نافذة على مؤسسة تعليمية : جامعة «أدنبرة».. خريجوها اخترعوا الهاتف واستنسخوا النعجة دوللي

مينى الكلية القديمة في الجامعة يتضمن كلية الحقوق (غيتي)
مينى الكلية القديمة في الجامعة يتضمن كلية الحقوق (غيتي)
TT

نافذة على مؤسسة تعليمية : جامعة «أدنبرة».. خريجوها اخترعوا الهاتف واستنسخوا النعجة دوللي

مينى الكلية القديمة في الجامعة يتضمن كلية الحقوق (غيتي)
مينى الكلية القديمة في الجامعة يتضمن كلية الحقوق (غيتي)

تعتبر جامعة أدنبرة الاسكوتلندية واحدة من أهم وأعرق الجامعات في العالم وأوروبا وبريطانيا والدول الناطقة باللغة الإنجليزية بشكل خاص. وتقع الجامعة في المدينة الاسكوتلندية التي تحمل اسمها وتعتبر عاصمة اسكوتلندا. كما أن الجامعة واحدة من أقدم الجامعات السبع في بريطانيا. كما أنها رابع جامعة تؤسس في اسكوتلندا في الوقت الذي لم يكن في إنجلترا سوى جامعتين فقط.
أنشأت جامعة أدنبرة في عام 1582 على يد الأسقف روبرت ريد عن طريق ميثاق ملكي بمنحة من الملك جيمس السادس. وقد لعبت دورا مهما جدا في عصر التنوير الأوروبي في القرن الثامن عشر وبالثورة الصناعية الغربية لاحقا، وساهمت بتحقيق شهرة كبيرة لمدينة أدنبرة وجعلها مركزا حيويا للثقافة حتى أنها سميت بـ«أثينا الشمال». وتعود معظم المباني المنتشرة في مدينة أدنبرة القديمة إلى الجامعة بعد مئات السنين على إنشائها.
وتعتبر جامعة أدنبرة عضوا ضمن مجموعة راسل للجامعات الذي يمثل جامعات النخبة البريطانية العشرين. وهي الجامعة الاسكوتلندية الوحيدة إلى جانب جامعة أكسفورد وجامعة كامبردج الإنجليزيتين التي تنتمي إلى مجموعة كويمبرا الأوروبية التي تتميز بالعراقة.
تعرف الجامعة من الناحية العملية بالدراسات التالية: العلوم البيولوجية - الكيمياء - الهندسة - المعلوماتية - الحساب - الفيزياء وعلم الفلك - إدارة الأعمال - الفنون - الاقتصاد - الفلسفة القانون - الصحة.
تأتي جامعة أدنبرة التي تبلغ ميزانيتها نحو مليار دولار في المرتبة التاسعة عشرة في الترتيب العالمي للجامعات وفي المرتبة الأولى في دراسات الحاسوب والمعلوماتية والمرتبة الرابعة في ترتيب الجامعات الخاصة بالبحوث العلمية في بريطانيا. هذا وقد حصل حتى الآن عشرة علماء من جامعة أدنبرة على جائزة نوبل كان آخرهم سنة 2013 وهو الدكتور بيتر هيغز عالم الفيزياء النظرية.
مر على الجامعة لعراقتها وأهميها العلمية الكثير الشخصيات التاريخية الحديثة والمعاصر من العلماء والفلاسفة والسياسيين والأدباء وغيرهم وعلى رأس هذه الشخصيات: صاحب نظرية التطور المعروف تشارلز داروين ومخترع الهاتف الكسندر بيل والأهم من ذلك جيمس ماكسويل صاحب معادلات الموجات الكهرومغناطيسية وماكس بورن المؤسس الرئيسي لميكانيكا الكم ومايكل عطية أبرز علماء الرياضيات في الوقت الحالي. أضف إلى ذلك أيان ويلموت وكيث كامبل وزملاؤهم في معهد روزلين الذين نجحوا في استنساخ النعجة دولي سنة 1996 وروبرت إدواردز مكتشف التلقيح الصناعي وعملية أطفال الأنابيب. أما في مجال الاقتصاد فهناك آدم سميث صاحب كتاب ثروة الأمم أما من المؤرخين والفلاسفة فهناك ديفيد هيوم ومن المستشرقين ويليام مونتغمري وأطو ويليام موير. وعلى الصعيد الأدبي هناك السير آرثر كونان دويل صاحب سلسلة روايات وقصص شيرلوك هولمز أما في الحقل السياسي فنذكر اثنان من الذين وقعوا على إعلان استقلال أميركا وهما جيمس ويلسون وجون ويذرسبون وثلاثة من رؤساء الوزراء البريطانيين: غوردن براون - اللورد بالميرستون - واللورد جون رسل.



«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
TT

«شمعة»... قاعدة بيانات مجانية للبحوث التربوية في 17 دولة عربية

لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»
لائحة قاعدة البيانات ببوابة «شمعة»

يقضي الباحثون في العالم العربي أوقاتاً من البحث المضني عن المراجع الإلكترونية التي تساعدهم في تحقيق أغراضهم البحثية. ويدرك هذه المشقة الباحثون الساعون للحصول على درجة الماجستير أو الدكتوراه، فإذا لم يكن لديه إمكانية الدخول إلى قواعد البيانات العلمية العالمية عبر إحدى المكتبات الكبرى، التي عادة لا تتاح كاملة أيضاً، فإن عملية البحث سوف تكلفه آلاف الدولارات لمتابعة والوصول لأحدث الأوراق العلمية المتصلة بمجال بحثه، أو أن مسح التراث العلمي سيتوقف لديه على المراجع الورقية.
بينما يحظى الباحثون في مجال البحوث التربوية بوجود «شمعة»، وهي شبكة المعلومات العربية التربوية (www.shamaa.org) التي توفر لهم أحدث البحوث والدوريات المحكمة من مختلف الجامعات العربية، وبثلاث لغات، هي: العربية، والفرنسية، والإنجليزية مجاناً.
تأسست «شمعة» عام 2007 في بيروت كقاعدة معلومات إلكترونية، لا تبغي الربح، توثق الدراسات التربوية الصادرة في البلدان العربية في مجمل ميادين التربية، من كتب ومقالات وتقارير ورسائل جامعية (الماجستير والدكتوراه) وتتيحها مجاناً للباحثين والمهتمين بالدراسات التربوية. تتميز «شمعة» بواجهة إلكترونية غاية في التنظيم والدقة، حيث يمكنك البحث عن مقال أو أطروحة أو كتاب أو فصل أو عدد أو تقرير. فضلاً عن تبويب وفهرسة رائعة، إذ تشتمل اليوم على أكثر من 36000 ألف دراسة، موزعة بنسبة 87 في المائة دراسات عربية، و11 في المائة دراسات بالإنجليزية و2 في المائة بالفرنسية، وهي دراسات عن العالم العربي من 135 جامعة حول العالم، فيما يخص الشأن التربوي والتعليم، إضافة لأقسام خاصة بتنفيذ مشاريع في التربية كورش تدريبية ومؤتمرات.
لا تتبع «شمعة» أي جهة حكومية، بل تخضع لإشراف مجلس أمناء عربي مؤلف من شخصيات عربية مرموقة من ميادين مختلفة، وبخاصة من الحقل التربوي. وهم: د. حسن علي الإبراهيم (رئيساً)، وسلوى السنيورة بعاصيري كرئيسة للجنة التنفيذية، وبسمة شباني (أمينة السر)، والدكتور عدنان الأمين (أمين الصندوق) مستشار التعليم العالي في مكتب اليونيسكو، وهو أول من أطلق فكرة إنشاء «شمعة» ورئيسها لمدة 9 سنوات.
تستمر «شمعة» بخدمة البحث التربوي بفضل كل من يدعمها من أفراد ومؤسّسات ومتطوعين، حيث تحتفل بالذكرى العاشرة لانطلاقتها (2007 - 2017)، وهي تعمل حاليا على إصدار كتيب يروي مسيرة العشر سنوات الأولى. وقد وصل عدد زائريها إلى نحو 35 ألف زائر شهرياً، بعد أن كانوا نحو ألفي زائر فقط في عام 2008.
تواصلت «الشرق الأوسط» مع المديرة التنفيذية لبوابة «شمعة» ببيروت د. ريتا معلوف، للوقوف على حجم مشاركات الباحثين العرب، وهل يقومون بمدّ البوابة بعدد جيّد من الأبحاث والدراسات، أم لا تزال المعدلات أقل من التوقعات؟ فأجابت: «تغطّي (شمعة) الدراسات التربوية الصّادرة في 17 دولة عربيّة بنسب متفاوتة. ولا شك أن حجم مشاركات الباحثين العرب بمد (شمعة) بالدراسات قد ارتفع مع الوقت، خصوصاً مع توّفر وسائل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات التي سهّلت لهم عملية المشاركة».
وحول طرق تزويد «شمعة» بالأبحاث والدراسات، أوضحت معلوف أن ذلك يتم من خلال عدّة طرق، وهي: «توقيع اتفاقات شراكة مع كليات التربية في الجامعات العربية والمجلات التربوية المحكمة ومراكز الأبحاث التي تعنى بالتربية والتعليم، كما تتيح اتفاقية تعاون مع مركز المعلومات للموارد التربوية (إريك) (ERIC) تزويد (شمعة) بالدراسات الصادرة باللغة الإنجليزية من الدول العربية أو من باحثين عرب. ونعتبر أن الشراكة مع (إريك) هي خطوة كبيرة ومن أهم الإنجازات كمؤسسة عربية، وأيضاً من خلال اشتراكات بالمجلات الورقية التربوية المحكمة العربية، أو عبر الدراسات المتاحة إلكترونياً على شبكة الإنترنت بالمجان أي عبر مصادر الوصول الحر للمعلومات (Open Access)».
وتضيف: «الجدير بالذكر أيضاً أن (شمعة) وقعت اتفاقية من مستوى عالمي مع شركة (EBSCO Discovery Service EDS) التي تعتبر من أهم موزعي قواعد المعلومات في العالم العربي والغربي».
وتوضح معلوف أنه «يمكن تزويد (شمعة) بالدراسات مباشرة من الباحث عبر استمارة متوافرة على موقع (شمعة)، حيث يقوم الفريق التقني من التأكد من توافقها مع معايير القبول في (شمعة) قبل إدراجها في قاعدة المعلومات».
وحول ما إذا كان الباحثون العرب لديهم ثقافة التعاون الأكاديمي، أم أن الخوف من السرقات العلمية يشكل حاجزاً أمام نمو المجتمع البحثي العلمي العربي، قالت د. ريتا معلوف: «رغم أن مشاركة نتائج الأبحاث مع الآخرين ما زالت تخيف بعض الباحثين العرب، إلا أنه نلمس تقدماً ملحوظاً في هذا الموضوع، خصوصاً أن عدد الدراسات المتوافرة إلكترونياً على شبكة الإنترنت في السنين الأخيرة ارتفع كثيراً مقارنة مع بدايات (شمعة) في 2007، إذ تبلغ حالياً نسبة الدراسات المتوافرة مع نصوصها الكاملة 61 في المائة في (شمعة). فكلما تدنّى مستوى الخوف لدى الباحثين، كلما ارتفعت نسبة الدراسات والأبحاث الإلكترونيّة. وكلما ارتفعت نسبة الدراسات الإلكترونية على شبكة الإنترنت، كلما انخفضت نسبة السرقة الأدبية. تحرص (شمعة) على نشر هذا الوعي من خلال البرامج التدريبية التي تطورّها وورش العمل التي تنظمها لطلاب الماستر والدكتوراه في كليات التربية، والتي تبيّن فيها أهمية مشاركة الأبحاث والدراسات العلمية مع الآخرين».
وحول أهداف «شمعة» في العشر سنوات المقبلة، تؤكد د. ريتا معلوف: «(شمعة) هي القاعدة المعلومات العربية التربوية الأولى المجانية التي توّثق الإنتاج الفكري التربوي في أو عن البلدان العربية. ومؤخراً بدأت (شمعة) تلعب دوراً مهماً في تحسين نوعية الأبحاث التربوية في العالم العربي من خلال النشاطات والمشاريع البحثية التي تنفذها. وبالتالي، لم تعدّ تكتفي بأن تكون فقط مرجعيّة يعتمدها الباحثون التربويون وكلّ من يهتمّ في المجال التربوي عبر تجميع الدراسات وإتاحتها لهم إلكترونيّاً؛ بل تتطلّع لتطوير الأبحاث التربوية العلمية، وذلك لبناء مجتمع تربوي عربي لا يقلّ أهمية عن المجتمعات الأجنبية».