمال شرق بنسلفانيا»، وتحاول أن تذكر أهل الولاية بأنها منهم، حتى وإن كانت قد رحلت عنها منذ وقت مبكّر.
اقتصاديًا عانت ولاية بنسلفانيا وما زالت تعاني من تراجع حاد في صناعة الحديد والصلب والفحم، حيث كانت مدينا بيتسبرغ في غرب الولاية وسكرانتون شرق الولاية تصدران الحديد والفحم بكميات كبيرة، ما جعل لبنسلفانيا أهمية اقتصادية كبرى في الولايات المتحدة، إلا أن ذلك لم يعد موجودًا في ظل غزو الشركات الخارجية لهذه الصناعة، ولقد اتخذ المرشح الجمهوري دونالد ترامب من هذه المشكلة منطلقًا له في كل مرة يتحدث فيها لسكان الولاية، وقدم وعودًا كبيرة بتحسين الوضع الاقتصادي للولاية، وإعادة الوظائف، وإيجاد حل للمصانع المتعثرة؛ الأمر الذي جعله منافسًا قويًا لكلينتون في هذه الولاية.
وبالنظر في استطلاعات الرأي المتعلقة بولاية بنسلفانيا يبدو أن هيلاري كلينتون قد تكون قادرة على المحافظة على نجاحات الديمقراطيين في الانتخابات الخمس الأخيرة، حيث تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى تقدم كلينتون بقرابة ست نقاط على المرشح الجمهوري دونالد ترامب، حيث حصلت كلينتون في الفترة ما بين الثالث من أكتوبر (تشرين الأول) الماضي وحتى الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي على 46.83 في المائة من أصوات المشاركين في استطلاعات الرأي في الولاية، مقابل 41.1 في المائة لدونالد ترامب.
14:11 دقيقه
بنسلفانيا مفتاح الفوز في السباق الرئاسي الأميركي
https://aawsat.com/home/article/778271/%D8%A8%D9%86%D8%B3%D9%84%D9%81%D8%A7%D9%86%D9%8A%D8%A7-%D9%85%D9%81%D8%AA%D8%A7%D8%AD-%D8%A7%D9%84%D9%81%D9%88%D8%B2-%D9%81%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D8%A8%D8%A7%D9%82-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A6%D8%A7%D8%B3%D9%8A-%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%85%D9%8A%D8%B1%D9%83%D9%8A
بنسلفانيا مفتاح الفوز في السباق الرئاسي الأميركي
متأرجحة ويمثلها عضوان في مجلس الشيوخ بالإضافة إلى 18 في مجلس النواب
مؤيدو الحزب الديمقراطي يستمعون إلى هيلاري كلينتون في فيلاديلفيا أمس (أ.ب)
- بنسلفانيا: خاطر الخاطر
- بنسلفانيا: خاطر الخاطر
بنسلفانيا مفتاح الفوز في السباق الرئاسي الأميركي
مؤيدو الحزب الديمقراطي يستمعون إلى هيلاري كلينتون في فيلاديلفيا أمس (أ.ب)
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة
