ميليشيا «الحشد الشعبي» تستعد لهجوم وشيك على تلعفر غرب الموصل

ميليشيا «الحشد الشعبي» تستعد لهجوم وشيك على تلعفر غرب الموصل
TT

ميليشيا «الحشد الشعبي» تستعد لهجوم وشيك على تلعفر غرب الموصل

ميليشيا «الحشد الشعبي» تستعد لهجوم وشيك على تلعفر غرب الموصل

قال متحدث باسم ميليشيا «الحشد الشعبي» العراقية المدعومة من إيران، إنّها على وشك أن تشن هجومًا على مواقع تنظيم داعش غرب الموصل.
وستستهدف العملية منطقة قريبة من تركيا يعيش فيها عدد كبير من التركمان، وهو ما يمكن أن يثير انزعاج أنقرة.
واستكملت الميليشيا الاستعدادات للتحرك صوب تلعفر معقل التنظيم غرب الموصل من مواقعها في القيارة جنوب المدينة.
وقال أحمد الأسدي، المتحدث باسم الميليشيا للتلفزيون الحكومي، تعليقًا على خطة السيطرة على تلعفر، إنّ العمليات هناك قد تبدأ في غضون بضعة أيام أو ساعات.
وتقع تلعفر على بعد نحو 55 كيلومترًا غرب الموصل، وكان تنظيم داعش قد استولى عليها في 2014، عندما أعلن قيام دولته في أجزاء من أراضي العراق وسوريا. وكانت تضم خليطًا من السنة والشيعة والتركمان، قبل أن يفر كثيرون منها بعد سقوطها في قبضة التنظيم المتشدد.
وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو يوم الأربعاء، إنّ بلاده التي لها قوات في الأراضي العراقية شمال الموصل ستتخذ إجراءات إذا هوجمت تلعفر.
وتخشى تركيا من أن تسبب مشاركة الميليشيا في الهجوم الذي تدعمه الولايات المتحدة على الموصل، في نشوب صراع طائفي في المنطقة التي تسكنها أغلبية سنية، وكذلك من حدوث عمليات نزوح كبيرة منها.
وكان إعلان الميليشيا في وقت سابق عن مشاركتها في الهجوم على الموصل آخر معقل كبير للتنظيم المتطرف في العراق، قد دفع المنظمات الحقوقية للتحذير من احتمال اندلاع عنف طائفي.
وتعمل الميليشيا تحت إمرة الحكومة العراقية برئاسة حيدر العبادي الذي أعلن في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بدء الهجوم على الموصل ثاني أكبر مدن العراق. ويدعم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الهجوم.
وتشكلت هذه الميليشيا في 2014 لصد «داعش» الذي راح يكتسح المحافظات الغربية والشمالية.
وتقول منظمة العفو الدولية إنّ الميليشيا ارتكبت خلال حملات سابقة في مناطق كانت تحت سيطرة «داعش» «انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بينها جرائم حرب» ضد مدنيين فارين من هذه المناطق.
وقالت الأمم المتحدة في يوليو (تموز)، إنّ لديها قائمة تضم 640 سنيًا من الرجال والأولاد تفيد تقارير بأن مقاتلين من الميليشيا اعتقلوهم في مدينة الفلوجة التي تقع غرب بغداد التي كانت تحت سيطرة التنظيم، وإنّ نحو 50 آخرين أعدموا من دون محاكمة أو عذبوا حتى الموت.
فيما تدّعي الميليشيا أنّ عددًا محدودًا من الانتهاكات وقع، وأنّ تحقيقًا أجري بشأنها، لكنها تنفي أن تكون الانتهاكات واسعة أو ممنهجة.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.