«داعش» يخطط لمعركة «الدروع البشرية» في أحياء الساحل الأيمن بالموصل

نقل معه آلاف المدنيين من أطراف المدينة إلى داخلها

«داعش» يخطط لمعركة «الدروع البشرية» في أحياء الساحل الأيمن بالموصل
TT
20

«داعش» يخطط لمعركة «الدروع البشرية» في أحياء الساحل الأيمن بالموصل

«داعش» يخطط لمعركة «الدروع البشرية» في أحياء الساحل الأيمن بالموصل

مع بدء معركة تحرير الموصل الحاسمة، حيث تتقدم القوات العراقية باتجاه المدينة من جهة الساحل الأيسر نقل تنظيم داعش معه آلاف المدنيين من سكان ناحية حمام العليل وسواها من القرى الخارجية خلال انسحابه في الأسبوعين الأخيرين إلى داخل المدينة في مؤشر واضح على عدم نيته الانسحاب مثلما كان متوقعا.
ويقول أحمد الجبوري، عضو البرلمان العراقي عن محافظة نينوى الذي يشارك في العمليات القتالية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «تنظيم داعش كان قد قام في الثامن عشر من الشهر الحالي باختطاف نحو خمسة آلاف مواطن من ناحية حمام العليل»، مشيرا إلى أن «هذا التنظيم الإجرامي قام بإعدام كل المنتسبين للجيش والشرطة من أبناء هذه المناطق وشوهدت عشرات الجثث الطافية على نهر دجلة». وأضاف الجبوري أن «جريمة (داعش) بحق هؤلاء المواطنين الأبرياء لم تتوقف عند هذا الحد بل قام وفي إطار سياسته باستخدام المواطنين دروعـا بشرية بجمع العوائل المختطفة من النساء والأطفال وكبار السن ونقلهم في حافلات إلى جهة مجهولة داخل مدينة الموصل».
وتشارك نورة سالم البجاري، عضو البرلمان عن ذات المحافظة، زميلها الجبوري القول في تصريح مماثل لـ«الشرق الأوسط» بأنه «طبقا لما تصلنا من معلومات من داخل مدينة الموصل فإن المواطنين هناك يشعرون بمزيج من الخوف والفرح، حيث إنهم في الوقت الذي يتوقون فيه الخلاص من حكم هؤلاء الظلاميين لمدينة متحضرة وطابعها مدني مثل الموصل يخشون من استخدامهم دروعا بشرية من قبل الدواعش الذين يريدون الانتقام من أهالي الموصل الذين وقفوا ضدهم وقاوموهم بكل الوسائل، والدليل على ذلك كثرة عمليات الإعدام التي مورست ضدهم خلال السنتين الماضيتين والتي شملت النساء والرجال على حد سواء»، مشيرة إلى أن تنظيم داعش «يخطط لاستخدام المدنيين دروعا بشرية لا سيما في أحياء الساحل الأيمن المعروف عنها كونها ضيقة ومزدحمة بالسكان على العكس من أحياء الساحل الأيسر، حيث تتقدم القوات العسكرية باتجاهه، وحيث يقوم الدواعش الآن بالانسحاب من هذا الساحل نحو الساحل الأيمن ومعهم آلاف العوائل التي تم اختطافها من حمام العليل مؤخرا».
وتؤكد النائبة أن «المعلومات التي بحوزتي ومن مواطنين من داخل الموصل تمكنت من تأمين اتصال هاتفي معهم قبل قليل تفيد بأن عناصر (داعش) تشعر بالقلق مما يمكن أن يحصل ولكن المواطنين بقدر ما هم يشعرون بقلق مماثل خشية استخدامهم دروعا بشرية فإنهم ينوون الاتصال بالقوات الأمنية حال اقترابها والتعاون معها وتقديم المعلومات عن أماكن وأهداف للدواعش قبل أن يتمكنوا من احتجازهم ومقاتلة الجيش العراقي بهم».
إلى ذلك، حذر النائب نايف الشمري من حدوث كارثة إنسانية في الموصل إذا لم يتم توفير طرق آمنة لخروج المدنيين منها قبل البدء بعمليات تحرير مركز المدينة، وقال الشمري إن «الأعداد التي تم إحصاؤها للسكان داخل مدينة الموصل قبل الشروع بتحرير القرى المحيطة بمدينة الموصل كانت تقدر بنحو مليون ومائتي شخص، لكن هذا العدد أصبح يتزايد بشكل مثير للقلق خصوصًا مع نقل عائلات من مدن بأكملها من أطراف الموصل إلى داخلها».
لكن أثيل النجيفي، محافظ نينوى السابق وقائد أحد الحشود العشائرية هناك «حرس نينوى»، يقول إن «المعلومات المتوفرة تشير إلى أن تنظيم داعش في وضع سيئ إلى حد كبير، وبالتالي ربما تكون قدرته على استخدام المواطنين دروعا بشرية محدودة». ويضيف النجيفي أن «من الأمور اللافتة أن (داعش) قام بنشر عدد من مقاتليه داخل حي الكرامة، وهو أول أحياء الساحل الأيسر، بملابس عسكرية عراقية لإيهام المواطنين وكشف المتعاونين مع القوات العراقية كجزء من حالات المناورة التي يقوم بها». وبشأن ما إذا كان طيران التحالف الدولي استأنف نشاطه أم لا يقول النجيفي: «نعم يوجد غطاء جوي من قبل طائرات التحالف الدولي». وكان التحالف الدولي أعلن وقف العمليات يومين.



توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
TT
20

توافق مصري - كويتي على دعم تنفيذ خطة إعمار غزة ورفض «التهجير»

أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)
أمير الكويت الشيخ مشعل الصباح والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في قصر بيان بالكويت (كونا)

اختتم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الثلاثاء، زيارته إلى دولة الكويت ضمن جولة خليجية استمرت 3 أيام شملت قطر، حيث أجرى مباحثات مع أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، وصفها خبراء بأنها «مهمة بالنظر إلى توقيتها وما يجري في المنطقة»، كما حملت «أهدافاً سياسيةً واقتصاديةً» معاً.

تناولت القمة المصرية - الكويتية مختلف القضايا وشواغل المنطقة بحضور وفدي البلدين، حيث تم التأكيد على «ضرورة وقف إطلاق النار في غزة بشكل فوري، ومواصلة تبادل الرهائن والمحتجزين، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية بكميات كافية بشكل عاجل»، حسب بيان للرئاسة المصرية.

وأكدت مصر والكويت «الدعم الكامل للخطة العربية للتعافي وإعادة إعمار قطاع غزة وضرورة تنفيذها فور وقف إطلاق النار»، وشددت الدولتان «على الرفض التام لتهجير الفلسطينيين من أرضهم، وعلى ضرورة إيجاد تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية».

وتعكس زيارة السيسي ومباحثاته في الكويت «وحدة موقفي البلدين وتنسيقهما معاً بشكل كامل ومع مختلف الدول الخليجية والعربية في وقت حساس ومهم بشأن القضية المحورية، وهي القضية الفلسطينية، وكذلك القضايا الأخرى المتعلقة بأمن واستقرار المنطقة»، وفق عضو مجلس النواب المصري مصطفى بكري.

الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)
الأمير مشعل يستقبل الرئيس السيسي (الرئاسة المصرية)

وشدد بكري لـ«الشرق الأوسط» على أن الرسالة التي خرجت من تلك المباحثات هي «التوافق على ضرورة وقف إطلاق النار في غزة، والإسراع في تنفيذ الخطة العربية لإعادة الإعمار، باعتبارها هدفاً محورياً ومهماً، ليظهر للعالم الإصرار العربي على موقف موحد برفض تهجير الفلسطينيين وتصفية قضيتهم».

بيان الرئاسة المصرية أكد كذلك تناول المباحثات للتطورات في سوريا والسودان، حيث أكد الرئيس المصري وأمير الكويت دعمهما لوحدة واستقرار البلدين، بالإضافة إلى دعم الحكومة اليمنية الشرعية، مشددين على أهمية أمن واستقرار الملاحة في البحر الأحمر والممرات المائية بالمنطقة.

وأكد أمير الكويت أن زيارة الرئيس المصري لبلاده «تعكس عمق العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، وتعدُّ فرصة لمواصلة تعزيز التعاون في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والاستثمارية»، معرباً «عن تقديره لدور مصر التاريخي والمحوري في تطوير وتنمية دول الخليج، وفي تحقيق الاستقرار الإقليمي» وفق ما قالت الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد السيسي «حرص مصر على تعزيز التعاون مع الكويت في كافة المجالات، بالأخص المجال الاقتصادي، وزيادة حجم التبادل التجاري والاستثماري بين البلدين، بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين».

السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)
السيسي يلتقي بمقر إقامته بمدينة الكويت الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت (الرئاسة المصرية)

ويرى وزير الإعلام الكويتي الأسبق، سامي النصف، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن الزيارة تأتي للتأكيد على أهمية دور «دول معسكر الحكمة»، على حد وصفه، والمتمثلة في دول الخليج ومصر والأردن، في قيادة العمل العربي في ظروف صعبة لم تمر بها المنطقة منذ حرب عام 1973».

وأوضح النصف أن «المنطقة تعاني من حرب دامية في غزة وحروب وصراعات في نصف الدول العربية تقريباً، سواء السودان وليبيا وسوريا واليمن وغيرها، وكذلك هناك شبح قيام حرب بين إيران والولايات المتحدة، فضلاً عن حروب تجارية يمر بها العالم وتحولات تجعل هناك ضغوطاً كبيرةً على استقرار الدول العربية، وكذا اقتصاداتها، ومن ثم تأتي مثل هذا الزيارة ضمن جهود التنسيق العربي الخليجي من أجل إنهاء الحروب وإحلال السلام».

تجدر الإشارة إلى أنه خلال الزيارة التقى الرئيس المصري في جلستي مباحثات منفصلتين كلاً من الشيخ صباح خالد الحمد المبارك الصباح ولي عهد دولة الكويت، والشيخ فهد يوسف سعود الصباح النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية رئيس مجلس الوزراء الكويتي بالإنابة، حيث تم التأكيد على نفس مواقف البلدين بشأن قضايا المنطقة والرغبة في استمرار التعاون من أجل تحقيق الاستقرار والرخاء الاقتصادي للبلدين وجميع شعوب الشرق الأوسط.

وكان السيسي قد عقد مباحثات موسعة، الاثنين، مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، قبيل توجهه للكويت، وشملت التأكيد على ذات المواقف السياسية فيما يتعلق بغزة والصراعات في الدول الأخرى بالمنطقة.