«الأصالة والمعاصرة» المغربي: المذكرة المرفوعة إلى الملك غير مفتوحة

جدد الموقف المبدئي للحزب بشأن التحالفات

«الأصالة والمعاصرة» المغربي: المذكرة المرفوعة إلى الملك غير مفتوحة
TT

«الأصالة والمعاصرة» المغربي: المذكرة المرفوعة إلى الملك غير مفتوحة

«الأصالة والمعاصرة» المغربي: المذكرة المرفوعة إلى الملك غير مفتوحة

أعلن «حزب الأصالة والمعاصرة» المغربي، أن المذكرة التي قرر أعضاء المكتب السياسي للحزب رفعها إلى العاهل المغربي الملك محمد السادس، هي مذكرة غير مفتوحة، وأن مضمونها أشار إليه البيان الصادر عن المكتب السياسي عقب اجتماعه مساء الأربعاء الماضي، حسب ما ذكر خالد أدنون، الناطق الرسمي باسم الحزب في بيان تلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه أمس.
وقال أدنون، إن اجتماع المكتب السياسي عرف نقاشا معمقا حول ما أبرزته الممارسة من حدود بعض المقتضيات الدستورية عند إعمالها، وكذا الحاجة إلى تأطير دستوري لجوانب من الممارسة السياسية؛ تفاديا لبعض حالات الفراغ المعياري.
وأضاف أدنون، أن أعضاء المكتب السياسي ذكروا خلال الاجتماع ذاته بمختلف مقترحات الحزب التي أنتجها في سياق إعداد دستور 2011، وما أعقبها من مقترحات للحزب ترتكز جميعها إلى تأويل ديمقراطي للقانون الأسمى، واستكشاف سبل تطوير مقتضياته ومراجعته ضمن هذا المنطق.
وأوضح أدنون، أن المكتب السياسي تدارس قضايا تتعلق على الخصوص بطبيعة الخطاب السياسي المستعمل من قبل بعض الأحزاب ومخاطره على الاختيار الديمقراطي، وكذا قضية استعمال الرأسمال الرمزي للدين الإسلامي في الاستحقاقات الانتخابية وآثاره السلبية في المديين القصير والمتوسط. كما تداول المكتب في مقترحات تتعلق بتحديد يوم الاقتراع وتطوير إمكانات الأحزاب السياسية، وشفافية التمويل ومراقبته.
وجدد أدنون التأكيد على الموقف المبدئي لحزب الأصالة والمعاصرة بشأن التحالفات، والتي لن تكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم معه نفس المرجعية والمشروع الديمقراطي الحداثي، وأشار إلى أن أعضاء المكتب السياسي شددوا في اجتماعهم على أن هذا الموقف ثابت، ووقع التعبير عنه رسميا مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الحزب انتصارا سياسيا.
من جهة أخرى، قال عبد اللطيف وهبي، النائب البرلماني وعضو المكتب السياسي للحزب، في تصريح صحافي، أن ما تداولته بعض الصحف والمواقع بشأن اجتماع المكتب السياسي لحزب الأصالة والمعاصرة، وانسحابه منه، لا أساس له من الصحة، معتبرا كل ذلك أخبارا زائفة هدفها التشويش على حزب الأصالة والمعاصرة وتضليل الرأي العام الوطني.
وذكر وهبي، أن اجتماع المكتب السياسي عرف نقاشا عاديا شمل محاور عدة، من بينها المحور الانتخابي والبرلماني والتنظيمي، وتم الإجماع بين مختلف الأعضاء على رفع مذكرة إلى الملك محمد السادس، وفق ما جاء في بيان المكتب السياسي.
وشدد وهبي على القول: إنه، وبعد اختياره منسقا مؤقتا للفريق النيابي لحزب الأصالة والمعاصرة، عقد اجتماعات مع أعضاء من المكتب السياسي مساء الأربعاء الماضي بالمقر المركزي للحزب، أي مباشرة بعد انتهاء اجتماع المكتب السياسي برئاسة الأمين العام، نوقشت فيها خطط عملية لدعم ومرافقة السيدات والسادة النواب الجدد.



بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
TT

بيانات أممية: غرق 500 مهاجر أفريقي إلى اليمن خلال عام

رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)
رغم المخاطر وسوء المعاملة يواصل المهاجرون التدفق إلى الأراضي اليمنية (الأمم المتحدة)

على الرغم من ابتلاع مياه البحر نحو 500 مهاجر من القرن الأفريقي باتجاه السواحل اليمنية، أظهرت بيانات أممية حديثة وصول آلاف المهاجرين شهرياً، غير آبهين لما يتعرضون له من مخاطر في البحر أو استغلال وسوء معاملة عند وصولهم.

ووسط دعوات أممية لزيادة تمويل رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي، أفادت بيانات المنظمة الدولية بأن ضحايا الهجرة غير الشرعية بلغوا أكثر من 500 شخص لقوا حتفهم في رحلات الموت بين سواحل جيبوتي والسواحل اليمنية خلال العام الحالي، حيث يعد اليمن نقطة عبور رئيسية لمهاجري دول القرن الأفريقي، خاصة من إثيوبيا والصومال، الذين يسعون غالباً إلى الانتقال إلى دول الخليج.

وذكرت منظمة الهجرة الدولية أنها ساعدت ما يقرب من 5 آلاف مهاجر عالق في اليمن على العودة إلى بلدانهم في القرن الأفريقي منذ بداية العام الحالي، وقالت إن 462 مهاجراً لقوا حتفهم أو فُقدوا خلال رحلتهم بين اليمن وجيبوتي، كما تم توثيق 90 حالة وفاة أخرى للمهاجرين على الطريق الشرقي في سواحل محافظة شبوة منذ بداية العام، وأكدت أن حالات كثيرة قد تظل مفقودة وغير موثقة.

المهاجرون الأفارقة عرضة للإساءة والاستغلال والعنف القائم على النوع الاجتماعي (الأمم المتحدة)

ورأت المنظمة في عودة 4.800 مهاجر تقطعت بهم السبل في اليمن فرصة لتوفير بداية جديدة لإعادة بناء حياتهم بعد تحمل ظروف صعبة للغاية. وبينت أنها استأجرت لهذا الغرض 30 رحلة طيران ضمن برنامج العودة الإنسانية الطوعية، بما في ذلك رحلة واحدة في 5 ديسمبر (كانون الأول) الحالي من عدن، والتي نقلت 175 مهاجراً إلى إثيوبيا.

العودة الطوعية

مع تأكيد منظمة الهجرة الدولية أنها تعمل على توسيع نطاق برنامج العودة الإنسانية الطوعية من اليمن، مما يوفر للمهاجرين العالقين مساراً آمناً وكريماً للعودة إلى ديارهم، ذكرت أن أكثر من 6.300 مهاجر من القرن الأفريقي وصلوا إلى اليمن خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وهو ما يشير إلى استمرار تدفق المهاجرين رغم تلك التحديات بغرض الوصول إلى دول الخليج.

وأوضح رئيس بعثة منظمة الهجرة في اليمن، عبد الستار إيسوييف، أن المهاجرين يعانون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء والرعاية الصحية والمأوى الآمن. وقال إنه ومع الطلب المتزايد على خدمات العودة الإنسانية، فإن المنظمة بحاجة ماسة إلى التمويل لضمان استمرار هذه العمليات الأساسية دون انقطاع، وتوفير مسار آمن للمهاجرين الذين تقطعت بهم السبل في جميع أنحاء البلاد.

توقف رحلات العودة الطوعية من اليمن إلى القرن الأفريقي بسبب نقص التمويل (الأمم المتحدة)

ووفق مدير الهجرة الدولية، يعاني المهاجرون من الحرمان الشديد، مع محدودية الوصول إلى الغذاء، والرعاية الصحية، والمأوى الآمن. ويضطر الكثيرون منهم إلى العيش في مأوى مؤقت، أو النوم في الطرقات، واللجوء إلى التسول من أجل البقاء على قيد الحياة.

ونبه المسؤول الأممي إلى أن هذا الضعف الشديد يجعلهم عرضة للإساءة، والاستغلال، والعنف القائم على النوع الاجتماعي. وقال إن الرحلة إلى اليمن تشكل مخاطر إضافية، حيث يقع العديد من المهاجرين ضحية للمهربين الذين يقطعون لهم وعوداً برحلة آمنة، ولكنهم غالباً ما يعرضونهم لمخاطر جسيمة. وتستمر هذه المخاطر حتى بالنسبة لأولئك الذين يحاولون مغادرة اليمن.

دعم إضافي

ذكر المسؤول في منظمة الهجرة الدولية أنه ومع اقتراب العام من نهايته، فإن المنظمة تنادي بالحصول على تمويل إضافي عاجل لدعم برنامج العودة الإنسانية الطوعية للمهاجرين في اليمن.

وقال إنه دون هذا الدعم، سيستمر آلاف المهاجرين بالعيش في ضائقة شديدة مع خيارات محدودة للعودة الآمنة، مؤكداً أن التعاون بشكل أكبر من جانب المجتمع الدولي والسلطات ضروري للاستمرار في تنفيذ هذه التدخلات المنقذة للحياة، ومنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

الظروف البائسة تدفع بالمهاجرين الأفارقة إلى المغامرة برحلات بحرية خطرة (الأمم المتحدة)

ويقدم برنامج العودة الإنسانية الطوعية، التابع للمنظمة الدولية للهجرة، الدعم الأساسي من خلال نقاط الاستجابة للمهاجرين ومرافق الرعاية المجتمعية، والفرق المتنقلة التي تعمل على طول طرق الهجرة الرئيسية للوصول إلى أولئك في المناطق النائية وشحيحة الخدمات.

وتتراوح الخدمات بين الرعاية الصحية وتوزيع الأغذية إلى تقديم المأوى للفئات الأكثر ضعفاً، وحقائب النظافة الأساسية، والمساعدة المتخصصة في الحماية، وإجراء الإحالات إلى المنظمات الشريكة عند الحاجة.

وعلى الرغم من هذه الجهود فإن منظمة الهجرة الدولية تؤكد أنه لا تزال هناك فجوات كبيرة في الخدمات، في ظل قلة الجهات الفاعلة القادرة على الاستجابة لحجم الاحتياجات.