المعارضة تطلق المرحلة الثانية من الهجوم على غرب حلب.. ومعارك «حي الزهراء» هي الأعنف بشمال سوريا منذ 2012

الطيران الروسي يقصف ريف المحافظة الغربي.. وواشنطن تتهم النظام باستخدام «التجويع سلاحًا»

دبابة تابعة للمعارضة السورية إثر استهدافها أكاديمية تابعة للنظام في «ضاحية الأسد» (غيتي)
دبابة تابعة للمعارضة السورية إثر استهدافها أكاديمية تابعة للنظام في «ضاحية الأسد» (غيتي)
TT

المعارضة تطلق المرحلة الثانية من الهجوم على غرب حلب.. ومعارك «حي الزهراء» هي الأعنف بشمال سوريا منذ 2012

دبابة تابعة للمعارضة السورية إثر استهدافها أكاديمية تابعة للنظام في «ضاحية الأسد» (غيتي)
دبابة تابعة للمعارضة السورية إثر استهدافها أكاديمية تابعة للنظام في «ضاحية الأسد» (غيتي)

واصلت قوات المعارضة السورية وحلفاؤها، أمس، هجومها على أحياء حلب الغربية، في محاولة لكسر حصار الأحياء الشرقية لمدينة حلب، في حين شنت قوات النظام هجومًا مضادًا لم تستطع فيه استعادة السيطرة على كامل المناطق التي خسرتها الجمعة، على الرغم من غارات روسية استهدفت الريف الغربي للمدينة.
مدير «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، رامي عبد الرحمن، أفاد بأن طائرات حربية روسية وسورية قصفت الريف الغربي لمدينة حلب، مشيرًا، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، إلى أن منطقة التحليق «لم تخرق عمق المدينة والكيلومترات العشرة التي علقت روسيا الضربات الجوية فيها» فوق المدينة. ولفت عبد الرحمن إلى أن سربًا من عشر طائرات قصف ريف محافظة حلب الغربي مستهدفًا قرى وبلدات في المنطقة ليل الجمعة - السبت. ورغم الغارات المكثفة على مناطق الاشتباك، فلم تستهدف الطائرات الحربية السورية والروسية السبت الأحياء الشرقية، باستثناء حي صلاح الدين فجرًا، بحسب ما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية (أ.ف.ب).
من جهة ثانية، ردًا على الإعلان عن رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أول من أمس، الجمعة، طلبا تقدم به الجيش الروسي لاستئناف الغارات على شرق حلب، أكد مسؤول أميركي في واشنطن أن «هجمات النظام (السوري) وداعميه على حلب مستمرة رغم التصريحات الروسية». وشدّد المسؤول الأميركي على القول: «إننا نواصل مراقبة تصرفات روسيا وليس أقوالها»، متهما النظام السوري باستخدام «التجويع سلاحًا في الحرب»، وهو ما يعتبر جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف. وقال: «النظام (السوري) رفض مطالب الأمم المتحدة بإرسال مساعدات إنسانية إلى حلب، مستخدما التجويع سلاحا في الحرب».
وفي السياق ذاته، في حين ذكر عبد الرحمن أن الغارات الجوية «استهدفت قرى وبلدات الريف الغربي لحلب» التي تشكل قاعدة إمداد لقوات المعارضة التي تهاجم الأحياء الواقعة في غرب المدينة، فإن مصدرًا عسكريًا في المعارضة داخل حلب، أبلغ «الشرق الأوسط» أن تلك الغارات التي تُنفذ من علو شاهق، إضافة إلى غارات النظام على المنطقة بطائرات الميغ «لم تقوّض قدرة المعارضة على حشد قواتها». وأشار إلى أن المعارضة «تحسبت لذلك، فنشرت قواتها على مساحات متلاصقة قرب مناطق الهجوم، لتمنع غارات النظام وروسيا من استهداف إمداداتها».
وقال المصدر إن التكتيك المتبع «يتمثل في الالتحام بقوات النظام، بهدف تحييد سلاح الجو عن المعركة» وهذا مع أن طائرات النظام قصفت ليلاً مناطق ضاحية الأسد التي سيطرت المعارضة على ثلثيها في الهجوم الذي انطلق الجمعة. وبالفعل، أكد رامي عبد الرحمن أن قوات المعارضة سيطرت على ثلثي ضاحية الأسد، في حين تسيطر قوات النظام على الجزأين الجنوبي الشرقي والشمالي الشرقي منها، المشرفين على أكاديمية الأسد، وعلى مشروع 3000 شقة في غرب المدينة. وأشار إلى أن قوات النظام «شنت هجومًا مضادًا على ضاحية الأسد» في محاولة لاستعادة السيطرة على مواقع خسرتها، قبل أن تكثف قوات المعارضة هجماتها من محاور أخرى، أهمها محور جمعية الزهراء، وهي من أكبر القلاع التي تتحصن فيها قوات النظام في الجبهة الشمالية الغربية من حلب. ووفق المعلومات، وسّعت قوات المعارضة وحلفاؤها في «جيش الفتح» و«جبهة فتح الشام» (جبهة النصرة سابقًا) الهجوم الذي يستهدف نقاطًا عسكرية على جبهة تمتد بطول 15 كيلومترًا، إذ فجرت سيارة مفخخة في موقع للقوات النظامية بحي جمعية الزهراء، تزامنا مع إطلاق الفصائل العاملة ضمن «غرفة عمليات فتح حلب» معركة للسيطرة على الحي، بحسب ما ذكر «مكتب أخبار سوريا».
وأفاد «المكتب» بسيطرة قوات المعارضة على مجمع الفاميلي هاوس، بغرب حلب، الذي يطل على كتيبة مدفعية الزهراء، بعد اشتباكات مع قوات النظام. كذلك سيطرت قوات المعارضة على كتلة بيوت مهنا المجاورة. وأشار المصدر نفسه إلى أن فصائل المعارضة فجرت سيارة مفخخة على أسوار الأكاديمية العسكرية الخاضعة لسيطرة النظام غرب المدينة، تزامنا مع استهداف المنطقة بالصواريخ، تمهيدا لمحاولة اقتحامها.
وبدوره، قال قائد عسكري في «جيش الفتح»، لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ)، إنه قد «بدأت فصائل الثوار اليوم الثاني من ملحمة حلب الكبرى بالهجوم على حي جمعية الزهراء بسيارة مفخخة، وبأكثر من عشرين صاروخًا محلي الصنع وحققت على إثرها قوات المعارضة تقدمًا في الحي». وأضاف أن «المعارضة تخوض معارك عنيفة مع عناصر النظام ومرتزقته في محيط دوار المالية وسيطروا على كتلة مباني مهنا وهو أول دخول للثوار إلى حي جمعية الزهراء»، أما «المرصد» فتحدث عن «معارك عنيفة جدا لم يشهد حي جمعية الزهراء مثلها منذ 2012».
ومن جهة أخرى، أفاد ناشطون معارضون بتفجير سيارة مفخخة في منطقة 3000 شقة بغرب حلب، مستهدفة حاجزًا للقوات الحكومية عند مدخل منطقة 3000. وذلك قبل السيطرة على منطقة مزارع الأومري وبذلك أصبحت قوات المعارضة على أبواب حي حلب الجديدة. والواضح أن قوات المعارضة تسعى للتقدم إلى الأكاديمية العسكرية وحي الحمدانية، بحسب ما نقلت وكالة «أ.ف.ب» عن «أبو مصطفى»، وهو أحد القياديين العسكريين في صفوف «جيش الفتح».
ويقع حي الحمدانية بين ضاحية الأسد غربا وحي العامرية شرقًا الذي تسيطر فصائل المعارضة على أجزاء منه. وفي حال تمكنت الفصائل من السيطرة على هذا الحي، ستكسر بذلك حصار الأحياء الشرقية عبر فتحها طريقًا جديدًا يمر من الحمدانية وصولاً إلى ريف حلب الغربي. وتوقع «أبو مصطفى» أنه «خلال أيام معدودة، سيتم فتح الطريق أمام إخواننا المحاصرين». وعلى غرار التمهيد الناري الذي لجأت إليه الجمعة، مهدت الفصائل المعارضة أمس لهجومها أيضًا بإطلاق عشرات القذائف الصاروخية على الأحياء الغربية. وأفادت «شبكة شام» المعارضة بأن الثوار بدأوا صباح السبت بتمهيد مدفعي وصاروخي عنيف على مواقع قوات النظام في جمعية الزهراء، تلا ذلك استهداف تحصينات قوات النظام بعربة مفخخة.
إثر ذلك، تحدثت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) السبت عن إصابة ستة أشخاص بجروح، بينهم طفلة، في قذائف أطلقتها الفصائل على حيي الحمدانية وصلاح الدين الواقعين على خط تماس بين أحياء حلب الشرقية والغربية. ومما يستحق الإشارة، أنه يشارك نحو 1500 مقاتل وصلوا من محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة ومن ريف حلب في المعارك التي تدور على مسافة تمتد نحو 15 كيلومترا من حي جمعية الزهراء مرورًا بضاحية الأسد والبحوث العلمية وصولا إلى أطراف حلب الجنوبية.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.