العراق: تحرير أكثر من 56 قرية في المحور الجنوبي لمعركة الموصل

أعلنت القوات العراقية، أمس (الخميس)، تحرير قريتيْن ضمن المحور الجنوبي لعمليات استعادة الموصل التي انطلقت في الـ17 من أكتوبر (تشرين الأول) الحالي.
وقال الفريق الركن رائد شاكر جودت، قائد الشرطة الاتحادية، في تصريح إعلامي: «تم تحرير أكثر من 56 قرية في هذا المحور، والمهم أن العدو كان حاشدا كل إمكانياته سواء كانت المادية من الأسلحة والتحصينات أو البشرية من المقاتلين». وأضاف أن القوات العراقية فجرت حتى الآن أكثر 94 عجلة ملغومة، وقتلت أكثر من 800 من المتشددين العقائديين الرئيسيين الذين كان يعتمد عليهم التنظيم لكي يكونوا خط الصد الأول للدفاع عن نينوى. وتمكنت القوات العراقية من تحرير قرى صف الثوث وأبو فشكة وإخوين والصجمة وتلول المهار وكنبص وزلحفة ضمن محور القيارة.
بينما قتلت أكثر من مائة إرهابي، ودمرت ثماني عجلات مفخخة وثمانية أوكار للإرهابيين وعتاد وعبوات ناسفة وأسلحة مختلفة وأحزمة ناسفة.
وفي محور الكوير قتل خمسة وأربعون من عناصر «داعش»، كما تم تفجير ثلاث عجلات مفخخة وحزامين ناسفين، وتدمير ستة أنفاق والعثور على كدس كبير للعتاد.
أما في محور سد الموصل فقد تمكنت قواتُ الفرقة السادسة عشرة في الجيش العراقي من قتل ثمانية وسبعين إرهابيا، وتدمير ثلاث منصات لإطلاق الصواريخِ، وثماني عجلات مفخخة، وثمانية أنفاق للعدو.
من جهة أخرى، ارتفعت أعداد النازحين الفارين من مدينة الموصل مع اقتراب العمليات من حدود المدينة، حيث سجلت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية تسجيل أعداد متزايدة من العائلات التي فرت من أطراف الموصل.
وفي شأن متصل، اعتقل بعض أعضاء تنظيم داعش الإرهابي الآلاف من القرويين تحت تهديد السلاح، بغية استخدامهم دروعا بشرية أثناء تراجعهم نحو معاقلهم في الموصل، وفقا لضباط الجيش العراقي والمواطنين الذين تمكنوا من الفرار، وهو أحد التكتيكات الوحشية من حيث جلب المعاناة على المدنيين العزل في المناطق التي يسيطرون عليها.
وقال بعض الناجين، إنهم فروا واختبأوا في الصحراء لتفادي اعتقالهم ونقلهم بواسطة المتطرفين. وأجبر الآخرون على المسير نحو الموصل وبعيدا عن القوات العراقية المتقدمة صوب المدينة، ولكنهم تمكنوا من الفرار في وقت لاحق. والذين رفضوا المسير أطلقوا النار عليهم فورا كما قال شهود عيان.
وصرح المسؤولون العسكريون بأنهم لا يعرفون على وجه التحديد عدد المواطنين الذين أجبروا على المغادرة، ولكن سكان سبع قرى على الأقل تم نقلهم إلى جنوب الموصل في داخل الأراضي التابعة لتنظيم داعش.
ووصف القرويون الناجون من اختطاف «داعش» أيضا عمليات الإعدام الجماعية بحق ضباط الشرطة والجيش السابقين، حيث أصبح المتطرفون أكثر ارتيابا وتشككا بشأن الجواسيس والمتعاونين.
وزادت عمليات الخطف والقتل الجماعية من المخاوف لدى المدنيين مع تقدم القوات العراقية في الأطراف الشمالية من الموصل، المعقل الأكبر لتنظيم داعش في العراق والجائزة التي لا يبدو أنهم على استعداد للتخلي عنها دون معركة صعبة وعسيرة. وقالت منظمات الإغاثة الإنسانية إنها لديها مخاوف كبيرة بشأن وقوع المدنيين في تبادل إطلاق النار بين الجانبين، ومحاصرتهم بين القوى المتناحرة التي يستخدم إحداها الدروع البشرية.
واحتجاز السكان المدنيين رهائن هو من بين التكتيكات التي يستخدمها المتطرفون لقطع الطريق على القوات المتقدمة، وتعقيد الأمر على الغارات الجوية بقيادة الولايات المتحدة وقوات الحلفاء. كما أن المتطرفين قد أضرموا النار وأشعلوا الحرائق في آبار النفط ومصانع الكبريت في المدينة، مما بعث بسحائب الدخان الأسود والأبيض في سماء المدينة التي باتت مشاهدة على بعد عشرات الأميال.