صحافية: ترامب تحرش بي قبل 10 أعوام.. لماذا الآن؟

يوم الأربعاء الماضي، صارت الصحافية الأميركية ناتاشا ستوينوف حديث الصحف، بعد أن قالت أن المرشح الجمهوري دونالد ترامب تحرش بها قبل عشرة أعوام، عندما ذهبت إلى قصره الفاخر في ولاية فلوريدا، حيث احتفل بزواجه، وذلك لإجراء مقابلة لمجلة «بيبول» (الناس) الأسبوعية التي كانت تعمل فيها.
يوم الخميس، أسست الصحافية صفحة في موقع «فيسبوك». نشرت فيها صورة جديدة لها. لكن، من دون معلومات كثيرة عنها. ولم تنشر في الموقع الخبر الذي أثار الضجة. ويبدو أنها تعمدت حذف التعليقات السلبية، ولم تحذف التعليقات الإيجابية. لكن، في عصر التواصل الاجتماعي في الإنترنت، تطوع آخرون، وأسسوا صفحة عنها. ونشروا فيها تعليقاتهم. وكانت أكثرها سلبية (من كثير من الرجال)، وأقلها إيجابية (من كثير من النساء).
كتبت ماري ديلاني: «هل تريدون معرفة السبب الذي يجعل النساء لا يشتكين من معاكسات الرجال الجنسية، ومن اغتصابهم لهن؟ اقرأوا التعليقات في هذه الصفحة. هذه تعليقات لا تصدق. لا يعرف كثير من الناس (تقصد كثيرًا من الرجال) معاناة النساء في هذه الحالات».
وأضافت: «ها هو ترامب يريد أن يصبح رئيسًا لأميركا، وزعيمًا للعالم، على حساب نساء بريئات، لا ذنب عليهن سوى أنهن وجدن أنفسهن معه، في طائرة، أو في غرفة، أو في واحد من فنادقه، أو منتجعاته، أو ملاهييه الليلية».
هكذا، دافع عن الصحافية عدد كبير من النساء. (لم يدافع عنها أي رجل في هذه الصفحة).
بدأت قصة الصحافية في عام 2006، عندما نشرت مجلة «بيبول» تقريريًا جميلا كتبته هي عن زواج دونالد ترامب لزوجته الثالثة، ميلانيا. كتبت: «قال ترامب، وهو يندفع نحو زوجته الحامل: (هذه طفلتي). قصد أن زوجته حملت منه قبل زواجهما. ثم استدرك وقال: (هذه طفلتي، وهذه طفلتي). قصد أن يصف زوجته بأنها أيضًا طفلته».
لم تنشر الصحافية في ذلك التقرير أي شيء عما قالت يوم الأربعاء الماضي بأن ترامب عاكسها عندما أجرت المقابلة معه. وأضافت لصحيفة «نيويورك تايمز»: «دخلنا غرفة الاستقبال في قصر ترامب. كنا الوحيدين في الغرفة. قفل الباب خلفنا. وخلال أقل من ثانية، هجم على، وضمني إليه، وضغطني على الحائط، وبدأ يقبلني غصبًا عني».
في يوم الأربعاء نفسه، غرد ترامب، وعلق: «هذا موضوع عمره عشر أعوام. لماذا أثارته هذه الصحافية الآن؟ لماذا لم تكتبه في ذلك الوقت؟ السبب: لأنه لم يحدث».
وسارعت مجلة «بيبول»، ووقفت إلى جانب الصحافية. وقالت إن سبب تأخير إعلان ما حدث هو «إحراج، وتوتر، وعواطف متناقضة» من جانب الصحافية.
وقال جي دي هيمان، نائب رئيس تحرير المجلة لصحيفة «واشنطن بوست»: «كان ما حدث مفاجأة لها. لم تتوقع أن يفعل ترامب ما فعل. لم تنس ما حدث. وكيف تنساه؟ ورأت أن الوقت الحاضر هو الوقت المناسب لتعلن للناس ما حدث. كان الغضب قد فاض».
عن هذا «الغضب»، قال نائب رئيس التحرير: «كان سبب الغضب هو نفي ترامب، خلال المناظرة الرئاسية الأخيرة، أنه اعتدى على أي امرأة اعتداء جنسيًا. لكن، خلال الأيام القليلة الماضية، تطوعت أربع نساء، وقلن إنه فعل ما نفى».
وسألت صحيفة «واشنطن بوست» نائب رئيس التحرير: «لماذا صممت عشرة أعوام؟!».
وأجاب: «أعتقد أنها أحست أحاسيس متناقضة في ذلك الوقت. وهي قالت لنا (عندما حققت المجلة معها بعد أن كشفت ما حدث) إنها لم تعرف ماذا تفعل. وقالت لنا إنها لم ترد أن تخلق ضجة بسبب ما حدث. وقالت لنا إنها كانت خائفة. وقالت لنا إنها كانت تريد أن تؤدي واجبها كصحافية، ولم ترد أن تفقد وظيفتها».
ودافع عن الصحافية جيسي كايغل، رئيس تحرير مجلة «بيبول». يوم السبت الماضي، وقال: «نحس بسعادة لأن نتاشا ستوينوف قررت أن تعلن ما حدث لها. إنها صحافية من الدرجة الأولى. إنها امرأة وطنية من الدرجة الأولى». وأضاف: «كشفت ما كشف لأنها تريد أن تفيد الجمهور. وكل من يقول غير ذلك لا يريد سوى الإساءة إلى سمعتها».
لكن، في مواقع التواصل الاجتماعي، قال كثير من الناس غير ما قال رئيس التحرير.