دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف

حزب معارض اعتبر النتائج دليلاً على إخفاق حكومة فيينا التي رفضت التعليق عليها

دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف
TT

دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف

دراسة: 85 % من المهاجرين الجدد في النمسا معرضون لخطر التطرف

حسب نتائج دراسة نمساوية حديثة، فإن 85 في المائة من المراهقين المهاجرين من أصول إسلامية معرضون لخطر التطرف ما لم يتم تداركهم سريعًا، وإن نسبة 27 في المائة من أولئك المراهقين يعادون عموم الفكر الغربي ويتعاطفون مع الفكر المتطرف العنيف.
وكان ناشر الدراسة، الباحث الاجتماعي كينان غونغور، قد أجرى استطلاعًا مطولاً على عينة ضمت 401 شاب مهاجر تتراوح أعمارهم ما بين 14 و24 سنة من بينهم 214 شابًا مسلمًا، ظل يتحدث إليهم ويناقشهم في مواقع مختلفة بما في ذلك في أوقات أنسهم بالحدائق العامة ومراكز دراستهم وتجمعات ومعسكرات سكنهم، بهدف أن يتعرف عليهم وعلى أفكارهم.
وفقًا للأجوبة والآراء صنف الباحث الشباب المسلم الذي درسه إلى 3 مجموعات؛ ضعيفة، ومتناقضة، ومعتدلة.
وأشار إلى أن نسبة 34 في المائة أجابت بنعم على سؤال طرحه إن «كان يتوجب على العالم الإسلامي الدفاع بالقوة أم لا».
فيما أبدت نسبة 29 في المائة استعدادها للذهاب لخوض حرب «دينية»، بينما أظهرت نسبة 31 في المائة تعاطفًا مع المتطرفين، وأنهم يرفضون فكرة أن يشاركوا شخصيًا في القتال. هذا بينما أكدت نسبة 42 في المائة رفضها للعنف، مبدية خشيتها من التطرف ومخاطره.
من جانب آخر، أبدت نسبة 65 في المائة من المستطلعين المسلمين إحساسها بالحياة الجديدة التي يعيشونها بفيينا، رغم تأكيدهم بعدم معرفة النمساويين معرفة حقيقية.
وفي معرض حديث لوسائل الإعلام المحلية التي نشرت نتائج الدراسة، أمس، قال الباحث إن «النتائج التي توصل إليها لا ينبغي أن تستخدم لاستخلاص استنتاجات حول فكر الشباب في فيينا بصورة مطلقة، إذ إن معظم من شاركوا فيها يعتبرون من الفئات المحرومة اجتماعيًا»، مشددًا على أن أهم العوامل التي تزيد من خطر التطرف تعود لطريقة تدريس مادة الدين إبان فترة المراهقة. مشددًا على أن التطرف لم يعد مشكلة ذكورة فحسب، خصوصًا في ظل أجواء الحرية المتاحة في مجتمع مفتوح كمجتمع فيينا يسهل فيه الاختلاط بين المهاجرين بسبب ظروف الاغتراب، لا سيما أن القاسم المشترك بين الشباب المهاجر يتمثل في بحثهم عن هوية.
وبينما لم تعلق حكومة فيينا بعد على نتائج الدراسة، فإن بعض مسؤوليها كانوا قد أعلنوا عن مبادرات وبرامج تتيح للمسؤولين والمتخصصين النفسانيين والاجتماعيين التعرف «ولو خفية» على تلك القطاعات من الشباب المراهق المعرض لأنواع كهذه من خطر التطرف وفتح حوارات معهم قبل أن يتطرفوا فعلاً.
وفي هذا السياق تنشط بالمدينة مجموعات تدرب الأمهات على تلمس أي بوادر تطرف قد تظهر على صغارهم وكيفية التعامل معها، بما في ذلك الاتصال بالشرطة التي تدرس الحالة وتخضعها للمراقبة والعلاج في سرية كاملة.
من جانبه، سارع حزب الحرية المعارض لاعتبار نتائج الدراسة دليلاً على تجاهل حزبي حكومة فيينا «الحزب الاشتراكي الديمقراطي وحزب الخضر» لواقع الحال بالمدينة، التي هي بمثابة إقليم كامل يسكنه أكثر من مليون نمساوي من جملة 8 ملايين.
وفي هذا، قال عضو حزب الحرية ماكسيمليان كراوس، المسؤول الأول عن التعليم والتكامل بإقليم فيينا، إن «الدراسة دليل قاطع يعكس رفض الحزبين الاعتراف بفشلهما الذريع في دمج حتى الجيل الثاني من المهاجرين المسلمين، ناهيك بفيضانات من جيل مهاجر جديد متعصب لا يحترم ثقافة المدينة، متقوقع على نفسه لا يبدي أي حماس لتعلم لغة البلاد الألمانية».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.