استعادة الموصل ستحطم أحلام البغدادي وتنهي أسطورة «الخلافة»

التنظيم يسيطر على 10 % فقط من الأرض.. وخسر 90 % من قادة الصفين الأول والثاني

عناصر من قوات البيشمركة يتخذون مواقعهم استعداداً لبدء المعركة لطرد تنظيم {داعش} من الموصل وضواحيها أمس (رويترز)
عناصر من قوات البيشمركة يتخذون مواقعهم استعداداً لبدء المعركة لطرد تنظيم {داعش} من الموصل وضواحيها أمس (رويترز)
TT

استعادة الموصل ستحطم أحلام البغدادي وتنهي أسطورة «الخلافة»

عناصر من قوات البيشمركة يتخذون مواقعهم استعداداً لبدء المعركة لطرد تنظيم {داعش} من الموصل وضواحيها أمس (رويترز)
عناصر من قوات البيشمركة يتخذون مواقعهم استعداداً لبدء المعركة لطرد تنظيم {داعش} من الموصل وضواحيها أمس (رويترز)

قبل سنتين وفي أول جمعة منذ أن سيطر تنظيم «داعش» على مدينة الموصل يوم 10/ 6/ 2014، ظهر أبو بكر البغدادي خطيبًا في جامع الموصل الكبير وهو يرتدي ساعة روليكس ثمينة، وكان حلم «دولة الخلافة» الذي راوده منذ انتمائه إلى تنظيم القاعدة في معتقل بوكا جنوب العراق عام 2006 قد تحقق. دخل البغدادي مع قواته قليلة العدة والعدد من سوريا، وانهزمت أمامها نحو 5 فرق عسكرية عراقية مدججة بأحدث أنواع الأسلحة التي غنمها هذا التنظيم الذي لا يزال يقاتل في غالبيتها حتى اليوم، وأعلن من جامع الموصل في أول وآخر ظهور علني له قيام دولته المزعومة.
وبعد أيام قلائل من احتلالهم مدينة الموصل وكامل محافظة نينوى توجه مقاتلو «داعش» نحو محافظة صلاح الدين، حيث أعلنوا احتلال مدينة تكريت في 12 يونيو (حزيران) 2014 عن طريق «أبواق السيارات ومكبرات الصوت»، لا عن طريق القتال، ثم توجهوا نحو بغداد ووقفوا عند أسوارها، لتتحرك واشنطن بسرعة للحيلولة دون سقوط العاصمة بيد هذا التنظيم.
ورغم أن العد العكسي له بدا بعد فترة قصيرة من هذا التوسع السريع في ظل انهيار شبه تام للمنظومة العسكرية العراقية، فإن التنظيم الذي كان يحتل مدينة الفلوجة (65 كلم غرب بغداد) منذ أوائل عام 2014 تمكن، بالإضافة إلى خوضه معارك تراجعية لا سيما في قاطع محافظة ديالى التي احتل نحو نصفها - تمكن عام 2015 من احتلال مدينة الرمادي ومعظم مساحة محافظة الأنبار، مما جعله يسيطر على نحو 40 في المائة من مساحة العراق الكلية.
لكن التنظيم، بعد تشكيل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية وتنفيذه ضربات جوية واسعة النطاق منذ 22/ 9/ 2014 وإعادة هيكلة الجيش العراقي وانضمام عشرات الآلاف من المتطوعين الشيعة، تلبية للفتوى التي أصدرها المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني للقتال ضد «داعش»، بدأ يخسر مزيدًا من المساحات من الأراضي، بما تحتويه من موارد كبيرة تقلصت بموجبها موازنة التنظيم المالية.
ويشرح هشام الهاشمي، الخبير الأمني المتخصص بشؤون الجماعات المسلحة، الخريطة التنظيمية والسياسية والمالية لتنظيم داعش في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، قائلاً إن التنظيم «كان حتى قبل سنة يحتل نحو 22 في المائة من مساحة العراق، بينما لم يتبق له اليوم سوى 10 في المائة، وفي حال تم تحرير الموصل فإنه سيفقد ما تبقى له من أرض في العراق، علمًا بأن المساحة المتبقية وأقصد العشرة في المائة منها 5 في المائة آهلة بالسكان و5 في المائة غير آهلة بالسكان».
وردًا على سؤال حول أبرز ما ترتب على فقدان هذه المساحات من خسائر، يقول الهاشمي إن «(داعش) خسر ثلاثة أشياء مهمة جراء ذلك، وهي أنه خسر آبار النفط، حيث كان له في القيارة فقط 89 بئرًا نفطية، كما خسر أهم ثلاثة مصافي نفط في العراق كانت تحت سيطرته، من بينها مصفى القيارة ونفط خانة، كما خسر ثلاثة معسكرات مهمة وهي الصينية والقيارة والغزلاني».
وردًا على سؤال بشأن مستقبل التنظيم في ضوء هذه الخسائر الكبيرة، يقول الهاشمي، إن «تنظيم داعش انهار من الناحية العسكرية، لكن لا يزال هيكله التنظيمي قويًا، كما أن رأسماله باقٍ، لكن من غير المتوقع نموه في ضوء خسارته الموارد التي كان يحصل عليها من الأراضي التي استولى عليها»، مبينًا أن «تنظيم داعش لم يفلس حيث لا تزال أمواله تقدر بما بين مليار إلى مليار ونصف المليار دولار موزعة في كثير من الدول، من بينها إندونيسيا وماليزيا وأوروبا الشرقية وقبرص ولبنان». وبشأن ما يقال عن خسائره المتتالية بين صفوف قادته الكبار، يوضح الهاشمي أن «خسائر (داعش) على هذا الصعيد كبيرة جدًا، إذ إنه خسر من قادة الصف الأول له 42 قائدًا من مجموع 43، كما أنه خسر من بين صفوف قادة الصف الثاني 47 من بين 54، وهي خسائر يمكن تعويضها بالكمية، لكن من الصعب تعويضها بالنوعية».
وحول الطريقة التي سيسلكها التنظيم بعد خسارته الموصل كآخر معقل كبير له في العراق، يقول الهاشمي إن «من المتوقع أن يعمل مثلما عمل أبو عمر البغدادي (قتل بغارة أميركية عام 2010)، وهو تحويل ما يسمى الفضلة الزائدة إلى خلايا نائمة، إذ إنه سيبدأ العمل من تحت الأرض بنحو 15 إلى 20 مما لديه من موارد، بينما البقية يحولهم إلى خلايا نائمة، وسيبقي جزءًا من التنظيم إداريًا، لكنهم لا يمولون ويكون التركيز على علميات التفخيخ والتفجير».



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.