الصومال: انسحاب مفاجئ للقوات الإثيوبية يمنح «حركة الشباب» السيطرة على مدينة استراتيجية

القراصنة يفرجون عن 26 آسيويًا مخطوفين منذ نحو 5 سنوات

الصومال: انسحاب مفاجئ للقوات الإثيوبية يمنح «حركة الشباب» السيطرة على مدينة استراتيجية
TT

الصومال: انسحاب مفاجئ للقوات الإثيوبية يمنح «حركة الشباب» السيطرة على مدينة استراتيجية

الصومال: انسحاب مفاجئ للقوات الإثيوبية يمنح «حركة الشباب» السيطرة على مدينة استراتيجية

في حين استولت حركة الشباب المتطرفة على بلدة على الحدود الصومالية - الكينية، دعا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود إلى إجراء الانتخابات الرئاسية في الموعد المحدد لها بحلول نهاية العام الحالي في البـــــــلاد.
وقال حسن في كلمة ألقاها لدى حضوره تنصيب الرئيس الجديد لولاية هير شابيلا علي عسبلي في مدينة جوهر، إن «الدولة لن ترضى بتأخر يوم واحد بالنسبة لموعد الانتخابات الرئاسية»، مشيدا باللجنة الانتخابية الوطنية التي رأى أنها «تحرص دائما على انعقاد الانتخابات الرئاسية في التاريخ المرسوم لها».
من جهة أخرى، استولى مقاتلون تابعون لحركة الشباب المتطرفة، على بلدة هالغان الاستراتيجية في إقليم هيران بوسط الصومال. وقال مسؤولون محليون إن البلدة سقطت في أيدي حركة الشباب دون وقوع اشتباكات، بعد انسحاب قوات الحكومة الصومالية والقوات الإثيوبية منها.
وطبقا لما رواه متحدث باسم الحركة ومسؤول محلي، فإن الحركة سيطرت على البلدة بعد أن تركتها قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي، حيث تعد هذه ثالث بلدة تسيطر عليها الحركة خلال هذا الشهر. وقال عبد العزيز أبو مصعب، المتحدث باسم الحركة، عن العمليات العسكرية، إن فرقة إثيوبية غادرت بلدة هالغان في إقليم هيران، مما ممكن مقاتلي الحركة من دخولها فور ذلك. وأكد ظاهر أمين جيسو عضو البرلمان بالمنطقة سقوط هالغان، وقال إن السكان يتعرضون لانتقام المتشددين، مشيرا، في تصريحات لوكالة «رويترز»، إلى أن «المدنيين تُقطع رؤوسهم كل يوم للاشتباه في أنهم من مؤيدي الحكومة. الصومال يفتقر لوجود حكومة فعالة بما يكفي لحماية المدنيين».
وقد انكفأت القوات الإثيوبية شمالا إلى بيليدوين، كبرى مدن منطقة هيران التي تبعد 300 كيلومتر شمال مقديشو و30 كيلومترا عن الحدود الإثيوبية.
وهذا ثالث موقع تنسحب منه القوات الإثيوبية خلال ثلاثة أسابيع، من دون تبرير رسمي من السلطات الإثيوبية أو من القوة الأفريقية.
وانسحب الجنود الإثيوبيون حتى الآن من موقوكوري التي تبعد 150 كيلومترا جنوب شرقي بيليدوين، ثم من قرية العلي المجاورة في بداية الشهر الحالي. وقال محمد نور ادن، المسؤول في أجهزة الأمن الصومالية، لوكالة الصحافة الفرنسية، في بيليدوين، إن «الجنود الإثيوبيين انسحبوا من هالغان.
لقد دمروا قواعدهم وتحصيناتهم ثم توجهوا إلى بيليدوين»، كما أكد عثمان ادن أحد سكان هالغان أن «الجنود الإثيوبيين انسحبوا في قافلة من الدبابات والشاحنات». وكانت الكتيبة الإثيوبية في هالغان قد تعرضت في شهر يونيو (حزيران) الماضي لهجوم شنته حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، وتقــول مصادر محلية إن المعارك أسفرت عن سقوط عدد كبير من الضحايا لدى الطرفين. ومن المفترض أن تؤدي سيطرة حركة الشباب على هالغان إلى زيادة الضغط العسكري على بولوبورد، المدينة الثانية في منطقة هيران التي تبعد مائتي كيلومتر شمال العاصمة مقديشو.
وقد نشرت إثيوبيا نحو 4400 جندي في الصومال، من أصل 22 ألف جندي في القوة الأفريقية التي انتشرت في 2007 لمساعدة الجيش الصومالي في قتال حركة الشباب.
من جهة أخرى، أفرج قراصنة صوماليون عن 26 رهينة آسيويا محتجزين لديهم منذ نحو خمس سنوات بعد مهاجمة مركب صيد وخطف طاقمه في مارس (آذار) عام 2012 بعد هجوم للقراصنة قبالة سيشل.
وقال جون ستيد، منسق مجموعة «شركاء دعم الرهائن» التي فاوضت من أجل الإفراج عن هؤلاء الرهائن في بيان: «يسعدنا أن نعلن الإفراج عن طاقم (مركب)، (ناهام 3)، وهم الآن في أمان عند سلطات غالمودوغ، وسيعودون قريبا في رحلة إنسانية للأمم المتحدة قبل أن يرسلوا إلى بلدانهم».
وكان القراصنة احتجزوا 29 شخصا، لكن أحد الرهائن قتل أثناء الهجوم «وتوفي اثنان بسبب المرض» أثناء فترة الاحتجاز، بينما أمضى باقي الرهائن الـ26، ويحملون جنسيات كمبوديا والصين وإندونيسيا والفيليبين وتايوان وفيتنام، معظم فترة خطفهم في الصومال.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.