رغم قدرته على التكيف مع العقوبات.. الاقتصاد الروسي يبقى عرضة للهزات

الدوما يعتمد الميزانية بزيادة على العجز لتغطية الإنفاق العسكري

الميزانية الروسية تعرض على مجلس الدوما الأسبوع المقبل لمناقشتها (رويترز)
الميزانية الروسية تعرض على مجلس الدوما الأسبوع المقبل لمناقشتها (رويترز)
TT

رغم قدرته على التكيف مع العقوبات.. الاقتصاد الروسي يبقى عرضة للهزات

الميزانية الروسية تعرض على مجلس الدوما الأسبوع المقبل لمناقشتها (رويترز)
الميزانية الروسية تعرض على مجلس الدوما الأسبوع المقبل لمناقشتها (رويترز)

أطلع رئيس الحكومة الروسية دميتري مدفيديف الرئيس فلاديمير بوتين أول من أمس على سير العمل بخصوص صياغة ميزانية السنوات القادمة، شارحا أن الحكومة أنجزت عملها في هذا المجال، مؤكدا أنه سيتم عرض الميزانية على مجلس الدوما (مجلس النواب الروسي) الأسبوع المقبل لمناقشتها. من جانبه، وصف بوتين النقاشات التي ستجري في مجلس الدوما بأنها ستكون معقدة، مشددا على ضرورة التعاون مع النواب في المجلس «بغية تفادي أي خلل بتوازن مؤشرات الاقتصاد الكلي، وللاستماع إلى الأفكار والرغبات التي قد يطرحونها» بشأن الميزانية.
وبانتظار بدء العمل على ميزانية سنوات 2017 – 2019، كان مجلس الدوما قد وافق مؤخرًا - في قراءة أولى - على تعديلات في ميزانية عام 2016، شملت تغيير المؤشر الرئيسي الذي بنيت عليه الميزانية، أي سعر النفط من 50 إلى 41 دولارا للبرميل، بينما يصبح عجز الميزانية المتوقع بنهاية العام 3.7 في المائة من الناتج المجلي الإجمالي، عوضا عن توقعات سابقة بعجز قدره 3 في المائة فقط، وتعود زيادة العجز بصورة رئيسية إلى زيادة حجم الإنفاق العسكري الروسي هذا العام، بنسبة 24 في المائة تقريبا، ليصل حتى 3.8 تريليون روبل، أي نحو 61.29 مليار دولار. ويعادل متوسط سعر الدولار أكثر قليلا من 62 روبلا.
بالمقابل تُظهر التعديلات على الميزانية تراجع الإنفاق في مجال الرعاية الصحية بقدر 29.28 مليار روبل، والتعليم بقدر 27.256 مليار روبل، ليصبح الإنفاق في الأولى 465.56 مليار روبل، وفي الثانية 557.4 مليار روبل، وذلك رغم أهمية الفقرتين ودور الرعاية الصحية والتعليم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية. كما تُظهر التعديلات على ميزانية عام 2016 زيادة بحجم الإنفاق بقدر 304 مليارات روبل، مقابل تراجع حجم الدخل بقدر 370 مليار روبل، وبهذا يصبح إجمالي إنفاق الميزانية الروسية 16.403 تريليون، بينما لا يتجاوز الدخل 13.369 تريليون. وبالنسبة للتضخم فإن توقعات الميزانية المعدلة تشير إلى أنه قد يصل عام 2016 حتى 5.8 في المائة.
في هذه الأثناء، ورغم إظهاره قدرة على التكيف مع ظروف العقوبات الاقتصادية والاستمرار رغم انقطاع الكثير من مصادر التمويل الأوروبية والأميركية، فإن الاقتصاد الروسي يبقى عرضة لهزات جديدة بحال قرر الغرب تبني عقوبات إضافية ضد روسيا بالتزامن مع أي فشل أو تعثر للمحادثات الحالية حول تجميد حصص الإنتاج، ولهذا تواصل روسيا جهودها الرامية إلى التوصل في نهاية المطاف إلى الاتفاق المنشود، بما يضمن على الأقل استقرار أسعار النفط في السوق العالمية، إن لم يكن استعادتها والصعود مجددا.



تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
TT

تراجع تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة... والصين الأكبر تضرراً

امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)
امرأة على دراجتها الهوائية أمام «بورصة بكين»... (رويترز)

من المتوقع أن يشهد النمو العالمي تباطؤاً في عام 2025، في حين سيتجه المستثمرون الأجانب إلى تقليص حجم الأموال التي يوجهونها إلى الأسواق الناشئة، بمقدار يبلغ نحو ربع المبلغ الحالي، وذلك نتيجة للتأثيرات المترتبة على السياسات التي توعد بها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، وفقاً لما أشار إليه «معهد التمويل الدولي» يوم الأربعاء.

وأوضح «المعهد» أن التهديدات بفرض التعريفات الجمركية، وقوة الدولار الأميركي، والتباطؤ في خفض أسعار الفائدة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي، بدأت بالفعل تؤثر على خطط المستثمرين في الأسواق العالمية، وفق «رويترز».

وفي تقريره نصف السنوي، قال «معهد التمويل الدولي»: «لقد أصبحت البيئة المحيطة بتدفقات رأس المال أكثر تحدياً، مما أدى إلى تراجع شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر العالية».

وأشار التقرير إلى أن هذا التحول يؤثر بشكل أكبر على الصين، بينما من المتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة خارج الصين تدفقاً «قوياً» للاستثمارات في السندات والأسهم، مدعوماً بشكل خاص من الاقتصادات الغنية بالموارد في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقد شهدت الصين في عام 2024 بالفعل أول تدفق خارجي للاستثمار المباشر الأجنبي منذ عقود، ومن المتوقع أن تتحول التدفقات الإجمالية للأموال إلى أكبر اقتصاد في العالم إلى سلبية، حيث يُتوقع أن يصل حجم الخروج إلى 25 مليار دولار في عام 2025.

وأكد «المعهد» أن هذا التباين يُبرز مرونة الأسواق الناشئة غير الصينية، التي تُدعم بتحسن المشاعر تجاه المخاطر، وتحولات هيكلية مثل تنويع سلاسل الإمداد، والطلب القوي على الديون بالعملات المحلية.

وتوقع «معهد التمويل الدولي» أن يتباطأ النمو العالمي إلى 2.7 في المائة عام 2025، مقارنة بـ2.9 في المائة هذا العام، في حين يُتوقع أن تنمو الأسواق الناشئة بنسبة 3.8 في المائة.

ومع ذلك، فإن التدفقات الرأسمالية إلى الأسواق الناشئة من المتوقع أن تنخفض إلى 716 مليار دولار في عام 2025، من 944 مليار دولار هذا العام، ويرجع ذلك أساساً إلى الانخفاض الحاد في التدفقات إلى الصين.

وحذر «المعهد» بأن السيناريو الأساسي في تقريره يفترض تنفيذ التعريفات الجمركية بشكل انتقائي فقط. ومع ذلك، فإذا نُفذت التهديدات بفرض تعريفة بنسبة 60 في المائة على الصين و10 في المائة على بقية العالم، فإن الوضع سيتدهور بشكل كبير.

وأضاف «المعهد»: «تنفيذ التعريفات بشكل أسرع وأقوى من قبل الولايات المتحدة قد يفاقم المخاطر السلبية، مما يعزز الاضطرابات في التجارة العالمية وسلاسل الإمداد، ويضع مزيداً من الضغط على تدفقات رأس المال إلى الأسواق الناشئة».