عمليات الاغتيال تلاحق قضاة الرئيس المصري المعزول بعد أحكام نهائية

نجاة قاضي اليمين في «الاتحادية»

عمليات الاغتيال تلاحق قضاة الرئيس المصري المعزول بعد أحكام نهائية
TT

عمليات الاغتيال تلاحق قضاة الرئيس المصري المعزول بعد أحكام نهائية

عمليات الاغتيال تلاحق قضاة الرئيس المصري المعزول بعد أحكام نهائية

أكدت مصادر قضائية مصرية أن عضو اليمين في هيئة المحكمة التي عاقبت الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي، نجا من محاولة اغتيال أمس، عبر تفجير سيارة مفخخة بالقرب من منزله شرق العاصمة المصرية، في حادث يشير إلى نهج جديد للجماعات الإرهابية الصغيرة داخل دلتا النيل. وقال مصدر أمني لـ«الشرق الأوسط»، إن عبوة ناسفة تزن نحو 3 كيلوغرامات، بحسب تحقيقات أولية، انفجرت أسفل سيارة بشارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، شرق القاهرة، كانت تستهدف المستشار أحمد أبو الفتوح، عضو اليمين في دائرة الإرهاب التي يترأسها المستشار أحمد صبري الذي نظر قضية الاتحادية.
وصرح مصدر أمني مسؤول بأن إحدى السيارات المتوقفة على جانب الطريق بنهاية شارع مصطفى النحاس بمدينة نصر، انفجرت أثناء مرور سيارة المستشار أبو الفتوح رئيس محكمة جنايات بإحدى دوائر القاهرة (سبق له نظر بعض قضايا عناصر جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبرها السلطات المصرية جماعة إرهابية، من بينها إحدى قضايا محاكمة الرئيس المعزول مرسي، المعروفة إعلاميًا بقضية الاتحادية). وأشار المسؤول الأمني إلى أن الحادث لم يسفر عن إصابة المستشار أو أحد من المواطنين، فيما دمر الانفجار ثلاث سيارات.
وأكدت المصادر الأمنية أن قوات أجهزة الأمن هرعت إلى مكان وقوع الحادث، وتقوم بتمشيط المنطقة في محاولة لضبط الجناة، والوقوف على أبعاد الحادث وملابساته. ويعد انفجار أمس، أحدث حلقات مسلسل استهداف القضاة، إذ اغتيل النائب العام السابق هشام بركات بانفجار سيارة مفخخة بجوار منزله العام الماضي، فيما نجا النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز من محاولة اغتيال مشابهة أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، بمدينة الرحاب شرق القاهرة.
ومنذ عزل الرئيس مرسي في يوليو (تموز) عام 2013، كثرت أعمال العنف والانفجارات، وبخاصة التي تستهدف قوات الأمن، في القاهرة ومدن أخرى. وطالت العمليات الإرهابية قضاة مسؤولين عن تأمين العمليات الانتخابية في شمال سيناء، التي تعد بؤرة لنشاط الجماعة الإرهابية الأكثر تأثيرًا في البلاد.
ويعد الحادث هو الثاني من نوعه الذي يرتبط بمحاكمة الرئيس الأسبق مرسي، حيث استهدف إرهابيون في 22 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، قائدًا كبيرًا في الجيش المصري، قرب العاصمة، بالتزامن مع صدور حكم نهائي وبات بحق مرسي وقيادات أخرى في جماعة الإخوان المسلمين.
وقضت محكمة جنايات القاهرة في أبريل (نيسان) عام 2015 بمعاقبة مرسي بالسجن المشدد لمدة 20 عامًا والرقابة لمدة 5 سنوات. وهو الحكم الذي أيدته محكمة النقض الشهر الماضي.
واغتال مسلحون الشهر الماضي العميد عادل رجائي قائد الفرقة التاسعة مدرعات، فيما عد حينها تطورًا في طبيعة العمليات الإرهابية داخل دلتا النيل، لكن محاولة الاستهداف الفاشلة أمس تعكس تناميًا في وتيرة عمليات الاغتيال.
وجاءت محاولة اغتيال المستشار أبو الفتوح في وقت أعلنت فيه وزارة الداخلية المصرية الكشف عن أنشطة «الجماعة الإرهابية»، في إشارة لجماعة الإخوان المسلمين، وتحدثت عن تطوير هيكل الجماعة التنظيمي بتشكيل كيانات مسلحة بمسميات جديدة (حركة سواعد مصر – حسم – لواء الثورة) واستغلالها واجهة إعلامية، تنسب إليها عمليات العنف التي تنفذها الجماعة.
وبثت وزارة الداخلية تقريرًا مصورًا احتوى اعترافات عناصر متورطة في محاولتي اغتيال كل من النائب العام المساعد المستشار زكريا عبد العزيز، ومفتي مصر الأسبق علي جمعة، إضافة لعملية زرع عبوة ناسفة أمام نادي الشرطة بدمياط.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».