ركوب الدراجات قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

وفقًا لنتائج دراستين علميتين حديثتين

ركوب الدراجات قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب
TT

ركوب الدراجات قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

ركوب الدراجات قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب

أظهرت دراستان أن البالغين الذين اعتادوا ركوب الدراجات سواء للمتعة أو كوسيلة نقل قد يقل لديهم خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين بالمقارنة مع الأشخاص الذين لا يقضون وقتًا كبيرًا في ركوب الدراجات.
وعلى الرغم من أن أبحاثًا سابقة كثيرة وثقت المزايا الصحية لركوب الدراجات كجزء من تدريبات بدنية معتادة، تعطي الدراستان الحاليتان أدلة جديدة على أن ركوب الدراجات كوسيلة نقل أو للمتعة قد تكون مفيدة أيضًا للقلب.
وقال أندرس جرونتفيد، كبير معدي إحدى الدراستين إن «دراستنا تُظهر أن ركوب الدراجات للترفيه أو كوسيلة نقل شيء عظيم لصحة القلب»، ومن أجل هذه الدراسة حلل جرونتفيد وزملاؤه بيانات من أكثر من 4500 بالغ دنمركي اعتادوا ركوب الدراجات إما كوسيلة نقل أو للترفيه. وقال الباحثون في دورية الدورة الدموية إنه على مدى 20 عامًا من المتابعة قلت إصابة راكبي الدراجات بأزمات قلبية بما يتراوح بين 11 في المائة و18 في المائة بالمقارنة مع الأشخاص الذين لم يمارسوا مطلقا ركوب الدراجات.
وبصفة عامة أصيب المشاركون بنحو 2892 أزمة قلبية خلال فترة الدراسة. ويقدر الباحثون أنه كان يمكن تفادي أكثر من سبعة في المائة من كل هذه الأزمات القلبية بممارسة رياضة ركوب الدراجات والمحافظة عليها بشكل منتظم.
ووجدت الدراسة أيضًا أن ركوب الدراجة لفترة لا تزيد عن ساعة أسبوعيًا وفر بعض الحماية ضد مرض الشريان التاجي.
وتشير الدراسة أيضًا إلى أن الوقت لم يَفُتْ مطلقًا لبدء ممارسة رياضة ركوب الدراجات.
وربطت أيضًا دراسة ثانية في دورية جمعية القلب الأميركية بين ركوب الدراجات وعدة عوامل يمكن أن تؤثر على صحة القلب من بينها قلة احتمال الإصابة بالبدانة أو ارتفاع نسبة الكولسترول أو ارتفاع ضغط الدم.
ومثل الدراسة الأولى لا تثبت هذه الدراسة أيضًا أن التنقل بالدراجة يحسن بشكل مباشر صحة شرايين القلب أو يمنع الإصابة بأزمات قلبية.
ولكن بناء على نتائجهما يقدر الباحثون أن الحفاظ على عادات ركوب الدراجة أو التحول من استخدام السيارات والمركبات الأخرى في التنقل إلى ركوب الدراجات قد يمنع 24 في المائة من حالات البدانة، وستة في المائة من حالات ارتفاع ضغط الدم، و13 في المائة من ارتفاع الكولسترول، و11 في المائة من حالات الإصابة بالسكري.



رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم
TT

رحيل عبد الله النعيم... المعلم والمهندس قبل أن يحمل الابتدائية

الراحل عبد الله العلي النعيم
الراحل عبد الله العلي النعيم

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم، الذي رحل، الأحد، بعد رحلة طويلة في هذه الحياة تجاوزت تسعة عقود، كان أبرزها توليه منصب أمين مدينة الرياض في بدايات سنوات الطفرة وحركة الإعمار التي شهدتها معظم المناطق السعودية، وسبقتها أعمال ومناصب أخرى لا تعتمد على الشهادات التي يحملها، بل تعتمد على قدرات ومهنية خاصة تؤهله لإدارة وإنجاز المهام الموكلة إليه.

ولد الراحل النعيم في مدينة عنيزة بمنطقة القصيم وسط السعودية عام 1930، والتحق بالكتاتيب وحلقات التعلم في المساجد قبل إقرار المدارس النظامية، وأظهر نبوغاً مبكراً في صغره، حيث تتداول قصة عن تفوقه، عندما أجرى معلمه العالم عبد الرحمن السعدي في مدرسته بأحد مساجد عنيزة مسابقة لحفظ نص لغوي أو فقهي، وخصص المعلم جائزة بمبلغ 100 ريال لمن يستطيع ذلك، وتمكن النعيم من بين الطلاب من فعل ذلك وحصل على المبلغ، وهو رقم كبير في وقته يعادل أجر عامل لمدة أشهر.

محطات كثيرة ولافتة وعجيبة شكلت حياة عبد الله العلي النعيم

توجه الشاب النعيم إلى مكة بوصفها محطة أولى بعد خروجه من عنيزة طلباً للرزق وتحسين الحال، لكنه لم يجد عملاً، فآثر الذهاب إلى المنطقة الشرقية من بلاده حيث تتواجد شركة «أرامكو» ومشاريعها الكبرى، وتوفّر فرص العمل برواتب مجزية، لكنه لم يذهب للشركة العملاقة مباشرة، والتمس عملاً في إحدى محطات الوقود، إلى أن وجد عملاً في مشروع خط التابلاين التابع لشركة «أرامكو» بمرتب مجز، وظل يعمل لمدة ثلاث سنوات ليعود إلى مسقط رأسه عنيزة ويعمل معلماً في إحدى مدارسها، ثم مراقباً في المعهد العلمي بها، وينتقل إلى جدة ليعمل وكيلاً للثانوية النموذجية فيها، وبعدها صدر قرار بتعيينه مديراً لمعهد المعلمين بالرياض، ثم مديراً للتعليم بنجد، وحدث كل ذلك وهو لا يحمل أي شهادة حتى الابتدائية، لكن ذلك اعتمد على قدراته ومهاراته الإدارية وثقافته العامة وقراءاته وكتاباته الصحافية.

الراحل عبد الله العلي النعيم عمل مديراً لمعهد المعلمين في الرياض

بعد هذه المحطات درس النعيم في المعهد العلمي السعودي، ثم في جامعة الملك سعود، وتخرج فيها، وتم تعيينه أميناً عاماً مساعداً بها، حيث أراد مواصلة دراسته في الخارج، لكن انتظرته مهام في الداخل.

وتعد محطته العملية في شركة الغاز والتصنيع الأهلية، المسؤولة عن تأمين الغاز للسكان في بلاده، إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم، بعد أن صدر قرار من مجلس الوزراء بإسناد مهمة إدارة الشركة إليه عام 1947، إبان أزمة الغاز الشهيرة؛ نظراً لضعف أداء الشركة، وتمكن الراحل من إجراء حلول عاجلة لحل هذه الأزمة، بمخاطبة وزارة الدفاع لتخصيص سيارة الجيش لشحن أسطوانات الغاز من مصدرها في المنطقة الشرقية، إلى فروع الشركة في مختلف أنحاء السعودية، وإيصالها للمستهلكين، إلى أن تم إجراء تنظيمات على بنية الشركة وأعمالها.

شركة الغاز والتصنيع الأهلية تعد إحدى محطات الراحل عبد الله العلي النعيم

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض، وأقر مشاريع في هذا الخصوص، منها إنشاء 10 بلديات في أحياء متفرقة من الرياض، لتسهيل حصول الناس على تراخيص البناء والمحلات التجارية والخدمات البلدية. ويحسب للراحل إقراره المكتب التنسيقي المتعلق بمشروعات الكهرباء والمياه والهاتف لخدمة المنازل والمنشآت وإيصالها إليها، كما طرح أفكاراً لإنشاء طرق سريعة في أطراف وداخل العاصمة، تولت تنفيذها وزارة المواصلات آنذاك (النقل حالياً)، كما شارك في طرح مراكز اجتماعية في العاصمة، كان أبرزها مركز الملك سلمان الاجتماعي.

تولى النعيم في بدايات سنوات الطفرة أمانة مدينة الرياض