المعارضة تطلق المرحلة الثانية من «معركة حلب» وتستخدم الدراجات النارية للاقتحام

قائد عسكري لـ «الشرق الأوسط»: السيطرة على بعض أحيائها الغربية يمهد لفك الحصار

مقاتلون من  المعارضة السورية يمتطون دراجاتهم النارية على إحدى الجبهات غربي مدينة حلب (رويترز)
مقاتلون من المعارضة السورية يمتطون دراجاتهم النارية على إحدى الجبهات غربي مدينة حلب (رويترز)
TT

المعارضة تطلق المرحلة الثانية من «معركة حلب» وتستخدم الدراجات النارية للاقتحام

مقاتلون من  المعارضة السورية يمتطون دراجاتهم النارية على إحدى الجبهات غربي مدينة حلب (رويترز)
مقاتلون من المعارضة السورية يمتطون دراجاتهم النارية على إحدى الجبهات غربي مدينة حلب (رويترز)

أطلقت فصائل المعارضة السورية، أمس الخميس، المرحلة الثانية من «معركة حلب» التي تهدف لفك الحصار عن الأحياء الشرقية من عاصمة الشمال السوري. وتتركز الاشتباكات حاليا عند محاور مشروع 1070 شقة ومشروع 3 آلاف شقة وضاحية الأسد وحلب الجديدة ومنيان، وسط قصف عنيف ومكثف من قبل قوات النظام على مناطق الاشتباك. وبدا لافتا استخدام المعارضة للمرة الأولى في معارك حلب للدراجات النارية لاقتحام الأحياء المذكورة في غرب المدينة بعد اعتماد التمهيد المدفعي وتفجير سيارتين مفخختين بمواقع قوات النظام.
قائد عسكري في حلب، فضل عدم ذكر اسمه لـ«الشرق الأوسط»، أفاد بأن «قوات المعارضة تتواجد حاليا عند بدايات حيي حلب الجديدة و3000 شقة، وهما حيّان ضخمان ويحويان مواقع استراتيجية، في حال تمت السيطرة عليهما نكون تجاوزنا 70 في المائة من عملية فك الحصار عن الأحياء الشرقية». وأوضح أن استخدام الدراجات النارية هدفه تأمين سرعة التحرك وتسهيل عملية اجتياز العوائق الموجودة على الطريق من تلال رملية وحواجز، وأضاف أنها تسمح بتفادي القناصة ومصادر نيران العدو.
ومن ناحية ثانية، نشر الناشط البارز هادي العبد الله، الذي عاد إلى مدينة حلب بعد فترة طويلة من العلاج جراء محاولة اغتيال تعرض لها، صورا تظهر عشرات الدراجات النارية التي تقل مقاتلي المعارضة، وكتب معلقًا: «الثوار الاقتحاميون يبدأون بالدخول لأحياء 3000 شقة وحلب الجديدة عبر دراجات نارية بعد تفجير ثلاث سيارات مفخخة في مواقع الميليشيات الطائفية». وفي تصريح لـ«الشرق الأوسط»، قال العبد الله إن العملية أسفرت حتى الساعة عن السيطرة على عدد من الأبنية على أطراف الحيين المذكورين. وفي وقت لاحق، بثّ العبد الله على صفحته على موقع «فيسبوك» فيديو قال إنه يُظهر عددا من «الثوار وهم يدمرون قاعدة كورنيت (مضاد للدروع) على مبنى الأكاديمية العسكرية بمدينة حلب بصاروخ تاو ويقتلون طاقمها».
أما «المرصد السوري لحقوق الإنسان» فأفاد بمقتل 15 شخصا على الأقل بينهم 4 أطفال وجرح 120 شخصا جراء سقوط قذائف على مناطق في الأحياء الغربية التي تسيطر عليها قوات النظام في حلب، وذكر «مكتب أخبار سوريا» أن الاشتباكات أسفرت عن مقتل وإصابة عناصر من الطرفين، بينما دمرت المعارضة سيارة تقل أكثر من عشرة مقاتلين من قوات النظام على أطراف 3000 شقة، عبر استهدافها بصاروخ مضاد للدروع. وأبلغ مدير «المرصد»، رامي عبد الرحمن، وكالة الصحافة الفرنسية «أ.ف.ب» أن الفصائل «فجّرت ثلاث سيارات مفخخة عند أطراف الأحياء الغربية في محاولة للتقدم مجددا». وذكر ياسر اليوسف، عضو المكتب السياسي في «حركة نور الدين زنكي» المشاركة في الهجوم، أن «الهجوم بدأ بمفخختين على تجمّعات وميليشيات الأسد في حلب الجديدة ومشروع 3000 شقة». وأضاف: «حرب الشوارع مستمرة ومستعرة». من جهته، تحدث «التلفزيون السوري» التابع للنظام عن «إصابة عدد من الأشخاص بحالات اختناق نتيجة استهداف المسلحين منطقة منيان، بغرب حلب، بقذائف تحتوي على غازات سامة».
تأتي هذه التطورات عشية هدنة أعلن عنها الجيش الروسي من جانب واحد في حلب لمدة عشر ساعات تبدأ صباح اليوم الجمعة، وتهدف لإخراج مقاتلي المعارضة من المدينة. وتوجّهت وزارة الدفاع الروسية بشكل مباشر إلى قيادات الجماعات المسلحة في المدينة بطلب وقف جميع الأعمال القتالية والخروج من حلب عبر ممرين: أحدهما باتجاه مدينة إدلب والآخر نحو الحدود السورية - التركية. وادعت الوزارة أن «ذلك يأتي بعد فشل واشنطن بفصل المعارضة السورية المعتدلة عن الإرهابيين»، كما تعهدت بـ«ضمان القوات الروسية والسورية الخروج الآمن للمسلحين والمدنيين من المدينة».
وأمس، توعّدت وزارة الخارجية الروسية من أسمتهم «الإرهابيين في حلب وأولئك الذين يتحكمون بهم»، بـ«دفع ثمن هجماتهم بحلب السورية، التي تستهدف تعقيد الوضع الإنساني وإحباط الهدنة». ونقل موقع «روسيا اليوم» عن سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، قوله إن «القضايا التي تعرقل الجهود لتحسين الوضع في حلب، ترتبط بموقف أولئك الذين يعارضون الموقف الروسي من هذه المسألة، ويرفضون التأثير على الإرهابيين والمتطرفين المتخندقين بالمدينة». وأضاف: «هم يعملون عمدًا على تعقيد الوضع وإحباط الإمكانيات التي توفرها قرارات القيادة السياسية والعسكرية الروسية. إنهم سيتحملون مسؤولية العواقب المحتملة لهذا التوجه غير المسؤول والمنافي للإنسانية».



الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني بعد اتفاق وقف النار

TT

الجيش اللبناني يعزز انتشاره جنوب الليطاني بعد اتفاق وقف النار

الجيش اللبناني يعلن تعزيز انتشاره جنوب الليطاني بالتنسيق مع «اليونيفيل» (أ.ب)
الجيش اللبناني يعلن تعزيز انتشاره جنوب الليطاني بالتنسيق مع «اليونيفيل» (أ.ب)

أعلن الجيش اللبناني، اليوم (الأربعاء)، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار الدولي «1701»، ونشر الجيش في الجنوب.

ودخل اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وجماعة «حزب الله» اللبنانية حيز التنفيذ في الساعة الرابعة من فجر (الأربعاء) بالتوقيت المحلي.

وشاهد مراسلو «وكالة الصحافة الفرنسية» موكباً لأحد ألوية الجيش مع مركبات مصفحة وعناصر ومجنزرات وشاحنات تعبر جسراً على نهر الليطاني في جنوب لبنان صباحاً.