ريهام الجيلي.. طموح إلى إخراج الثوب السوداني من المحلية

بإضافة ألوان مشرقة وتطريزات غنية

المصممة ريهام مع أحد تصاميمها
المصممة ريهام مع أحد تصاميمها
TT

ريهام الجيلي.. طموح إلى إخراج الثوب السوداني من المحلية

المصممة ريهام مع أحد تصاميمها
المصممة ريهام مع أحد تصاميمها

تحلم ريهام الجيلي إدريس، مصممة الأزياء السودانية، بنقل الثوب السوداني إلى العالمية وإخراجه من محليته من خلال تصاميم تخرج عن المألوف والتقليدي. وتقول إنها نجحت إلى حد الآن في تغيير نظرة كثير من السيدات غير السودانيات إليه، بدليل أنهن أصبحن يُقبلن عليه في مناسباتهن الاجتماعية وفي الأفراح أو ما يسمى «ليلة الحناء»، لأنه يضمن لهن مظهرا متميزا. شاركت ريهام الجيلي في عدد من عروض الأزياء في دول الخليج، كان آخرها في مدينة صلالة العمانية ضمن ملتقى سيدات رائدات الأعمال. وتقول إن ما يميز تصاميمها دمجها أفكارا وموروثات سودانية بخطوط الموضة العالمية، مستعملة خامات وتفاصيل كان يصعب في الماضي خلطها في الثوب السوداني، مثل التول والدانتيل، أو استخدام نقشات الورد مع أحجار الكريستال وغيرها من التفاصيل.
ولأنها، كما تقول، تميل إلى الثقافة الهندية، كونها أقرب إلى الثقافة السودانية، فهي تستعمل التطريز بسخاء على حواف الثوب السوداني، كما تستعين بخياطين مهرة من الهند يشرفون على تجسيد أفكارها وتنفيذ تصاميمها.
ورغم التجديدات التي تحرص عليها وجنوحها نحو الابتكار، فإنها تعترف بأن وسائل التواصل الاجتماعي كان لها تأثير كبير في جذب الانتباه إلى الثوب السوداني، وفي الوقت ذاته التشجيع على تطويره حتى يخرج من محليته، خصوصا أن العالم مستعد له. ففي كل المعارض التي شاركت فيها، تتفاجأ بردود فعل الجمهور العربي أو الغربي، الذي يعبر دوما عن رغبته في الاكتشاف والغوص في خلفياته وموروثاته. في صلالة مثلا «حظيت كل التصاميم السبعة بالإعجاب، وكان شعوري حينها بأنني أسهمت في التعريف بثقافتي وتراثي ولعبت، ولو دورا صغيرا في تطوير هذا الثوب وإخراجه من المحلية».
وعن أكثر التصاميم التي نالت إعجاب الحضور، ترد ريهام قائلة بفخر إنه ثوب «بنت السودان» الذي يستخدم فيما يُعرف بـ«الجرتق»، وهي عادة سودانية قديمة يقصد منها حصول العروسين على البركة، فترتدي العروس ثوبا أحمر مع الذهب.
وتضيف أنها تحاول في كل تصميم أن تحكي قصة مختلفة تعبر عن صاحبته وعن المناسبة في الوقت ذاته «درجت العادة، مثلا، أن ترتدي الموظفات السودانيات ثوبا أبيض سادة حتى تعبر عن الرسمية والجدية، لكن تغير الزمن، وأصبح بالإمكان إدخال ألوان أخرى، مثل الأسود أو الرمادي، أو الأزرق مع بعض الرسمات والأشكال الهندسية من دون أن تتأثر رسميته أو جديته، وهذا ما تؤكده تصاميمي». لم تكتف ريهام بهذا، بل طورت أيضا ثوب المناسبات الاجتماعية، التي تكون وسط النهار، وكانت تعتمد في السابق على خامة التول فقط، بينما يمكن الآن مزج التول مع المخمل بألوان وطبعات تبشر بالربيع وتضج بالأنوثة. ولأن أزياء النهار تختلف عن أزياء المساء والسهرة، فإنها تحرص أن تكون تصاميمها للمساء جريئة مختلفة تلمع بالسلاسل الذهبية، أو تتلألأ بذرات من الذهب أو الفضة لمزيد من البريق والتألق.



غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
TT

غادر هادي سليمان «سيلين» وهي تعبق بالدفء والجمال

توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)
توسعت الدار مؤخراً في كل ما يتعلق بالأناقة واللياقة لخلق أسلوب حياة متكامل (سيلين)

بعد عدة أشهر من المفاوضات الشائكة، انتهى الأمر بفض الشراكة بين المصمم هادي سليمان ودار «سيلين». طوال هذه الأشهر انتشرت الكثير من التكهنات والشائعات حول مصيره ومستقبله. ولحد الآن لا يُحدد المصمم هذا المستقبل. لكن المؤكد أنه ضاعف مبيعات «سيلين» خلال الست سنوات التي قضاها فيها مديراً إبداعياً. غادرها وهي قوية ومخلفاً إرثاً لا يستهان به، يتمثل في تأسيسه قسماً جديداً للعطور ومستحضرات التجميل. فهو لم يكن يعتبر نفسه مسؤولاً عن ابتكار الأزياء والإكسسوارات فحسب، بل مسؤولاً على تجميل صورتها من كل الزوايا، ومن ثم تحسين أدائها.

العطور ومستحضرات التجميل جزء من الحياة ولا يمكن تجاهلهما وفق هادي سليمان (سيلين)

نجح وفق تقديرات المحللين في رفع إيراداتها من 850 مليون دولار حين تسلمها في عام 2018، إلى ما يقرب من 3.27 مليار دولار عندما غادرها. الفضل يعود إلى أسلوبه الرشيق المتراقص على نغمات الروك أند رول من جهة، وإدخاله تغييرات مهمة على «لوغو» الدار وإكسسواراتها من جهة أخرى. هذا عدا عن اقتحامه مجالات أخرى باتت جزءاً لا يتجزأ من الحياة المترفة تعكس روح «سيلين» الباريسية، مثل التجميل واللياقة البدنية.

اجتهد في رسم جمال الدار في عام 2023 وكأنه كان يعرف أن الوقت من ذهب (سيلين)

بعد عام تقريباً من تسلمه مقاليد «سيلين» بدأ يفكر في التوسع لعالم الجمال. طرح فعلاً مجموعة من العطور المتخصصة استوحاها من تجاربه الخاصة والأماكن التي عاش أو عمل فيها. استعمل فيها مكونات مترفة، ما ساهم في نجاحها. هذا النجاح شجعه على تقديم المزيد من المنتجات الأخرى، منها ما يتعلق برياضة الـ«بيلاتيس» زينها بـ«لوغو» الدار.

يعمل هادي سليمان على إرساء أسلوب حياة يحمل بصماته ونظرته للجمال (سيلين)

مستحضرات التجميل كان لها جُزء كبير في خطته. كان لا بد بالنسبة له أن ترافق عطوره منتجات للعناية بالبشرة والجسم تُعزز رائحتها وتأثيرها. هنا أيضاً حرص أن تشمل كل جزئية في هذا المجال، من صابون معطر يحمل رائحة الدار وكريمات ترطيب وتغذية إلى بخاخ عطري للشعر وهلم جرا.

في عام 2019 طرح مجموعة عطور متخصصة أتبعها بمنتجات للعناية بالبشرة والجسم (سيلين)

كانت هذه المنتجات البداية فقط بالنسبة له، لأنه سرعان ما أتبعها بمستحضرات ماكياج وكأنه كان يعرف أن وقته في الدار قصير. كان أول الغيث منها أحمر شفاه، قدمته الدار خلال أسبوع باريس الأخير. من بين ميزاته أنه أحمر شفاه يرطب ويلون لساعات من دون أن يتزحزح من مكانه. فهو هنا يراعي ظروف امرأة لها نشاطات متعددة وليس لديها الوقت الكافي لتجدده في كل ساعة.

بدأ بأحمر شفاه واحد حتى يجس نبض الشعر ويُتقن باقي الألوان لتليق باسم «سيلين» (سيلين)

حتى يأتي بالجودة المطلوبة، لم تتسرع الدار في طرح كل الألوان مرة واحدة. اكتفت بواحد هو Rouge Triomphe «روج تريومف» على أن تُتبعه بـ15 درجات ألوان أخرى تناسب كل البشرات بحلول 2025 إضافة إلى ماسكارا وأقلام كحل وبودرة وظلال خدود وغيرها. السؤال الآن هو هل ستبقى الصورة التي رسمها هادي سليمان لامرأة «سيلين» وأرسى بها أسلوب حياة متكامل يحمل نظرته للجمال، ستبقى راسخة أم أن خليفته، مايكل رايدر، سيعمل على تغييرها لكي يضع بصمته الخاصة. في كل الأحوال فإن الأسس موجودة ولن يصعب عليه ذلك.