الأمير تركي الفيصل: هناك من يسعى إلى تدمير علاقات واشنطن والرياض بقانون «جاستا»

المؤتمر السنوي لمجلس العلاقات العربية ـ الأميركية يوصي بعلاقات أقوى مع السعودية والشرق الأوسط

الأمير تركي الفيصل: هناك من يسعى إلى تدمير علاقات واشنطن والرياض بقانون «جاستا»
TT

الأمير تركي الفيصل: هناك من يسعى إلى تدمير علاقات واشنطن والرياض بقانون «جاستا»

الأمير تركي الفيصل: هناك من يسعى إلى تدمير علاقات واشنطن والرياض بقانون «جاستا»

نصح الأمير تركي الفيصل، رئيس مركز الملك فيصل للدراسات، الرئيس الأميركي المقبل بتبني سياسة واستراتيجية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط تقوم على قيادة قوية للولايات المتحدة، وحذر بأن واشنطن إن لم تقم بذلك، فإن العالم سيواجه توترات وصراعات، مطالبا بحل الأزمة السورية التي سمحت لروسيا وإيران بالتدخل في أربع دول في المنطقة.
وشدد على أن التدخل الإيراني في شؤون المنطقة ليس في مصلحة تحقيق الأمن والاستقرار، وأن الصفقة النووية مع إيران لم تحقق كبح جماح إيران ومنعها من التدخل في شؤون الإقليم
وانتقد الأمير تركي خلال كلمته أمام مؤتمر المجلس الوطني للعلاقات الأميركية العربية الذي عقد أول من أمس (الأربعاء)، تمرير الكونغرس الأميركي لقانون جاستا، مؤكدا أنه سيلحق الضرر بالنظام العالمي وسيؤثر في مصالح الولايات المتحدة في أنحاء العالم كافة، كما سيعرض مبدأ الحصانة السيادية للدول للخطر. وقال إن «إدارة أوباما أدركت مخاطر قانون جاستا واعترضت بالفيتو عليه، واعترض عليه كبار قادة الأمن الوطني الأميركي» وأضاف: «المضي قدما في هذا القانون سيزعزع الثقة في الاقتصاد الأميركي وسيؤثر في التعاون بين الولايات المتحدة وأقرب حلفائها في المنطقة في مجال مكافحة الإرهاب».
إلى ذلك، بدأ تشاك هيغل وزير الدفاع الأميركي السابق، أكثر تفاؤلاً بمستقبل الشرق الأوسط رغم النزاعات التي تعصف به؛ إذ أكد على ضرورة زيادة التنسيق والتعاون المشترك بين دول المنطقة والولايات المتحدة الأميركية لتحقيق الأهداف ومكافحة الإرهاب.
واعترف هيغل بارتكاب الولايات المتحدة بعض الأخطاء في السابق، إلا أنها في المقابل حققت الكثير من الإنجازات والتطورات في المنظومة الدفاعية بالشرق الأوسط التي تؤهلها للمضي قدمًا مع دول الخليج، خصوصًا لتنميتها وتكثيفها.
وقال وزير الدفاع الأميركي السابق «الشرق الأوسط لم ينته ولم يخسر، وأعتقد أن هناك مستقبلا له سيبدأ مع الرئيس الأميركي المقبل لتجاوز الأزمة الحالية، والعمل على إنهاء المسببات لها، ونحن تعاملنا مع تحديات وصعوبات جمة، ولكل جيل أو إدارة سيواجهها تحديات وصعوبات، فقط عليها العمل على تجاوزها». ولفت وزير الدفاع الأميركي السابق إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ما زالت مسؤولة عن مهامها في محاربة الإرهاب. خصوصًا بمنطقة الشرق الأوسط، مؤكدًا أنها قادرة على مكافحته والاضطلاع بدورها، إضافة إلى تحقيق الأهداف مع حلفائها. ورأى أن الاتفاق النووي الإيراني قد يكون مهمًا في تغيير سياسات إيران بالمنطقة، مضيفًا: «الأكيد أن إيران تغيرت خلال الفترة الأخيرة، ولكن هل تغيرها إلى الأفضل أم الأسوأ؟.. هذا ما يظهره لنا الوقت في الفترة المقبلة».
واستطرد بالقول: «لا أستطيع التنبؤ بما سيكون عليه العالم خلال الـ15 عامًا المقبلة، وأود التأكيد على أن كل دولة مختلفة عن الأخرى ولها طريقتها في مواجهة تحدياتها وتجاوزها، ولكن من الأفضل لنا جميعًا أن نفهم بَعضُنَا الآخر لتحقيق أهدافنا وتحديد مشاكلنا، وأعتقد أيضًا أن الحرب الإلكترونية الآن لا تقل ضررًا عن النزاعات الحالية، وتحدٍ يواجه كل العالم يجب علينا أن نواجهه ونكافحه».
وبالعودة إلى كلمة الفيصل، فقد شدد الأمير تركي على دور المملكة العربية السعودية بصفتها لاعبا فاعلا في مجال مكافحة الإرهاب، مشيرا إلى «اتجاه بغيض لملاحقة المملكة بدعاوى بعيدة عن الحقيقة، بما يؤدي إلى تدمير العلاقات الاستراتيجية طويلة المدى بين الولايات المتحدة والسعودية»، وقال: «أتخيل أسامة بن لادن من قبره سعيدا بتدمير هذه العلاقات بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية ويقول لنا شكرا».
وانتقد الفيصل عدم وجود سياسية واضحة لمكافحة الإرهاب، وقال: «رغم كل الجهود لمكافحة الإرهاب محليا وعالميا إلا أننا نشهد تزايدا في التهديدات، وهو ما يعني فقدان التنسيق وفشل سياسات المكافحة، وهو ما يتطلب سياسات لا تعتمد فقط على العنصر الأمني، بل تعتمد على مكافحة الأسباب ومعالجة الجذور وفهم الإبعاد وللأسف العالم لم يأت بعد بسياسة لمواجهة فاعلة للإرهاب».
وأشار الأمير تركي إلى تأسيس الرياض مركزا لمكافحة الإرهاب منذ عام 2005، وكانت الدولة الوحيدة التي مولت مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب.
وأطلق الأمير تركي الفيصل لقب «فاحش» عوضا عن «داعش» على التنظيم الإرهابي في سوريا والعراق، مشيرا إلى الخلافات بين الولايات المتحدة وروسيا في مواجهة مخاطر الإرهاب في سوريا والعراق وانتقد التدخل الروسي العسكري في سوريا تحت دعوى مكافحة الجماعات الإرهابية، بينما عملت روسيا على مساندة النظام السوري الإرهابي الذي قتل أكثر من 500 ألف سوري، وشرد 11 مليون سوري داخليا وخارجيا، بينما يتردد التحالف الدولي ويتأخر في تقديم السلاح إلى المعارضة السورية المعتدلة.
وشدد الفيصل على أن كلا من روسيا والولايات المتحدة باعتبارهما أعضاء بمجلس الأمن الدولي عليهما مسؤولية الحفاظ على الأمن الدولي ووضع استراتيجية للتعامل مع الإرهاب والتطرف لا يتوقف على إلحاق الهزيمة بـ«داعش»، بل يتعداها إلى وضع استراتيجية للتعامل مع أسباب التطرف والإرهاب.
ولفت إلى أن الصفقة التي عقدتها الولايات المتحدة والقوى الدولية مع إيران حول برنامجها النووي أخفقت في كبح جماح طهران ووقف التدخل الإيراني في شؤون المنطقة، وطالب الرئيس الأميركي الجديد بالعمل لجلب الأمن والاستقرار للمنطقة، متعهدا بأنه سيلقى كل المساعدة من دول المنطقة، وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي
وشدد الفيصل على أنه ما لم تكن هناك قيادة قوية للرئيس الأميركي المقبل، فإن العالم كله سيواجه توترا وصراعات، واقترح على الرئيس الأميركي المقبل أن يقوم بزيارة المنطقة ومقابلة الحلفاء قبل حلف اليمين؛ حتى يستمع للقادة في المنطقة قبل أن يستمع إلى الخبراء الذين يخدمون أجندة أثبت التاريخ أنها لم تحقق أي نتائج.
وخلال فعاليات المؤتمر الخامس والعشرين لمجلس العلاقات العربية الأميركية، طالب الدكتور جون دوك أنثوني، رئيس المجلس الوطني للعلاقات العربية الأميركية، الولايات المتحدة الأميركيةبلتكثيف جهودها في توطيد العلاقات مع الدول العربية والحفاظ عليها، وقال: «يجب تثقيف الشعب الأميركي عن الدول العربي بشكل صحيح، لربما يكون الجيل المقبل من القادة أفضل في التعامل مع الدول العربية».
من ناحيته، تحدث عمر فقيه، ممثل من منظمة التحرير الفلسطينية، حول أهمية دعم حل إقامة دولتين، فلسطينية وإسرائيلية وقال: «لا يمكن إقامة دولة فلسطينية بنجاح وسلام إذا لم تتجاوب إسرائيل، حيث إن إسرائيل تقوم بانتهاك وتجاهل الكثير من قرارات الأمم المتحدة؛ وذلك بتدمير معالم إسلامية ومسيحية، إضافة إلى تحكم بالموارد الطبيعية وانتهاك للممتلكات الفلسطينية».
في حين انتقد الدكتور خلف الحبتور، رئيس مجموعة الحبتور، تراجع الولايات المتحدة في علاقتها بدول الخليج «تفضل الولايات المتحدة الأميركية إيران، رغم سمعتها الشهيرة لدعم الإرهاب». كما يقول: «دعم الولايات المتحدة الأميركية لإيران يماثل دعم الإرهابيين مباشرة». وأوضح أن تمرير «جاستا» كان عاملا إضافيا في هز العلاقات مع دول الخليج، وخصوصًا المملكة العربية السعودية. وطالب القيادة الأميركية الجديدة بالعمل على حماية العلاقات مع دول الخليج وعدم ارتكاب خطأ آخر، واقترح حبتور إقامة مناطق حظر طيران في سوريا ومحاكمة بشار الأسد في محكمة دولية.
وبدوره، وشجع رئيس مجموعة كليوباترا، محمد أبو العينين، الإدارة الأميركية المقبلة على انتهاز الفرص الاقتصادية في مصر، مطالبا بتفعيل اتفاقية التجارة الحرة مع الولايات المتحدة الأميركية. وشدد أبو العينين على أهمية حماية الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط لتحقيق الاستقرار في العالم، وعلى إيجاد حلول فاعلة لاستعادة الأمن والسلام في المنطقة.



ولي العهد السعودي يُعلن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034

القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
TT

ولي العهد السعودي يُعلن تأسيس الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034

القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)
القطاع الرياضي السعودي يلقى دعماً غير مسبوق من القيادة (واس)

أعلن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، الأربعاء، تأسيس «الهيئة العليا لاستضافة كأس العالم 2034»، وذلك عقب إعلان الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) فوز المملكة؛ باستضافة البطولة.

ويرأس ولي العهد مجلس إدارة الهيئة؛ الذي يضم كلّاً من: الأمير عبد العزيز بن تركي بن فيصل وزير الرياضة، والأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية، والأمير بدر بن عبد الله بن فرحان وزير الثقافة، ومحمد آل الشيخ وزير الدولة عضو مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، وماجد الحقيل وزير البلديات والإسكان، ومحمد الجدعان وزير المالية، والمهندس عبد الله السواحة وزير الاتصالات وتقنية المعلومات، والمهندس أحمد الراجحي وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، والمهندس صالح الجاسر وزير النقل والخدمات اللوجيستية، وأحمد الخطيب وزير السياحة، والمهندس فهد الجلاجل وزير الصحة، والمهندس إبراهيم السلطان وزير الدولة رئيس مجلس إدارة مركز دعم هيئات التطوير، وتركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة هيئة الترفيه، وياسر الرميان محافظ صندوق الاستثمارات العامة، والدكتور فهد تونسي المستشار بالديوان الملكي، وعبد العزيز طرابزوني المستشار بالديوان الملكي، وياسر المسحل رئيس مجلس إدارة الاتحاد السعودي لكرة القدم.

ويأتي إعلان تأسيس الهيئة تأكيداً على عزم السعودية على تقديم نسخة استثنائية من المحفل الأكثر أهمية في عالم كرة القدم بوصفها أول دولة عبر التاريخ تستضيف هذا الحدث بوجود 48 منتخباً من قارات العالم كافة، في تجسيد للدعم والاهتمام غير المسبوق الذي يجده القطاع الرياضي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد.

وتُشكِّل استضافة البطولة؛ خطوة استراتيجية نوعية، ستُساهم مباشرةً في تعزيز مسيرة تحول الرياضة السعودية، ورفع مستوى «جودة الحياة»، الذي يُعد أحد أبرز برامج «رؤية 2030» التنفيذية، والساعية إلى تعزيز مشاركة المواطنين والمقيمين بممارسة الرياضة، فضلاً عن صقل قدرات الرياضيين، وتحسين الأداء للألعاب الرياضية كافة؛ ما يجعل البلاد وجهة عالمية تنافسية في استضافة أكبر الأحداث الدولية.

وينتظر أن تُبرز السعودية نفسها من خلال استضافة كأس العالم 2034 كوجهة اقتصادية واستثمارية ورياضية وسياحية واقتصادية، علاوة على الثقافية والترفيهية، حيث سيتعرف الملايين من الزوار على إرثها وموروثها الحضاري والتاريخي، والمخزون الثقافي العميق الذي تتميز به.