الجمهوريون يواجهون خطر خسارة الرئاسة والكونغرس

30 مقعدًا في مجلس النواب قد يكسبها الديمقراطيون ليصبحوا أغلبية

الجمهوريون يواجهون خطر خسارة الرئاسة والكونغرس
TT

الجمهوريون يواجهون خطر خسارة الرئاسة والكونغرس

الجمهوريون يواجهون خطر خسارة الرئاسة والكونغرس

يواجه الجمهوريون في مجلس النواب مخاطر متزايدة بخسارة مقاعدهم خلال انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي تجري بالتزامن مع الانتخابات الرئاسية في حال خسر المرشح الجمهوري دونالد ترامب السباق لصالح منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون. وتسري في أروقة الجمهوريين مخاوف متزايدة من أن المرشح الجمهوري ترامب يسير نحو الخسارة في الانتخابات التي ستجري في الثامن من نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل بما يحمل معه مخاطر خسارة ما بين عشرين إلى ثلاثين مقعدا، وبالتالي خسارة الأغلبية الحزبية بالمجلس. ويحذر كبار قادة الحزب الجمهوري من نتائج مدمرة لمستقبل الحزب الجمهوري. ويصف المحللون موقف الجمهوريين في مجلس النواب قبل أسبوعين من إجراء الانتخابات بأنه صعب وأنهم يناضلون من أجل حماية حياتهم السياسية، وأشاروا إلى قيام كبار الاستراتيجيين في الحزب بحملة مكثفة للدفاع عن المقاعد التي طالما سيطروا عليها واحتلها نواب محنكون لفترات طويلة. وقال داريل عيسى وجون ميكا وهما من أبرز الجمهوريين: «يبدو أننا كنا شوكة في خاصرة إدارة أوباما ولذا يسعى الحزب الديمقراطي للانتقام الآن».
ويواجه النائب داريل عيسى معركة تحريضية شرسة من الديمقراطيين بصفته احتل مركز رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي بمجلس النواب من 2011 إلى 2015 وقاد لجنة تحقيق حول حادث مقتل السفير الأميركي في بنغازي. ويكافح عيسى لتحقيق التوازن بين دعمه للمرشح الجمهوري وإدانته لبعض التصريحات المستفزة التي أطلقها ترامب خلال الحملة الانتخابية.
في المقابل يوسع الديمقراطيون من خريطتهم الانتخابية لمزيد من التنافس لكسب مقاعد من الجمهوريين وكسب مزيد من المناطق التي ظلت لفترات طويلة تصوت تقليديا للنواب الجمهوريين. ويقول المحللون إن الحزب الديمقراطي ينفق الكثير من المال في مناطق جمهورية من جنوب إنديانا إلى ولاية مونتانا للفوز بالأغلبية في مجلس النواب.
ويوجه عدد من الجمهوريين موقفا لا يحسدون عليه مثل النائب الجمهوري بوب من ولاية ألينوي ودود بلم من ولاية أيوا وكريسنت هارلي من ولاية نيفادا الذين يخوضون معركة صعبة. وأشار أيان راسل المدير السياسي للجنة حملة الكونغرس للحزب الديمقراطي إلى أن «هناك عشرين مقعدا في مجلس النواب تتأرجح ما بين الجمهوريين والديمقراطيين». ويشر المحللين أن الجمهوريين يعترفون أن أوضاعهم بين الناخبين أسوأ من أي وقت مضى ويعتقدون أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب يسير نحو خسارة مجلس النواب وخسارة الانتخابات الرئاسية، بما يعني خسارة الحزب الجمهوري لمزيد من المقاعد في الكونغرس.
ومنذ أكثر من أسبوعين سخر قادة الحزب الجمهوري من فكرة خسارة بعض النواب لمقاعدهم لكن مع تزايد نتائج استطلاعات الرأي التي تشير إلى تراجع حظوظ المرشح الجمهوري دونالد ترامب وتزايد تصريحاته الاستفزازية وشكوكه في نزاهة العملية الانتخابية ورفضه الاعتراف بالنتيجة تزعزعت بشكل كبير أوضاع الجمهوريين في المناطق والولايات المختلفة، وتدفقت إعلانات تلفزيونية يقودها الحزب الديمقراطي للسخرية من ترامب وتصريحاته بما زعزع بالفعل من أوضاع وحظوظ الجمهوريين.
ويشير المحللون إلى أن الحزب الديمقراطي دفع بعدد كبير من الإعلانات التلفزيونية التي تهاجم الجمهوريين على موجات التلفزيونات المحلية فيما لا يقل عن 32 منطقة يسيطر عليها الجمهوريون خاصة في كانساس وإنديانا.
ويواجه النائب الجمهوري دون يونغ وجين ديترمار عن ولاية ألاسكا منافسة شرسة مع ستيف ليندبيك الديمقراطي، كما دفع الحزب الديمقراطي بعدد كبير من المرشحين في ولاية فيرجينيا مع تدفق غير مسبوق للإعلانات في وسائل الإعلام في ألاسكا وفيرجينيا إضافة إلى إعلانات الصحف. ويشير المحللون إلى أن الديمقراطيين أنفقوا 3.5 مليون دولار في الإعلانات في جنوب ولاية فلوريدا لاقتناص مقعد النائب الجمهوري كارلوس كوربيلو إلا أن استطلاعات الرأي تشير إلى تقدم كوربيلو بفارق 12 نقطة مئوية عن منافسه الديمقراطي. وأيضا يتقدم النائب الجمهوري جون كيتاكو عن نيويورك على منافسه الديمقراطي بأكثر من 20 نقطة رغم تقدم وصدارة كلينتون على منافسها ترامب بالمنطقة.
ويقول جيفري بولوك أحد مديري استطلاعات الرأي إن كلا من الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، نجح في توسيع الخريطة الانتخابية وإنفاق سيل من الأموال. وخلال لقاء للحزب الجمهوري في مجلس النواب أول من أمس شجعت قيادات الحزب الأعضاء الجمهوريين الحاليين بالكونغرس على ضخ مزيد من الأموال لمساعدة بقية النواب الجمهوريين الذين يصارعون للاحتفاظ بمقاعدهم، وناشد قادة الحزب أعضاء مخضرمين ورؤساء لجان مثل النائب جون ميكا من فلوريدا وداريل عيسى من كاليفورنيا والنائب سكوت تيبتون من كولورادو.
وقدم صندوق قيادة الكونغرس (الذي يتلقى تبرعات من السوبر باك أي الشركات الكبيرة والنقابات للحزب الجمهوري) مبلغ 10 ملايين دولار لحماية الجمهوريين من الديمقراطيين الذين يستهدفون الفوز بالمقاعد. وقال مصدر بالحزب الجمهوري: «أعتقد أننا سننجح في وقف النزيف وحماية حظوظ الجمهوريين»، فيما أكد زاك ما كاري مدير أحد استطلاعات الرأي للحزب الديمقراطية أنه من المرجح أن الديمقراطيين يمكنهم إحراز تقدم حقيقي في مجلس النواب خاصة أن استطلاعات الرأي تشير إلى صدارة كلينتون بنسبة 7 نقاط مئوية أمام منافسها الجمهوري دونالد ترامب.



من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
TT

من تنصيب ترمب إلى انتهاء حرب أوكرانيا... أهم الأحداث المتوقعة لعام 2025

ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)
ترمب خلال مناسبة بمدينة فينكس في ولاية أريزونا يوم 22 ديسمبر 2024 (رويترز)

هناك الكثير من الأحداث المهمة المنتظر حدوثها في عام 2025، بدءاً من تنصيب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب ومروراً بالانتخابات في أوروبا واضطراب المناخ والتوقعات بانتهاء حرب أوكرانيا.

ونقل تقرير نشرته شبكة «سكاي نيوز» البريطانية تفاصيل هذه الأحداث المتوقعة وكيفية تأثيرها على العالم ككل.

تنصيب دونالد ترمب

سيشهد شهر يناير (كانون الثاني) الحدث الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، بل وربما للعالم أجمع، وهو تنصيب ترمب ليصبح الرئيس السابع والأربعين لأميركا.

وسيقع هذا التنصيب في يوم 20 يناير، وقد تعهد الرئيس المنتخب بالقيام بتغييرات جذرية في سياسات بلاده الداخلية والخارجية فور تنصيبه.

ونقل مراسل لشبكة «سكاي نيوز» عن أحد كبار مستشاري ترمب قوله إنه يتوقع أن يوقّع الرئيس المنتخب على الكثير من «الأوامر التنفيذية» الرئاسية في يوم التنصيب.

وتنبأ المستشار بأنه، بعد لحظات من أدائه اليمين الدستورية «سيلغي ترمب قدراً كبيراً من إرث الرئيس الحالي جو بايدن ويحدد اتجاه أميركا للسنوات الأربع المقبلة».

وعلى الصعيد المحلي، سيقرّ ترمب سياسات هجرة جديدة جذرية.

وقد كانت الهجرة قضية رئيسية في الحملة الانتخابية للرئيس المنتخب، حيث إنه وعد بترحيل الملايين وتحقيق الاستقرار على الحدود مع المكسيك بعد عبور أعداد قياسية من المهاجرين بشكل غير قانوني في عهد بايدن.

ويتوقع الخبراء أن تكون عمليات الترحيل الجماعي التي وعد بها خاضعة لمعارك قانونية، إلا أن فريق ترمب سيقاتل بقوة لتنفيذها.

ومن المتوقع أيضاً أن يصدر ترمب عفواً جماعياً عن أولئك المتورطين في أحداث الشغب التي وقعت في 6 يناير 2021، حين اقتحم الآلاف من أنصاره مبنى الكونغرس بهدف منع التصديق على فوز بايدن بالانتخابات.

وعلى الصعيد الدولي، يتوقع الخبراء أن يكون لرئاسة ترمب تأثيرات عميقة على حرب أوكرانيا، والصراع في الشرق الأوسط، وأجندة المناخ، والتعريفات الجمركية التجارية.

ومن المتوقع أن ينسحب ترمب من اتفاقية باريس للمناخ؛ الأمر الذي سيجعل أميركا غير ملزمة بأهداف خفض الانبعاثات الكربونية.

وفيما يتعلق بأوكرانيا، قال ترمب إنه يستطيع تحقيق السلام وإنهاء الحرب في غضون 24 ساعة.

أما بالنسبة للصراع في الشرق الأوسط، فقد هدَّد الرئيس الأميركي المنتخب حركة «حماس» بأنه «إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن في غزة قبل 20 يناير (موعد تنصيبه) سيكون هناك جحيم يُدفع ثمنه في الشرق الأوسط». إلا أن الخبراء لا يمكنهم توقع كيف سيكون رد فعل ترمب المتوقع في هذا الشأن.

انتخابات أوروبا

سيبدأ العام بانتخابات في اثنتين من أبرز دول أوروبا، وهما فرنسا وألمانيا.

سينصبّ التركيز أولاً على برلين - من المرجح أن ينتهي الأمر بالليبرالي فريدريش ميرز مستشاراً لألمانيا؛ مما يحرك بلاده أكثر نحو اليمين.

ويتوقع الخبراء أن تكون أولويات ميرز هي السيطرة على الهجرة.

أما في فرنسا، فسيبدأ رئيس الوزراء الفرنسي السابق إدوارد فيليب في الترويج لنفسه ليحلّ محل إيمانويل ماكرون رئيساً، بحسب توقعات الخبراء.

ويعتقد الخبراء أيضاً أن يتطور دور جورجيا ميلوني وينمو من «مجرد» كونها زعيمة لإيطاليا لتصبح قناة الاتصال بين أوروبا وترمب.

علاوة على ذلك، ستجري رومانيا انتخابات لاختيار رئيس جديد في مارس (آذار) المقبل.

الأوضاع في الشرق الأوسط

يقول الخبراء إن التنبؤ بما قد يحدث في الشرق الأوسط هو أمر صعب للغاية.

وعلى الرغم من تهديد ترمب بتحويل الأمر «جحيماً» إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن الموجودين في غزة، فإن وضع الرهائن لا يزال غير معروف وغير محسوم.

وعلى الرغم من التفاؤل الأخير بشأن المفاوضات، لا تزال الخلافات قائمة بين «حماس» وإسرائيل. لكن وقف إطلاق النار لا يزال محتملاً.

لكن أي هدنة ربما تكون مؤقتة، وهناك الكثير من الدلائل على أن الجيش الإسرائيلي ينوي البقاء في غزة في المستقبل المنظور مع تزايد الدعوات إلى احتلال دائم بين الساسة الإسرائيليين من أقصى اليمين.

وما لم يتحسن الوضع الإنساني في غزة بشكل كبير وسريع، فإن سمعة إسرائيل الدولية سوف تستمر في التردي في حين تنظر محكمة العدل الدولية في اتهامات بالإبادة الجماعية.

ويتوقع الخبراء أن يفكر نتنياهو في ضرب إيران، سواء لردع الحوثيين أو للتصدي للبرنامج النووي للبلاد، لكن قد يتراجع عن ذلك إذا لم يحصل على دعم من الرئيس الأميركي القادم.

ومن بين الأحداث التي يدعو الخبراء لمراقبتها من كثب هذا العام هي صحة المرشد الإيراني المسن علي خامنئي، التي كانت مصدراً لكثير من التكهنات في الأشهر الأخيرة، حيث ذكرت الكثير من التقارير الإعلامية أنها متردية للغاية.

أما بالنسبة لسوريا، فسيحتاج قادة سوريا الجدد إلى العمل على دفع البلاد للاستقرار وجمع الفصائل الدينية والعسكرية المختلفة، وإلا فإن التفاؤل المفرط الذي شوهد بعد الإطاحة ببشار الأسد سينقلب وتحلّ محله تهديدات بوقوع حرب أهلية جديدة بالبلاد.

العلاقات بين الصين والولايات المتحدة

قد تكتسب المنافسة بين الصين والولايات المتحدة زخماً كبيراً هذا العام إذا نفَّذ دونالد ترمب تهديداته التجارية.

وقد هدد الرئيس الأميركي المنتخب بفرض تعريفة جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع السلع الصينية؛ وهو ما قد يشعل حرباً تجارية عالمية ويتسبب في انهيار اقتصادي.

وتستعد بكين لمثل هذه المتاعب، وهي منخرطة بالفعل في إجراءات تجارية انتقامية مع الولايات المتحدة.

ودبلوماسياً، وفي حين توجد جهود لقلب العلاقة المتوترة بين المملكة المتحدة والصين، من المرجح أن تستمر مزاعم التجسس واتهامات التدخل الصيني في السياسة الأميركية، وهي اتهامات تنفيها بكين بشدة.

حرب أوكرانيا

يتوقع الخبراء أن تنتهي حرب أوكرانيا في عام 2025، مشيرين إلى أن القتال سيتوقف على الأرجح وأن الصراع سيتجمد.

وأشار الجانبان الروسي والأوكراني مؤخراً إلى استعدادهما لتقديم تنازلات من أجل التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لـ«سكاي نيوز» إنه على استعداد للتنازل عن الأراضي التي تسيطر عليها كييف، بينما قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن روسيا مستعدة لتقديم تنازلات أيضاً.

إنه تحول دراماتيكي في اللهجة، نتج من انتخاب دونالد ترمب، بحسب الخبراء الذين قالوا إن المحادثات والتوصل لصفقة بات أمراً حتمياً الآن.

ومهما كانت النتيجة، ستقدمها روسيا للعالم على أنها انتصار لها.

ويعتقد الخبراء أن الكرملين يأمل في اختتام المفاوضات قبل التاسع من مايو (أيار)، الذي يصادف الذكرى الثمانين لانتصار الاتحاد السوفياتي على ألمانيا النازية، ليكون الاحتفال الروسي مزدوجاً.

لكن المشاكل لن تنتهي عند هذا الحد بالنسبة لبوتين. فمع ارتفاع التضخم، وانخفاض قيمة الروبل، وضعف الإنتاجية، سيكون الاقتصاد هو معركة روسيا التالية.