مانشستر سيتي يبدأ في صناعة تاريخه بعد الفوز على برشلونة

طرد الحارس برافو في المواجهة الأولى قدم لميسي أحدث «هاتريك» له على طبق من ذهب

سيتي.. مرحلة مبشرة في مسيرة غوارديولا التدريبية (رويترز) - فرحة انتقام لاعبي مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - غوندوغان يتطلع لتخفيف حمل التهديف على أغويرو (إ.ب.أ)
سيتي.. مرحلة مبشرة في مسيرة غوارديولا التدريبية (رويترز) - فرحة انتقام لاعبي مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - غوندوغان يتطلع لتخفيف حمل التهديف على أغويرو (إ.ب.أ)
TT

مانشستر سيتي يبدأ في صناعة تاريخه بعد الفوز على برشلونة

سيتي.. مرحلة مبشرة في مسيرة غوارديولا التدريبية (رويترز) - فرحة انتقام لاعبي مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - غوندوغان يتطلع لتخفيف حمل التهديف على أغويرو (إ.ب.أ)
سيتي.. مرحلة مبشرة في مسيرة غوارديولا التدريبية (رويترز) - فرحة انتقام لاعبي مانشستر سيتي (أ.ف.ب) - غوندوغان يتطلع لتخفيف حمل التهديف على أغويرو (إ.ب.أ)

سخر كثيرون من فكرة أن مانشستر سيتي قدم أداء طيبًا خلال مباراته الأولى أمام برشلونة منذ أسبوعين، وتنبع السخرية من حقيقة خسارة النادي الإنجليزي اللقاء بأربعة أهداف دون مقابل. بجانب ذلك، انتهى الحال بمانشستر سيتي بـ10 لاعبين فقط، وبدا وكأنهم قدموا إلى ليونيل ميسي أحدث «هاتريك» له في إطار بطولة دوري أبطال أوروبا على طبق من ذهب. ورغم صحة كل ما سبق، تظل الحقيقة أن مانشستر سيتي قدم بالفعل أداء جيدًا على استاد كامب نو معقل برشلونة، وفيما بين الأخطاء الدفاعية المختلفة التي سقط فيها خط الدفاع، أبدى مانشستر سيتي استعداده لمهاجمة برشلونة بقوة والسعي لاستغلال الفرص السانحة. وجاء هذا الأداء بمثابة مؤشر على حالة جديدة من التماسك في صفوف مانشستر سيتي في ظل قيادة المدرب غوارديولا بلغت ذروة ازدهارها عندما تعرض ميسي وأقرانه للسحق على استاد الاتحاد بمانشستر.
قد ينطوي لفظ «سحق» على مبالغة درامية بالنسبة لنتيجة 3 - 1، خاصة وأنه كان من الممكن تضييق هذا الفارق - مع أنه في الوقت ذاته كان باستطاعة مانشستر سيتي رفع عدد أهدافه إلى أربعة أو خمسة - لكن عندما تكون قد واجهت المنافس ذاته ست مرات على مدار السنوات الثلاث الماضية ومنيت بالهزيمة في المباريات الخمس الأولى، فإن فوزك الأخير يأتي حتمًا بالغ القوة.
والسؤال الآن: هل تشكل هذه النتيجة انتصارًا تاريخيًا؟ لا يرى غوارديولا ذلك، ملمحًا إلى أن فريقه قدم أداء أفضل خلال النصف ساعة الأولى من اللقاء الذي جرى في كتالونيا. إلا أنه حتى لو كانت الدقائق الـ38 الأولى من المواجهة التي جرت على استاد الاتحاد قد شهدت تقديم برشلونة مستوى من الأداء يليق بـ«أفضل فريق في العالم»، مثلما يصفه غوارديولا، فإن الإنجاز الذي حققه مانشستر سيتي بالارتقاء إلى مستوى التحدي، وحفاظه على لياقته البدنية وثقته بقدراته وتمكنه من قلب موازين النتيجة بعد أن اخترقت شباكه هدف، يبدو مبهرًا.
وعلى ما يبدو، فإن مانشستر سيتي عجز عن تحقيق ذلك على استاد كامب نو بسبب تغيير كلوديو برافو المعادلة العددية بطرده من المباراة قبل أن تتاح لمانشستر سيتي فرصة رد الهجوم وتسجيل هدف في شباك برشلونة مقابل الآخر الذي سجله ميسي في مرمى النادي الإنجليزي. ومع ذلك، تبقى الفكرة قائمة أن لاعبي مانشستر سيتي ربما كانوا لينجحوا في ذلك. وبدا بالفعل أنهم حاولوا ذلك، وعاودت هذه الروح الصلبة الظهور على استاد الاتحاد عندما أصبح الفريق في وضع يؤهله لتحقيق إنجاز حقيقي مع وجود جميع لاعبيه داخل الملعب.
وعند إلقاء نظرة مجردة على النتائج 4 - 0 لصالح برشلونة في المباراة الأولى، و3 - 1 لصالح مانشستر سيتي في المباراة الثانية - قد يخالج المرء انطباع بأن المباراتين كانتا مختلفتين تمامًا - مع تمتع كل فريق يلعب على أرضه بميزة التفوق الواضح. إلا أن هذا الانطباع مضلل بعض الشيء، ذلك أنه في الواقع كانت المباراتان شديدتي التشابه على نحو يثير الدهشة - أو على الأقل كان هذا هو الحال خلال الفترة التي شارك بها كلا الفريقين بـ11 لاعبًا لكل منهما. وربما سيكون من قبيل المبالغة القول بأن مانشستر سيتي قدم أداء مكافئًا لما قدمه برشلونة في المباراتين - ذلك أنه من الواضح أنهما كانا يخوضان مواجهة عصيبة أمام نادٍ أقوى خلال المباراة الأولى، لكن في كلتا الحالتين كانت لدى مانشستر سيتي خطة واضحة يلتزم بها. وبدلاً من أن يسقط اللاعبون فريسة اليأس جراء الهزيمة الثقيلة التي تعرضوا لها على استاد كامب نو، شدد غوارديولا على الجوانب الإيجابية بالمباراة ووعد بتقديم مستوى أفضل في لقاء العودة، داعيًا لاعبيه لتقديم أداء مثالي خلال ما وصفه بلقاء نهائي البطولة.
ومع ذلك، فإن أداء مانشستر سيتي لم يكن في الواقع مثاليًا تمامًا خلال اللقاء الأخير، وقد اعترف غوارديولا بالفعل أن الفريق لا يزال عليه بذل مزيد من الجهد للحاق بركب الكرة الأوروبية فيما يتعلق بجوانب معينة. ومع هذا، حرص اللاعبون بالفعل على ضمان تقديمهم أداء أقرب إلى المثالية عن أداء برشلونة. ومثل حكم بمباراة ملاكمة، أعرب لويس إنريكي عن اعتقاده بأن التفوق خلال المباراة خرج بمستوى 40 - 50 لصالح الفريق صاحب الأرض، مما يعني هيمنة برشلونة على المباراة على مدار 40 دقيقة، بينما أصبحت اليد العليا لمانشستر سيتي طيلة 50 دقيقة أخرى.
وربما نختلف فيما بيننا حول التوقيتات على وجه التحديد، لكن عندما يقر مدرب برشلونة بأن فريقه لم يستحوذ على الكرة بالدرجة التي كان يأملها بسبب الضغوط التي فرضها عليه الخصم، فإن هذا يعد بمثابة مؤشر واضح على أن مانشستر سيتي يسير حاليًا في الطريق الصواب على نحو لم يتمكن هو وأندية أخرى على تحقيقه من قبل. والملاحظ خلال المباراة الأخيرة أن مانشستر سيتي لم يبذل جهود الضغط على الخصم بصورة مختلفة كثيرًا عن اللقاء السابق، لكن جهود الضغط الأخيرة كانت أفضل من حيث المستوى.
في الحقيقة، لم يسبق لأي من سيرغيو أغويرو أو ديفيد سيلفا أو كيفين دي بروين بذل جهود أكبر عما بذلوه خلال المواجهة الأخيرة أمام النادي الإسباني - ولم يسبق أن قدموا معًا أداء على المستوى ذاته من الإبهار. وأثبت أغويرو، على وجه الخصوص، أن إسهاماته داخل الملعب لا تقتصر على الأهداف فحسب، وقد يكون قد حقق التطور الذي كان يتطلع إليه غوارديولا عندما ألمح منذ بضعة أسابيع أنه يرغب في المزيد من مهاجمه الأساسي. ونجح إيلكاي غوندوغان في صناعة فرص أهداف منذ منتصف الملعب، الأمر الذي ستكون له أهمية ضرورية إذا ما رغب مانشستر سيتي في عدم تركيز كامل مساعيهم لإحراز أهداف على أغويرو فقط. ومثلما الحال مع رحيم سترلينغ، أثبت اللاعب مهارته في استغلال الكرة أينما تصل إليه.
على الناحية الأخرى، سيظل هناك بالتأكيد من يؤكدون أن مانشستر سيتي لم يكن يواجه برشلونة بكامل قوته، بالنظر إلى غياب أندريس إنيستا من وسط الملعب وغيرارد بيكيه وجوردي ألبا من خط الدفاع. وحقيقة الأمر أن أحدًا لا يمكنه إنكار التأثير المهم لإنيستا في تهدئة الأجواء بالملعب والذي افتقده برشلونة بوضوح خلال المباراة الأخيرة.
ومع ذلك، لم يبد أن هناك ما يضير برشلونة خلال النصف ساعة الأولى من المباراة، وجاء استغلال الفريق لميل مانشستر سيتي المفرط تجاه الهجوم في تسجيل الهدف الأول مثيرًا للإبهار - ولا يمكن لأحد منا نحن معشر الصحافيين إنكار أننا في تلك اللحظات دارت في أذهاننا عبارات متخيلة لعناوين الصحف بعد المباراة من عينة «ميسي يتألق من جديد» أو «مانشستر سيتي يسقط من جديد.» ويأتي نجاح مانشستر سيتي في قلب موازين الموقف تمامًا في غضون أقل من ساعة في مواجهة نادٍ بحجم برشلونة، بمثابة إنجاز كبير يحسب للنادي الإنجليزي. ورغم أن مانشستر سيتي لم يضمن بعد التأهل، فإن تمكنه من هزيمة برشلونة يغير موازين المواجهات المتبقية داخل المجموعة الثالثة، من منظور مانشستر سيتي وكذلك منظور خصومه.
المؤكد أن مانشستر سيتي لم يسبق له تقديم أداء أفضل من قبل على الصعيد الأوروبي، خاصة وأن مسيرته مع بطولة دوري أبطال أوروبا قصيرة وعملية التأقلم مع البطولات الأوروبية تستغرق وقتًا طويلاً. ورغم كل هذا، نجح أبناء غوارديولا في تحقيق قفزة هائلة نحو الأمام في لقائهم أمام برشلونة.
ويكفي للتعرف على الحجم الحقيقي لهذا الإنجاز التفكير في المدة التي استغرقها مانشستر يونايتد بقيادة المدرب سير أليكس فيرغسون كي يتمكن بالفعل من التأقلم مع بطولة دوري أبطال أوروبا. في الواقع، لقد كانت السنوات الست الأولى من مشاركة النادي في البطولة الأوروبية بمثابة سلسلة من الإحباطات حتى تمكن مانشستر يونايتد أخيرا عام 1999 من تحقيق انتصارات متوالية في إيطاليا خلال دور التصفيات، في البداية من خلال حماية تقدمه في لقاء الذهاب أمام إنتر ميلان على ستاد سان سيرو، ثم قلب تخلفه وإلحاق الهزيمة بيوفنتوس في تورينو.
إلا أن هذا ليس المقصود منه التلميح إلى إمكانية اقتناص مانشستر سيتي بطولة دوري أبطال أوروبا، وإنما توضيح أنه في تلك الفترة كانت الأندية الإيطالية الأقوى على مستوى القارة الأوروبية. لقد كان يوفنتوس حينذاك مكافئًا لما عليه برشلونة في هذه الحقبة، وقد اعترف فيرغسون ذات مرة أن مانشستر يونايتد يشعر بالخوف حيال مواجهة الأندية الأوروبية، وأن إلحاق الهزيمة بأقوى أندية أوروبا يمثل إنجازا يصعب التفوق عليه لاحقًا.
اليوم، يبدو مانشستر سيتي في طريقه نحو تحقيق إنجاز مشابه. وقد تشكل لقاءات دور التصفيات اختبارا أصدق للقوة الحقيقية للأندية. ورغم ذلك، تظل الحقيقة أن هزيمته لبرشلونة للمرة الأولى بتاريخه تبقى علامة فارقة بمسيرته الصاعدة.
أما المهمة التالية التي يتعين على مانشستر سيتي تحقيقها فهي ترسيخ أقدامه على الأرض وتركيز اهتمامه على لقاء ميدلزبره في إطار بطولة الدوري، اليوم. كان ميدلزبره قد نجح في التعادل أمام آرسنال نهاية أسبوع شهد مشاركة الأخير في مواجهة في إطار دوري أبطال أوروبا. أما مانشستر سيتي فقد سمح لساوثهامبتون بالفرار بنقطة في إطار الدوري الإنجليزي الممتاز في أعقاب هزيمته أمام برشلونة بأربعة أهداف دون مقابل. ورغم أنه من الصعب بالتأكيد الإبقاء على معدلات التركيز والأداء التي قدمها النادي في بطولة دوري أبطال أوروبا خلال واحدة من المواجهات العادية البسيطة في الدوري، فإن الأندية الكبرى بحق يتعين عليها إيجاد سبيل لتحقيق ذلك.



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.