واشنطن تستعين بأطباء نفسيين في محاربة التطرف

مشروع للاستعانة باختصاصيين في الصحة العقلية لمنع انتشار العنف

صورة أرشيفية لانفجار هز نيويورك الشهر الماضي وتسبب في إصابة 29 شخصًا (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لانفجار هز نيويورك الشهر الماضي وتسبب في إصابة 29 شخصًا (أ.ف.ب)
TT

واشنطن تستعين بأطباء نفسيين في محاربة التطرف

صورة أرشيفية لانفجار هز نيويورك الشهر الماضي وتسبب في إصابة 29 شخصًا (أ.ف.ب)
صورة أرشيفية لانفجار هز نيويورك الشهر الماضي وتسبب في إصابة 29 شخصًا (أ.ف.ب)

تظهر مسودة خطة للشرطة، أعلنت أمس، أن خطة جديدة للبيت الأبيض تهدف إلى تدريب معلمين واختصاصيين في الصحة العقلية على التدخل لمنع الأميركيين من التحول إلى الفكر المنادي بالعنف، وهي مهمة ينصب معظمها حاليا على مسؤولي إنفاذ القانون.
وتعدّ الخطة التي تقع في 18 صفحة أول تحديث تجريه إدارة الرئيس باراك أوباما على سياساتها لمنع انتشار الجماعات التي تنتهج العنف، مثل تلك التي حرضت على شن هجمات في العام الماضي في تشارلستون وساوث كارولاينا وسان برناردينو وكاليفورنيا وأورلاندو وفلوريدا ونيويورك ونيوجيرسي.
ولم تقتصر أعمال العنف في أميركا على اعتداءات انتحارية، بل قتل رجل أبيض يؤمن بالتفوق العرقي 9 أشخاص سود داخل كنيسة تاريخية للأميركيين من أصول أفريقية في تشارلستون. وسارت هجمات أخرى وتفجيرات على نهج هجمات نفذها متشددون، واستهدفت مدنيين في عدة دول.
واستجوب جمهوريون وديمقراطيون بالكونغرس مسؤولين بوزارة الأمن الداخلي، بشأن تأخر تحديث أسلوب الوزارة فيما يتعلق بالتصدي لخطط التجنيد التي يطبقها تنظيم داعش وجماعات أخرى. ولا يملك الكونغرس سلطة رفض الخطة، لكن يمكنه حجب التمويل حتى لا تنفذ الخطة بالكامل.
وانتقدت جماعات مدافعة عن الحريات المدنية، ومنها مجلس العلاقات الأميركية - الإسلامية، النموذج الراهن، معتبرة أنه يثير جوا من انعدام الثقة داخل مجتمعات المسلمين في الولايات المتحدة. ويقود ممثلو الادعاء الاتحاديون المكلفون بإجراء التحقيقات المتعلقة بالإرهاب جهود المكافحة أيضا.
وسيظل لممثلي الادعاء دور في جهود المكافحة في السياسة الجديدة، بما في ذلك ترتيب برامج تدريب بعد ساعات الدراسة، لكن لا يمكنهم استخدام مثل هذه البرامج في جمع المعلومات. وبموجب الإرشادات الجديدة، ستقوم «فرق تدخل محلية»، تضم اختصاصيين في الصحة العقلية وجماعات قائمة على أساس عقائدي ومعلمين وزعماء محليين، بتقييم احتياجات الأفراد الذين قد تظهر عليهم أعراض التحول لفكر يميل للعنف.
ويمكن لمسؤولي إنفاذ القانون المحليين أن يشاركوا أيضًا في هذه الفرق، ولكن ذلك لا ينطبق على ممثلي الادعاء الاتحاديين. وقال بريت ستيل، القائم بأعمال نائب مدير مهمة مكافحة التطرف العنيف التابعة للحكومة الأميركية: «خلصنا إلى أن جهود تشكيل فرق التدخل ستحقق على الأرجح نجاحا أقل إذا قادتها الحكومة الاتحادية»، مشيرا إلى أن الفرق يجب أن يقودها أفراد من المجتمع.
وتقضي الخطة بعدم اتخاذ مسؤولي إنفاذ القانون أي إجراء، إلا إذا رأوا أن شخصا ما «يشكل تهديدا أو أنه قادر على الفور على ارتكاب جريمة». وتدعو الخطة كذلك وزارة العدل إلى تنفيذ استراتيجيات إعادة تأهيل يمكن أن تشمل الاستعانة بأشخاص عادوا عن طريق العنف في نصح أولئك المدانين في قضايا عنف.



كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

TT

كندا: ترودو يستقيل من زعامة الحزب الليبرالي

ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)
ترودو متأثراً خلال إعلان استقالته في أوتاوا الاثنين (رويترز)

أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو (53 عاماً) استقالته من منصبه، الاثنين، في مواجهة ازدياد الاستياء من قيادته، وبعدما كشفت الاستقالة المفاجئة لوزيرة ماليته عن ازدياد الاضطرابات داخل حكومته.

وقال ترودو إنه أصبح من الواضح له أنه لا يستطيع «أن يكون الزعيم خلال الانتخابات المقبلة بسبب المعارك الداخلية». وأشار إلى أنه يعتزم البقاء في منصب رئيس الوزراء حتى يتم اختيار زعيم جديد للحزب الليبرالي.

وأضاف ترودو: «أنا لا أتراجع بسهولة في مواجهة أي معركة، خاصة إذا كانت معركة مهمة للغاية لحزبنا وبلدنا. لكنني أقوم بهذا العمل لأن مصالح الكنديين وسلامة الديمقراطية أشياء مهمة بالنسبة لي».

ترودو يعلن استقالته من أمام مسكنه في أوتاوا الاثنين (رويترز)

وقال مسؤول، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن البرلمان، الذي كان من المقرر أن يستأنف عمله في 27 يناير (كانون الثاني) سيتم تعليقه حتى 24 مارس، وسيسمح التوقيت بإجراء انتخابات على قيادة الحزب الليبرالي.

وقال ترودو: «الحزب الليبرالي الكندي مؤسسة مهمة في تاريخ بلدنا العظيم وديمقراطيتنا... سيحمل رئيس وزراء جديد وزعيم جديد للحزب الليبرالي قيمه ومثله العليا في الانتخابات المقبلة... أنا متحمّس لرؤية هذه العملية تتضح في الأشهر المقبلة».

وفي ظل الوضع الراهن، يتخلف رئيس الوزراء الذي كان قد أعلن نيته الترشح بفارق 20 نقطة عن خصمه المحافظ بيار بوالييفر في استطلاعات الرأي.

ويواجه ترودو أزمة سياسية غير مسبوقة مدفوعة بالاستياء المتزايد داخل حزبه وتخلّي حليفه اليساري في البرلمان عنه.

انهيار الشعبية

تراجعت شعبية ترودو في الأشهر الأخيرة ونجت خلالها حكومته بفارق ضئيل من محاولات عدة لحجب الثقة عنها، ودعا معارضوه إلى استقالته.

ترودو وترمب خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ 8 يوليو 2017 (رويترز)

وأثارت الاستقالة المفاجئة لنائبته في منتصف ديسمبر (كانون الأول) البلبلة في أوتاوا، على خلفية خلاف حول كيفية مواجهة الحرب التجارية التي تلوح في الأفق مع عودة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب إلى البيت الأبيض.

وهدّد ترمب، الذي يتولى منصبه رسمياً في 20 يناير، بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25 في المائة على السلع الكندية والمكسيكية، مبرراً ذلك بالأزمات المرتبطة بالأفيونيات ولا سيما الفنتانيل والهجرة.

وزار ترودو فلوريدا في نوفمبر (تشرين الثاني) واجتمع مع ترمب لتجنب حرب تجارية.

ويواجه ترودو الذي يتولى السلطة منذ 9 سنوات، تراجعاً في شعبيته، فهو يعد مسؤولاً عن ارتفاع معدلات التضخم في البلاد، بالإضافة إلى أزمة الإسكان والخدمات العامة.

ترودو خلال حملة انتخابية في فانكوفر 11 سبتمبر 2019 (رويترز)

وترودو، الذي كان يواجه باستهتار وحتى بالسخرية من قبل خصومه قبل تحقيقه فوزاً مفاجئاً ليصبح رئيساً للحكومة الكندية على خطى والده عام 2015، قاد الليبراليين إلى انتصارين آخرين في انتخابات عامي 2019 و2021.

واتبع نجل رئيس الوزراء الأسبق بيار إليوت ترودو (1968 - 1979 و1980 - 1984) مسارات عدة قبل دخوله المعترك السياسي، فبعد حصوله على دبلوم في الأدب الإنجليزي والتربية عمل دليلاً في رياضة الرافتينغ (التجديف في المنحدرات المائية) ثم مدرباً للتزلج على الثلج بالألواح ونادلاً في مطعم قبل أن يسافر حول العالم.

وأخيراً دخل معترك السياسة في 2007، وسعى للترشح عن دائرة في مونتريال، لكن الحزب رفض طلبه. واختاره الناشطون في بابينو المجاورة وتعد من الأفقر والأكثر تنوعاً إثنياً في كندا وانتُخب نائباً عنها في 2008 ثم أُعيد انتخابه منذ ذلك الحين.

وفي أبريل (نيسان) 2013، أصبح زعيم حزب هزمه المحافظون قبل سنتين ليحوله إلى آلة انتخابية.

وخلال فترة حكمه، جعل كندا ثاني دولة في العالم تقوم بتشريع الحشيش وفرض ضريبة على الكربون والسماح بالموت الرحيم، وأطلق تحقيقاً عاماً حول نساء السكان الأصليين اللاتي فُقدن أو قُتلن، ووقع اتفاقات تبادل حرّ مع أوروبا والولايات المتحدة والمكسيك.