هدنة روسية جديدة في حلب.. والأمم المتحدة: لسنا معنيين بإجلاء مدنيين

الجيش الروسي يعلن إصابة اثنين من جنوده بجروح طفيفة بنيران مسلحين على طريق كاستيلو

هدنة روسية جديدة في حلب.. والأمم المتحدة: لسنا معنيين بإجلاء مدنيين
TT

هدنة روسية جديدة في حلب.. والأمم المتحدة: لسنا معنيين بإجلاء مدنيين

هدنة روسية جديدة في حلب.. والأمم المتحدة: لسنا معنيين بإجلاء مدنيين

دخلت هدنة إنسانية جديدة من 10 ساعات، أعلنتها روسيا من طرف واحد، حيز التنفيذ في مدينة حلب (شمال سوريا)، من دون أن يسجل حتى اللحظة خروج أي من الجرحى أو المقاتلين أو المدنيين من الأحياء الشرقية المحاصرة.
وتهدف الهدنة الروسية، كما تلك التي سبقتها في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، حسبما أعلنت موسكو حليفة النظام السوري، إلى إجلاء الجرحى والمرضى والمقاتلين ومن يرغب من المدنيين من الأحياء الشرقية عبر 8 معابر.
وقد خصص معبران أساسيان، هما الكاستيلو (شمال) والخير - المشارقة (وسط)، لخروج المقاتلين والراغبين من المدنيين.
وقد دخلت الهدنة الجديدة حيز التنفيذ عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (07:00 ت.غ)، على أن تنتهي عند الساعة السابعة مساء (17:00 ت.غ).
وأكد مراسلان لوكالة الصحافة الفرنسية، من جانبي معبر الخير – المشارقة، أنّ أحدًا لم يخرج من الجهة الشرقية، بعد 6 ساعات على بدء الهدنة. وأظهرت صورة التقطها مراسل الوكالة في الجهة الشرقية من المعبر، منطقة خالية تماما سوى من الدمار والأعشاب اليابسة.
وأظهر شريط فيديو بث مباشرة من معبر الكاستيلو على موقع وزارة الدفاع الروسية عددًا من سيارات الإسعاف تنتظر عند حاجز لقوات النظام السوري، حيث وضعت صورة لرئيس النظام بشار الأسد، من دون أن يُسجّل خروج أي شخص.
وأكد مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، لوكالة الصحافة الفرنسية: «الهدوء هو سيد الموقف في حلب»، مضيفا: «لم يتم تسجيل خروج أي شخص من الأحياء الشرقية».
كانت هدنة إنسانية بمبادرة روسية أيضًا استمرت 3 أيام، وانتهت في 22 أكتوبر الحالي، قد فشلت في إجلاء جرحى ومقاتلين ومدنيين، بسبب توترات أمنية ومخاوف لدى السكان والمقاتلين الذين عبروا عن انعدام الثقة بالنظام.
واعتبرت الأمم المتحدة أنّ «العمليات الإنسانية في حلب لا يمكن أن تتوقف على المبادرات السياسية والعسكرية». وقال متحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية ديفيد سوانسون، لوكالة الصحافة الفرنسية: «الأمم المتحدة لن تكون معنية بأي شكل في إجلاء مدنيين من شرق حلب»، واعتبر أنّ «عمليات إجلاء المرضى لا يمكن أن تحصل سوى إذا اتخذت الأطراف المعنية بالنزاع كل الإجراءات اللازمة لتأمين بيئة مناسبة، وهذا ما لم يحصل».
ورأت منظمة العفو الدولية أنّ «الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أعلنت عنها روسيا ليست بديلاً عن إيصال المساعدات من دون قيود وبطريقة منصفة»، مضيفة: «يجب أن يسمح للمدنيين الراغبين بالمغادرة من دون قيود من قبل كل أطراف النزاع».
وتحاصر قوات النظام منذ نحو 3 أشهر أحياء حلب الشرقية، حيث يقيم أكثر من 250 ألف شخص في ظل ظروف صعبة، وسط نقص فادح في المواد الغذائية والطبية.
وكررت فصائل مقاتلة رفض المبادرات الروسية.
وقال ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين الزنكي، وهي من أبرز الفصائل المشاركة في معارك حلب، للوكالة: «لسنا معنيين بها، ولا نثق بالروس، ولا بمبادراتهم الرخيصة».
وعلق الجيش الروسي في 18 أكتوبر، أي قبل يومين من الهدنة الإنسانية السابقة، غاراته على الأحياء الشرقية، ويقتصر قصف الطائرات حاليًا على مناطق الاشتباكات في غرب المدينة. وكانت غارات سوريا وروسية مكثفة قد حصدت على مدى أسابيع مئات القتلى في الأحياء الشرقية، وأثارت تنديدا دوليا.
وتدور منذ 28 أكتوبر اشتباكات عند أطراف الأحياء الغربية لمدينة حلب الواقعة تحت سيطرة قوات النظام، إثر هجوم شنته الفصائل، وبينها مجموعات «جبهة فتح الشام»، أو «جبهة النصرة» سابقا قبل فك ارتباطها بتنظيم القاعدة.
وصعدت الفصائل الهجوم أمس، لكن مراسلاً لوكالة الصحافة الفرنسية أفاد بوجود هدوء طوال الليل حتى صباح اليوم. وقال المراسل عند أطراف الأحياء الغربية إنّ طائرات النظام السوري جددت غاراتها على منطقة ضاحية الأسد.
ونجحت الفصائل المعارضة والإسلامية منذ بدء هجومها في السيطرة على منطقة ضاحية الأسد، كما تقدمت في مناطق أخرى، وفق المرصد السوري.
وهي تسعى إلى التقدم نحو حي الحمدانية المحاذي للأحياء الشرقية، مما يمكنها من فتح طريق إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة في ريف حلب الغربي، وكسر الحصار عن شرق حلب.
ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقا الذي تسيطر الفصائل المعارضة على أجزاء منه.
وعلى صعيد متصل، أعلن الجيش الروسي إصابة اثنين من جنوده «بجروح طفيفة» اليوم، بنيران مسلحين على طريق كاستيلو، قرب حلب، في حين تُطبّق هدنة أعلنتها موسكو ودمشق.
وأكد بيان للجيش أنّ هذا الممر في شمال حلب، المخصص للمسلحين أو المدنيين الراغبين في مغادرة المناطق المحاصرة، «تعرض لإطلاق نار من المسلحين»، مشيرًا إلى «إصابة اثنين من الجنود الروس من مركز المصالحة بجروح طفيفة جراء إطلاق النار»، ومضيفا أن «الجنديين نقلا سريعًا إلى حي آمن في المدينة، حيث تلقيا العلاج»، مؤكدًا أنّ «حياتهما ليست في خطر».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.