المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يقرر رفع مذكرة إلى الملك بشأن تعديلات دستورية

المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يقرر رفع مذكرة إلى الملك بشأن تعديلات دستورية
TT

المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يقرر رفع مذكرة إلى الملك بشأن تعديلات دستورية

المغرب: «الأصالة والمعاصرة» يقرر رفع مذكرة إلى الملك بشأن تعديلات دستورية

أعلن حزب «الأصالة والمعاصرة» المغربي أنه بصدد «توجيه مذكرة إلى جلالة الملك بشأن تعديلات دستورية، وأخرى تتعلق بالمسلسل الانتخابي»، وأوضح بيان صادر عن قيادة الحزب، أمس، أن المكتب السياسي شهد، خلال اجتماع عقده مساء أول من أمس، في مقره المركزي بالرباط «نقاشا معمقا حول ما أبرزته الممارسة السياسية من حدود بعض المقتضيات الدستورية عند أعمالها، وكذا الحاجة إلى تأطير دستوري لجوانب من الممارسة السياسية تفاديا لبعض حالات الفراغ المعياري».
وأضاف البيان أن أعضاء المكتب السياسي ذكروا بهذا الخصوص «بمختلف مقترحات الحزب التي وضعها في سياق إعداد دستور 2011، وما أعقبها من مقترحات للحزب ترتكز جميعها على تأويل ديمقراطي لقانوننا الاسمى، واستكشاف سبل تطوير مقتضياته ومراجعته ضمن هذا المنطق».
كما أشار البيان الصادر عن الحزب إلى تأكيد المكتب السياسي للحزب، خلال اجتماعه على «الموقف المبدئي للحزب بشأن التحالفات التي لن تكون إلا مع الأحزاب التي تتقاسم مع حزب الأصالة والمعاصرة المرجعية نفسها والمشروع الديمقراطي الحداثي. وقد أكد أعضاء المكتب على أن هذا الموقف ثابت، ووقع التعبير عنه رسميا مباشرة بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات التشريعية التي حقق فيها الحزب انتصارا سياسيا». كما أشار الحزب إلى أنه بصدد إعداد تقرير شامل حول انتخابات 7 أكتوبر (تشرين الأول) التشريعية التي قال إنها شكلت انتصارا سياسيا للحزب.
ولم يفت البيان الإشارة إلى خصومه في حزب العدالة والتنمية، والإسلاميين بشكل عام، منبها إلى أن المكتب السياسي تدارس في اجتماعه «قضايا تتعلق على الخصوص بطبيعة الخطاب السياسي المستعمل من قبل بعض الأحزاب، ومخاطره على الاختيار الديمقراطي، وكذا قضية استعمال الرأسمال الرمزي للدين الإسلامي في الاستحقاقات الانتخابية، وآثاره السلبية على المدى القصير والمتوسط، كما ناقش المكتب مقترحات تتعلق بتحديد يوم الاقتراع، وتطوير إمكانيات الأحزاب السياسية، وشفافية التمويل ومراقبته». وفي موضوع ذي صلة، عاد إلياس العماري، الأمين العام لحزب «الأصالة والمعاصرة»، في مقال جديد على أعمدة صحيفة «هسبريس» الإلكترونية، إلى الحديث عن المصالحة التاريخية الشجاعة التي دعا إليها في مقال سابق، والتي أثارت نقاشا سياسيا على مدى الأسبوع الماضي في المغرب.
وقال العماري، في مقاله الجديد: «في وطن وشمت تاريخه القديم والحديث والمعاصر كثير من الجروح والصدمات، وعانى شرفاؤه من آلام وانتهاكات ومآس، وعرفت أطواره خصومات لا تنسى، ما زلنا نعاني من إعاقات تكبح تطور حضارتنا المتعددة الروافد، وما زالت بنياتنا السياسية والاقتصادية والثقافية والمجالية والبيئية في حاجة إلى إعادة الترتيب على قاعدة مرجعية فكرية، جوهرها مصالحة تاريخية شجاعة»، مشيرا إلى «التقاء الإرادات الواعية الشجاعة والمسؤولة للروح الوطنية المغربية الصادقة»، وخص منها بالذكر «إرادة الأستاذ عبد الرحمان اليوسفي»، الأمين العام السابق لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، الذي قاد حكومة التناوب الأولى في سياق الإصلاحات السياسية التي عرفها المغرب نهاية التسعينات، مع الملك الراحل الحسن الثاني.
ووصف العماري هذه الإرادة بأنها «جعلت من مطلب المصالحة أفقا تعاقديا شجاعا للتخلص من بطش الظلم والطغيان، وهو ما تجسد لاحقا مع العهد الجديد (عهد الملك محمد السادس)، في خلاصات وتوصيات تقريري الخمسينية وهيئة الإنصاف والمصالحة، التي نعتز بتصديرهما في المرجعية التأسيسية للحزب (الأصالة والمعاصرة)».
وبخصوص آفة الإرهاب والتطرف، أضاف العماري: «إننا نستشعر الحاجة إلى فتح حوار هادئ رصين جامع بين المغاربة حول موروثنا الديني المشترك، ونموذج إسلامنا المغربي المتميز، وتنقيته من شوائب التكفير والدعوة إلى العنف والتطرف الدخيلة عليه، حتى نحمي أمننا الإنساني والروحي الثمين من شر المتربصين بهذا الوطن الآمن، ونعزز مكانتنا بين الأمم بوصفنا نموذجًا حضاريًا متفردًا يتأصل في كنف الاعتراف المتبادل والتعايش والتلاحم والسلم والأمان».
وختم مقاله، قائلا: «نحن نتعلم قيمة ورفعة مطلب المصالحة من تجارب وملاحم الأمم والشعوب، وأبطالها وقادتها الشجعان، لنجعل من نموذجنا المغربي في المصالحة الحقوقية محفزا لفتح أوراش المصالحة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والدينية والثقافية والمجالية».



​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
TT

​انخفاض صادرات العسل في اليمن بنسبة 50 %‎

نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)
نحّال يمني بمحافظة تعز حيث تسبب حصار الحوثيين في تراجع إنتاج العسل (أ.ف.ب)

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 - 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

100 ألف أسرة يمنية تعتمد في معيشتها على عائدات بيع العسل (إعلام محلي)

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ

في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 - 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 - 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

شابة يمنية تروج لأحد أنواع العسل في مهرجان بصنعاء (إعلام محلي)

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق - بحسب الدراسة - من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم

لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

الأمطار الغزيرة تؤدي إلى تدمير مستعمرات النحل في اليمن (إعلام محلي)

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.