الرئيس المصري يفتتح المؤتمر الوطني الأول للشباب ويشارك في فعالياته

السيسي جدد مبادرة «الإفراج عن النشطاء» غير المدانين في قضايا العنف

الرئيس السيسي لدى افتتاحه المؤتمر الوطني الأول للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر في منتجع شرم الشيخ أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس السيسي لدى افتتاحه المؤتمر الوطني الأول للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر في منتجع شرم الشيخ أمس («الشرق الأوسط»)
TT

الرئيس المصري يفتتح المؤتمر الوطني الأول للشباب ويشارك في فعالياته

الرئيس السيسي لدى افتتاحه المؤتمر الوطني الأول للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر في منتجع شرم الشيخ أمس («الشرق الأوسط»)
الرئيس السيسي لدى افتتاحه المؤتمر الوطني الأول للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر في منتجع شرم الشيخ أمس («الشرق الأوسط»)

أطلق الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، المؤتمر الوطني الأول للشباب لاستشراف طريق المستقبل لمصر، وشارك في جانب من فعالياته. وجدد الرئيس السيسي مبادرته ببحث حالة الشباب المدانين في قضايا سياسية، وطلب تشكيل لجنة لمعالجة القضية التي تسببت في مقاطعة شباب أحزاب سياسية المؤتمر.
يأتي المؤتمر في إطار تنفيذ الدعوة إلى عقد مؤتمر وطني للشباب، التي أطلقها السيسي خلال احتفالية يوم الشباب المصري في يناير (كانون الثاني) الماضي. وعلى مدى ثلاثة أيام، تعقد جلسات وحوارات المؤتمر في منتجع شرم الشيخ تحت شعار «ابدع.. انطلق»، لبحث مختلف القضايا والتحديات التي تواجه الوطن والمجتمع المصري، وطرح رؤى الشباب في مواجهتها، لتبادل الآراء ووجهات النظر بين الدولة المصرية ومؤسساتها المختلفة وبين شبابها. ومن المقرر عقد أكثر من 23 جلسة عامة تشتمل على محاور سياسية واقتصادية ومجتمعية وفي الثقافة والفنون والرياضة وريادة الأعمال، وكثير من ورش العمل الفرعية التخصصية، إضافة إلى معرض فني وورشة اكتشاف مواهب. ويتم تنظيم المؤتمر تحت إشراف مكتب الرئيس ويعتمد على شباب البرنامج الرئاسي لتأهيل الشباب.
وبث التلفزيون الرسمي جلسة افتتاح المؤتمر التي ألقى فيها الرئيس كلمة مقتضبة، فيما ينتظر أن يلقي خطابا مطولا في ختام فعالياته، لكنه أجرى مداخلات خلال جلستين من جلسات اليوم الأول.
قال الرئيس السيسي إن «هناك كثيرا من دول العالم وضعت التعليم نصب أولوياتها، وأنا لا أريد عقلاً فقط، لكن أريد إنسانًا يتعلم سلوكيات القائد واحترام الآخرين، فالتعليم أساسه صياغة شخصية بجانب المعرفة».
ولفت خلال الجلسة الأولى بالمؤتمر الوطني للشباب التي تحمل عنوان «التعليم المدمج رؤية جديدة للتعليم بمصر»، إلى أنه شاهد تجارب دول كثيرة وضعت التعليم أولوية أولى، وتساءل: هل المصريون كانوا سيوافقون على وضع ميزانية الدولة للتعليم أولا رغم أنها قليلة؟
وأشار الرئيس السيسي، إلى أن هناك ما يزيد على 4 ملايين شاب عملوا في المشروعات القومية التي نفذتها وتنفذها الدولة حاليا كانوا يعودون إلى منازلهم عقب الانتهاء من أعمالهم وهم متربحون أموالا تكفيهم وأسرهم.
وقال الرئيس السيسي: «لازم تضعوا ظروف مصر والسنوات الماضية نصب أعينكم فهل ما نجح وطبق بالخارج سيناسب مصر وظروفها الحالية؟».
ولفت الرئيس إلى أن مصر تواجه كثيرا من التحديات، منها الصحة والإسكان وخلق فرص عمل وليس التعليم فقط، مشددا على أننا نريد ابتكار طرق غير تقليدية لمواجهة التحديات ومعالجة الأمور.
وأوصى السيسي، بوجود حوار يوضع فيه كل مخرجات المؤتمر الأول للشباب المنعقد حاليا بشرم الشيخ، لتنفيذه قائلاً: «لا بد أن تكون أي فكرة مطروحة قابلة للتنفيذ».
وشارك الرئيس في الجلسة الثانية من جلسات مؤتمر الشباب التي خصصت لتقييم تجربة المشاركة السياسية للشباب في البرلمان. وعلق السيسي على كلمة النائب البرلماني جون طلعت، مطالبا النواب بمساعدة الشباب على خوض انتخابات المحليات التي تعتزم الحكومة إجراءها نهاية العام الجاري.
وينص الدستور المصري على تخصيص 25 في المائة من مقاعد المحليات للشباب، وهو ما يعني مشاركة نحو 30 ألف شاب في إدارة المحليات، الأمر الذي عده الرئيس خلال مداخلته بمثابة «نقلة نوعية» للتجربة السياسية في البلاد.
وطلب الرئيس السيسي تشكيل لجنة بعضوية محمد عبد العزيز عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان الذي كان من بين متحدثي الجلسة، لبحث حالة الشباب المحكومين في قضايا سياسية. وكان الرئيس قد وعد في أكثر من مناسبة ببحث حالة هؤلاء الشباب، لكن عددا قليلا منهم حصل على عفو رئاسي.
وكانت أحزاب تحالف التيار الديمقراطي أعلنت مقاطعة المؤتمر، بسبب ما قالت إنه «إهدار لأحلام الشباب وطموحهم في دولة العدل والكرامة والحرية بسبب سياسات الحكم الحالي، وإصراره على استمرار حبس العشرات من شباب ثورتي 25 يناير 2011 و30 يونيو (حزيران) 2013 في قضايا تظاهر سلمي أو لدفاعهم عن أرضهم».
وأضافت أن القرار راجع أيضا إلى ما وصفته بـ«نكوث» الحكم الحالي بوعود كثيرة سابقة بالنظر في الإفراج عن الشباب المحبوسين، وقالت إن «سياسات الحكم الحالي أغلقت الأفق أمام حق الشباب في التعبير السلمي عن الرأي».
وتزامن انطلاق المؤتمر، مع حصول مصر على المركز 138 في مؤشر تنمية الشباب لعام 2016 من بين 183 دولة شملها المؤشر، الذي تصدره مؤسسة الكومنولث، وهي رابطة تطوعية تضم 52 دولة ويقع مقرها الرئيسي في لندن.
وكانت مصر في المرتبة 86 في مؤشر عام 2013، وهو آخر تقرير يصدر عن الرابطة، حيث تراجعت 52 مركزا في 3 سنوات.
ويعتمد المؤشر على 5 محددات لقياس مدى تنمية الشباب، في الفئة العمرية بين 15 و29 سنة، في كل دولة، هي صحة الشباب، وتعليمهم، والوظائف والفرص المتاحة لهم، ودرجة المشاركة في العمل المدني، والعمل السياسي.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.