«غرفة الصراخ» لتفريغ الطاقة السلبية.. تقليعة جديدة لمكتبة مصرية

تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط

«غرفة الصراخ» لتفريغ الطاقة السلبية.. تقليعة جديدة لمكتبة مصرية
TT

«غرفة الصراخ» لتفريغ الطاقة السلبية.. تقليعة جديدة لمكتبة مصرية

«غرفة الصراخ» لتفريغ الطاقة السلبية.. تقليعة جديدة لمكتبة مصرية

في ظل إيقاع الحياة السريع، ووسط ضغوط وأعباء الحياة اليومية، نبحث جميعًا عن أي وسيلة ممكنة لتفريغ طاقتنا السلبية، والتخلص من الكبت النفسي، وهذا ما أدركه مؤسسو مكتبة «باب الدنيا» التي تقع في مدينة السادس من أكتوبر (محافظة الجيزة)، حيث قاموا بتدشين غرفة داخل المكتبة وأطلقوا عليها اسم «غرفة الصراخ» (scream room)، لإبعاد شبح الإحباط عن زوار المكتبة وتجديد نشاطهم.
ولاقت هذه الغرفة منذ تدشينها، مطلع الشهر الحالي، إقبالاً كبيرًا من عشرات الأشخاص الذين أتوا إليها من مختلف أنحاء الجمهورية، للتنفيس عن غضبهم والصراخ بحرية دون أن يراهم أو يسمعهم أحد، إذ إن الغرفة تتميز بأنها عازلة للصوت، كما أنها مجهزة بمجموعة من الطبول والآلات الموسيقية الأخرى التي تسمح لزوار الغرفة باستخدامها والعزف عليها للتخلص من الإحباط والقلق، وإعادة استجماع طاقتهم الإيجابية.
وعن فكرة الغرفة، قال عبد الرحمن سعد، مالك مكتبة باب الدنيا لـ«الشرق الأوسط»: «منذ افتتاح المكتبة في عام 2013، وأنا أبحث باستمرار في كيفية تطويرها لتجلب أكبر عدد ممكن من الزوار، وقد قمت بتعيين قسم للتسويق خصيصًا لهذا الغرض، ومنذ شهر تقريبا عرض على أحد موظفي القسم ويدعى عمر عنيبة فكرة تدشين غرفة تسمح للزوار بتفريغ طاقتهم السلبية، أو بمعنى أدق غرفة تتيح علاج المكتئبين بالصراخ».
وأضاف: «في البداية تعجبت من الفكرة إذ إنها فكرة غير معهودة في مصر بل والوطن العربي كله، إلا أنني قررت أن أخوض التجربة وقمت بالفعل بتدشين هذه الغرفة لتصبح الغرفة الأولى من نوعها في الشرق الأوسط».
وأوضح سعد أن دخول الغرفة لا يتطلب دفع أي رسوم، وأن هناك بعض الشروط التي يجب الالتزام بها عند دخول غرفة الصراخ، أهمها ألا يصطحب الشخص جواله معه داخل الغرفة، وألا يقضي أكثر من 10 دقائق داخل المكان وأن يدخل كل شخص بمفرده دون رفيق، مؤكدا أن الغرفة ليس بها أي وسائل للتنصت على الأشخاص.
ومن جهتها، أوضحت الدكتورة منى أبو طيرة أستاذة علم النفس بكلية الآداب جامعة عين شمس، أن هذه الغرفة، على الرغم من أنها لن تسهم في حل مشكلات الأفراد، إلا أنها من الناحية النفسية تساعد بالفعل على تفريغ طاقة الغضب والتخلص من الكبت النفسي.
وقالت أبو طيرة لـ«الشرق الأوسط»: «سر نجاح هذه الغرفة يكمن في تفريغ الشخص لطاقته بها، وإحساس الفرد بالمشاركة الجماعية، أي أن الفرد عندما يرى أن هناك أشخاصًا غيره يعانون من الاكتئاب والضغوط النفسية وأن هناك غرفة صُممت خصيصًا لهذا الغرض، فإن ذلك قد يُسهم في التخفيف من إحساسه بضخامة المشكلة».
الجدير بالذكر أن فكرة غرف الصراخ منتشرة في بعض الدول الأجنبية وأشهرها اليابان التي وصلت فيها الفكرة إلى بعض الفنادق الكبيرة، حيث قام فندق «ميتسوي غاردن يوتسويا» في طوكيو منذ عام بتدشين «غرف للبكاء والصراخ» للنزلاء، للتصدي للضغوط والإحباطات المحيطة بهم.



دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
TT

دياموند بو عبود: «أرزة» لسانُ نساء في العالم يعانين الحرب والاضطرابات

«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)
«أرزة» تحمل الفطائر في لقطة من الفيلم اللبناني (إدارة المهرجان)

أعربت الفنانة اللبنانية دياموند بو عبود عن سعادتها لفوز فيلم «أرزة» بجائزتين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، مؤكدةً أنّ سعادتها تظلّ ناقصة جرّاء ما يشهده لبنان، ولافتةً إلى أنّ الفيلم عبَّر بصدق عن المرأة اللبنانية، وحين قرأته تفاعلت مع شخصية البطلة المتسلّحة بالإصرار في مواجهة الصعوبات والهزائم.

وقالت، في حوار مع «الشرق الأوسط»، إنّ «الوضع في لبنان يتفاقم سوءاً، والحياة شبه متوقّفة جراء تواصُل القصف. كما توقّف تصوير بعض الأعمال الفنية»، وذكرت أنها انتقلت للإقامة في مصر بناء على رغبة زوجها الفنان هاني عادل، وقلبها يتمزّق لصعوبة ظروف بلدها.

وفازت بو عبود بجائزة أفضل ممثلة، كما فاز الفيلم بجائزة أفضل سيناريو ضمن مسابقة «آفاق السينما العربية»، وتشارك في بطولته بيتي توتل، والممثل السوري بلال الحموي، وهو يُعدّ أول الأفلام الطويلة لمخرجته ميرا شعيب، وإنتاج مشترك بين لبنان ومصر والسعودية، وقد اختاره لبنان ليمثّله في منافسات «الأوسكار» لعام 2025.

في الفيلم، تتحوّل البطلة «أرزة» رمزاً للبنان، وتؤدّي بو عبود شخصية امرأة مكافحة تصنع فطائر السبانخ بمهارة ليتولّى نجلها الشاب توصيلها إلى الزبائن. وضمن الأحداث، تشتري دراجة نارية لزيادة دخلها في ظلّ ظروف اقتصادية صعبة، لكنها تُسرق، فتبدأ رحلة البحث عنها، لتكتشف خلالها كثيراً من الصراعات الطائفية والمجتمعية.

دياموند بو عبود والمؤلّف لؤي خريش مع جائزتَي «القاهرة السينمائي» (إدارة المهرجان)

تظهر البطلة بملابس بسيطة تعكس أحوالها، وأداء صادق يعبّر عن امرأة مكافحة لا تقهرها الظروف ولا تهدأ لتستعيد حقّها. لا يقع الفيلم في فخّ «الميلودراما»، وإنما تغلُب عليه روح الفكاهة في مواقف عدة.

تصف بو عبود السيناريو الذي جذبها من اللحظة الأولى بأنه «ذكي وحساس»، مضيفة: «حين عرض عليَّ المنتج المصري علي العربي الفيلم، وقرأت السيناريو، وجدت أنّ كاتبيه لؤي خريش وفيصل شعيب قد قدّماه بشكل مبسَّط. فالفيلم يطرح قضايا عن لبنان، من خلال (أرزة) التي تناضل ضدّ قسوة ظروفها، وتصرّ على الحياة». وتتابع: «شعرت بأنني أعرفها جيداً، فهي تشبه كثيرات من اللبنانيات، وفي الوقت عينه تحاكي أي امرأة في العالم. أحببتها، وأشكر صنّاع الفيلم على ثقتهم بي».

عملت بو عبود طويلاً على شخصية «أرزة» قبل الوقوف أمام الكاميرا، فقد شغلتها تفاصيلها الخاصة: «قرأتُ بين سطور السيناريو لأكتشف من أين خرجت، وما تقوله، وكيف تتحرّك وتفكر. فهي ابنة الواقع اللبناني الذي تعانيه، وقد حوّلت ظروفها نوعاً من المقاومة وحبّ الحياة».

واستطاعت المخرجة الشابة ميرا شعيب قيادة فريق عملها بنجاح في أول أفلامها الطويلة، وهو ما تؤكده بو عبود قائلة: «تقابلنا للمرّة الأولى عبر (زووم)، وتحدّثنا طويلاً عن الفيلم. وُلد بيننا تفاهم وتوافق في الرؤية، فنحن نرى القصص بالطريقة عينها. تناقشتُ معها ومع كاتبَي السيناريو حول الشخصية، وقد اجتمعنا قبل التصوير بأسبوع لنراجع المَشاهد في موقع التصوير المُفترض أن يكون (بيت أرزة). وعلى الرغم من أنه أول أفلام ميرا، فقد تحمّستُ له لإدراكي موهبتها. فهي تعمل بشغف، وتتحمّل المسؤولية، وتتمتع بذكاء يجعلها تدرك جيداً ما تريده».

دياموند بو عبود على السجادة الحمراء في عرض فيلم «أرزة» في القاهرة (إدارة المهرجان)

صُوِّر فيلم «أرزة» قبل عامين عقب الأزمة الاقتصادية وانفجار مرفأ بيروت و«كوفيد-19»، وشارك في مهرجانات، ولقي ردود فعل واسعة: «عُرض أولاً في مهرجان (بكين السينمائي)، ثم مهرجان (ترايبكا) في نيويورك، ثم سيدني وفرنسا وكاليفورنيا بالولايات المتحدة، وكذلك في إسبانيا. وقد رافقتُه في بعض العروض وشهدتُ تفاعل الجمهور الكبير، ولمحتُ نساء وجدن فيه أنفسهنّ. فـ(أرزة)، وإنْ كانت لبنانية، فهي تعبّر عن نساء في أنحاء العالم يعانين ظروف الحرب والاضطرابات. وقد مسَّ الجميع على اختلاف ثقافتهم، فطلبوا عروضاً إضافية له. وأسعدني استقبال الجمهور المصري له خلال عرضه في (القاهرة السينمائي)».

كما عُرض «أرزة» في صالات السينما لدى لبنان قبل الحرب، وتلقّت بطلته رسائل من نساء لبنانيات يُخبرنها أنهن يشاهدنه ويبكين بعد كل ما يجري في وطنهنّ.

تتابع بتأثر: «الحياة توقّفت، والقصف في كل الأماكن. أن نعيش تحت التهديد والقصف المستمر، في فزع وخوف، فهذا صعب جداً. بقيتُ في لبنان، وارتبطتُ بتدريس المسرح في الجامعة والإشراف على مشروعات التخرّج لطلابه، كما أدرّس مادة إدارة الممثل لطلاب السينما. حين بدأ القصف، أصررتُ على البقاء مع عائلتي، لكن زوجي فضَّل المغادرة إلى مصر مع اشتداده».

وشاركت بو عبود العام الماضي في بطولة فيلم «حسن المصري» مع الفنان أحمد حاتم، وقد صُوّرت معظم المَشاهد في لبنان؛ وهو إنتاج مصري لبناني. كما تكشف عن ترقّبها عرض مسلسل «سراب» مع خالد النبوي ويسرا اللوزي، وبمشاركة زوجها هاني عادل، وإخراج أحمد خالد. وتلفت إلى أنه لم تجمعها مشاهد مشتركة مع زوجها بعد مسلسل «السهام المارقة»، وتتطلّع إلى التمثيل معه في أعمال مقبلة.