اجتماع الجوار الليبي في النيجر يدعو إلى الحفاظ على اتفاق الصخيرات

بحث آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية ومسارات الاتفاق السياسي

اجتماع الجوار الليبي في النيجر يدعو إلى الحفاظ على اتفاق الصخيرات
TT

اجتماع الجوار الليبي في النيجر يدعو إلى الحفاظ على اتفاق الصخيرات

اجتماع الجوار الليبي في النيجر يدعو إلى الحفاظ على اتفاق الصخيرات

بعد تعثر الملفات السياسية والأمنية في ليبيا، وفشل اتفاق الصخيرات في إنجاز ما تم الاتفاق عليه، أصبح الملف الليبي يشهد تعقيدات، تحتاج وفقا لما ذكرته مصادر ليبية لـ«الشرق الأوسط»، إلى حوار هادئ ووساطة محايدة، خصوصا بعد أن وضعت كل من حكومتي الغويل والثني الكرة في مرمى البرلمان الليبي لاتخاذ قرار بتشكيل حكومة وحدة وطنية، وهو ما يعني صراحة عجز المجلس الرئاسي عن تشكيل حكومة جديدة كي تنال ثقته. لكن المهلة انتهت ولم يقدم السراج حكومة جديدة تحظى بثقة رئيس البرلمان.
وترى مصادر مطلعة أن دول الجوار ما زالت تعترف بالمجلس الرئاسي جسما تنفيذيا يمثل الدولة الليبية في كل الاجتماعات الرسمية في الخارج، لافتة النظر إلى أن هذا الوضع سوف يستمر لأن التيار الإسلامي المتشدد في طرابلس يرى أن اتفاق الصخيرات يقصيه عن المشاركة.
وردا على سؤال حول ما إذا كان رئيس البرلمان، عقيلة صالح، سوف يدعو إلى تشكيل حكومة وحدة بين أعضاء حكومتي الغويل والثني، أوضحت المصادر أن البرلمان سوف يترك الأمر مفتوحا على كل الاحتمالات. أما بخصوص دعوة كوبلر إلى خليفة حفتر لتشكيل جيش موحد، فقد اكتفت بالقول إن «الشيطان يكمن في التفاصيل».
وعلى ضوء هذه المستجدات الملغمة انعقد اجتماع وزراء خارجية دول الجوار الليبي في النيجر بمشاركة الجزائر والنيجر ومصر وتونس، وتشاد والسودان، والمبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر، والمبعوث الخاص للاتحاد الأفريقي إلى ليبيا جاكوي كيكويتي، وممثل الأمين العام لجامعة الدول العربية رئيس مركز الجامعة في تونس، وممثلين عن المنظمات الإقليمية والدولية بهدف تعميق التشاور والتنسيق بين دول المنطقة، من أجل مواجهة التحديات الراهنة ودعم العملية السياسية في البلاد. أما من الجانب الليبي فقد شارك نائب رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، موسى الكوني.
وبحث الاجتماع آخر تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، ومسارات الاتفاق السياسي، والجهود المبذولة على الصعيد المحلي والإقليمي والدولي، من أجل تسوية الأزمة في ليبيا، بناء على الاتفاق السياسي، بالإضافة إلى تجديد الدعم للمجلس الرئاسي وحكومة الوفاق الوطني، وتأييد وحدة وسيادة ليبيا والحوار السياسي، في إطار الحوار والمصالحة الوطنية. كما ناقش أيضًا ملفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية والتهريب والمخدرات والجريمة المنظمة، وبحث الآليات والخطط الكفيلة للحد من انتشارها وتوسعها.
يشار إلى أن الاجتماع السابق لدول جوار ليبيا، وهو الثامن من نوعه، كان قد عقد في تونس في مارس (آذار) الماضي، بحضور رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني، فايز السراج، وبمشاركة وزراء خارجية مصر والسودان والجزائر وتشاد والنيجر، حيث أكد بيانه الختامي دعم دول الجوار للاتفاق السياسي، وأهمية استكمال بقية الاستحقاقات، ورفضه التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية لليبيا.



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.