يلدريم يحمل الدول المتدخلة في سوريا المسؤولية عن تفاقم الأزمة

«درع الفرات»: قتلى من الجيشين التركي و«السوري الحر» و«داعش» في تصاعد لوتيرة الاشتباكات

غرفة في احدى مدارس دوما وتبدو خاوية ومتضررة نتيجة القصف والاشتباكات (أ ف ب)
غرفة في احدى مدارس دوما وتبدو خاوية ومتضررة نتيجة القصف والاشتباكات (أ ف ب)
TT

يلدريم يحمل الدول المتدخلة في سوريا المسؤولية عن تفاقم الأزمة

غرفة في احدى مدارس دوما وتبدو خاوية ومتضررة نتيجة القصف والاشتباكات (أ ف ب)
غرفة في احدى مدارس دوما وتبدو خاوية ومتضررة نتيجة القصف والاشتباكات (أ ف ب)

تزامنًا مع تعزيز قواته على حدود سوريا، في إقليم هطاي ومدينة كيليس، إلى جانب مدينة غازي عنتاب، وهي نقاط التماس الثلاث مع الحدود السورية، أعلن الجيش التركي عن مقتل 13 مسلحًا من عناصر تنظيم داعش الإرهابي، في اشتباكات مع عناصر «الجيش السوري الحر» المدعومة من تركيا، في إطار عملية «درع الفرات»، وغارات للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في شمال سوريا.
وذكر الجيش التركي، في بيان له أمس (السبت)، أن ضابطًا من القوات التركية التي تدعم المعارضة السورية قد قتل، وأصيب 3 ضباط صف بجروح طفيفة، خلال اشتباكات مع مسلحي التنظيم، فضلا عن مقتل 5 عناصر من المعارضة، وإصابة 22 آخرين.
وأضاف البيان أن القوات التركية استهدفت 71 موقعًا للتنظيم المتطرف، تمكنت خلالها من تدمير ملاجئ ومواقع دفاعية ومواقع قيادة وأسلحة وعربات، لافتًا إلى أن الطائرات التابعة لسلاح الجو التركي لم تجر أي طلعات في المنطقة.
وكان جيش النظام السوري قد هدد بأنه سيستهدف أي طائرة عسكرية تركية في شمال البلاد، في أعقاب قصف الطيران التركي لكثير من ميليشيات «وحدات حماية الشعب» الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي السوري الذي تصنفه تركيا تنظيمًا إرهابيًا.
ولفت بيان الجيش التركي إلى أن قوات المعارضة السورية بسطت سيطرتها على قريتي عبلة ودوير، جنوب بلدة أخترين في ريف محافظة حلب الشمالي. وأضاف أن فصائل المعارضة حررت 172 قرية، وبسطت سيطرتها على مساحة تقارب ألفًا و365 كيلومترًا مربعًا منذ انطلاق عملية «درع الفرات» في 24 أغسطس (آب) الماضي.
كذلك أفاد البيان بأن وحدات الكشف عن المتفجرات التركية أبطلت مفعول لغم أرضي، و11 قنبلة مصنعة يدويا، خلال أنشطتها في المناطق المحررة، موضحا أن العملية منذ انطلاقها حتى اليوم شهدت إبطال مفعول 36 لغما و1418 قنبلة مصنعة يدويًا. وكان 3 أتراك قد أصيبوا، الجمعة، جراء قذائف صاروخية وهاون أطلقها تنظيم داعش الإرهابي على الوحدات المشاركة بعملية «درع الفرات».
وفي سياق مواز، دعا رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه مأساة اللاجئين، والمشاركة في تحمل الأعباء إلى جانب بلاده، ولفت خلال كلمة له في مؤتمر لحزب العدالة والتنمية الحاكم حول الهجرة في إسطنبول، أمس (السبت)، إلى أن بلاده أنفقت ما بين 20 إلى 25 مليار دولار على استضافة اللاجئين، وأردف: «لسنا نادمين على هذا الإنفاق، ومستعدين لبذل المزيد، لأننا نؤمن بأننا إذا أحيينا الإنسان، فإننا نحيي الدولة».
كذلك وجه يلدريم انتقادات للمجتمع الدولي، وفي المقدمة الأمم المتحدة والدول المتقدمة، حيال الدور الذي تلعبه تجاه الأزمة الإنسانية في سوريا، وقال إنها لا تقوم بما يتوجب عليها إزاء الظلم والجرائم ضد الإنسانية، رغم قدرتها على ذلك. وحمَّل رئيس الوزراء التركي مسؤولية مقتل عشرات الآلاف من السوريين للبلدان التي تتدخل، وتزيد الأمر سوءًا، عوضًا عن إيجاد حل للأزمة.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.