تعز: مدفعية الجيش اليمني تدك الانقلابيين.. ومعارك طاحنة في الصلو

تعز: مدفعية الجيش اليمني تدك الانقلابيين.. ومعارك طاحنة في الصلو
TT

تعز: مدفعية الجيش اليمني تدك الانقلابيين.. ومعارك طاحنة في الصلو

تعز: مدفعية الجيش اليمني تدك الانقلابيين.. ومعارك طاحنة في الصلو

اشتدت وتيرة المواجهات العنيفة في جبهة الصلو الريفية، جنوب مدينة تعز، بين الجيش اليمني والميليشيات الانقلابية، وسط أنباء عن سقوط قتلى وجرحى بالعشرات خلال الـ48 ساعة الماضية، بينهم قيادات في صفوف الميليشيات الحوثية وقوات المخلوع صالح الانقلابية.
واحتدمت المعارك بشكل أعنف بعدما دفعت الميليشيات الانقلابية بتعزيزات عسكرية كبيرة، من مسلحين وعتاد عسكري، إلى مواقعها في جبهتي الصلو وحيفان الريفية، جنوب المدينة، بعد الخسائر البشرية الكبيرة التي تكبدتها في المواجهات في مختلف الجبهات وغارات التحالف المركزة والمباشرة على مواقعهم وتجمعاتهم ومخازن أسلحتهم.
وبينما تشتعل المواجهات في ريف تعز، شهدت الجبهات الأخرى وسط المدينة مواجهات عنيفة، تمكنت فيها قوات الجيش اليمني من تحرير مواقع جديدة كانت خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية بعد مواجهات عنيفة، سقط فيها قتلى وجرحى من الجانبين.
ورافق المواجهات القصف العنيف من قبل ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية على الأحياء السكنية وقرى الشقب وصبر، بينما أصبحت مواقع الميليشيات الانقلابية التي لا تزال خاضعة لها في الشقب تحت مرمى نيران الجيش. ويجري ذلك في الوقت الذي فتحت الميليشيات الانقلابية جبهات جديدة في ريف تعز بعد الخسائر الكبيرة التي منيت بها في جبهات المدينة.
وأعلن الجيش أنه تمكن من تطهير مناطق بُتِّعْ والكريف والفراويش وأكمة ذا الريش وفوق الرازي، في جبهة الشقب بصبر الموادم، جنوب المدينة، وأن المعركة الآن في منطقة الفراوش التي يجري تطهيرها ممن تبقى من العناصر الانقلابية.
وقال مصدر عسكري ميداني في تعز لـ«الشرق الأوسط»، إن «قوات الجيش اليمني تمكنت، خلال الـ48 ساعة الماضية، من كسر هجوم الميليشيات الانقلابية في عدد من الجبهات داخل المدينة وفي ريف المحافظة، بما فيها هجمات في جبهة الشقب وبشكل خاص في منطقة البرصعة، وتمكنت من استعادة مواقع جديدة بعدما أجبرت الميليشيات الانقلابية على التراجع وتكبيدها الخسائر البشرية والمادية».
وأضاف أن «القوات تمكنت من تحرير مواقع في الشقب من بينها قرية الفراوش ومنطقتي بُتِّعْ والكريفة، وسقط خلال مواجهات التحرير أكثر من 15 مسلحا من الميليشيات الانقلابية، إضافة إلى سقوط جرحى آخرين، وكذلك التصدي لمحاولات تقدم في الجبهات الشرقية والغربية والشمالية».
وأكد المصدر ذاته أن «المواجهات لا تزال مستمرة في جميع جبهات تعز في المدينة، ولكنها أشد ضراوة في جبهة الصلو وبشكل خاص في منطقة الصيرتين، في محاولة من الميليشيات التقدم إلى المنطقة، غير أن قوات الجيش تقف لها بالمرصاد. وقد تمكنت المدفعية من شن هجومها على تعزيزات للميليشيات كانت في طريقها لمنطقة الكريفة في جبهة الشقب، وأعطبت لها عتادا عسكريا وقتلت وجرحت بعضا منهم، إضافة إلى إعطاب طقم عسكري آخر في منطقة الصيار في الصلو».
وأشار إلى أن الميليشيات الانقلابية «تعوض خسائرها في جبهتي الصلو والشقب، حيث شوهد مرور سياراتهم من القرى وهي محملة بجثث القتلى، وذلك بقصفها على القرى من مواقع تمركزها، وتسببت في خسائر مادية وسقوط جرحى وقتلى من المدنيين».
ومن جهته، أكد قائد محور تعز، اللواء خالد فاضل، أنه «بعد أن تمكنت قوات الجيش اليمني من تحقيق التقدم في جبهة الشقب، والسيطرة على مواقع جديدة فيها جنوب المدينة، بعد مواجهات عنيفة، أصبحت القوات الآن عازمة على السيطرة الكاملة على المنطقة ودحر الميليشيات الانقلابية منها».
إلى ذلك، تحاول ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية السيطرة على الحزام الأمني الرابط بين محافظة تعز والمحافظات الجنوبية، من خلال التقدم والسيطرة بشكل كامل على جميع المناطق الحدودية، وبشكل أكثر التقدم والسيطرة على قرى الصلو والشمايتين والوازعية وحيفان.
وجددت الميليشيات الانقلابية، لليوم الثاني على التوالي، قصفها العنيف على مديريتي الشمايتين والوازعية، حيث كثفت قصفها وهجومها على مواقع الجيش في جبل الضعيف، شرق مديرية الوازعية، وجبل جرداد، غرب منطقة الشمايتين، ما دفع قوات الشرعية للدفع بتعزيزات إلى مواقعهم في تلك المناطق، كما شهدت مواقع القيل والصبة، شمال شرقي الوازعية، مواجهات عنيفة.
وبينما رفض الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، تسلم خريطة السلام من المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، باعتبارها خريطة «تشرعن الانقلاب الذي قام به الحوثيون»، أكد أهالي تعز رفضهم للمقترحات التي قدمها المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، التي تسربت بعض بنودها، وهو نفس الرفض الذي أكده مجلس تنسيق في تعز، وقال عنها إنها مقترحات «منحازة ومجحفة بحق اليمنيين، وتفتقد المرجعيات المتفق عليها لإقامة أي حوار مع ميليشيات الحوثي وصالح».
وشدد أهالي محافظة تعز والمجلس التنسيقي للمقاومة الشعبية على طلبهم «الحسم العسكري ضد الانقلابيين»، مؤكدين أن المبادرات التي تقدم لحل الأزمة اليمنية ما هي إلا مبادرات «لا تلبي طموحات الشعب اليمني، وتمثل التفافًا واضحًا على كل قرارات الشرعية الدولية».
وميدانيا، أيضا، استهدف طيران التحالف العربي، الذي تقوده السعودية، بخمس غارات مركز وخط إمداد وتجمعات ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية في مديرية الصلو، جنوب المدينة، وذلك كإسناد جوي لقوات الجيش التي حققت تقدما في الجبهة، إضافة إلى استهداف مواقع أخرى للميليشيات في منطقة دمنة خدير.



الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.