ريهام الجيلي.. طموح إلى إخراج الثوب السوداني من المحليةhttps://aawsat.com/home/article/764206/%D8%B1%D9%8A%D9%87%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%84%D9%8A-%D8%B7%D9%85%D9%88%D8%AD-%D8%A5%D9%84%D9%89-%D8%A5%D8%AE%D8%B1%D8%A7%D8%AC-%D8%A7%D9%84%D8%AB%D9%88%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%88%D8%AF%D8%A7%D9%86%D9%8A-%D9%85%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%84%D9%8A%D8%A9
ريهام الجيلي.. طموح إلى إخراج الثوب السوداني من المحلية
المصممة ريهام مع أحد تصاميمها
تحلم ريهام الجيلي إدريس، مصممة الأزياء السودانية، بنقل الثوب السوداني إلى العالمية وإخراجه من محليته من خلال تصاميم تخرج عن المألوف والتقليدي. وتقول إنها نجحت إلى حد الآن في تغيير نظرة كثير من السيدات غير السودانيات إليه، بدليل أنهن أصبحن يُقبلن عليه في مناسباتهن الاجتماعية وفي الأفراح أو ما يسمى «ليلة الحناء»، لأنه يضمن لهن مظهرا متميزا. شاركت ريهام الجيلي في عدد من عروض الأزياء في دول الخليج، كان آخرها في مدينة صلالة العمانية ضمن ملتقى سيدات رائدات الأعمال. وتقول إن ما يميز تصاميمها دمجها أفكارا وموروثات سودانية بخطوط الموضة العالمية، مستعملة خامات وتفاصيل كان يصعب في الماضي خلطها في الثوب السوداني، مثل التول والدانتيل، أو استخدام نقشات الورد مع أحجار الكريستال وغيرها من التفاصيل. ولأنها، كما تقول، تميل إلى الثقافة الهندية، كونها أقرب إلى الثقافة السودانية، فهي تستعمل التطريز بسخاء على حواف الثوب السوداني، كما تستعين بخياطين مهرة من الهند يشرفون على تجسيد أفكارها وتنفيذ تصاميمها. ورغم التجديدات التي تحرص عليها وجنوحها نحو الابتكار، فإنها تعترف بأن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها تأثير كبير في جذب الانتباه إلى الثوب السوداني، وفي الوقت ذاته التشجيع على تطويره حتى يخرج من محليته، خصوصا أن العالم مستعد له. ففي كل المعارض التي شاركت فيها، تتفاجأ بردود فعل الجمهور العربي أو الغربي، الذي يعبر دوما عن رغبته في الاكتشاف والغوص في خلفياته وموروثاته. في صلالة مثلا «حظيت كل التصاميم السبعة بالإعجاب، وكان شعوري حينها بأنني أسهمت في التعريف بثقافتي وتراثي ولعبت، ولو دورا صغيرا في تطوير هذا الثوب وإخراجه من المحلية». وعن أكثر التصاميم التي نالت إعجاب الحضور، ترد ريهام قائلة بفخر إنه ثوب «بنت السودان» الذي يستخدم فيما يُعرف بـ«الجرتق»، وهي عادة سودانية قديمة يقصد منها حصول العروسين على البركة، فترتدي العروس ثوبا أحمر مع الذهب. وتضيف أنها تحاول في كل تصميم أن تحكي قصة مختلفة تعبر عن صاحبته وعن المناسبة في الوقت ذاته «درجت العادة، مثلا، أن ترتدي الموظفات السودانيات ثوبا أبيض سادة حتى تعبر عن الرسمية والجدية، لكن تغير الزمن، وأصبح بالإمكان إدخال ألوان أخرى، مثل الأسود أو الرمادي، أو الأزرق مع بعض الرسمات والأشكال الهندسية من دون أن تتأثر رسميته أو جديته، وهذا ما تؤكده تصاميمي». لم تكتف ريهام بهذا، بل طورت أيضا ثوب المناسبات الاجتماعية، التي تكون وسط النهار، وكانت تعتمد في السابق على خامة التول فقط، بينما يمكن الآن مزج التول مع المخمل بألوان وطبعات تبشر بالربيع وتضج بالأنوثة. ولأن أزياء النهار تختلف عن أزياء المساء والسهرة، فإنها تحرص أن تكون تصاميمها للمساء جريئة مختلفة تلمع بالسلاسل الذهبية، أو تتلألأ بذرات من الذهب أو الفضة لمزيد من البريق والتألق.
دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوانhttps://aawsat.com/%D9%8A%D9%88%D9%85%D9%8A%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%B4%D8%B1%D9%82/%D9%84%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%88%D8%B6%D8%A9/5087583-%D8%AF%D8%A7%D8%B1-%D9%83%D8%A7%D8%B1%D9%88%D9%84%D9%8A%D9%86%D8%A7-%D9%87%D9%8A%D8%B1%D9%8A%D8%B1%D8%A7-%D8%AA%D9%8F%D8%B7%D8%B1%D9%90%D8%B2-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A7%D8%B6%D9%8A-%D9%81%D9%8A-%D9%84%D9%88%D8%AD%D8%A7%D8%AA-%D8%AA%D8%AA%D9%88%D9%87%D8%AC-%D8%A8%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%84%D9%88%D8%A7%D9%86
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
لندن:«الشرق الأوسط»
TT
دار «كارولينا هيريرا» تُطرِز أخطاء الماضي في لوحات تتوهج بالألوان
تفننت الورشات المكسيكية في صياغة الإكسسوارات والمجوهرات والتطريز (كارولينا هيريرا)
في مجموعته من خط «الريزورت لعام 2020» أثار مصمم دار «كارولينا هيريرا» ويس غوردن موجة من الاستياء والغضب في المكسيك. اتُهم حينها بالسرقة الفنية والثقافية، لأنه استلهم من تطريزات تراثية مكسيكية بشكل شبه حرفي من دون أن يطلب الإذن من أصحابها ولا أشار إليهم. وصل الأمر إلى تدخل حكومي، جاء على لسان وزيرة الثقافة المكسيكية آليخاندرا فراوستو التي وجَهت رسالة تتهم فيها دار «كارولينا هيريرا» بالانتحال الثقافي وتطالبها بتفسير علني لاستخدامها رسوماً منسوخة من تراث الشعوب الأصلية المكسيكية، وما إذا كان هؤلاء سيستفيدون بأي شكل من الأشكال.
كان رد المصمم سريعاً وهو أن فكرة الانتحال لم تكن تخطر بباله، وأن ما قصده كان تكريم الثقافة المكسيكية والاحتفال بها، مُعترفاً أنه لا ينفي أن «المكسيك بالفعل حاضرة بقوة في هذه المجموعة. لكن حرصي على إبراز هذا التراث هو دليل على المحبة التي أكنّها لهذا البلد ولإبداعاته الحرفية التي طالما أعجبت بها وكانت من أهم مصادر إلهامي».
ريزورت 2025
مرت أربع سنوات وأشهر عديدة، وها هو يؤكد أن قوله لم يكن لمجرد التبرير للخروج من ورطة غير محسوبة. هو فعلاً يحب الثقافة المكسيكية، وإلا ما عاد إليها في عرضه الجديد من خط «الريزورت لعام 2025». الاختلاف هذه المرة أنه اتخذ كل التدابير التي تقيه أي جدل أو هجوم. فالعرض كما تشرح الدار «رحلة من الاستكشاف تُعززها العلاقة الممتدة على مدى عقود طويلة بينها وبين المكسيك».
عُرضت التشكيلة في منتصف شهر فبراير (شباط) الماضي. اختار لها المصمم غروب الشمس توقيتاً، ومتحف أناهواكالي، مكاناً.
اختيار متحف «اناكاهوالي» مسرحاً للعرض له دلالته. فهو يحتوي على قطع أثرية تعود إلى ما قبل كولومبوس وتحيطه مناظر خلابة تشكلها النباتات المحلية مما جعله مثالياً لعرض يزخر بالتاريخ والفن والجمال. يُعلَق المصمم غوردن «إن مكسيكو سيتي لها مكانة رائدة كمركز عالمي للفنون والإبداعات المعمارية وتجارب الطهو والثقافة، فضلاً عن المهارة العالية التي يتمتع بها الحرفيون المحليون».
كان واضحاً أنه اتبع هنا مبدأ «ابعد عن الشر وغني له». اكتفى بألوان الطبيعة المستلهمة تحديداً من غروب الشمس والصخور الركانية في مكسيكو سيتي والمناطق المجاورة لها، و تعاون مع أربع فنانات مكسيكيات، ليُرسِخ احتفاءه بالمهارة الفنية والثقافة المكسيكي من دون أن يتعرَض لأي هجوم أو انتقاد.
وهكذا على طول الفناء الأمامي للمتحف الذي تم بناؤه على حجر بركاني منحوت، تهادت العارضات وهن يتألق في تصاميم تراقصت فيها الألوان الزاهية مثل الأزرق والأخضر العشبي، والعنابي، والأصفر الساطع، إلى جانب قطع بالأبيض والأسود. لم يخف المصمم ويس غوردن أنها لوحة رسمها وطرَزها بالتعاون مع فنانات مكسيكيات لهن باع وشغف في مجالات متنوعة، ساهمت كل منهن بضخها بالألوان والديناميكية الجريئة التي تتميز بها الفنون المكسيكية، وهن:
الفنانة ناهنو Nähñu
وهي خبيرة تطريز تعود أصولها إلى نانت في تينانجو دي دوريا في ولاية هيدالغو. تفنّنت في ابتكار ثماني قطع قطنية مطرزة مع تدرجات لونية متباينة ظهرت في قمصان وفساتين وسراويل. وتعليقاً على هذا الموضوع، علَقت الفنانة: «تمنحني الأقمشة مساحة للتعبير عن أسلوبي الإبداعي وحالتي المزاجية في مختلف الأوقات. فعندما أشعر بالسعادة أستخدم ألواناً حيوية، بينما أعتمد الألوان الداكنة للتعبير عن شعوري بالحزن». وأضافت ابنتها بيبيانا هيرنانديز، التي ساهمت هي الأخرى في هذه الإبداعات: «نجحنا في هذا المشروع بالتعبير عن أسلوبنا المميز في عالم التطريز. فهو الذي يفسح لنا المجال لإبراز مواهبنا والتعبير عن مشاعرنا المختلفة في الوقت ذاته».
فيرجينيا فيرونيكا آرسي آرسي
هي أيضاً فنانة متخصصة في التطريز. أبدعت للدار تطريزات مستوحاة من جمال الطبيعة المحيطة بمدينتها، سان إيسيدرو بوين سوسيسو، بولاية تلاكسالا، التي تشتهر بامتداد منحدرات جبلها البركاني المعروف باسم لا مالينشي.
اكتسبت فيرجينا مهارة التطريز من والدها وهي في سن الـ15، وتعهدت منذ ذلك الحين أن تحافظ على هذه الحرفة وتعمل على تطويرها كلغة فنية لما تُشكله من جزء هام من هوية المجتمع. وتبرز أعمالها في ثلاثة فساتين من الدانتيل المطرز.
جاكلين إسبانا
مساهمتها تجلّت في تخصصها في خزف تالافيرا المُتميز باللونين الأزرق والأبيض، والذي يشكل جزءاً رئيسياً من النسيج الثقافي في سان بابلو ديل مونتي بولاية تلاكسالا.
عشقت جاكلين هذا النوع من الخزف منذ طفولتها، فعملت على استكشاف مزاياه الإبداعية بعد إنهاء دراستها في مجال الهندسة الكيميائية. وقالت في هذا الصدد أن خزف تالافيرا «يشكل في منطقتنا إرثاً عريقاً نحرص باستمرار على الحفاظ عليه واستخدامه كزينة في المناسبات الخاصة فقط. ولذا، وقع عليه اختياري لاستخدامه في أعمالي الفنية عموماً، وفي هذه التشكيلة خصوصاً».
كان دورها أن تبتكر تفاصيل ومجوهرات من الخزف المرسوم يدوياً لتزين بها قطع أزياء وأقراط، كما تشرح: «بصفتي متخصصة بخزف تالافيرا، ألتزم بالحفاظ على إرث هذا الخزف المتوارث عبر الأجيال، والاحتفاء بجوهره والعمل على تطويره من خلال وضعه في أروع الإبداعات».
ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»
تعاونت الدار أيضاً مع ورشة «آراشيلي نيبرا ماتاداماس»، التي تتخذ من أواكساكا دي خواريز بمدينة أواكساكا مقراً لها. وتعتبر مركز الأعمال الحرفية في المكسيك، إذ تتعاون الورشة مع أبرز الفنانين لإعادة ابتكار بعض القطع التقليدية برؤية عصرية. لهذا المشروع عملت الورشة مع حدادين متخصصين في النحاس ومطرزين ورسامين لتزيين الخيكارا، وهي أوعية تقليدية مصممة من قشور القرع المجففة، تُستخدم فيها الألوان وفن التطريز وأنماط المقرمة وغيرها من المواد.
تقول مؤسسة الورشة نيبرا: «أستمد إلهامي من الطبيعة من حولي، بما تحمله من نباتات وأزهار حسب المواسم التي تظهر فيها، إضافة إلى ألوان غروب الشمس». لهذه التشكيلة، نجحت نيبرا وفريقها في ابتكار مجموعة من المجوهرات الملونة يدوياً تشبه أعمالها فن الخيكارا.
لمسات كارولينا هيريرا
لم تكتف «كارولينا هيريرا» بهذه التعاونات. عرضت أيضاً مجموعة مصغرة من ألبسة الجينز بالتعاون مع شركة «فرايم دينم»، إلا أن مصممها وبالرغم من شغفه بالثقافة المكسيكية، لم يتجاهل جينات الدار الأساسية، التي ظهرت في أزياء المساء والسهرة. فهذه حافظت على أسلوبها المعروف بأناقتها الكلاسيكية الراقصة على نغمات من الفلامنكو، إضافة إلى تلك الفخامة التي تعتمد فيها دائماً على الأقمشة المترفة والأحجام السخية، والورود المتفتحة.