رئيس الوزراء الأردني: نحن بأمس الحاجة لمساعدات دولية لتحمل أعباء اللاجئين السوريين

يشكلون نحو 20 % من عدد السكان.. وقطاعات التعليم والصحة الأكثر تأثرًا

جانب من لقاء رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي وملكة بلجيكا ماتيلدا في عمان أمس (بترا)
جانب من لقاء رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي وملكة بلجيكا ماتيلدا في عمان أمس (بترا)
TT

رئيس الوزراء الأردني: نحن بأمس الحاجة لمساعدات دولية لتحمل أعباء اللاجئين السوريين

جانب من لقاء رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي وملكة بلجيكا ماتيلدا في عمان أمس (بترا)
جانب من لقاء رئيس الوزراء الأردني هاني الملقي وملكة بلجيكا ماتيلدا في عمان أمس (بترا)

قال رئيس الوزراء الأردني، هاني الملقي، أمس، إن الأردن لم يعد بمقدوره تحمل العبء الكبير الناجم عن استضافة 1.3 مليون لاجئ سوري دون مساعدات حقيقية من المجتمع الدولي تسهم في تنمية اقتصاده، ليكون قادرا على التعامل مع هذه التحديات ومواصلة تقديم الخدمات الأساسية بالكفاءة المطلوبة.
واستعرض الملقي، خلال استقباله في مكتبه برئاسة الوزراء أمس، ملكة بلجيكا ماتيلد التي تقوم بزيارة للأردن، التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تواجه البلاد نتيجة لاستقباله اللاجئين السوريين على أراضيه الذين يشكلون نحو 20 في المائة من عدد السكان.
وأشار في هذا الصدد إلى أن قطاعات التعليم والصحة والمياه هي الأكثر تأثرا باللجوء السوري، حيث إن نسبة لا بأس بها من المدارس عادت للعمل وفق نظام الفترتين مثلما تأثرت حصة الفرد من المياه. وتشهد المستشفيات ازدحاما على الخدمات المقدمة، الأمر الذي يضع المجتمع الدولي أمام مسؤولياته للوفاء بالتزاماته في دعم الأردن وبشكل خاص المجتمعات المستضيفة للاجئين. إلى ذلك قال الملقي: «لدينا النية الصادقة لمواصلة تقديم الخدمات الأساسية والضرورية للاجئين السوريين، لكن يبقى السؤال هل لدينا المقدرة على الاستمرار بالقيام بذلك في ظل التحديات الاقتصادية التي نمر بها».
وأعرب الملقي عن تقديره للدور المهم الذي تقوم به مملكة بلجيكا في دعم الأردن لمواجهة التحديات الاقتصادية، وفي التوصل إلى اتفاق بشأن تبسيط قواعد المنشأ للصناعات الأردنية المصدرة لأوروبا.
من جهتها، أعربت ملكة بلجيكا عن تقديرها للدور الكبير الذي يقوم به العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في التعامل مع قضايا المنطقة وتعزيز الأمن والاستقرار فيها وحجم الأعباء والتحديات التي تواجه الأردن نتيجة استضافة اللاجئين السوريين، مؤكدة أهمية دعم الأردن لمواصلة القيام بهذا الدور الإنساني تجاه اللاجئين.
ومن جانبه، أكد نائب رئيس الوزراء وزير التعاون التنموي البلجيكي ألكسندر دي كرو، أن زيارة الملكة ماتيلد للأردن تأتي في إطار تعزيز العلاقات الثنائية ولمساعدة الأردن ومواصلة دعمه ليبقى عنوانا للأمن والاستقرار في منطقة مضطربة. وقال هناك كثير من الفرص والمجالات لزيادة التعاون بين البلدين، خصوصا ما يتعلق باستقطاب الاستثمارات للأردن.
وخلال اللقاء، جرت مناقشة منتدى الأعمال الأردني الأوروبي، المزمع عقده في العاصمة البلجيكية بروكسل خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، لبحث فرص الاستثمار وتخفيف شروط شهادات المنشأ بين الأردن والاتحاد الأوروبي وأثرها في تنشيط الاقتصاد الأردني.



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».