تركيا والإمارات يتوافقان حول قضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب

عبد الله بن زايد نوّه بنتائج الاجتماع الوزاري الخليجي ـ التركي في الرياض

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس ({غيتي})
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس ({غيتي})
TT
20

تركيا والإمارات يتوافقان حول قضايا المنطقة ومكافحة الإرهاب

وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس ({غيتي})
وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي في أنقرة أمس ({غيتي})

أكدت تركيا والإمارات تطابق وجهات النظر فيما بينهما بشأن قضايا المنطقة، وفي مقدمتها سوريا والعراق واليمن وليبيا، وضرورة التوصل إلى حلول سياسية لهذه الأزمات تحافظ على وحدة هذه الدول، وتضمن لشعوبها العيش في سلام. وشدد وزيرا الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، ونظيره الإماراتي عبد الله بن زايد في مؤتمر صحافي عقب مباحثاتهما في أنقرة أمس (الأحد)، ضرورة الحفاظ على وحدة العراق والقضاء على أي محاولات للتفرقة بين شعبه على أسس طائفية أو عرقية. وفي بداية المؤتمر الصحافي، هنأ وزير الخارجية الإماراتي تركيا مجددا بفشل المحاولة الانقلابية التي وقعت في منتصف يوليو (تموز) الماضي، لافتا إلى الاتصال الذي أجراه مع نظيره التركي عقب هذه المحاولة مباشرة، وأكد فيه دعم الإمارات للحكومة الشرعية في تركيا في مواجهة الانقلاب، منوها بقوة الشعب والحكومة التركية وتماسكهما في مواجهة هذه المحاولة.
وحول العلاقات بين البلدين، عبّر بن زايد عن اعتقاده بوجود مجال كبير لزيادة حجم التبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المتبادلة بين البلدين الشقيقين، لافتا إلى أن هناك أكثر من 10 آلاف مواطن تركي يعيشون في الإمارات ويعملون ويقومون بدور مهم، ليس فقط في تنمية الإمارات، ولكن في تقوية العلاقات بين البلدين. ونوه بن زايد بالاجتماع الوزاري بين دول مجلس التعاون الخليجي وتركيا، الذي عقد في الرياض منذ أيام، في تعزيز العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، وأكد أن أهمية الاجتماع تضاعفت بسبب التحديات التي تواجه المنطقة وفي مقدمتها الإرهاب، وشدد على وقوف الإمارات العربية المتحدة الكامل مع تركيا في مواجهة الإرهاب. وأشار إلى ضرورة تعزيز المشاورات بين تركيا ودول الخليج فيما يتعلق بمختلف قضايا المنطقة، ولا سيما الوضع في سوريا والعراق واليمن وليبيا. وتقدم بالشكر لتركيا على الموقف الذي أبدته خلال الاجتماعي الوزاري الخليجي التركي في دعم حق الإمارات في إعادة جزرها التي تحتلها إيران في الخليج، إضافة إلى دعمها التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأوضح أن الجانبين (تركيا ودول التعاون الخليجي) يمكنهما أن يحققا نجاحا كبيرا إذا قاما بتجميع قوتهما الاقتصادية، معربا عن ترحيبه الكبير بالقرار الذي اتخذ خلال الاجتماع بإعادة تنشيط المفاوضات حول إقامة منطقة التجارة الحرة بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي.
وردا على سؤال بشأن عملية درع الفرات التي ينفذها الجيش التركي في شمال سوريا دعما لقوات من «الجيش الحر»، قال وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، إن هدفنا من هذه العملية الوصول إلى تطهير مدين الباب لتطهير منبج تماما، والمهم هنا ليس فقط العمليات الجوية وإنما العمليات البرية التي تنفذها تركيا مع «الجيش الحر» لها أهمية كبيرة، لافتا إلى أن المناطق التي تم تطهيرها من «داعش» حتى الآن عادت الحياة فيها إلى طبيعتها ونحن نسعى لتطهير سوريا والعراق قاطبة من تنظيم داعش. وأشار إلى أن تركيا تواصل أيضا للمشاركة في عملية تحرير الموصل من يد «داعش»، موضحا أن عمليات قصف جوية لمواقع «داعش» بدأت في الموصل، لكن عملية التحرير نفسها لم تنطلق بعد، ولقد قلنا من قبل، ونقول الآن، إن 90 في المائة من سكان الرقة في شمال سوريا والموصل شمال العراق هم من العرب السنة، نحن ضد المذهبية والطائفية، لكن الحكومتين السورية والعراقية يتحركان في سياق مذهبي، وبعض الدول الأخرى تقوم بعمليات لقتل السنة. وتابع جاويش أوغلو «إننا لم نجلب النزاع الطائفي إلى العراق، وإنما جلبه نوري المالكي رئيس الوزراء السابق، وقد تحدثنا كثيرا مع الجانب الأميركي وقلنا إن تولي هذا الشخص رئاسة الحكومة سيجلب المشكلات والصراعات الطائفية والمذهبية إلى المنطقة».
وأضاف، أن الموقف التركي واضح في سوريا والعراق وهو تطهير البلدين من جميع التنظيمات الإرهابية (داعش، العمال الكردستاني، الاتحاد الديمقراطي)، لافتا إلى أن هناك بعض الميليشيات في العراق، ونرى أن دخولها معركة الموصل سيؤدي إلى صراع مذهبي.. هدفنا تطهير الموصل وسوريا من التنظيمات الإرهابية؛ لأن وجودها يشكل تهديدا لأمن تركيا، ونحن نستخدم حقوقنا المكفولة بالقانون الدولي مثلنا مثل أي دولة.
وردا على سؤال حول رؤية الإمارات لما يجري في الموصل، قال وزير الخارجية عبد الله بن زايد «إنه من المهم القضاء على (داعش)، لكن يجب أن نسأل أنفسنا عما سيحدث في الموصل بعد القضاء على (داعش)، فهل ستعود الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل (داعش)، وهل ستستفيد الحكومة العراقية من تطهير الموصل من (داعش) وتدخلها وتضمن المساواة بين جميع مكوناتها؟». وأضاف، أن «فترة تولي المالكي رئاسة الحكومة العراقية كانت فترة صعبة بالنسبة للشعب العراقي، ونحن لا نؤمن بأنه من الصواب أن يأتي قائد عراقي بعد صدام حسين ويشهد الشعب العراقي الظروف نفسها التي كان يعيشها تحت حكم صدام. أعتقد أن هذه فرصة لحكومة حيدر العبادي لجعل العراق دولة متطورة يتطلع العالم للتعامل معها وتفيد شعبها وتحقق له الازدهار وتفيد المنطقة أيضا». وتابع أنه «يجب النظر إلى الجهود الجارية للقضاء على (داعش) من ناحية والقضاء على الطائفية من ناحية أخرى؛ لأن هذه هي الوقاية الحقيقية للشعب العراقي من تكرار ما حدث».
وكان وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وصل إلى أنقرة أمس في زيارة تستغرق يومين بدعوة من نظيره التركي من المقرر أن يلتقي خلالها أيضا الرئيس التركي رجب طيب إردوغان.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو زار الإمارات في أبريل (نيسان) الماضي، بعد نحو ثلاث سنوات من الفتور في العلاقات بين البلدين بسبب خلافات على بعض الملفات، وتم الاتفاق في هذه الزيارة على إعادة السفير الإماراتي إلى تركيا وقد عاد بالفعل في يونيو (حزيران) الماضي.



حملة اعتقالات حوثية في صعدة والحديدة بتهمة تصوير القصف الأميركي

منزل دمَّرته غارة أميركية في مدينة الحديدة غرب اليمن (إعلام حوثي)
منزل دمَّرته غارة أميركية في مدينة الحديدة غرب اليمن (إعلام حوثي)
TT
20

حملة اعتقالات حوثية في صعدة والحديدة بتهمة تصوير القصف الأميركي

منزل دمَّرته غارة أميركية في مدينة الحديدة غرب اليمن (إعلام حوثي)
منزل دمَّرته غارة أميركية في مدينة الحديدة غرب اليمن (إعلام حوثي)

نفَّذت الجماعة الحوثية في اليمن حملة اعتقالات طالت العشرات من السكان في محافظتي الحديدة وصعدة عقب الغارات الأميركية، بتهمة مخالفة التعليمات الأمنية بعدم نشر أو تصوير المواقع المستهدفة.

عناصر الحوثيين اعتقلوا أكثر من 10 أشخاص من السكان في مديرية «الحَوَك» بمدينة الحديدة، بتهمة تصوير الموقع الذي استهدفته المقاتلات الأميركية، وفق مصادر محلية وسكان ذكروا أن شابين ظهرت أصواتهما في التصوير المرئي لمنزل جرى استهدافه من بين المعتقلين، وقال الحوثيون إن 9 من سكان ذلك المنزل لقوا حتفهم.

استغرب السكان من هذه الحملة، في حين أن المكان الذي استهدفته هو أحد المنازل وتساءلوا: كيف سيكون عليه الحال إذا تم تصوير أو نشر أنباء عن استهداف موقع عسكري أو مقر سري للقيادة والسيطرة الحوثية؟

آثار قصف أميركي على هدف خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)
آثار قصف أميركي على هدف خاضع للحوثيين في صنعاء (أ.ب)

معظم سكان المدينة يعلمون أن القيادات الأمنية والعسكرية تتخذ من الفنادق مقراً لها للاحتماء من الاستهداف، كما يتم استخدام أجزاء من مباني الكليات الجامعية لهذه الأغراض، وكذلك المنازل القريبة أو المجاورة للمراكز الطبية والمستشفيات، وفقاً للمصادر.

تلفيق التُّهم

جاءت الاعتقالات الحوثية عقب حملة مماثلة طالت نحو 50 مدنياً في مدينة الحديدة، وفق مصادر حكومية يمنية، حيث اتُّهموا بإرسال إحداثيات أو نشر أسماء ومواقع استُهدفت بالغارات الأميركية.

كما شنت الجماعة الحوثية خلال الأيام الماضية حملة اختطافات واسعة طالت عشرات المدنيين في محافظتي الحديدة وصعدة، في تصعيد أمني جديد تحت ذرائع تتعلق بالتخابر والتجسس.

عنصر حوثي يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)
عنصر حوثي يعاين آثار ضربة أميركية استهدفت موقعاً في صنعاء (إ.ب.أ)

وذكرت إشراق المقطري، عضو اللجنة الوطنية اليمنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، أن المختطفين في الدفعة قبل الأخيرة كانوا يتلقون مساعدات خيرية مقدّمة من أحد رجال الأعمال اليمنيين في الحديدة، وقالت إن الجماعة استخدمت هذه المساعدات ذريعةً لاتهام المعتقلين بالتجسس.

وأوضحت المسؤولة اليمنية أن حملة الاختطافات تتوسع في المحافظة تحت ذرائع متعددة، في ظل صعوبات حقيقية تواجه عمليات الرصد والتوثيق من النشطاء والجهات الحقوقية، بسبب سيطرة أمنية مشددة تفرضها الميليشيا على المنافذ الإعلامية والمنظمات المستقلة.

رقابة صارمة

ازدادت حملة الاعتقالات الحوثية شراسة مع استئناف الولايات المتحدة استهداف مواقع اختباء قادة الجماعة ومخازن أسلحتهم، حيث أصدر جهاز الأمن والمخابرات التابع لهم تحذيراً إلى جميع السكان من تسمية المواقع التي تستهدفها الغارات سواء عبر المكالمات الهاتفية أو الرسائل أو النشر في مواقع التواصل الاجتماعي، بتهمة أن الجانب الأميركي يستفيد من تلك المعلومات في تجديد بنك الأهداف.

كما يفرض الحوثيون رقابة صارمة على النشر أو تصوير المواقع التي يستهدفها الطيران الأميركي، ويحتكر عبر دائرة العلاقات الإعلامية المشاهد التي يمكن بثها أو إعطاؤها للمحطات التلفزيونية التابعة له أو للعدد القليل من المحطات الأجنبية العاملة، بما فيها وكالات الأنباء الدولية.

جانب من آثار غارة أميركية استهدفت موقعاً للحوثيين في صعدة حيث معقلهم الرئيسي (أ.ف.ب)
جانب من آثار غارة أميركية استهدفت موقعاً للحوثيين في صعدة حيث معقلهم الرئيسي (أ.ف.ب)

وفي محافظة صعدة (شمال) ذكرت مصادر محلية أن الجماعة اعتقلت العشرات من السكان عقب الضربات الدقيقة التي استهدفت مخابئ ومخازن الأسلحة ومراكز القيادة، واتهمتهم بإرسال إحداثيات إلى الجانب الأميركي أو بمساعدته من خلال تصوير المواقع التي استُهدفت أو النشر عنها في مواقع التواصل الاجتماعي، وهي الحملة التي نُفّذت أيضاً في صنعاء وذمار.

ومنذ منتصف العام الماضي، شن الحوثيون حملة اعتقالات طالت أكثر من 70 من العاملين في المنظمات الأممية والدولية والمحلية الإغاثية في مناطق سيطرتهم، بتهمة الجاسوسية مع الولايات المتحدة، وتسعى الجماعة إلى محاكمة المعتقلين بهذه التهمة التي تصل عقوبتها إلى الإعدام.